
حاوره/محفوظ البعيثي –
الشاعر الكبير عباس الديلمي ذكريات في سفر الثورة
التشكيلة التي تعلمت على يدها طهرتني من الحساسية المذهبية وعمقت لدي القبول بالآخر
إلى ماذا يعود اختفاء الصوت الغنائي للمرأة في الريف وكذا اختباؤها خلف عباءتها¿
- يعود إلى أسباب اجتماعية وإلى عوامل ذات الطابع السياسي الديني ويعود إلى التغيير الذي حصل في حياة الناس يعني أن المرأة في السابق كانت تنتقل إلى منابع الماء لتنقل المياه إلى البيوت حالياٍ تلاقي أن مشاريع المياه وصلت إلى البيوت وكانت المرأة في السابق تخرج مع قطعان الأغنام إلى المراعي وهي تسلي على نفسها ببعض الأغاني الآن هنالك الكثير ممن يسمعها وينهرها ويعتبر غناءها حراماٍ وصوتها عورة وكثير من الأشياء الأخرى وهذا ما نبه له الأستاذ عبدالله البردوني رحمه الله حيث كان يعيد اللوم إلى أسباب كثيرة بما فيها الإذاعة وقال: كان المواطن في الريف يحاول أن يعبر عن نفسه فيبدع الكلمة ويبدع اللحن الآن يجد هذا المواطن أن الإذاعة تقوم بالواجب فيفتح المذياع ويستمع للأغاني المتعددة والمتنوعة وبدلاٍ من أن يبدع شيئاٍ جديداٍ يحاكي ما يسمعه عبر الإذاعة فتطور الحياة له دوره في كل شيء.
الوحدة عقيدة
< متى بدأت مناجاة الأستاذ عباس الديلمي للوحدة اليمنية¿
- لعلمك أن الوحدة اليمنية هي هاجس وأعتقد أنها حادث وحديث الأدباء والشعراء والمؤرخين أكثر من غيرهم ولهذا تجد أن الاستعمار البريطاني استطاع أن يوصل شرخ اليمن إلى البنية المادية والسياسية إلى الواقع الجغرافي ولم يستطع أن ينتقل به إلى البنية الثقافية لأن البنية الثقافية لليمن كانت واحدة ولن يصلها شرخ التشطير اطلاقاٍ ثم يعود الفضل بعد ذلك للرواد الذين حافظوا على هذا والذين حملوا رايته وانتقلوا به إلى الواقع العملي وعلى سبيل المثال ونحن طلبة في المدارس الاعدادية والثانوية كنا نقرأ للرواد من الأدباء والذين يكتبون في هذا الجانب وعلى رأسهم الأستاذ عمر الجاوي هذا الشخص الذي لا أنسى فضله علي وعلى غيري من الأدباء تشربنا منه حب الوحدة واعتبار الوحدة عقيدة وما يخالفها كفر نحن تعلمنا من هذا الرجل تعلمنا من الأستاذ عمر الجاوي- رحمه الله- كيف نقبل بالآخر طبعاٍ هؤلاء الرواد لن ننساهم وكذلك ما كان للحزب الاشتراكي اليمني من دور بعد طرد المستعمر البريطاني وتسلمه لقيادة الشطر الجنوبي من الوطن حيث عمل على تنشئة جيل بأكمله على ثقافة الوحدة وكانت الوحدة هي القضية الأسمى قبل أن يوحد »22« سلطنة وإمارة ومشيخة.
والذي أثار أو استفز أفكارنا حرب عام 1972م التي دارت بين شطري الوطن وكنت حينها طالباٍ في السنة الأولى من المرحلة الثانوية هذه الحرب استفزت ضمائرنا ووجداننا وهي من دفعني إلى مناجاة الوحدة والكتابة للوحدة كقدر لا بد أن يتحقق تلك الحرب أثارت لدي موهبتي فكتبت أول نشيد وطني لحنه الفنان أيوب طارش وهو أول نشيد أكتبه وكان يتحدث عن ثورة سبتمبر وأكتوبر ويخاطب الوحدة »موكب التحرير الفت القلوب وتوحدنا شمالاٍ وجنوب…« ومن يومها وكل ما كتبته عن الوحدة يخاطب الوحدة قبل أن تتحقق في ٢٢ مايو 1990م وكأنها قد تحققت لإيماننا أن هذا اليوم آت لا ريب فيه ولأننا كنا نرى أن التشطير عار.. من هنا كانت بداياتي مع الأعمال الوحدوية إلى أن تفرغت لديوان كامل اسمه »وحدويات«..
