الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب هو بطل حرب السبيعن بدون منازع


حاوره/صلاح سيف –

ساهمت القوى الشعبية بقيادة بركات والشحاري والشامي والعواضي وجارالله في فك حصار السبعين

¶ حرب السبعين يوم كانت صعبة وكفدائيين رفعنا شعار الثورة أو الموت

¿ مهمتنا كانت طوعية للدفاع عن الوطن وثورته ولم نكن نفكر في تحقيق مكاسب شخصية ومادية
¿ حبنا لليمن وتوحدنا تحت رايتها كان بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها رهانات الملكيين وأتباعهم من المرتزقة

حاوره/صلاح سيف

المناضل حسين عبدالله بن عبدالله الملقب «بالتيس» نظرا لشجاعته وإقدامه مغامراته أثناء الكفاح المسلح في حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني أو في حرب السبعين حيث نال «التيس» شرف المشاركة من خلال التحاقه بقوات المظلات في العاصمة صنعاء بعد الكمين المسلح الذي تعرض له المئات من مقاتلي جبهة التحرير في نقيل يسلح لكنه عاد إلى تعز والتحق بقوات المظلات مع مجموعة من الفدائيين بعد أن أقلتهم طائرة نقل عسكرية إلى الجبهة الأمامية في قلب العاصمة صنعاء المحاصرة , وبمناسبة العيد الذهبي لثورتي 26 سبتمبر والعيد الـ49 لثورة 14 أكتوبر نلتقي اليوم بالمناضل حسين «التيس» الذي روى لنا في هذا الحوار عن ذكريات حرب السبعين يوما وأهمية التلاحم الوطني بين أبناء اليمن الواحد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في تحقيق النصر على القوات الملكية رغم ما كانت تمتلكه من سلاح وعتاد عسكري متطور وحديث, حب التضحية من أجل اليمن كان السلاح الذي صنع الفارق على أرض المعركة , كما يتحدث المناضل «التيس» في هذا الحوار عن كثير من التفاصيل عن حرب السبعين و دور قوات المظلات والصاعقة .

س/ كنت من ضمن القوة التي تحركت إلى نقيل يسلح ثم انسحبت وعادت إلى تعز ممكن تشرح لنا أسباب إخفاقكم في عدم القدرة على الوصول إلى صنعاء و مقتل عدد كبير منكم في نقيل يسلح¿
ج/:لم نستطيع الوصول إلى صنعاء عبر طريق نقيل يسلح لعدة أسباب هي أن جميع المقاتلين لم يكونوا من القوات النظامية حيث كانوا خليطا من القوات النظامية والتنظيم الشعبي , بالإضافة إلى عدم وجود خطة واضحة للتحرك حيث كان تحركنا بطريقة عشوائية تجاه صنعاء وهو ما جعلنا مكشوفين أمام مدفعية القوات الرجعية الملكية التي قصفتنا بكثافة فسقط عدد كبير منا شهداء في نقيل يسلح ولم نتمكن من مواصلة السير باتجاه صنعاء للمشاركة في فك الحصار عن صنعاء نظرا لكثافة نيران المدفعية وعدم وجود إلمام بالمواقع التي تتواجد فيها القوات الملكية .
إضافة إلى عدم امتلاكنا للسلاح والعتاد الكافي , كم أن قيادة الجيش في معبر لم تقدم لنا أي دعم أو مساعدة عسكرية أي لم تقدم لنا أسلحة ومعلومات عن مواقع تواجد القوات الملكية والقبائل الموالية للملكيين. فانسحبنا إلى مركز القيادة العسكرية في معبر ثم عاد مجاميع منا إلى تعز .
س/ كنت واحدا من الفدائيين الذين التحقوا بالمظلات وشاركوا في حرب السبعين متى التحقت بقوات المظلات¿
ج/ في نوفمبر 1967 م أثناء حصار السبعين وبعد مقتل أبرز قيادات جبهة التحرير في معركة نقيل يسلح انسحب ما تبقى من مقاتلي جبهة التحرير و التنظيم الشعبي من نقيل يسلح إلى معبر ثم عاد مجموعة من الفدائيين إلى تعز وهناك طلبنا منهم الدخول إلى صنعاء رأسا لأننا كنا كفدائيين نمتلك القدرات القتالية وحرب الشوارع ولذلك قلنا يجب أن ندخل إلى صنعاء مباشرة من أجل ان نشاركة في القضاء على المجاميع الملكية الموجودة داخل العاصمة صنعاء.
