بيت الزبيري أول بيت بعد نهب صنعاء يهدمه الإمام وكان السبب قصيدة قالها انتقادا◌ٍ


إعداد وتصوير / محمد محمد إبراهيم_ معين النجري –

بيوت في صفحات الـــنضال اليمني

» بيت الرحومي والعمري كانا حاضنين أيضاٍ لكثير من الاجتماعات

¿

¿ مثل منزل القاضي عبد السلام صبرة ملتقىٍ للمناضلين اليمنيين والضباط الأحرار والمكان السري لخطط الثورة السبتمبرية

¿ هناك بيوت أخرى ارتبطت بالدفاع عن صنعاء أيام
الحصار سواء بيوت القادة
أو المواطنيــن

هنا في مجلس يصل طوله إلى ثمانية أمتار وعرض أربعة اكتملت الصورة وتوقفت الهواجس حسمت كل الخيارات واتخذ القرار الأخير.
في منزل المناضل الكبير عبدالسلام صبره عقد الثوار آخر اجتماع وتم اختيار المناضل عبدالله السلال قائدا للثورة بعد اعتذار حمود الجائفي.
هنا تحول المجلس إلى غرفة عمليات حقيقية تضع اللمسات الأخيرة لتفجير أكبر ثورة شعبية عرفتها البلاد منذ القدم.
كانت الستائر والنوافذ والأبواب في حالة استنفار وتوجس وثورية, كل مكونات المنزل أحجار وأخشاب مشحونة بالحرية بانتظار أول طلقة لتمد بيوت كل اليمنيين في زوايا الوطن بوهج الحرية والانعتاق من الظلم.
ربما لم يكن يفكر القاضي عبدالسلام صبرة في هذه اللحظة بشرف استضافته مثل هذا الاجتماع التاريخي لأن الهدف كان أسمى وأكبر من كل الحسابات, لكنه شرف كتبه التاريخ تتويجا لنضال هذه الأسرة العريقة.
لم يكن منزل القاضي صبرة هو الوحيد الذي كان يستضيف اجتماعات الثوار ويشهد على نقاشاتهم وخططهم .