التطهر من الرواسب المذهبية
< ما قصة ذهابك في بداية السبعينات إلى مديرية ضوران ومدينة ذمار ثم عودتك مرة ثانية إلى محافظة تعز التي ولدت فيها¿
- كنت اتنقل مع والدي الذي كان يتنقل في عمله بالقضاء من آنس إلى الحجرية إلى شرعب إلى خدير إلى ريمة الكثير من المناطق ولعلمك بأن تنقلاتي هذه أفادتني كثيراٍ ليس في الجانب الشعري وإنما أيضا في الجانب العقائدي وكان والدي يحرص أن يذهب بي إلى شيخ من مشائخ العلم لكي أتعلم الفقه لأنه كان منشغلاٍ بالقضاء إلا أنه كان يناقشني ويهتم بي كثيراٍ وكان يختار لي كل يوم خمسة أبيات شعرية ويلزمني أن أحفظها وأسمعه مساء كل يوم حرص والدي على أن أتعلم الفقه أفادني كثيراٍ لأني درست على أيدي كثير من المشائخ الذين لا يمثلون مذهباٍ واحداٍ من المذاهب الموجودة في اليمن درست مثلاٍ في ذمار وفي آنس على أيدي فقهاء الزيدية وانتقلت إلى الحجرية فكان والدي يحرص على أن أتلقى بعض دروس الفقه خاصة حين أذهب إليه في العطلة الصيفية أثناء فترة عمله هنالك لدى أحد العلماء بالحجرية وهو المرحوم محمد حزام المقرمي وهو من كبار علماء السنة والشافعية هذا أفادني التحقت بالتعليم الحديث فدرست على أيدي أساتذة منهم من يمثلون تيارات إسلامية معينة مثل المرحوم محمد المخلافي الذي إن لم يكن مؤسساٍ لحركة الإخوان في اليمن فهو من أقطاب تأسيسها ثم درست على يد الأستاذ عبدالرحمن قحطان وهو من رموز الإخوان المسلمين في اليمن هذه التشكيلة التي تعلمت على يدها طهرتني من الحساسية ضد أي مذهب من المذاهب وعمقت لدي القبول بالآخر وكما استفدت من تنقلاتي من منطقة إلى أخرى في الجانب الشعري استفدت منها- أيضا- في الجانب التعليمي وفي جانب التطهر من الرواسب والحساسيات المذهبية ومن عدم القبول بالآخر وأستطيع القول إنني تطهرت منها تماماٍ عدا ما يمس بعض الأمور التي تثير شعباٍ بأكمله هذه لا يمكن أن أتجرد منها.
الحظ واكبني في مسيرة حياتي
< امتلكت موهبة شعرية جارفة في سن مبكرة فمن كان له الدور حينذاك في تقديم منتوجك الأدبي والغنائي للفنانين اليمنيين الكبار أمثال السمة الآنسي أيوب طارش وغيرهم¿
- لقد واكبني الحظ في مسيرة حياتي وتوفر أكثر من عامل على سبيل المثال صداقات والدي وعلاقاته هذه مكنتني أو فتحت لي أبواباٍ كثيرة وجعلتني أتعرف على أدباء وأعلام كبار ليس في المجال الأدبي وإنما أيضا في المجال السياسي فمثلاٍ صداقات والدي مكنتني من التعرف على القاضي عبدالرحمن الإرياني وهو الشاعر والرئيس وكان له الفضل بتشجيعي وطباعة ديواني الأول الذي هو بعنوان »اعترافات عاشق« الأستاذ عبدالله البردوني تعرفت عليه عبر صداقات والدي ولهذا قبل أن يقدم كتابي الأول بمقدمة طويلة وكنت لا أزال تلميذاٍ لا يمكن لأديب كبير كالأستاذ البردوني أن يقدم لديوان تلميذ مثلي وهذا يعود الفضل لصداقة والده مع والدي وهي الصداقات التي مكنتني من التعرف على أناس كبار وأدباء كبار بمن فيهم الرئيس إبراهيم الحمدي- رحمه الله – كان صديقاٍ لوالدي وحتى الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت تربطه علاقة بوالدي وهذا ما مكنني من التعرف عليه وأن يطبع لي ديواني »غنائيات« كذلك الأديب الكبير أحمد محمد الشامي وغيره ولا أنسى أن صداقات والدي عرفتني بالأستاذ أحمد محمد نعمان وهو واحد من رموز الحركة الوطنية وصنو الزبيري في النضال الوطني وقد كان والدي يعمل قاضياٍ في الحجرية حينها يبدو أنه حصل خلاف بين رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الإرياني والأستاذ أحمد محمد نعمان فاضطر الأخير إلى الانسحاب إلى قريته كتعبير عن غضبه وكان والدي يلازمه يومياٍ طيلة ثلاثة أشهر وكنت أحرص على أن أصاحب والدي إلى مجلسه مع النعمان وخلال الثلاثة الأشهر استفدت الشيء الكثير وبالذات حين كنت أنصت لحديثهما عن تاريخ اليمن وعن علاقة النعمان بالإمام أحمد وبثورة 1948م وبغيرها وكذلك القصيدة عرفتني بأناس كثر قبل أن أعرفهم عرفتني بعلي الآنسي وبمحمد مرشد ناجي وبأحمد السنيدار وبعلي عبدالله السمه حتى بالمرحوم عبدالفتاح إسماعيل كانت بطاقة تعرفي عليه هي القصيدة وبالذات النشيد الوطني الثاني الذي غناه أيوب طارش »عن طريق شقة ذي يزن وأهم من ظن أنا ننحني« حيث اعتقد البعض أنها تخاطب عبدالفتاح إسماعيل لأنه كان يكتب الشعر باسم ذو يزن وهذه فتحت علاقات ليس بيني وبينه وإنما بيني وبين أسرته بأكملها وما زلت ارتبط بعلاقة بنجله عمر حتى اليوم اضف إلى ذلك صداقاتي هذه ساعدتني على أن أكتب أكثر وأن أتمكن من النشر..