س/ بمن التقيتم في تعز وطلبتم منه الدخول إلى صنعاء رأسا¿
ج/ التقينا بمحمد عبده ناشر في تعز و كان يشغل منصب كبير المعلمين في قوات الصاعقة وشرحنا له قدراتنا القتالية كفدائيين وطلبنا منه نقلنا مباشرة إلى الجبهة الأمامية في قلب العاصمة فقام بتوفير طائرة نقل عسكرية نقلتنا مباشرة إلى صنعاء وكنا مجاميع كبيرة وصلنا إلى المطار الجنوبي في صنعاء وجدنا مجموعتين في المطار قوة المظلات وقوات الصاعقة فوزعونا على القوتين فالتحقت أنا بقوة المظلات الذي كان يقودها محمد مهيوب الوحش أما الصاعقة فقد كانت بقيادة عبد الرقيب عبد الوهاب وتم نقلنا من المطار إلى معسكرات الصاعقة والمضلات بجانب مصنع الغزل والنسيج.
س/ ممكن تحدثنا عن المهمة التي اسندت لكم في قوات المظلات والصاعقة¿
ج/ كانت مهمة الصاعقة والمظلات حماية المنشآت العسكرية التي تتعرض للقصف من قبل قوات الملكيين, ولأننا كنا مجموعة من الفدائيين كنا ننتشر في عدة مواقع و نقوم بتحركات ومداهمات لمناطق جرش وبني حشيش وقرية الدجاج في سعوان, حيث كانت مواقعنا تتعرض للقصف باستمرار من هذه المناطق الاستراتيجية المطلة على مواقعنا و كانت تشكل خطرا علينا ومعظم مرتزقة الملكيين كانوا يتواجدون في هذه المناطق الاستراتيجية من أجل تطويق صنعاء , ونفذنا عمليات اقتحام متكررة لتصفية المرتزقة المتواجدين في هذه المناطق الحساسة وخسرنا شهداء كثر حوالي سرية كاملة قتلوا في عمليات الاقتحام المتكررة لها حتى تمكنا من تطهيرها من قوات الملكيين والمرتزقة الموالين لهم وكنا في هذه السرية أنا والباشا ومحمد علي العنسي وعلي ابو الريش وبعض الأسماء لم أعد أذكرها فقد مرت على الأحداث اكثر من أربعين.
س/ ممكن تحدثنا عن أبرز المواقف الصعبة التي واجهتكم كفدائيين في حرب السبعين يوما¿
ج/ كل حرب السبعين يوما كانت صعبة الموقف ونحن كفدائيين لم نكن نخشى الموت ولذلك انتقلنا من الجبهة الخلفية في نقيل يسلح إلى الجبهة الأمامية في قلب صنعاء بروح وطنية من أجل التضحية بأرواحنا دفاعا عن الثورة و الوطن وكان شعارنا الثورة أو الموت وهمنا الوحيد هو عدم دخول القوات الملكية إلى صنعاء والإنسان عندما يكون في أرض المعركة لم يعد يفكر في الموت خاصة أننا ذهبنا لنموت أو لننتصر لثورة 26 سبتمبر وفك الحصار على صنعاء والقضاء على القوات الرجعية الملكية والمرتزقة الموالين لهم والحمدلله انتصرنا عليهم بفضل الله وتضحيات أبناء الوطن الشرفاء.
