الكشافة

نايف الكلدي –

تعتبر الحركةالكشفية حركة مهمة جدا◌ٍ في أي مجتمع من المجتمع نظرا◌ٍ للدور الهام بل والهام جدا◌ٍ الذي تقوم به في خدمة المجتمعات .. فهي تستهدف شريحة مهمة وهذه الشريحة تمثل النسبة الأكبر في أي مجتمع ويرتكز عليها مستقبل المجتمعات.. شريحة الشباب .. باعتبارها نصف الحاضر وكل المستقبل.
الحركة الكشفية مهمة لأنها تتعامل مع شريحة الشباب في مراحل خطرة جدا◌ٍ .. وتعمل على تربيتهم تربية وطنية وأخلاقية وثقافية واجتماعية .. وتدربهم وتعلمهم على العلم والمعرفة والرجولة والصبر والمثابرة والاجتهاد والحكمة لبلوغ غاياتهم وتخرج قادة على مستوى عال◌ُ من الفكر والمعرفة في كافة مجالات الحياة.
الحركة الكشفية تستوعب بين أحضانها الشباب لأنها تعتبر حركة تربوية تصقل مواهبهم وتنمي مهاراتهم باعتبارها مجالا◌ٍ خصبا◌ٍ لتفجير طاقاتهم ومواهبهم الإبداعية وتقي الشباب من مخاطر التطرف والانحراف نحو السلوك غير السوي .. وتقدم خدمات جليلة للمجتمع في شتى المجالات.
في بلادنا للأسف الحركة الكشفية تسير باتجاه عكس ذلك افتقدت هذا الدور الهام وافرقت من محتواها تماما◌ٍ .. وأصبحت بل ظلت منذ سنوات تختزل دورها فقط على السفريات لحضور الاجتماعات والمؤتمرات والندوات والملتقيات واستلام المخصصات من الوزارة والدعم من اليونيسف وغيرها من المنظمات الأخرى.
لم يعد الشعار الذي عرفناه للكشاف زمان (كن مستعدا◌ٍ) حين كانت الحركة الكشفية تقيم الحفلات والمخيمات والمعارض الفنية والثقافية والعلمية والفكرية والإبداعية وحملات التشجير والتنظيف في المحافظات وإقامة القوافل الثقافية .. وحتى حفل ايقاد شعلة سبتمبر¡ فالحديث عنها يفطر القلب ملايين الريالات تصرف باسم الشباب والحقيقة إنهم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف.
الحركة الكشفية أصبحت تمر في أسوأ حال وأصبح القائمون عليها هم نفس الاسماء منذ سنوات طويلة ولم يقدموا لها شيئا◌ٍ طيلة هذه السنوات والحقيقة إنه لم تجد لديهم شيئا◌ٍ أصلا◌ٍ حتى يقدموه لهذه الحركة المجتمعية المهمة ويجب عليها المغادرة فورا◌ٍ منها ويكفي ما قد حصدوه منها طيلة السنوات الماضية وعليهم احترام أنفسهم وإفساح المجال أمام الكفاءات الوطنية القادرة على العطاء وإعادة إحياء الحركة الكشفية التي تحتضر منذ سنوات.
على وزارة الشباب والرياضة أن تتحمل مسؤولياتها بوطنية لإعادة احيائها .. وإجراء انتخابات سريع لها لإنقاذ ما يستطيعون إنقاذه وعلى المنتمين إلى المجال الكشفي في كل الوطن اختيار الكفاءات الوطنية من الشباب القادرين على العطاء وخدمة هذه الحركة بدلا◌ٍ عن الأسماء السابقة التي أكل منها الدهر وشرب واثبتوا فشلهم مع مرتبة الشرف.

قد يعجبك ايضا