¿ إنه منزل أبو المناضلين اليمنيين القاضي عبدالسلام صبرة هذا المنزل الصنعاني البديع والشامخ كانت ترسم خارطة لحظات الحسم الثوري لميلاد اليمن الجمهوري. منها خرجت الأوامر للضباط الأحرار ببدء الحدث الثوري ومنها انطلق العزم على الذهاب إلى بيت المشير السلال لإقناعه بأن يكون قائد الثورة بعد اعتذار حمود الجائفي وفي البيت أقيمت غرفة عمليات التواصل إلى الكلية الحربية إلى العرضي إلى قصر السلاح إلى دار البشائر لتسيير خطوات أحداث ليلة السادس والعشرين من سبتمبر وربط حلقات العمل الميداني ليشرق الصباح على اكتمال دائرة الثورة التي حملها الأثر إلى كل مناطق اليمن وإلى الخارج.
في زيارة ميدانية تصويرية لبيت القاضي عبد السلام صبرة الذي ولد وتربى ونشأ فيه بحي الأبهر صنعاء القديمة وجدنا بيتاٍ تحفة في البناء والهيئة بسيطاٍ في التقاسيم مهاباٍ باتصافه ببيت العلم .. منزل مكون من أربعة أدوار تقريباٍ إن لم تخن الذاكرة حيث صعدت سلالم حجرية أوحت لي بهذا التقدير بناء بدائي لكنه من الطراز الصنعاني الفريد والمتعارف عليه في تقاسيم البيت من أسفل البيت مكان المحطاب وضيق السلالم الحجرية التي تلتوي حول عمود هو أساس البيت تتفرع من نهاية كل دور منه غرف البيت المفتوحة على صالة تشكل ملتقى الأبواب إلى أن وصلنا في الدور الثالث على صالة يطل عليها باب مجلس طويل هو الرئيسي ويصل طوله بين (6 – 8 ) في عرض (3-4) أمتار تقريباٍ وفي الدور الرابع على نفس الاتجاه يوجد مجلس مماثل لكنه أقل طولاٍ من الذي تحته الدليل الذي عرفني – وزميلي العزيز هاني المتوكل – على البيت أشار أن المجلس الطويل كان – حسب الروايات – هو المقر السري الذي جرت فيه اجتماعات المناضلين خلال فترات متعددة ومتباعدة لكنه تحول ليلة السادس والعشرين من سبتمبر إلى غرفة عمليات.. ومبتدأ خارطة طريق الثورة..
من هو القاضي عبد السلام صبرة
في العام 1912م ولد القاضي عبدالسلام محمد صبره وفي 1962م خطط لميلاد الثورة السبتمبرية بدل الاحتفال بيوبيل عمره الذهبي وفي 2012م غادر الحياة عن عمرُ ناهز المائة عام لتودعه اليمن مراسم رسمية مهيبة وشعبية تختزل حضوره القيمي والإنساني في نفوس الناس حبا وتسامحاٍ وطيبة ووفاء..
وبين هذه المتوالية التاريخية ذات الدلالة العظيمة تقع السيرة النضالية الاستثنائية
ففي أسرة متوسطة نشأ وتربى ليدرس في معلامة الأبهر ثم في معلامة توفيق وفي مكتب بئر العزب وفي مكتب الفليحي ثم انتقل إلى جامع صنعاء (الجامع الكبير)بمدينة صنعاء..
كان والده مرجعا ٍعلمياٍ له ولجميع زملائه من اليمنيين وتضم مكتبته نفائس المعارف العامة وكان يجيد عدة لغات منها التركية والفارسية والفرنسية ويجيد خط المسند الحميري ويتقن ترجمته وقد درس والده على يد أحد الأتراك المنفيين لمدة اثنى عشر عاما ٍوكان يربي أولاده على رفض التعصب والتقليد الأعمى .
بعدها عمل القاضي عبدالسلام منذ البدء في بلدية صنعاء وتدرج حتى أصبح رئيسا ٍ لها إضافة إلى قيامه بعمل وكيل عامل صنعاء .. وارتبط في نضاله لمقارعة غول الإمامة بكثير من مؤسسي حركة المعارضة السياسية ومنهم المحلوي والدعيس والمطاع ورفاقهم الأحرار الذين تعرضوا مرارا للاعتقال والتعسف معاٍ.
في عام 1944م اعتقل في سجون الطاغية يحيى)سجن الروضة وصنعاء وإب وتعز).. ليخرج من المعتقل ثم يعود مرة ثانية إلى سجن حجة عقب فشل ثورة 1948م والذي كان أحد المشاركين بها في سجون حجة حتى عام 1955م .. ثم خرج من سجن حجة وعمل رئيسا ٍ لبلدية صنعاء وظل كذلك حتى قبل قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة بعام حيث أودع سجن القلعة بصنعاء ثم أودع المستشفى وأطلق سراحه قبل الثورة بأشهر..