س/ لكن في كثير من المعارك والحروب تمر على المقاتلين ظروف وأيام صعبة ممكن تحدثنا عن أصعب الظروف التي واجهتكم أثناء حرب السبعين يوما¿
ج/ لقد عشنا مواقف صعبة كثيرة حيث كان يتم محاصرتنا في عدة مواقع من يومين إلى ثلاثة أيام من قبل قوات الملكيين ولم يكن يصل إلينا الماء والكدم فكنا نقسم الكدمة لعدة وجبات ونأكلها وهي يابسة أي قد مضى عليها عدة أيام وعندما نفذت مننا الكدم أجبرتنا الظروف على دخول بعض مزارع «القشمي والبيعة» لنأكلها وكنا نتاولها كوجبة فلا تصدق بعض الذين يقول أننا أكلنا التمور واللحوم في حرب السبعين ومن يقول مثل هذا الكلام لم يكن مشاركا في الأحداث أصلا لأنه لم يعش معاناتنا حيث مرت علينا ظروف قاسية وأيام صعبة جدا كانت حياتنا كلها حرب وحصار وجوع وبرد قارس جدا , بالإضافة إلى عدم امتلاكنا للتسليح الجيد حيث كان سلاحنا هو بندقية شيكي ما تطلق منه أربع طلقات إلا وقد طلع روحك ,بينما كانت القوات الرجعية لديها أسلحة حديثة ومتطورة مثل الرشاشات الأمريكية ومدافع الهون والهوزر……..إلخ من الأسلحة المتطورة بالإضافة إلى وجود مدربين وخبراء أجانب كانوا يدربوهم ويضعوا لهم الخطط العسكرية , وعندما كنا نسيطر على بعض المواقع كنا نغنم بعض الأسلحة فنقول لو نملك هذه الاسلحة الحديثة لكن حسمنا المعركة خلال أيام ولم يستطيع أي جيش في العالم دخول صنعاء , لأننا كنا نملك إرادة وطنية قوية ومعنويات مرتفعة وبفضل الله استطعنا الانتصار على القوات الملكية رغم فوارق التسليح والإمكانيات حيث كان حبنا لليمن أكبر من كل شيئ وهذا كان سلاح لا يقارن وهو سر تفوقنا على القوات الرجعية.
س/ متى بدأتم تلمسون مؤشرات النصر وقرب انتهاء الحصار¿
ج/ بعد استعادة قوات المظلات والصاعقة لبعض المواقع الاستراتيجية المهمة والمطلة على صنعاء مثل جبل النبي شعيب ومنطقة بني حشيش وجبل نقم حيث بدأنا نتنفس و نشعر بحرية التحرك حينها تكاتفت القوى بشكل اكبر وبدأت القوات الشعبية تلتحم بقوات المظلات والصاعقة وكانت تسيطر على المواقع وتنتشر فيها بعد أن تقوم قوات المظلات والصاعقة بتطهيرها من القوات الرجعية.
وقد لعبت القوات الشعبية دورا كبيرا في حرب السبعين وساهمت في عملية فك الحصار عن صنعاء حيث انضمت مجاميع كبيرة من القوات الشعبية بقيادة الأفندم بركات ويوسف الشحاري وجارالله عمر ويحي الشامي والتحمت بقوات الجيش وشاركت في معارك كثيرة بجانب قوات المظلات والصاعقة واستشهد عدد كبير من القوات الشعبية أثناء معارك حرب السبعين.
س/ما هو الدور الذي اسند للقوات الشعبية كونها لم تكن قوات نظامية إضافة إلى ضعف إمكانيات التسليح ¿
ج/ اسندت إليها مهام كثيرة أهمها استلام بعض المواقع والنقاط العسكرية التي يتم استعادتها وتطهيرها من القوات الرجعية, وكان عبد ربه العواضي معه مجاميع تعرف استراتيجية المنطقة وساهم بدور كبير في عملية فك الحصار حيث كان يقود مجاميع تعرف المداخل والمخارج ولذلك كانت مجاميعه تنظم دائما مع قوات الصاعقة والمظلات واللواء مدرع و كان العواضي يعرف كيف يدخل هذه المنطقة أو تلك ويعرف كيف ومتى ينسحب منها وأثناء عملية العروض كانت القوة الشعبية تمثل قوة كبيرة رغم شحة الأسلحة التي كانت معاهم.
