الكشف المبكر عن الإعاقة

عن موقع نساء سورية –
تتطور أعضاء الطفل‮ ‬وبالتالي‮ ‬قدراته‮ ‬منذ ولادته‮. ‬بل قبل ذلك‮ ‬منذ تشكله جنيناٍ‮ ‬في‮ ‬بطن أمه‮. ‬ويبدأ الطفل منذ ولادته بأداء حركات عشوائية تصبح هادفة شيئاٍ‮ ‬فشيئاٍ‮ ‬كلما ازداد نموه فيبدأ بتركيز بصره في‮ ‬الوجوه والأشياء وليتعرف عليها وتتزايد حركته ويقوى جسمه فيمسك بالأشياء ثم‮ ‬يحرك أطرافه‮ ‬ثم‮ ‬يجلس ثم‮ ‬يحبو ثم‮ ‬يمشي‮. ‬وعلينا متابعة هذا النمو‮. ‬وعند ملاحظة أية ظاهرة‮ ‬غير طبيعية علينا إجراء الفحوص اللازمة‮. ‬ومن هذه الفحوص‮:‬
فحص الرؤيا عند الطفل‮ ‬وفحص السمع‮ ‬للتوصل إلى معرفة مدى سلامة هذه الحواس‮.‬
ملاحظة حركة الأطراف‮ (‬اليدين والرجلين‮) ‬لمعرفة مدى استخدامهما الصحيح وترابط الحركة مع البصر والحاجة لاستخدامهما‮.‬
متابعة إجراء الفحوص الدورية لمعرفة تطور النمو‮ (‬الوزن والطول والحركة‮) ‬خلال العام الأول ثم خلال السنوات الأولى من عمر الطفل‮.‬
متابعة تفاعل الطفل مع محيطه وفقاٍ‮ ‬لنمو جسمه من خلال حواسه وحركته ثم كلامه وتناول طعامه‮.‬
قدراته على التعبير والتجاوب والاستيعاب لتطوير قدراته مع تطور نمو وازدياد احتياجاته‮.‬
ويجب أن تتعاون الأسرة مع المدرسة في‮ ‬الرعاية الصحية للطفل‮. ‬فبعض من الرعاية وقائي‮ (‬اللقاحات‮)‬‮ ‬وبعضها علاجي‮. ‬وعلينا متابعة هذا الأمر للوصول إلى كشف أي‮ ‬خطأ‮ ‬غير طبيعي‮ ‬بشكل مبكر‮ ‬مما‮ ‬يسمح بدراسته ومعرفة أسبابه واتخاذ الخطوات العلاجية الصحيحة له قبل أن‮ ‬يتنامى إلى درجة‮ ‬يصعب معها علاجه‮.‬
ومن ذلك صعوبات النطق والصعوبات الحركية والحسية والإدراكية‮ ‬وكذلك النفسية‮. ‬ولكل منها علاج‮ ‬يناسبه ويناسب شدة الحالة المعنية‮.‬
ويمكننا مراقبة الطفل على النحو التالي‮:‬
أولاٍ‮- ‬سلامة الحواس‮:‬
علينا مراقبة الطفل منذ ولادته لمعرفة حصة الرؤيا عنده‮ ‬وكذلك صحة السمع‮.‬
وعندما نلاحظ أن الطفل لا‮ ‬ينظر إلينا بشكل صحيح‮ ‬وتكون نظرته‮ ‬غير مركزة‮ ‬يجب عرضه على طبيب العيون وتقديم العلاج المناسب له‮.‬
وكذلك سمع الطفل‮ ‬فعندما لا‮ ‬يستجيب لأصواتنا وللأصوات المتنوعة في‮ ‬محيطه‮ ‬يدب عرضه على الطبيب لمعرفة السبب‮.‬
وفي‮ ‬كل الأحوال لا بد من العلاج والالتزام بالعلاج بشكل صحيح‮. ‬سواء تطلب ذلك الاستعانة بجهاز مساعد‮ (‬نظارة‮ ‬سماعة‮) ‬أو إجراء عمل جراحي‮ ‬ما في‮ ‬بعض أحوال الحول أو ضعف البصر‮.‬
ثانياٍ‮- ‬تأخر التطور الحركي‮:‬
مراقبة حركة الطفل للذراعين واليدين‮ ‬ثم جلوسه وزحفه ومشيه في‮ ‬العمر المناسب‮. ‬وتدل حركة‮ ‬يده حين تمتد لتناول الأشياء وقدرته على تحريك أصابعه وترابط الحركة مع بصره‮ ‬على مدى السلامة في‮ ‬ذلك‮. ‬وإذا لوحظ أي‮ ‬تأخر في‮ ‬هذه الآليات‮ ‬يجب عرضه على الطبيب المختص فوراٍ‮.‬
ثالثاٍ‮- ‬التطور الذهني‮ ‬والكلام‮:‬
الكشف عن تأخر النطق وعيوبه مثل التأتأة أو حذف بعض الحروف‮. ‬وقد‮ ‬يكون هذا ناتجاٍ‮ ‬عن عيوب خلقية كالحنك المشقوق أو الشفة المشرومة أو وضعية الأسنان واللسان‮. ‬وقد‮ ‬يكون ناتجاٍ‮ ‬عن عيوب التركيز أو الشلل التشنجي‮ ‬أو اضطرابات إدراكية أو حالات تنفسية مختلفة‮. ‬ولا‮ ‬يجب القلق من مراجعة الطبيب المختص ومتابعة الأخصائيين لتجاوز مشكلة الطفل وضمان علاجها‮.‬
رابعاٍ‮- ‬التطور الإدراكي‮ ‬المعرفي‮:‬
ويتم ذلك من خلال مراقبة الطفل من أسرته وفي‮ ‬المدرسة والتعرف على مدى تجاوبه مع بيئته ومع أقرانه ومن خلال أدائه السلوكي‮ ‬عند تجاوبه مع والدته للتعبير عن احتياجاته اليومية من طعام أو لباس أو حركته لتناول الأشياء من حوله‮. ‬ومعرفة أسباب اختلاف تجاوب الطفل أو تأخره أو عدم قدرته على الانتباه والتركيز‮.‬
وعند اكتشاف أي‮ ‬اختلاف عند الطفل عن أقرانه في‮ ‬مثل عمره من ناحية ضعف الحواس أو الحركة أو الإدراك‮ ‬يجب الاستعانة بأخصائيين لتشخيص الحالة بشكل صحيح وسليم‮. ‬ثم وضع خطة عمل مناسبة لمعالجة هذه المشاكل بشكل مبكر واستخدام أجهزة مناسبة لمساعدة الطفل على تعويض النقص في‮ ‬الحس أو الحركة أو إجراء التدريبات المناسبة بتعاون الأسرة مع الأخصائيين ومتابعة تطور وتحسن الطفل خلال المعالجة وتقييم حالته كل فترة زمنية مناسبة‮.‬

قد يعجبك ايضا