الجانب الآخر العملي والإداري من سيرته النضالية المشهود لها بالأمانة والصدق والوفاء سواء في كفاحه الوطني أو في المناصب التي تقلدها بعد الثورة حيث عضوا ٍفي مجلس قيادة الثورة فعضوا ٍفي مجلس الرئاسة فعضوا ٍفي المكتب السياسي. وبعدها وزير أوقاف ووزير شئون القبائل في آن واحد ثم رئيسا ٍ للمجلس الأعلى للمتابعة والذي كان بديلا ٍ لمجلس الشورى فنائبا ٍ لرئيس الوزراء للشئون الداخلية ثم رئيس وزراء بالنيابة ومستشارا ٍ لرئيس المجلس الجمهوري.
كما يعتبر الوالد المناضل عبدالسلام صبرة النافذة التي يطل منها المناضلون على تاريخ الحركة الوطنية التي كان واحدا ٍ من أبرز رجالاتها المخلصين مثل بصلابته ومبدئيته وصموده المثل العظيم للمناضل الوطني الجسور كما مثل همزة الوصل بين قيادة حزب الأحرار والحركة الوطنية في الداخل وكان الأب الروحي لتنظيم الضباط الأحرار الذين فجروا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
في مطلع العام الجاري 2012م الذي يمثل اليوبيل الذهبي للثورة السبتمبرية أطفأ القاضي عبد السلام صبرة الشمعة المائة من عمره ليس ليبدأ سنة جديدة من العمر والصحة والذاكرة الصافية بل ليرحل عن اليمن مخلفاٍ صفحات ناصعة من النضال والسمعة الطيبة والزهد والترفع طوال أكثر من نصف قرن من الزمان ظل القاضي عبد السلام صبرة رمزا ٍ بارزا ٍ في الحركة الوطنية اليمنية متحليا ٍ بنكران الذات جامعا ٍ بين وقار المعرفة وبساطة وتواضع المناضل ونزاهة وعفة وطهر الثوري الأصيل.
كان يسري حب اليمن وإنسانها في عروقه دون توقف عند جغرافيا أو رأي أو فكرُ أوطبقية أو سلالية فقولاٍ كان صادقاٍ وشجاعاٍ لا تغريه المقامات والمصالح وتخيفه التضحيات في سبيل قول الحق وعملاٍ سلوكاٍ..عمد تفاصيل خطته الثورية وسعيه الدؤوب لإيقاد شعلة الوعي والحرية بأن وضع ابنه الوحيد (المناضل الجسور عبدالله عبد السلام صبرة) مارداٍ يفجر شرارة الثورة وأحد قادة الرتل الأول لدبابات عشية السادس والعشرين من سبتمبر تضحية وبسالة إيذاناٍ بدك قصور الطاغية..
ودون ذكر الأدلة والأقوال فليس غريباٍ أن يرد اسم منزله في معظم صفحات الوثائق والكتب والمذكرات والشهادات التي سجلها عشرات المناضلين حول مسيرة الثورة والنضال الوطني.. كأبرز البيوت التي دخلت ذاكرة الثورة.. وللمتابع والمهتم أن يقرأ مذكرات المناضلين والثوار والباحثين.. ولكثرة الوثائق التي تتطرق إلى ذكر منزل المناضل عبد السلام محمد صبره لا يتسع المجال هنا لذكر تفاصيل الاجتماعات والنقاشات التي دارت في ذلك المنزل..
بيت أبو الأحرار محمد محمود الزبيري
ومن البيوت التي خلدت في ذاكرة الثورة اليمنية بيت أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري.. لكن خلود هذا البيت لم يكن في سطور التخطيط لقيام الثورة فحسب بل يعتبر أول بيتيهدمه الإمام لموقف صاحبه الذي هو الزبيري فكان ذلك رداٍ على قصيدة قالها عن ظلم الإمام أحمد يقول المناضل صالح الأشول حول هذه القصة في حوار صحفي نشر سابقاٍ في صحيفة 26 سبتمبر: الغرور عندما يركب الإنسان يعمي بصيرته وهكذا كان حال الإمام أحمد فلم يعتبر بما حدث لوالده .. الميزة الوحيدة التي كانت للإمام أحمد عن والده هي انه كان كريماٍ مع أعوانه بينما والده الإمام يحيى كان بخيلاٍ ويتنكر حتى لأقرب الناس إليه وقد وصف الإمام يحيى بأنه من أكبر بخلاء التاريخ.. لكن من أكبر أخطائه– الإمام أحمد- انه اغتر وجاء الحكم منتقماٍ بعد مقتل والده فاستمر في نهجه الظالم حتى انه اشتهر بمقولة حين كان ولياٍ للعهد مفادها: إنني أرجو أن ألقى ربي وسيفي هذا مخضباٍ بدماء العصريين.