وقد تعرفت في بداية السبعينات على الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي استفدت منه الكثير والكثير وبالذات في مجالسه كما تعرفت في تلك الفترة على الأستاذ محمد سالم باسندوة والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني وكنت حينها ما زلت أدرس بجامعة صنعاء..
الاستجابة للتحدي
< يا ترى ما هي الأشواك والعوائق التي نثرت في طريق الأستاذ عباس خلال مشوار حياته الشعرية والإبداعية¿
- الذي لا يعاني أو لا يواجه بعض المصاعب فهو ليس عايشاٍ في هذا الكوكب ولكن أحياناٍ ينبغي على المرء أن يفلسف ما يحدث أمامه وأن يتقبله خاصة عندما يحاول أن يعرف الخلفيات والدوافع وهذه أنا لا أعتبرها عوائق بقدر ما أعتبرها حوافز أحيانا تصادف عائقاٍ فيكون حافزاٍ بالنسبة لك وبقدر ما أعتقد بأن هنالك من أعاقني أو أحبطني بقدر ما هنالك ما مكنني للاستجابة للتحدي وما ألهمني أيضا أما الأشياء الصغيرة كجوانب مادية عراقيل طباعة وغيرها من الأشياء المشابهة لا تحتسب عراقيل لأنها من الأشياء المعتادة في حياة الشاعر والكاتب.
حكاية »يمن الأمجاد«
< ما هي قصتك مع »يمن الأمجاد«¿
- »يمن الأمجاد« جاء بعد أغنية »صباح الخير يا يمناٍ«.. وهي التي كونت هذه العلاقة التي بيني وبين الفنان السوري الملحن الكبير سهيل عرفة ابنتيه أمل وسحر فكانت بدايتي معه في أغنية »صباح الخير..« ثم أتت حكاية »يمن الأمجاد« حيث طلب الأستاذ يحيى العرشي من بعض الشعراء حين كان وزيراٍ للإعلام أن يسهموا بكتابة نشيد وطني كان يحتاج إليه في مناسبة من المناسبات بأعياد الثورة وأن تشكل لجنة تختار أحد الأعمال التي ستقدم نشيداٍ وطنياٍ فكتبت أنا »يمن الأمجاد« وكتب غيري من الشعراء وتشكلت لجنة من وزارة الإعلام ويبدو أنهم أخذوا على هذا العمل مأخذاٍ قد لا يكون فنياٍ ولكنه مأخذ سياسي فاختير عمل آخر فبعثت العمل الذي قدمته إلى دمشق فجاء في أحسن تقويم لحناٍ وأداءٍ وتوزيعاٍ وأيضا عندما جاء هذا العمل بتصميمه وإخراجه التلفزيوني والإذاعي نال إعجاب الجميع وكان مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون حينها الأستاذ علي صالح الجمرة فأعجب بالعمل ولأول مرة أحصل على »500« دولار مقابل عمل غنائي حيث وجه الأستاذ علي الجمرة بصرف خمسمائة دولار لكل من الشاعر والملحن والمؤدي وهذا العمل من الأعمال التي أعتز بها ولا أخفيك أنه استأذنني الفنان سهيل عرفة بعد أن لمس إعجاب الكثيرين بهذا العمل والذين يحضرون ليستمعوا لأعماله الجميلة أن نحذف من تسجيل آخر كلمة »يمن« ونضع بدلاٍ عنها »وطني« ويوزعها على بعض الإذاعات والقنوات التلفزيونية العربية وكان هذا بعد أن توزعت قبلها أنشودة »صباح الخير يا وطناٍ« على معظم الإذاعات والقنوات التلفزيونية في الوطن العربي وشاركنا بها في مسابقة الأغنية بتونس وحصلت على المرتبة الأولى في مسابقة الأغنية العربية فوافقته على طلبه وأجريت التعديل بحيث تنشر النسخة المعدلة في كل أرجاء الوطن العربي وتظل النسخة الخاصة باليمن خاصة باليمن وسبق وأن كتب هذا العمل قبل إعادة تحقيق الوحدة بسنوات وحين تستمع إليه وهو يخاطب الوحدة وكأنها قد تمت أو نخاطب الوحدة وكأننا نتوقع ما ستتعرض له فيما بعد من مشاكل ستجد فيه مقطعاٍ يقول: »وحدتي من رام منها أن ينال.. خاسر يطلب خسراٍ وزوال«..