س/ ممكن تحدثنا عن أهم العوامل التي ساعدت قوات الجيش في الانتصار على القوات الرجعية الملكية رغم فوارق التسليح والإمكانات¿
ج/ هناك عوامل كثيرة ساهمت في صنع الانتصار أهمها إيماننا بعدالة القضية التي نقاتل من أجلها وهي الثورة وضرورة انتصارها مهما كلف ذلك من تضحيات وهي ثورة شعب بأكمله من المهرة إلى صعدة لذلك تدافع الناس للتطوع والدفاع عن صنعاء عاصمة ثورة 26 سبتمبر من كل مناطق اليمن وتوحدنا جميعا تحت راية اليمن ورفعنا شعار الثورة أو الموت وقد جسد هذا التلاحم الوطني أقوى صور الوحدة الوطنية الداخلية وكان السد المنيع والصخرة التي تحطمت عليها كل الرهانات الخاسرة التي راهنت على سقوط صنعاء وانتكاسة الثورة, حيث كنا خليطا من الفدائيين والمقاتلين من شبوة وأبين وردفان ولحج والصبيحة والحديدة وتعز وصنعاء وذمار ومن كل مناطق اليمن دون استثناء ولم تكن للشعارات المناطقية والمذهبية والعنصرية وجودا بيننا حيث كنا كلنا يمنيين ونعتز بانتمائنا لليمن ونتسابق على الموت والتضحية من أجل عزة اليمن ولم يكن لنا أي طموح شخصي في الحصول على مناصب أو وظائف رفيعة أو هواة زعامة وشهرة أو تحقيق مكاسب شخصية أو مادية كما يحدث اليوم للأسف من تمزيق للنسيج الاجتماعي ووحدتنا الوطنية , على الرغم من التهميش والتضييق والإقصاء الذي تعرضنا له من قبل الحكومات المتعاقبة وأجهزتها المختلفة بعد كل تلك التضحيات إلا أن ذلك لم يجعلنا نكفر بالثورة أو الوحدة , لأننا ناضلنا من أجل اليمن ووحدته وعزته وليس من أجل الحصول على منافع ومكاسب مادية وكنا ندافع ونضحي من أجل وطن وهم كانوا يقاتلون من أجل تحقيق مكاسب مادية وشخصية لذلك هزموا وانتصرنا بإرادتنا وعزيمتنا القوية على القوات الرجعية رغم فارق التسليح بيننا وبينهم.
س/ من خلال مشاركتك في حرب السبعين في الجبهة الأمامية ممكن تحدثنا عن القائد الفعلي لحرب السبعين يوما الذي كان له دورا حاسم في تحقيق النصر¿
ج/ أقولها أمانة للتاريخ أن الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب كان بطل حرب السبعين يوما وصانع النصر فهذا الرجل يجب أن توضع له مكانة خاصة في تاريخنا الوطني نظرا لدوره الوطني وتضحياته وشجاعتة.
فقد كان رجل المعركة الاول بلا منازع حيث كان يتحرك في كل المواقع وقام في عمليات اقتحام كثيرة لعدد من المواقع والمناطق ومازلت اتذكر قيامه في فك الحصار عن القائد عبدالكافي الذي كان محاصرا مع قواته في منطقة بني حشيش, وقد نلت شرف المشاركة معه في عدة عمليات اقتحام ومنها عملية اقتحام تبة جهراس وكان اسمها «المطلع» واستشهد فيها ضابط اسمه جهراس وسميت باسمه, رغم أني كنت ضمن قوات المظلات ولم أكون ضمن قوات الصاعقة لكن كنا نشارك معه في بعض العمليات العسكرية الفدائية.
س/ممكن تحدثنا عن بعض مواقفه الشجاعة التي كان لها أثرا في تغيير معادلة الحرب ¿
ج/ أولا- كان قائدا شجاعا يمتلك شخصية كاريزمية قوية ولعب دورا كبيرا في رفع الروح المعنوية للمقاتلين بالإضافة أنه كان قويا جبيرا لا يخاف ومازلت أتذكر إحضاره لبعض المرتزقة الذين ألقى القبض عليهم في بني حشيش وقام بسحلهم بالسيارات في شوارع صنعاء مع أسلحتهم من الرشاشات الثقيلة , وقد أثرت هذه الحادثة بشكل ايجابي كبير حيث أدت إلى رفعت الروح المعنوية لدى المقاتلين والمواطنين الذين كانوا خائفين على سقوط صنعاء لكنهم عندما شاهدوا حادثة سحل المرتزقة ارتفعت الروح المعنوية لديهم وشعروا بالاطمئنان وزادت ثقة المواطنين بقدرة الجيش على الدفاع عن صنعاء وقد اعتبرت عملية سحل المرتزقة رسالة قوية لكل من تسول له نفسه التعاون مع القوات الرجعية سيكون له نفس المصير و من كان يتعاطف مع الملكين ويراهن على انتصارهم غير موقفة بعد تلك الحادثة التي اعطت قوات الجيش والمواطنين دفعة معنوية كبيرة في الحرب .
