
نبيل نعمان –
بدأت النظافة في العاصمة تأخذ بعدا◌ٍ أوسع ومتكامل لتلامس جوانب كانت غائبة في السابق وهو مايؤشر للتأسيس لرؤية متكاملة في التعامل مع المخلفات على طريق إدارتها بشكل آمن وسليم .
النظافة .. ليست فقط إزالة المخلفات من الاماكن العامة بل هي منظومة متكاملة من الوعي والأداء والاستمرارية والتكامل في العمل وتراكمه لتعظيم الايجابيات وتقليص السلبيات وتوسيع دائرة المشاركة وتعزيزها.
وفق هذه الرؤية التي بدأت تتكشف في العاصمة في ظل امينها الجديد عبدالقادر هلال يبدو ان المستقبل سيكون أفضل ليس في جانب النظافة فحسب بل في جوانب أخرى لكن النظافة تعد اساسا◌ٍ لتحسين العاصمة وإظهارها بشكل اجمل تليق بصنعاء ومكانتها الجمالية والتاريخية .
تنفيذ حملات للنظافة .. وإشراك المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المحلي والجمعيات الشبابية امر مهم لتجذير مبدأ الشراكة في النظافة بالتوازي مع ازالة التشوهات والعشوائيات في الشوارع والاسواق وتنظيم البساطين .. كلها تصب في اتجاه تحسين العاصمة وارساء الية جديدة للتعامل مع قضايا النظافة باعتبارها منظومة متكاملة .
أن يتم الوصول الى تنظيف المقابر تأكيد على توسيع دائرة مفهوم النظافة .. هذه المساحات التي تحولت الى اشبه بمكبات للنفايات يمكن تحويلها الى اماكن وارفة بالحفاظ على النظافة فيها وتشجيرها واحترام قدسيتها وتسويرها وتعزبز الوعي بأهمية احترام قدسية المقابر وتعزيز دور المجالس المحلية في ذلك .
تراكم هذه الجهود يمكن ان تؤسس لرؤية متكاملة لإدارة المخلفات والتي ظلت لفترة طويلة مجرد مشاريع بعيدة عن التطبيق ويبقى ان يتم الوصول الى الأماكن المنتجة للنظافة وخاصة تلك التي تنتج المخلفات الخطرة وخاصة المستشفيات والمصانع لإجبارها على ادارة مخلفاتها بصورة آمنة وسليمة وعدم خلطها مع المخلفات العادية وهو ماسيكون له الأثر الكبير على مستوى النظافة ونوعيتها .
ان الإدارة الآمنة للمخلفات سيجنب الناس الكثير من الأمراض التي تكلف فاتورة كبيرة تثقل كاهل الدولة .. كما سيعيد للعاصمة وجهها المشرق وسيدفع الى ابتكار ادوات جديدة في ذلك وصولا◌ٍ الى تحقيق استقرار في هذا القطاع وبأقل كلفة على المدى الطويل .. والمهم ان تستمر الإرادة وتتوسع الشراكة ويتجذر الوعي وعبر هذه الأدوات الثلاثة يمكن تحقيق الكثير.