ظروف القصيدة الغنائية
والقصيدة الوطنية
< وما هي الظروف التي تقودك للقصيدة الغنائية والظروف التي تقودك للقصيدة الوطنية¿
- من طموحات الناس وأفراحهم وهمومهم ومن أريافهم ومدنهم تتشكل أو تتخلد فيها الأغنية وتتجمع في قلب شاعر هذا الشاعر هو الذي يجمع كل ما يدور في الساحة ويخرجه بشكل عمل غنائي والمقومات هي التي تجعل من هذا العمل أن يكون عملاٍ وطنياٍ أو أن يكون عملاٍ عاطفياٍ فبعد أن تتشكل عوامل الأغنية وتتجمع في قلب الشاعر يخرجها بواقع الحال قد تكون عملاٍ عاطفياٍ أو عملاٍ وطنياٍ وقد تكون عملاٍ يمزج بين الاثنين معاٍ وهذا ستجده في بعض الأعمال وبالذات مع الفنان محمد مرشد ناجي في أغنية »وحدتي«..
فحين تسمعها تجدها تتشكل من فيض الحنين ولكنها تخاطب الوحدة والوطن ثم تأتي الأشياء الخاصة في حياة الشاعر وهذه لا بد منها لأن الإنسان عاطفي وإن كانوا قد قالوا إن كاتب التاريخ لا يستطيع أن يتجرد عن عاطفته وهو يكتب التاريخ لا بد أن تجد عاطفته وهو يكتب انحيازه.. ميوله وهو يكتب التاريخ فما بالك وهو يكتب الأغنية ولا بد أن يكون للجانب العاطفي حضوره وكل هذه العوامل هي التي تولد الأغنية وهي التي تشكلها.
الحرص على خلود الأعمال الإبداعية
< أعمالك الأدبية والإبداعية عادة ما تحمل بعداٍ وطنياٍ وآخر عاطفياٍ باستثناء القليل من الأعمال التي تحمل بعداٍ سياسياٍ فإلى أي مدى تحرص على وجود هذين البعدين الخاليين من البعد السياسي¿
- غالباٍ ما أحرص أن ابتعد عن ذكر أسماء ولو تأملت في عمل »خيلت براقاٍ لمع« وهو اللوحة الاستعراضية للعيد الوطني العاشر لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة تجد أنه لا ذكر لأي اسم وهذا يأتي من حرصي على أن يكتب للعمل الخلود لأن الأعمال التي ترتبط بأسماء وإن كانت أعمالاٍ جيدة ورائعة تدخل في عالم النسيان ولهذا ومن باب حرصي على أن تبقي أعمال العديد من الشعراء حرصت في الإذاعة على أن يقوم بعملية مونتاج لبعض الأعمال الجيدة للشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان وأن يزاح منها بعض الأسماء وبعض المناسبات لكي يتسنى الاستمرار في إذاعتها داخلياٍ وخارجياٍ فأنا دائماٍ ما أحرص على تجنب ذكر أسماء عدا بعض الأعمال التي يضطر الشاعر أن يذكر فيها اسماٍ أو مناسبة معينة أو حدثاٍ معيناٍ لغرض ما هذا الغرض أن يكون تقديم هذا العمل تصاريح لأحداث معينة أو أن تدفع بهذا الشخص إلى المزيد من الأعمال الوطنية الجيدة التي تشيد بها وهذه الأعمال لا تستطيع أن تقول إنها مرحلية ولكنها أدت رسالتها في أوقات معينة.
< »لكم دينكم ولي دين« من قصدت بها¿
- هذه القصيدة هي من قصائد ديوان »قراءات في كهف أفلاطون« وأقصد بها أولئك الذين يريدون أن يفرضوا على الآخرين رأيهم أولئك الذين لا يقبلون بالآخر والقصيدة تعبر عن نفسها وعندما تقرأ هذه القصيدة فهي تقول: إلى أين وجهت وماذا تريد وخلاصتها أنها تخاطب من لا يقبل بالآخر ومن يريد أن يفرض رأيه على الآخرين.