ثانيا- كان رجل موقف وصاحب كلمة و قائد بسيط شديد التواضع وقد دخلت معه في شجار على الميري حيث كان دائما يلبس مدني حتى إذا لبس الميري لم يكن يلبس الرتب ولم أكن أعرف حينها أنه قائد قوات الصاعقة إلا بعد أن تشاجرت معه ومن شدة تواضعه تقبل صراخي عليه ولم يقل لي أنه قائد الصاعقة حتى أخبرني بعض الجنود بأنه قائد الصاعقة ورئيس هيئة الاركان العامة.
س/ بعد انتصاركم في حرب السبعين وفك الحصار لماذا لم تبقوا في الجيش¿
ج/ يا ابني كنا في مهمة طوعية للدفاع عن الوطن وثورته ولم نكن نفكر الاستمرار في الجيش والحصول على رتب ومناصب وغيرها من المكاسب لذلك عندما حققنا هدفنا وانتهت مهمتنا الوطنية تجاه بلدنا عدنا من حيث جئنا ولو كنا نريد البقاء في الجيش والحصول على الرتب والمناصب لكنا بقينا لكن همنا كان اليمن وانتصار ثورته ولذلك ضحينا ومازلنا مستعدين للتضحية من أجل اليمن رغم كل معاناتنا لكن هذه بلدنا نحن وليس لنا وطن آخر وعندما نشعر أنه في خطر وبحاجة لنا سوف نكون في المقدمة رغم تقدمنا في السن لكن مازال لدينا الحماس والخبرة القتالية لتقديم الكثير من التضحيات من أجل اليمن.
س/ لكن أريد معرفة سبب انسحابك وعدم استمرارك خاصة وأنك كنت ضمن الفدائيين في المظلات¿
ج/ عندما انتقل النشاط الحزبي إلى داخل الجيش بدأت الصراع والانقسام بين القوات المسلحة حينها الناس الوطنيين الذين لم يعجبهم الوضع انسحبوا وأنا كنت واحد من أؤلئك الذين فضلوا الانسحاب على الاصطفاف مع فلان أوعلان وكان شعارنا حينها «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه « وبعد ذلك حصل ما حصل في أغسطس 1968م حيث تم تصفية وسجن معظم الرموز الوطنية التي صنعت النصر في حرب السبعين يوما وصعدت القوى الانتهازية على حساب القوى الوطنية واستأثرت بكل شيء وقام البعض بمنح نفسه أدوارا بطولية في حرب السبعين يوما بينما هو لم يكن موجودا أصلا ولم يشارك في معركة واحدة ,و بعد انسحاب القوة الوطنية التي صنعت ملاحم النصر في السبعين وتصفية وسجن وتشريد ما تبقى منهم في أحداث اغسطس , تمكن الانتهازيون من التسلق على تضحيات الآخرين واختطفوا أدوارهم وقاموا بتزوير الملاحم البطولية لحرب السبعين بعد تصفية أبطالها وقام البعض بمنح نفسه أدوارا وبطولات لم يشارك في صنعها وللأسف تم تزوير الحقائق التاريخية للثورة وطمسوا أدوار الأبطال الحقيقين و لذلك قال تشي جيفار «الثورات يقوم بها الأبطال ويحكمها…………….»¿!!
س/ أين ذهبت بعد ذلك ¿
ج/ سافرت للحديدة والتحقت بالرياضة من خلال لعب كرة القدم وشاركت في تأسيس نادي الهلال الرياضي حتى عام 1974م عدت إلى لحج ومن أجل الأمن من الخوف التحقت بالأمن العام في الحوطة وحين زادت المضايقات هربت إلى الحديدة واستقريت فيها حتى عام 1995 م عدت إلى عدن واستقريت فيها حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا