دور الناصريين في تاريخ الحركة الوطنية كان كبيرا◌ٍ عسكريا◌ٍ ومدنيا◌ٍ


حاوره/ عبدالله أحمد الكبسي –

لولا ثورة يوليو الناصرية ما قامت ثورتا سبتمبر وأكتوبر

علي عبدالمغني وعبدالغني مطهر من أبرز رموز التنظيم الناصري

يحتفل الشعب اليمني هذا العام بأعياد الثورة اليمنية في ظل متغيرات وأحداث عاصفة تشهدها بلادنا والمنطقة العربية برمتها..
فمنذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر قبل نصف قرن وحتى اليوم جرت مياه كثيرة في نهر السياسة اليمنية فخمسون عاماٍ على قيام الثورة في تاريخ شعبنا وبمقاييس منطق التاريخ لا شك قصيرة ورغم تعدد المراحل والمحطات والمنعطفات والتحديات التي مر بها شعبنا خلال النصف قرن المنصرم والتي تجاوزها وانتصر عليها باقتدار بفضل نضالات هذا الشعب ممثلاٍ برموزه من رواد الحركة الوطنية على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية رغم ذلك تفرض ظروف المرحلة الراهنة التي تشهدها اليمن والمنطقة العربية عموماٍ علينا كيمنيين أن نقف وقفة تأمل ومراجعة وإعادة النظر في كثير من المفاهيم التي كانت سائدة قبل اندلاع رياح الربيع العربية ليلتقي اليمنيون على كلمة سواء في إطار مشروع وطني يجمعون عليه جميعاٍ.
الـ((الثورة)) التقت بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة الـ26 من سبتمبر بالاخ سلطان حزام العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والذي تحدث عن ثورة سبتمبر من مرفأ الذاكرة وعن دور التيار الناصري في تاريخ نضالات الحركة الوطنية اليمنية وقضايا أخرى تقرأونها في هذا الحوار:
حاوره/ عبدالله أحمد الكبسي

> تنظيمكم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يستمد فلسفته وأدبياته من رؤى وفكر ومنهج جمال عبدالناصر برأيكم ما مدى المساحة التي يحتلها تنظيمكم في رصيده النضالي في تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر¿
الدور الناصري
– أولاٍ أهنىء جماهير شعبنا اليمني العظيم وأمتنا العربية في الذكرى الـ50 لثورة الـ26 من سبتمبر العظيمة والذكرى الـ 49لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت لتكسر قيود الاستبداد والتخلف في الشمال ولتطهر أرضنا الغالية في الجنوب من الاحتلال البغيض وهاتان الثورتان ما كان لهما أن تقوما وتحققا ذلك الانتصار العظيم لولا ثورة الـ23 من يوليو الناصرية التي قادها القائد الخالد جمال عبدالناصر في مصر عام 1952م التنظيم قبل أن يتكون في عام 1965م كان له حضور كبير ضمن القيادات العسكرية والمدنية التي أعدت وفجرت ثورة الـ26 من سبتمبر ومن ضمن هؤلاء الذين لن ينساهم التاريخ الشهيد البطل علي عبدالمغني والفقيد المرحوم عبدالغني مطهر الذي كان له دور في إمداد الثوار بالمال والسلاح وغيرهم من الشهداء والمناضلين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر حتى هذا اليوم.
> ذكرت علي عبدالمغني من أحد الشخصيات المحسوبة على الحركة الناصرية بينما هناك أكثر من تيار يدعي أن هذه الشخصية محسوبة على تياره عموماٍ سؤالنا هو: هل دون الوحدوي الناصري ووثق دور رموزه وإسهاماتهم في تاريخ الحركة الوطنية وهل هناك إصدارات في هذا المجال وأين هي¿!
– نعم هناك بعض الوثائق والذكريات التي دونها مناضلو التنظيم وهناك لجنة شكلت بموجب التوصيات والقرارات التي خرج بها المؤتمر العام العاشر بضرورة توثيق تاريخ التنظيم وشكلت لجنة للقيام بهذه المهمة تقوم بعملية التواصل وجمع كل تراث التنظيم سواء مما هو متوفر من وثائق وادبيات أو من ذكريات لا زالت حبيسة الأفكار والعقول لدى كثير من المناضلين..
شهداء حركة 15 أكتوبر
> واضح أن هذا الجانب لا يحتل أهمية لدى تنظيمكم والدليل أن رموز التنظيم الذين تم تصفيتهم في عام 1978م قد مضى عليهم قرابة 33 عاماٍ ولم ير القارئ اليمني أو المكتبة اليمنية أي إصدار يتحدث عنهم ألا يفرض هذا التجاهل أكثر من علامة استفهام وتعجب¿
– المرحلة الماضية وتحديداٍ منذ اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي وما تلاها من حركة الـ15 من أكتوبر كانت هناك هجمة شرسة على قيادات التنظيم تمثلت في أولئك الذين تم إعدامهم في الـ25 من أكتوبر والـ5 من نوفمبر عام 1978م أو أولئك الذين تمت مطاردتهم وحصارهم بعد تلك المرحلة ولم تتمكن قيادة التنظيم خلال تلك الفترة من الاحتفاظ بكثير من الوثائق لكن مع ذلك كان اخواننا من قيادات التنظيم خارج الوطن أصدروا العديد من الكتيبات ومنها كتيب عن شهداء الـ15 من أكتوبر او غيره من الكتب ولكن كان تداولها محدودا نظراٍ للحصار الذي كان يفرضه النظام السابق على هذه الإصدارات والكتب.
إقصاء واستبعاد
> ولكن في مراحل كثيرة كنتم في حالة وئام وانسجام مع النظام السابق ولم تكونوا في حالة حصار دائم خصوصاٍ في مرحلة انتخاب الأستاذ عبدالملك المخلافي أكثر من مرة أميناٍ عاماٍ للتنظيم وفي مرحلتك أيضاٍ إلى ما قبل هذه الثورة الشعبية الأخيرة¿
– لا لم يكن هناك وئام مع النظام السابق والدليل على ذلك أن قيادات التنظيم التي كانت من ضمن قيادات الـ15 من أكتوبر أو كانت من قيادات الظل لا زالت حتى هذه اللحظة مقصية ومعزولة ولم تنل أي حق من حقوقها المشروعة.
> في مرحلة النظام السابق¿!!
– نعم سواء من قبل النظام السابق وحتى منذ ما بعد الـ22 من مايو 1990م تم استبعاد الكفاءات من القيادات الناصرية من تشكيلة الوظائف العامة ومن كافة الحقوق ولا زلنا حتى هذه اللحظة نتابع ونناضل من أجل الحصول على حقوق هؤلاء المناضلين الذين خدموا منذ 1978م وحتى الآن.
الشهيد عيسى محمد سيف
> كثيرة هي الأطروحات التي دونت وتدون تاريخ الحركة الوطنية التي كانت تشير إلى أن دور الحركة الناصرية كان دوراٍ ثانوياٍ في تاريخ الحركة الوطنية ورغم ذلك لم ينبر التنظيم ولا أحد من كتاب أو مثقفي التنظيم إلى تفنيد ما ورد في هذه الأطروحات ويبين الحقائق للرأي العام¿
– الأمر الطبيعي أن من يتصدى أو ينبري لتوثيق تاريخ التنظيم وقيادته هم الناصريون وهناك محاولات تجري الآن لإصدار بعض الكتب عن حياة الشهيد عيسى محمد سيف وعن محاكمة شهداء 1978م أما أولئك الذين كانوا ولا زالوا يتحدثون عن الحركة القومية وعن نضال الناصريين في الساحة الوطنية فكل يتناولها من زاويته وليس بشكل عميق لأنه أولاٍ لا يستطيع هؤلاء الكتاب والمفكرون أن يتجاوزوا تلك المرحلة وتلك النضالات والأدوار التي قام بها الناصريون في مسار الثورة اليمنية سواء على صعيد ثورة 26 سبتمبر أو على صعيد حركة حرب التحرير في المحافظات الجنوبية حيث كان للتنظيم الشعبي دور كبير في مواجهة الاستعمار ضمن فصائل الكفاح المسلح التي قادت النضال المسلح ضد المستعمر..
> ولكن هناك جيل برز خلال هذه المرحلة قد يكون لا يعرف دور التيار الناصري في تاريخ الحركة الوطنية خصوصاٍ هذا الجيل الذي يتصدر الثورة هذه¿
– لا.. لا بالعكس الفكر الناصري والتنظيم الناصري حضوره واسع في إطار الجماهير اليمنية وجماهير قوى الشعب العامل وهي تستقي فكرها من سير أولئك الذين سبقوها وبالتالي لا خوف على هؤلاء من غياب مراحل تاريخية أو لمحات من تاريخ هذا التنظيم فهناك كثير من الندوات عقدت في كثير من الفروع وهناك كثير من الدراسات أيضاٍ أعدت ووزعت على شبابنا ومناضلينا هناك كثير من الفعاليات برزت خلال الثورة الشعبية الشبابية السلمية استطاعت أن تبرز التنظيم ولعلك تذكر بأن هناك خيمة في الساحة ساحة التغيير تسمى خيمة منتدى الشهيد إبراهيم الحمدي وهي من الاشياء التي ما كان لها أن تحدث أو تظهر لولا هذه الثورة الشعبية الشبابية السلمية المباركة وارتفعت صور شهداء التنظيم خلال مرحلة الثورة الشعبية السلمية في كل الساحات ولأول مرة صور الشهداء جميعا وهذه المظاهرة التي شاهدها الناس احيت في نفوس الكثيرين من أعضاء التنظيم ومن غير أعضاء التنظيم مرحلة تاريخية لم يستطع النظام السابق أن يطمسها من وجدان ومشاعر المواطنين.
سبتمبر والتنظير القاصر
> نصف قرن مضى على قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ورغم ذلك لا يزال الجدل قائما حول عدم ثورية الأولى وبأنها لا تعدو كونها انقلابا عسكريا وعدم ضرورة الثانية كون المستعمر كان سيرحل بموجب اتفاقات اليوم كيف ترون منطقية هذا الطرح من عدمه¿
– لا.. لا هذا التنظير الايدولوجي القاصر لم يعد له اليوم مكان فبعض الاخوة من الكتاب والمفكرين الذين يتناولون تاريخ الثورة وتقييمها يحاولون وصفها ويشخيصها وفقا لأيدولوجيتهم القاصرة ما هي الثورة الثورة هي تغيير المجتمع ومن ينكر أن ثورة الـ26 من سبتمبر كانت ثورة فإنه بذلك ينكر وجوده أصلا لأن هؤلاء الذين يتحدثون عن ثورة سبتمبر هل هي ثورة أم انقلاب ما كان لهم أن يصلوا إلى هذا المستوى لو لم تكن هذه الثورة قد قامت هذه الثورة ضحت بأغلى الرجال في كل قمم جبال اليمن ووديانها من أجل أن تثبت النظام الجمهوري وسفكت الكثير من الدماء في سبيل الانتصار لهذه الإرادة المتمثلة في التخلص من الملكية المتخلفة وإقامة نظام جمهوري لا يزال قائما إلى اليوم وإلى أن يشاء الله واعتقد أن انقلابا عسكريا لا يصنع هذه الإرادة لكن صنعتها الثورة وصنعتها الدماء والتضحيات والنضالات وكذلك الحال في المحافظات الجنوبية من الوطن ما كان للاستعمار البريطاني الذي كان سيد العالم في تلك المرحلة ما كان له أن يخرج لولا ضربات المناضلين وتضحياتهم في سبيل اقتلاع المحتل الغاصب من أرض الجنوب اليمني.
درة التاج البريطاني
> ولكن كما طرح البعض أن بريطانيا كانت ستخرج من عدن بموجب اتفاقية مسبقة ومحدد فيها تاريخ رحيلها اسوة ببعض إمارات الخليج كالكويت على سبيل المثال¿
– لا لم تكن لتخرج لأن الكويت غير عدن فعدن في محافظاتنا الجنوبية تمثل موقعا استراتيجيا هاماٍ للاستعمار البريطاني كان ينطلق منه إلى مستعمراته المنتشرة في افريقيا وفي شرق آسيا وبالتالي موقع الكويت غيرت موقع عدن وكانت بريطانيا تعتبر عدن درة التاج البريطاني وبالتالي ما كانت لتخرج بسهولة لولا ضربات المناضلين وتضحيات الثوار والفدائيين الذين صنعوا انتصار الـ30 من نوفمبر 1967م.