> هل لنا أن نسمع منك شيئاٍ من ذكريات سنوات دراستك الجامعية وعملك بإذاعة صنعاء¿
- ذكريات الدراسة الجامعية تعتبر من أجمل ذكريات الإنسان التي لا تنسى وبالذات والمرء يتدفق بحيوية وعنفوان الشباب ويبدو أن ما ألحظه أن وضعنا في التعليم الجامعي يختلف كثيراٍ عن وضع ابنائنا كنا نقرأ وكنا قلة في الجامعة وكان الفصل الدراسي الجامعي لايزيد عن عشرة إلى خمسة عشر طالباٍ وكنا نتخرج من الجامعة وهنالك لجنة لاستقبال الخريجين حيث تقوم هذه اللجنة بتسليمنا استمارة لنقوم بتعبئتها واختيار الأعمال التي نريد أن نلتحق بها وتعطيك ثلاثة اختيارات عكس ابنائنا الآن الذين يظلون لسنوات في الشوارع يبحثون عن أعمال.. وعكس ابنائنا الذين تجدهم في قاعة المحاضرات بالجامعة يزيدون عن أربعمائة طالب وطالبة كان الوضع حينها يختلف عن الوضع القائم حالياٍ الجامعة في السابق كانت من أهم مرتكزات المجتمع ومحط اهتمام الجميع من رئيس الجمهورية إلى أصغر مسئول في الدولة: أتذكر أن الرئيس إبراهيم الحمدي كان يزورنا من وقت إلى آخر وكان للجامعة حضورها الكامل حتى طلبة الجامعة حين يتكتلون حول موضوع معين أو حدث معين كان لهم صوتهم.
التعليم نقطة ضعفنا
* الى ماذا يعود تدهور الوضع التعليمي في مختلف المراحل التعليمة في بلادنا هل يعود إلى إهمال الحكومات المتعاقبة أم يعود إلى أسباب أخرى¿
– أي دولة تمتلك استراتيجية لبناء حاضرها ومستقبلها ينبغي أن تكون لديها استراتيجية متكاملة في جانب التعليم التعليم هو الأساس خذ تجربة الاردن على سبيل المثال هذه الدولة في ظرف عشرين سنة فقط استطاع الملك حسين بن طلال أن يجعل منها دولة رائدة في الوطن العربي وأن يجعل من كوادرها ثروة البلد الوحيدة الاردن لا تمتلك من الثروات غير الإنسان الذي يستثمر بتعليمه كما تستثمر أي ثروة في أي بلد آخر الملك حسين ركز على التعليم وتعرف أن بدو الأردن وظروفهم ومخلفاتهم وموروثاتهم لا تختلف عن قبائل اليمن فعندما وجدت دولة وركزت اهتمامها في جانب معين وجعلت التعليم في الصدارة استطاعت خلال عشرين عاماٍ أن تصنع وتحقق هذا النجاح وأن تجعل الاردن المشفى الذي تقصده دول النفط التي تمتلك من الأموال ما تغرق شعباٍ بأكمله يذهب رعاياها لطلب العلم والصحة والتطبيب في الأردن وهذا السبب يعود إلى الإستراتيجية المتكامة للتعليم التي نفذت في الأردن هنا في بلادنا ألاخط حين أجلس مع ابنائي واطلع على مناهجهم الدراسية لا يمكن أن أضع الكتاب إلا وقد وضعت عليه عشرين ملاحظة سواء فيما يتعلق بتناسب المادة مع سن التلميذ أو أسلوب الصياغة وحين تأخذ كتاب اللغة العربية وكتاب التربية الإسلامية لا تفرق بينهما وكذلك عندما تأخذ كتاب التاريخ وكتاب اللغة العربية لا تفرق بينهما كما أنه يوجد الكثير من الإهمال والقصور وهذا على ما يبدو عائد إلى ادعاء الكمال أو إلى عدم الرغية في الاستفادة من قدرات وتجارب الآخرين وأعتقد أن نقطة الضعف التي تعاني منها اليمن بشكل رئيسي هي التعليم ومخرجات التعليم سيئة وقد كنت أحد اعضاء لجنة لإختبار متقدمين للعمل في الإذاعة والتلفزيون انا والزميلة أمة العليم السوسوة والصديق الشاعر محمود الحاج والاستاذ أحمد طاهر الشيعاني وغيرهم وتصور أنه لم ينجح من الـ (150) من خريجي الجامعة المتقدمين للعمل في الإذاعة والتلفزيون سوى خمسة فقط كان جميعهم يسقطون في اللغة العربية…
قبل أيام طلب مني ومن بعض الزملاء أن نختبر(70) متقدماٍ للعمل كمذيعين في إحدى القنوات الفضائية الخاصة اختبرناهم فلم يتجح منهم أحد في اللغة العربية وفي الأخير اعتمدنا على اختيارهم من خلال الصوت نبرة الصوت وصلاحيان الصوت أما فيما يتعلق باللغة العربية فقد أوصينا بإقامة دورات تدريبية وتأهيلية مكثفة لهم في اللغة العربية.