يقول الزبيري في إحدى روائعه الشعرية وهو يصف حال بؤس اليمنيين.
ما لليمانيين في لحظات بؤس وفي كلماتهم آلام
جهل وأمراض وظلـــم فــــــادح ومخافة ومجاعة وإمام
والناس بين مكبل في رجله قيد فمه البليغ لجام
إلى أن قال:كم من أب واسى الإمام بروحه/ماتت جياع بعده الأيتام
إلى آخر القصيدة المشهورة.
وبعد هذه القصيدة للزبيري في الإمام.. أمر الإمام بخراب بيته لكن جاء بعض العقلاء إلى الإمام وقالوا له: إن الزبيري لا يملك في هذا البيت غير الربع والباقي للأيتام.. ومع ذلك أمر الإمام بتخريب بيت آخر في وادي ظهر.
وقد تم نشر الكثير من القصائد الوطنية التي على إثرها أمر الإمام يحيى بهدم بيت الزبيري في بستان السلطان لولا إن صهر الزبيري أحمد عبدالملك وهو أحد كتبة الإمام تقدم بطلب للإمام منبها أن البيت يملكه ورثة وهم ضعفاء وفقراء وليس للزبيري إلا الربع في البيت فقال الإمام: أما بيت الزبيري الذي موجود في وادي ظهر لابد من هدمه وقام بهدمه فعلا..
بيت عبدالغني مطهر
وثمة بيوت أخرى بعيدة عن معاقل الإمامة سخرت متاعها وظلها لتكون مأوى للمناضلين الفارين من مقاصل المحاكمات سواء داخل الوطن أو خارجه ومن هذه البيوت بيت ومنزل رجل الأعمال اليمني عبد الغني مطهر الذي نذر غربته وكل ما يملك زاداٍ للنضال والمناضلين سواء في مقر اغترابه في الحبشة أو وهو في عدن أو في تعز حيث كان منزله مكاناٍ للمؤن والسلاح والذخائر المعدة للقضاء على الإمام أحمد فإذا لم يحضر بيته حضر جيبه داعماٍ مادياٍ وتسليحاٍ لكل من يريد الكفاح لإنقاذ اليمن من الاستبداد والاستعمار.. يقول في هذا الشأن المناضل صالح الأشول في مذكراته: عاد عبد الغني مطهر (العريقي) من مهجره إلى الوطن عام 1958م بهدف المشاركة في البناء التنموي من خلال الاستثمار المحلي في وقت كان العمل التجاري في ظل النظام الإمامي مخاطرة ….
وأضاف الأشول: كان مشروع عبد الغني مطهر اغتيال الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين دون أن يكون له برنامج من خلال ارتباطه بعناصر في قصر الإمام وبعد اغتيال الإمام أحمد يتم السيطرة على العاصمة من خلال تحريك مجموعات لذلك على أن تكون البداية لهذه الخطة احتلال قلعة القاهرة ومنطقة الكريفة من عناصر مرتبة بالخطة من داخل الموقعين. وعلى ضوء هذه الخطة وقبل التنفيذ اتفق مع عدد من الضباط الأحرار على أن يتم نقل الأسلحة والذخائر من منزل عبد الغني مطهر في المدينة وعبد القوي حاميم في العرضي لتكون على مقربة من مجموعة الضباط المتواجدين داخل جراج الدبابات إلا أن الضباط رفضوا تنفيذ هذه المهمة تحت حجة أنهم تحت الرقابة كان ذلك يوم 23 يوليو 1962م موعد القيام بالثورة بالإضافة إلى انتدابهم الملازم علي الضبعي إلى صنعاء لطرح الأمر أمام اللجنة القيادية..
تراجع عبد الغني مطهر عن تنفيذ العملية التي وعد بها القاهرة وعند خشيته من اكتشاف بعض الأسلحة التي كانت عنده في المنزل اتصل بالرفيق المناضل يحيى عبدالرحمن الإرياني -مسؤول الحركة في تعز- الذي كان حينها في تعز وناقش معه تولي الحركة نقل الأسلحة والاحتفاظ بها وافق يحيى عبد الرحمن الإرياني من حيث المبدأ وحين بدأ الناس النقاش حول الوسائل تدخل عبدالقوي حاميم ونقلها إلى قريته.
منزلا الرحومي والعمري