من مرفأ الذاكرة
> ماذا لديكم في مرفأ الذاكرة عن ثورة سبتمبر فلا شك أن الذاكرة تختزن شيئاٍ من الذكريات¿
– أنا كنت طالبا في كلية بلقيس في عدن عندما قامت ثورة الـ 26 من سبتمبر وكنت حينها ما أزال طفلا وكنا حينها نسمع بأن هناك ثورة قادها عبدالله السلال اطاحت بالامام طبعا لم يكن وعيي السياسي حينها ناضجا لأني كنت لا أزال في الصف الرابع الابتدائي ولكننا كنا نتفاعل مع كل نشيد يذاع من إذاعة صنعاء والتي كانت تذيع لفترات قصيرة محدودة وأذكر أيضا أن صور عبدالناصر والسلال في ظل موجة انتشارها الواسع كانت تطبع على بعض الصحون والدفاتر وكنا نفرح كثيرا عندما نقتني إحدى تلك الصور التي انتشرت في شوارع الشيخ عثمان وعدن وفي كل المحلات وكنت أشاهد الشباب من العمال الذين كانوا يملأون شوارع عدن والشيخ عثمان يتسابقون للتسجيل والالتحاق بالحرس الوطني طبعا لم أكن أعرف حينها ماذا يعني الحرس الوطني لكنني كنت ادرك أن هناك مخاطر على هذه الثورة وأن هذا التدافع للالتحاق بالحرس الوطني هو دعوة للدفاع عن هذه الثورة.
وأذكر أن أحد هؤلاء الذين كانوا يتسابقون للالتحاق بالحرس الوطني ابن عمي الشهيد عبده محمد شمسان سالم العتواني والذي استشهد بعد حرب الـ70 يوما في إحدى الجبال المطلة على صنعاء وحتى هذه اللحظة لم تحصل أسرته على راتب شهيد من النظام السابق وما تلاه وأيضا عايشت تلك الفترة بعد أن انتقلت إلى تعز وكنت شاهد عيان على تفاعل الشباب في المظاهرات التي كان يتم تسييرها في شوارع تعز دفاعا عن الثورة والجمهورية وكان هناك صراع سياسي في تلك المرحلة بين قطاعات الطلاب القاعدة والاتحاد يعني بين الفكر القومي والماركسي ومن ضمن المظاهر التي لاحظتها المظهر العسكري لافراد الحرس الوطني وأفراد الجيش والتي شكلت مفارقة في تكوين وتشكيل وعيي وتكمن هذه المفارقة في أننا اعتدنا مظهر عسكري الامام بنمط مغاير لما رأيناه لمظهر العسكري بعد الثورة فالعسكر الذين كانوا يأتون إلينا في قرانا كانوا يسمون بالعكفة والعسكري يسمي عسكري الإمام عندما ينزل إلينا بقميصه الفضفاض ومشدته الصفراء وببندقه كان يثير الخوف فينا جميعا او عندما نرى عكفي الامام في دروبنا أو سوائلنا كنا نخاف ونتساءل في قرارة أنفسنا ترى إلى أين هو ذاهب وعلى من يا ترى قد أرسل… و…..
> هذا وقد أنتم في تعز¿
– هذا في القرية وكان في بعض الأحيان يأتي عساكر إلى بيتنا وكان أبي رحمه الله من الخوف يخفي الراديو حتى لا يعرف هذا العسكري أن لدينا راديو يربطنا بالعالم وبما يجري حولنا وبالتالي كانت مرحلة ما قبل الثورة مخيفة بكل المقاييس ومرحلة قاسية وكنا نذهب بالحمار إلى منطقة المصلى لكي نسافر إلى عدن وكانت الأشواك تملأ أقدامنا والسعيد منا من كان يحصل على قميص أو «زنه» كما كانوا يسمونها ونحتفظ بها من العيد إلى العيد أو للمناسبات وتقوم والدتي بترقيعها أكثر من رقعة أما ما بعد الثورة فقد خلفت الثورة واقعاٍ جديداٍ من المتغيرات فقد بدأت على سبيل المثال المدرسة توجد والسيارات تظهر وبعض الوسائل الحديثة حتى وإن كانت محدودة ولذلك أنا أعتقد أن من يقول أن سبتمبر انقلاب عليه أن يرى واقع الحال الذي عليه الشعب اليمني اليوم والذي هو ثمرة من ثمار هذه الثورة فلولاها لما تعلمنا ولولاها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
بين ثورتين
> اليوم نحتفل بمضي خمسين عاما على قيام ثورة سبتمبر وبنفس الوقت نعايش أحداث ثورة أخرى في هذه المرحلة بصفتك كمثقف ما هي أوجه المقارنة بين ثورة سبتمبر وهذه الثورة التي لا زالت أحداثها جارية¿
