
عواصم/وكالات –
أعلن الأخضر الإبراهيمي الوسيط الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا أنه ليس واثقا تماما حيال فرص إنهاء النزاع في سوريا لكنه أكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي “متسلح بالأمل”.
وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية “فرانس 24” لمعرفة ما إذا كان واثقا من إمكانية وضع حد للحرب في سوريا قال الإبراهيمي “لا لست واثقا”.
وأضاف “ما أنا واثق منه هو اني سأقوم بكل ما استطيع سأبذل فعلا جهدي”.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قال:”ربما أفشل ولكن أحيانا يسعفنا الحظ ونتقدم”.
وأضاف “أمل أن يتعاون السوريون منذ البداية وأن تدعمني الأسرة الدولية أيضا” مكررا ما قاله سلفه كوفي عنان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الأمن لإقناع الرئيس بشار الأسد بوضع حد للنزاع.
وأعلن الإبراهيمي أنه سيتوجه قريبا إلى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال الإبراهيمي أيضا “طلبوا مني القيام بهذا العمل ولكن في حال لم يقدموا لي الدعم فإن هذا العمل لن يكون موجودا اذن انا متلهف للنقاش معهم”.
واضاف “هم منقسمون ولكن بامكانهم بالتأكيد أن يجدوا ارضية تفاهم”.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تعيين الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي عنان.
وفي تصريح لصحيفة النهار اللبنانية نشر أمس قال الإبراهيمي الذي كان مبعوثا للجنة الثلاثية العربية الى لبنان في اواخر فترة الحرب الاهلية “1975-1990م” انه عندما كان وسيطا لانهاء الحرب في لبنان “لم تكن امكانات النجاح فيه آنذاك أكبر مما هي الآن” في سوريا.
وقال الابراهيمي “عندما ذهبت الى لبنان لم تكن امكانات النجاح أكبر مما هي الآن. وواحدنا يجب أن يقبل الفشل إذا كان مكتوبا له الفشل معليش فليأت غيري من بعدي وينجح إن شاء الله” مؤكدا انه “متسلح بالأمل” على رغم كل شيء.
وردا على سؤال للصحيفة عمن اعطاه هذا الامل اجاب “لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأمم المتحدة وأيضا جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتركا سوريا من دون محاولة مهما كانت الظروف صعبة وامكانات النجاح متواضعة”.
وشدد مبعوث الامم المتحدة على انه يريد ان يرى “أين توقف كوفي عنان” والاستفادة “من الدرس الكبير الذي سمعناه منه عند استقالته أي الأسباب التي دفعته الى الإستقالة وأهمها أن تأييد الاناس الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبول” مؤكدا انه يريد “دعما قويا وحقيقيا” من مجلس الامن.
ولكن المبعوث الجديد اكد ان الدعم القوي لا يعني بالضرورة قرارا تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات وصولا الى السماح باستخدام القوة.
وقال ان صدور قرار تحت الفصل السابع او عدمه هو “أمر ثانوي. المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن ومن المجتمع الدولي بشكل عام ومن الدول العربية من دون أي شك أيضا”.
ولهذه الغاية سيجتمع الابراهيمي في نيويورك الاسبوع المقبل مع الامين العام للامم المتحدة ومندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.
وأضاف انه سيتوجه من نيويورك الى القاهرة لعقد اجتماعات عدة أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مشيرا الى انه يعود الى الجامعة العربية ان تقرر ما اذا كان نائبه سيبقى الفلسطيني ناصر القدوة الذي كان نائبا لانان ام انها ستختار بديلا عنه.
من جانب آخر رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بتعيين الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوثاٍ خاصاٍ للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا معربة عن الاستعداد لدعمه من أجل ضمان سلام دائم يؤيد التطلعات المشروعة لحكومة تمثل الشعب السوري.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان إن “الولايات المتحدة ترحب بقرار أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تعيين مبعوث خاص مشترك جديد إلى سوريا”.
وأضافت أن المبعوث الجديد الإبراهيمي “سيواصل السعي لإنهاء النزاع والتوصل إلى عملية انتقال سلمية في سوريا”.
وتابعت إن “رسالتنا … للإبراهيمي بسيطة وهي أن الولايات المتحدة مستعدة لدعمك ولضمان سلام دائم يؤيد التطلعات المشروعة لحكومة تمثيلية للشعب السوري”.
وخاطبت الشعب السوري بالقول:”أنتم لستم وحدكم. إن المجتمع الدولي يواصل التزامه الكامل بعملية انتقال سلمية بقيادة سورية تؤدي إلى نظام سياسي تعددي يمثل إرادة الشعب” مضيفة أن المجتمع الدولي ملتزم أيضاٍ بضمان “التعرف على من يرتكبون المجازر ومحاسبتهم”.
وقد أعلن بان رسمياٍ عن تعيين الإبراهيمي مبعوثاٍ خاصاٍ جديداٍ للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا خلفاٍ لكوفي عنان.