وفي يوليو 1962م تداول الضباط الأحرار كانت بدايات التخطيط للثورة ففي مذكرات صالح الأشول ورد بيت الرحومي وبيت العمري إلى جانب بيت القاضي صبرة وبيوت أخرى كانت ملتقيات الاجتماعات السرية التي كانت تخرج بعدد من القرارات,.. ففي تطرق للاجتماع الذي تم في بيت الرحومي آنذاك يقول الأشول : خرج ذلك اللقاء بأهمية دعوة القاعدة التأسيسية للانعقاد لتتخذ موقفاٍ يتناسب مع أهمية وخطورة ما طرحه جزيلان. في ذات اليوم عقد اجتماع القاعدة التأسيسية في منزل أحمد الرحومي وبعد تداول أعضاء القاعدة وتقييمهم للأمر توصلوا إلى اتفاق بلقاء المقدم جزيلان وغيره ووضعوا أساساٍ لأي حوار يدور يلتزم به من يكلف ومن هذه الأسس: لا يمانع التنظيم من الاتصال بالعناصر الوطنية وجماعة الأحرار أن يتم التأكد مما قد أعد لقيام الثورة عدم الموافقة على أي شيء قبل الرجوع إلى القاعدة التأسيسية وأن لا يفصح بأي شيء عن وجود التنظيم إضافة إلى الالتزام بمبدأ «خذ ولا تعطي» في جميع مراحل الحوار.
وكلف تنظيم الضباط مجموعة مكونة من خمسة أعضاء هم: علي عبد المغني أحمد الرحومي صالح الأشول محمد مطهر زيد -أعضاء اللجنة القيادية- وناجي الأشول -أمين المال- للتباحث حول مسألة قيام الثورة على أن ينقل الملازم ناجي الأشول أسماءهم إلى المقدم جزيلان -وهو ما حدث- وحدد لقاء في منزل العقيد حسن العمري وحضره القاضي عبد السلام صبرة.
بيوت ثورية أخرى
هناك الكثير من الثوار كانت تتحول منازلهم إلى مجالس اجتماعات سرية تخطط وتناقش تفاصيل القيام بالعمل الثوري العظيم مثل منزل أحمد الرحومي ومنزل حسن العمري ومنزل عبدالله المؤيد الذي احتضن أول اجتماع أو الاجتماع الحاسم لتنظيم الضباط الأحرار وذلك في شهر ديسمبر عام 1961م والذي حضره خمسة عشر ضابطا كلهم في رتبة ملازم.
وفي هذا الاجتماع وضعت اللبنات الأولى للتصورات الطموحة التي يحلم بها تنظيم الضباط الأحرار . وكذلك منزل المناضل حمود بيدر الذي شهد الاجتماع الأول للجنة القيادية للتنظيم . ومنزل المناضل حسين الغفاري الذي عقد فيه اجتماع اللجنة القيادية في تاريخ17 رجب 1382هجري وكانت أهم القرارات التي خرج بها الاجتماع الإسراع في تشكيل فرع للتنظيم في تعز واستدعاء القاعد إلى الاجتماع في منزل المناضل أحمد الرحومي ومنزل الزبيري, ومنازل أخرى لم يذكرها المؤرخ.
فالمقام هنا لا يتسع لسرد تفاصيل البيوت الكثيرة الأخرى التي لها علاقة بالثورة اليمنية بل بالكفاح اليمني فكم من الحكايات على بيوت اشتهرت بقصص الكفاح ابتداء من قائمة البيوت التي نهبت وسلبت في 1948م في صنعاء ولا تنتهي ببيوت القادة العسكريين بعد قيام الثورة كـ (القاضي عبد السلام صبره وولده عبدالله عبد السلام صبره والسلال وجزيلان والرحومي وعلي سيف الخولاني وغيرهم) وكذا بيوت المواطنين التي كانت زاداٍ وملاذاٍ للمناضلين سواء في الثورات المتتابعة أو مراحل الدفاع عن الثورة وقصص حصار السبعين.. وغيرها من معارك الدفاع عن النظام الجمهوري.
كما للبشر بصماتهم في صفحات تاريخ التغيير والتحول الإنساني يوجد للأمكنة حيز في ذاكرة الثورات في أي قطر من أقطار العالم ومثلما للأمكنة بصفة عامة كالمدن والمعاقل والقصور والقلاع حضورَ في مذكرات من دونوا تاريخ النضال الثوري تحضر بقوة بيوت ومنازل البارزين من صناع الثورات وموقدي مشاعل الحرية صفحات التاريخ.. لتدل على أهم روابط التآلف بين المكان وفكر الإنسان.. فقد تجعل من منزلك منارة للحرية وقد تجعل منه سجناٍ يساعد الطغاة على تكبيل مطامح البشر في تنوير حياتهم وقد تجعله قلعة مجمع لمفكري العصر يستزيدون منه عزم خطوات التحول.

قد يعجبك ايضا