– ثورة الـ26 من سبتمبر كانت نتيجة لظرف تاريخي شهدته المنطقة العربية والعالم حيث كانت مرحلة تحرر ففي تلك الفترة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى مطلع الثمانيينات تقريبا شهد العالم حركات تحرر وثورات سواء للتخلص من الاستعمار أو الصراعات التي كانت تجري في عدد من الاقطار وبالتالي هذه الثورة قامت بها نخبة وأعني بها ثورة 26 سبتمبر وهي الثورة التي خطط لها الدهاة ونفذها الشجعان واستغلها المغامرون فالدهاه الذين خططوا لها كانوا من النخبة والعسكريون الذين نفذوها كانوا من النخبة وكانت القوات المسلحة في تلك المرحلة هي طلائع التغيير في كل المجتمعات حيث لم تحدث ثورات شعبية تلقائية بدون الجيوش ممثلة بطلائعها في تلك المرحلة أما الثورة الحالية فهي ثورة شعب بأكمله.
> عفوا تقصد ثورة شعب أم جيل¿
– ثورة شعب بما فيه من الأجيال ثورة شعب بكل فئاته وأن كان الشباب هم طليعة هذه الثورة لكن قادها أو فجرها الشعب بكل فئاته وبالتالي لا نستطيع أن نقول بأنها ثورة نخبة وهي ليست نقيضا لثورة 26 سبتمبر ولكنها احياء لمعاني ومثل وقيم تلك الثورة.
> خمسون سنة على ثورة سبتمبر كيف تستشرف آفاق المستقبل في ظل ثورات الربيع العربي¿
– أنا طبعا مثلي مثل كل مواطن يمني وكل مواطن عربي يتطلع إلى مستقبل أفضل لاجياله يرى بأن هذه الثورات ثورات الربيع العربي ومنها ثورة الشعب اليمني العظيم لا يمكن أن تتراجع ولا يمكن أن تتوقف ستمضي إلى الأمام لتحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشباب خرج من أجلها هؤلاء المواطنون الشجعان فضحوا من أجلها بالمئات من الشهداء والالاف من الجرحى لا يمكن أن يتراجعوا لأنهم يرون بأن مستقبلهم مستقبل أجيالهم ومستقبل الأمة بأكملها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال رسوخ مبادئ وأهداف هذه الثورات وأيضا بتجذير هذه التضحيات من أجل هذه الثورة.
> ألا ترى أن ثورات الربيع العربي بحاجة إلى عملية فرز بين الغث والسمين مثلا ثورة سوريا هل تعتبر ثورة¿
– طبعا لا شك بأن لكل ثورة بعض السلبيات أو بعض المثالب وليس هناك ثورة وانتفاضة شعبية أو حركة جماهيرية خالصة طبعا يتدخل فيها عوامل كثيرة يدخل فيها الانتهازيون والمتسلقون والوصوليون تدخل فيها الأجهزة لكن الطابع العام أو الأغلب أن جماهير الشعب اليمني والشعوب العربية تدرك بأن هذه الثورة تواجه مخاطر ليس فقط من الأنظمة وانما من القوى التي تتضرر مصالحها وبالتالي الشعوب لن تسمح لهذه القوى ولهذه الأنظمة بأن تسرق ثورتها وما يجري في سوريا طبعا هي بالبداية كانت حركة شعبية وثورة شعبية.
> هناك من يقول أن ما يجري في سوريا ليس سوى مؤامرة تديرها بعض القوى الإقليمية والدولية¿
– لا شك أن القوى الإقليمية والدولية فوجئت وفجعت بثورة الربيع العربي وبالتالي فوجئت بما جرى في تونس وما جرى في مصر واليمن وحاولت أن تسبق مثل هذه الأمور لكي لا تجعل الامتداد الطبيعي لهذه الثورة يصل إلى البحرين والسعودية وغيرها من الاقطار وبالتالي الهدف لقوى التآمر الدولي كان واضحا في سوريا لأنها تريد أن تسقط النظام السوري ليس لأن هذا النظام سيئ كما هو معروف لكن لأن سوريا كموقع وكدور ترى هذه الدول الاقليمية والدولية ضرورة إسقاطه لأن بقاء دور سوريا على هذا النحو مناهض للمخططات الصهيونية والاستعمارية التي تحاول أن تمزق الوطن العربي وبالذات في مناطق الصراع المجاورة لأرض فلسطين العربية.