»حديث الناس«
> كيف جاءت فكرة برنامج (حديث الناس) بإذاعة صنعاء الذي حظي بجمهور واسع من المستمعين على مدى نحو 33 عاماٍ من عمر البرنامج¿
- برنامج حديث الناس طبق في خارطة الإذاعة منذ العام الأول لالتحاقي بالعمل في الإذاعة عام 1978م وعندما التحقت بالعمل الإذاعي تم إجراء الاختبارات اللازمة لنا وكان هناك بعض الخبراء العربو تحديداٍ من جمهورية مصر العربية الشقيقة وكان على أي متقدم جديد للالتحاق بالعمل الإذاعي أن يتقدم برؤية أو تصور بماذا يريد أن يقدمه للإذاعة فتقدمت بأفكار منها برامج منوعة وبرامج سياسية واجتماعية فتم اعتماد برنامج حديث الناس على أساس أنه يتحدث عن الناس بحكم عنوانه أي عن ماذا يتحدث الناس وماذا يشكون وماذا يريدون ان يوصلوه الى مسامع المسؤولين في الدولة هكذا كان تصوري فاستحسنوا الفكرة ورأوا أنها ستجمع بين ما هو اجتماعي وما هو سياسي وما هو ثقافي إلى جانب مساهماتي في برنامج مجلة الصباح وهو برنامج منوع حديث الناس في الحلقات الأولى بدأته بشكوى لمواطن وأنا أعلق على هذه الشكوى بجمل قصيرة ثم آتي برأي مسؤول يتحدث حولها وبعد حوالي شهر غيرت الفكرة وانتقلت إلى الحديث الذي اكتبه أنا فاستحسنت الفكرة أفضل ولا اخفيك أن هذا البرنامج سبب لي الكثير من الخصومات والعداوات مع أناس كثيرين ولعله أحبطني (15) عاماٍ قضيتها بدون أي ترقية وبدون أن أنتقل إلى أي عمل إداري رغم أني تدرجت في الأعمال من رئيس قسم للبرامج الشعبية رئيس قسم البرامج الثقافية ثم رئيس قسم البرامج السياسية ولكن هذا البرنامج ظل يحبطني وكانت الشكاوى تنهال عليِ بصورة دائمة وقد كان الأستاذ يحيى العرشي وزير الإعلام حينها يقف إلى جانبي كلما تأتي شكوى بالبرنامج من أي مسؤول أو جهة لأنه كان على علم بأني أكتب بتجرد وأن هناك ما يدل ويؤكد على ما أقوله وكان يقول لي بالحرف الواحد: ما دمت على رأس الوزارة فاستمر كما أن هذا البرنامج أيضاٍ خدمني وأوجد لي علاقات وأوجد لي خصومات وكنت أحس أنه جزء من روحي وكما عشقت القصيدة عشقت هذا البرنامج اليومي حتى أنه صار جزءاٍ من حياتي وكانت لا تأتي الساعة الخامسة من مساء كل يوم إلا والتقط القلم والبياض تلقائياٍ لكي أكتب للبرنامج ومن الأشياء التي كانت تدفعني أكثر للكتابة لهذا البرنامج هي قراءة زميلي المرحوم محمد المحبشي للبرنامج كان يقرأه وكأنه يعرف تماماٍ ماذا أريد أن أقول وماذا أريد أن أوصل من خلال الأداء والتميز الصوتي وكنت أستمع إلى صوته وهو يؤدي البرنامج فأجد نفسي في هذا البرنامج وتوقفي عن الكتابة للبرنامج جاء نتيجة لشعوري بأن من يؤدونه بعد رحيل الزميل المحبشي لا يعبرون بالأداء ونبرات الصوت عما أريد أن أوصله ففكرت بأن أوقف هذا البرنامج إلى أن توليت قيادة قطاع الإذاعة فوجدتها فرصة لتوقيفه لأن همومي زادت ومتابعاتي زادت وكذلك مسؤولياتي في الجوانب الإدارية والإذاعية والمالية والاجتماعية فتوقفت عن الكتابة لهذا البرنامج لأنني لم أعد ذلك المتفرغ للبرنامج.
