
الثورة نت محمد السيد –
على الرغم من تعقيدات الحياة وصعوبة المعيشة¡ إلا أن اليمنيين يصرون على أخذ نصيبهم من الابتسامة في العيد. حيث تشكل هذه المناسبة فرصة لأخذ إجازة من الهموم وصعوبات الحياة.كما ي◌ْحسب للعيد إحياءه للكثير من العادات والتقاليد التي توشك على الاندثار والتلاشي¡ بفعل “هوس الحداثة” وتقليد الآخر.وتتجلى في هذه المناسبة عادة صلة الأرحام وزيارة المرضى ومعاودة الأهل والأقارب والجيران.اليوم الأول في العيد وتحديدا◌ٍ في صنعاء¡ تحول إلى ” مهرجان للمصافحة” ليس بين الأقارب فقط¡ بل بين جميع المواطنين والسكان.وأينما ذهبت أو وجهت وجهك ستجد واقع الحال يقول”العيد.. لا مكان للخلاف”.وذلك في مناسبة دينية عظيمة¡ يتفق الجميع على السمو فوق الجراح ¡ حيث صفاء النفس ولا غير صفاء النفس والروح.
صباح العيد
مع إشراقه يوم عيد الفطر¡ لبس الرجال أفضل ملابسهم ولاسيما الملابس التقليدية¡ م◌ْصطحبين الأطفال إلى الساحات والمساجد¡ لأداء صلاة العيد فيما انشغلت النساء بتجهيز البيت. ويفضل اليمنيون الملابس الشعبية فالرجال يلبسون أثواب قميص مكمم وطويل يصل إلى القدم مع جنبية” خنجر” معكوف في داخل خشب مزين بنحاس أو خيوط خضراء مع حزام ذهبي اللون , ويلبس الشال والكوت وأحيانا تعمل عمامة على الرأس. ويمثل العيد فرصة لطي أي خلاف¡ حيث يتحول إلى مهرجان للمصافحة. فيقبل اليمنيون على بعضهم البعض فيتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم , وتختلف طرق المصافحة من منطقة إلى أخرى لكن معظم اليمنيين يتصافحون بالأيدي ويلامسون بوجوه بعضهم البعض وفي مناطق. فسكان جزيرة سقطرى تتم التحية بملامسة أنفي كلا من المتصافحين, وفي بعض المناطق يقبل الصغار الكبار في ركبهم وتقبل النساء الرجال الأقارب على رؤوسهم .
ترابط وتواصل
ومن أبرز العادات والتقاليد اليمنية في العيد انه يأتي كأحد المناسبات التي تبرز فيها مدى
الترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني المتمسك بأصالته وجذوره الضاربة في التاريخ, وهذه من أهم وأجمل العادات الايجابية عند اليمنيين, وقد تميز اليمنيون بالقيام بمثل هذه العادات بصفة مستمرة ولكن القيام بها في المناسبات الدينية والعيدية تكون لها واقع خاص ومميز. حيث يحرص اليمنيون على العودة إلى جذورهم في العيد فكثير من سكان المدن يعودون إلى الريف وقراهم لقضاء عطلة العيد, وذلك بسبب الترابط الأسري القوي الذي شكل عامل الدفاع والمحرك الأول للعادات اليمنية التي تبرز واضحة خاصة في فترة الأعياد فعندما يلقى الطفل جده في العيد فإنه يقبل يده وجبهته وركبته في إشارة على تواصل الأجيال واحترام الصغير الكبير.
عيادة المرضى
أيضا◌ٍ من العادات اليمنية في أيام العيد إبراز الجانب الاجتماعي في مراسم الاحتفال بهذه المناسبة فيعودون المرضى ويتبادلون الزيارات للتهنئة بحلول العيد في أعقاب الصلاة .
رقصات شعبية
كما أن حلقات الرقص الشعبي تزدهر في أيام العيد¡ حيث تنتشر حلقات الرقص الشعبي في الأسواق والساحات. كما تشهد ضواحي بعض المدن حلقات الرقص الشعبي وتنتهز فرق الرقص” الجوالة” عادة في مثل هذه المناسبات وتعزف ألحانا◌ٍ شعبية يرقص على أنغامها المواطنون ويمنحون العازفين نقودا مقابل عزفهم. كذلك تنتشر حلقات رقص البرع بالخناجر في بعض المناطق مثل صنعاء وذمار ومأرب وكذلك في يافع .مع إضافة البندقية التي توضع على الكتف والتي أصبحت جزءا◌ٍ من التراث الشعبي اليافعي في أداء الزامل اليافعي والدبكة اليافعية التي اشتهرت بها يافع كذلك في حضرموت .. وهناك الزوامل والألعاب الشعبية المختلفة مثل الزوامل الشعبية ورقصات الغياض والهبيش والزربادي والشبواني بالعدة الشبوانية التي يشتهر بها وادي حضرموت وبخاصة مدن شبام والحوطة والقطن والعاصمة
سيؤون . كذلك رقصة الدراج وهي رقصة شعبية تتكون من ثلاثة راقصين وراقصه تؤدى بشكل دائري تتخللها بعض الحركات المتقنة على إيقاع الطبل الذي يعتبر أداة الرقص في هذه اللوحة إضافة إلى تصفيق الجمهور الحار تفاعلا مع اللعبة الشعبية الرائعة.
زحف على الحدائق
الحدائق والمتنفسات هي الأخرى شهدت في اليوم الاول إقبالا◌ٍ ملحوظا◌ٍ منذ الصباح الباكر ليوم العيد¡ وذلك من قبل المئات من الأسر التي حرصت على اصطحاب الأطفال إلى المتنفسات.