> استاذ سلطان هل لديك صور أو وثائق قديمة عن سبتمبر¿
– كل الصور وكل الوثائق التي كانت لدي احرقت عندما اعتقلت في 1978م كانت لدي صور ورسائل اهداها القائد المعلم جمال عبدالناصر وكنا نراسله ونحن طلاب في كلية بلقيس وكنا نجد الغرفة المجاورة لإدارة الكلية مملوءة بالرسائل التي ترد من جمال عبدالناصر للطلاب الذين يراسلونه مع صوره عليها الاهداء وتوقيع جمال عبدالناصر ووثائق الدراسة أيضا التي حصلت عليها من كلية بلقيس ومدرسة الثورة الثانوية بتعز وحتى بعض الوثائق التي احتفظت بها عندما كنت طالبا في القاهرة احرقت كلها عندما اعتقلت في 1978م.
> كم بقيت في الاعتقال¿
– قرابة سنة تقريبا أحد عشر شهرا ونيف.
– من أين أخذت تلك الصور والوثائق¿
– كان لدي عدد من الوثائق والصور والذكريات في القرية فخاف والدي من أن يهاجموا البيت لأنهم كانوا يرسلون له الاخبار بأنه سيأتي العسكر فراحوا واحرقوا كلما كان لدي وهناك كنت ساكنا في أحد البيوت بالقرب من دار الحمد ايضا كانت لدي كمية من الكتب والوثائق أصحاب البيت خافوا أن يداهموا العكسر البيت فراحوا واحرقوها.
> المرحلة القادمة بعد الثورة هل هناك أمل في التيارات القومية في الوطن العربي أن تتحرك لتوجد مشروعا قوميا يناهض المشروع الامريكي المشروع الاسرائيلي وكل المشاريع الأخرى غير العربية¿
– القوميون العرب بدأوا خطواتهم في ما يعرف المؤتمر القومي العربي هذا المؤتمر القومي العربي يضم كافة التيارات والقوى القومية ويعمل على ايجاد صيغة لتوحيد القوى والقدرات العربية في مواجهة مخططات الاعداء الحركة القومية والمد القومي لم يحقق ما حققته ثورة 23 من يوليو إلا بوجود الاقليم القاعدة منذ رحيل عبدالناصر العظيم تحول إلى اقليم مناهض لآمال وتطلعات الأمة العربية فنحن نحلم بأن تعيد مصر دورها القومي لكي تتوحد كل التيارات القومية في مواجهة مخططات اعداء هذه الأمة ونتطلع إلى وقوف كل جماهير الأمة العربية وقفة جادة تتجاوز الماضي وتتجاوز التشرذم والتمزق الذي احدثته الأنظمة فالتيارات القومية والوطنية في كل الاقطار عليها أن تتوحد عليها أن تواجه المخاطر عليها أن تعمل من أجل المستقبل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بوحدة الصف وبوحدة الهدف.
> كلمة أخيرة استاذ سلطان¿
– الكلمة الأخيرة طبعا أقول لكل مواطن ومواطنة في هذا البلد الحبيب بأن عليهم أن يدركوا بأن ثورتهم لم تنته وأن آمالهم لا يمكن أن تتحقق إلا بالوقوف صفا واحدا وبكل صلابة أمام التحديات التي تواجه هذا الوطن وتواجه وحدته ومستقبله وأمانيه عليهم جميعا أن يتجهوا نحو تحقيق الأهداف التي خرجوا من أجلها والتي ضحوا من أجلها عليهم جميعا أن ينتبهوا إلى الإسقاطات والترويج والتضليل الإعلامي الذي تبثه وسائل الاعلام المناهضة للثورة وقوى المصالح والانتهازية التي ورثتها الأنظمة السابقة عليهم أن يدركوا بأن الماضي انتهى ولن يعود وعليهم أن يتطلعوا للمستقبل بكل الأمل.

قد يعجبك ايضا