أقاليم فنية
> كم أخذ منك أوبريت العيد الوطني العاشر للجمهورية اليمنية(خيلت براقاٍ لمع) من الوقت وكيف بدأت ونمت فكرة هذا العمل الفني والوطني الكبير¿
- لقد ولدت فكرة هذا الأوبريت في منزل الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كنا في منزله بمناسبة زفاف أحد أبنائه وكان عدد الحضور محدوداٍ في المجلس وبحضور الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق وبعض الفنانين فدار الحديث حول بعض الأعمال والفلكلور والموروث الشعبي والأهازيج إلى أن وصلنا إلى زامل خليت براقاٍ لمع الذي كان يؤدى أيام تواجد الأتراك في اليمن وكان الرئيس السابق قد سأل أحد الفنانين (هل تعرف ذلك اللحن وهل تستطيع أن تؤديه) فقام ذلك الفنان بتأديته فطرحت الفكرة عليه فيما بعد أن أقوم بصياغة كلمات تتناسب مع هذا اللحن الشعبي وتوظف للوحدة وبعد أن أعجب بالفكرة عْدت إلى منزلي فخطرت لي فكرة جديدة بأن أتوسع في هذا العمل وأن لا ينحصر في هذا اللحن الذي يمثل منطقة معينة ففكرت بأن أقسم اليمن إلى ستة أقاليم فنية واخترت من كل إقليم لحناٍ شعبياٍ موجوداٍ فيه وكتبت على وزنه بحيث أنه يستوعب اليمن بأكمله والذي أتعبني كثيراٍ هو بحثي عن عمل متميز من تهامة لأنه بحكم تنقلي مع والدي إلى الكثير من المناطق الريفية كنت أحفظ الكثير من الألحان الشعبية فلن أجد صعوبة في اختيارها ماعدا تهامة لأن والدي عمل وعمري لا يتجاوز العامين أو الثلاثة أعوام فظللت أتواصل مع بعض الفنانين من تهامة إلى أن جاءني أحد الفنانين المغمورين فقلت له: هل تسمعني بعض الأعمال الشعبية في تهامة فقام يغني ويسمعني بعض الألحان الشعبية إلى أن أسمعني (الويداه) فقلت هذا لما يخص تهامة اكتملت العملية وبقيت مدينة عدن فاتفقت مع الفنان أحمد بن غودل أن يختار لها لحناٍ خاصاٍ بها كون عدن ليس فيها فلكلور ومورورث شعبي كونها ليست منطقة ريفية ولا زراعية طبعاٍ الموروث هو في محافظة لحج المجاورة لها فقام أحمد بن غودل بصياغة لحن خاص بمدينة عدن والذي تقول كلماته (هنا نفوس تعشق السلام .. لا تحرق الزيتون والحمام) و(الويدان) هو الوحيد الذي أدخلنا فيه التحسينات وطورناه لأنه لم يكن أحد يعرض عنه شيئاٍ وقد كان يشرف على بروفات الأوبريت الرئيس عبدربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح وكما قلت لك في إجابة سابقة هذا العمل ظل يخاطب اليمن وتاريخ وهموم اليمنوالمرأة في اليمن وأبتعد عن ذكر الأشخاص وذكر الأسماء ولهذا حصل على جائزتين ذهبيتين في مسابقة الأعمال الاستعراضية حصل على المرتبة الأولى وجائزة من اتحاد المبدعين العرب واعتقد أن هذا الأوبريت من الأعمال التي توثق موروثنا الفني والثقافي وتؤرخ لفترة هامة من تاريخ اليمن.
الكتابة الصحفية
> من المعروف أنه إلى وقت قريب كانت لك أعمدة صحفية ثابتة كعمود »صيد الخاطر« في العديد من الصحف اليمنية منها »الثورة« و»26 سبتمبر« و»الثوري« و»صوت العمال« و»الوحدة« و»المستقبل« فما سبب حجبك لها¿
- عندما يتوقف الدافع والحافز يعني حوافز الكتابة والإلهام إذ كْنت أكتب في وقت واحد من عام 1990م إلى عام 1994م فقد كنت أكتب في صحيفة الثوري وفي صحيفة صوت العمال وفي صحيفة الوحدة إلى جانب برنامجي اليومي حديث الناس وفيما بعد كتبت في صحيفة الثورة لأنه كان هنالك حافز كبير للكتابة وحافز كبير لأن توصل صوتك وفكرك ورؤياك إلى الآخر وتعرف الأحداث التي حصلت بعد استعادة الوحدة اليمنية والمماحكات التي حصلت من عام 1990م إلى عام 1994م والتي انتهت بتلك الحرب المشؤومة في صيف 1994م تلك هي العوامل التي كانت تدفعني لأن أكتب في أكثر من صحيفة وأكثر من وسيلة إعلامية بدافع الحرص على أن أوصل ما أريد وكان لي عمود تحت عنوان »صيد الخاطر« في صحيفة الثورة وفي صحيفة الجمهورية واصلت الكتابة فيها لنحو شهرين إلى ثلاثة أشهر كما أعتقد العوامل الإبداعية هي تأتي كحالة السماء تماما فأحياناٍ تكون السماء صافية ولاتجد بها غيمة أو قطرة ماء واحياناٍ تتجهم وتمتلئ بالسحب المحملة بالمياه فتنسكب الأمطار بغزارة على الأرض وما فيها وأنا أشبه حالة الكاتب والشاعر بحالة السماء ويمكن أن تأتي حالة فتعيد السماء كما كانت فيها الغيوم والسحب المحملة بالماء.
❊ هل هذا يعني أنك تفكر بمعاودة الكتابة في هذه الصحف التي أشرت إليها¿.
- إن شاء الله كون المرء إليها أمثالنا عملهم ومهنتهم الكتابة لايستطيع التوقف عن الكتابة إلا إذا توقف القلب عن النبض فحين كنت أخرج ديوان »الروح« للطباعة قلت لعل هذا آخر ديوان شعر أكتبه ولكنني بعد فترة قصيرة جداٍ أعددت ديواناٍ كاملاٍ ولم أكن أتوقع أنني سأكتبه ولكن جاء من الدوافع والحوافز ما دفعني للكتابة.
> ماذا يعني لك يوم ٦٢ سبتمبر ٢٦٩١م ويوم ٤١ أكتوبر 63٩١م ¿.
- هذه الأيام كانت أياماٍ فاصلة في حياة شعبنا اليمني العظيم وأنا لا أقول بيومي ٦٢ سبتمبر و٤١ أكتوبر وإنما ألغي هذين الرقمين وأقول يوم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لأنها ثورة واحدة وباختصار شديد تستطيع أن تقول أن هذه الثورة هي من وضع الحد الفاصل بين ما هو شر وكل ما هو خير وبين الجهل والعلم.. ما بين أن نكون أو أن لانكون بين أن نكون رقما حاضراٍ وبين أن نكون رقماٍ منسياٍ وهذه هي ثورة اليمن سبتمبر وأكتوبر ولكن هذا لا يتحقق بمجرد قيام الثورة هذا كله يتحقق بالإستمرار بالولاء والإخلاص لأهداف الثورة بنفس الحماس وبنفس الولاء للشعب والوطن وليس الولاء للمصالح الخاصة والتبعيات.. ثورة سبتمبر وأكتوبر ستظل تضعنا محل اختبار بمدى أن نقوم بمشروعنا الحضاري الذي اخترناه والذي نريده لابنائنا ولأجيالنا من بعدنا.
> كيف ينظر الأستاذ عباس الديلمي إلى واقع اليمن بعد مرور ٠٥ عاماٍ من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر¿.
- صراحة كنت أتوقع أن يكون الحال أفضل مما هو عليه اليوم لأننا نمتلك من المقومات ما يمكننا من أن نحدث النهضة المطلوبة لشعبنا صحيح أن هنالك من يتعول بالحرب التي خلت أيام الثورة دفاعاٍ عنها صحيح أن هنالك من الأحداث والصراعات الداخلية الكثير وأن هنالك.. وأن هنالك .. ما يعترض عجلة التنمية ولكن كل هذه وغيرها لايمكن أن تعيق إرادة شعب بأكمله بدليل أننا حتى اليوم نشكو من الفساد ومن سوء التعليم نشكو من أنه لابد لعجلة التغيير أن تتقدم والكل يرى أن هنالك جوانب قصور وهذا حديث الجميع ولو رجعت إلى الخطاب قبل الأخير لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لوجدت أنه تناول هذه القضية بالذات وقال: كما أعتقد أن خمسين عاماٍ مرت من عمر الثورة اليمنية ولا بد أن يكون السادس والعشرون من سبتمبر لهذا العام علامة فاصلة في تاريخ اليمن هذه عبارة صريحة وواضحة على أننا قصرنا كثيراٍ وأن الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة وحتى اليوم لها جوانب قصور وأنه لابد من إحداث نقلة نوعية في حياة المواطن اليمني وفي تاريخ اليمن المعاصر.
إسدال الستار على المالضي
> ما يقوله الرئيس عبدربه منصور هادي وما يجري في الساحة المحلية هل ينبئ بفرصة مواتية لليمنيين ليسدلوا الستار عن خلافاتهم وحروبهم الداخلية المتجددة منذ ثورة ٨٤٩١م¿.
- كلام منطقي أنه لا تتقدم أي دولة ولا تتطور وهي تجتر الماضي ومانديلا قال بالحرف الواحد :»لو نظرنا إلى مشاكلنا في جنوب أفريقيا قبل الثورة لما تقدمت الثورة خطوة واحدة« ومن يريد أن يرتبط بالماضي لايستطيع أن يتقدم إلى الأمام أكان من يحاول اللجوء إلى الماضي والإرتباط بالماضي واجترار الماضي كما تجتر الحيوانات ما في بطونها وقد يكون من علامات العجز والنقص والقاء التبعات على الآخر ولهذا الجميع ينصح لمن أراد أن يتخلص من كوابح التخلف ورواسب السلبيات أن ينطلق بمنطلق جديد ومفاهيم جديدة وأن يسدل الستار على الماضي بكل سلبياته ولا تبقى إلا ما يمكن أن يستفاد منها كعبر عبرة لمن يريد أن لايقع في هذا الخطأ عبرة لا تتكرر.
> كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا الحوار¿.
-أرجو من قيادتنا السياسية ومن إخواننا ومن قوانا السياسية أن تدرك جيداٍ أن كل خطأ نقع فيه سيكون تأثيره على ابنائنا لسنوات أن ندرك جيداٍ إنا على درب سبتمبر نمضي لكي نصل إلى بر الأمان نحن الآن على مشارف حوار وطني وهذا الحوار يعد البصيص الوحيد أو حبل النجاة الذي جر إلينا فإن أحسنا التعامل معه كان بها وإلا لا أستطيع أن أتخيل ماذا سيكون إذا فشل هذا الحوار وما أرجوه من الجميع هو أن يعملوا على إنجاح هذا الحوار وإلى تجنيب الوطن ما لا يمكن أن يحمد عقباه.
تصوير/ حافظ حفظ الله