الجيش الأمريكي أنجز سيناريوهات عسكرية محتملة في سوريا

واشنطن/ –
قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش الأمريكي أنجز تخطيطه الخاص لكيفية قيام قواته بمجموعة متنوعة من العمليات العسكرية ضد سوريا أو لمساعدة الدول المجاورة في حال تلقيه الأوامر بذلك إلا أنهم أكدوا أن هذا التخطيط هو خطوة احتياطية ولم تصدر أية أوامر للتحرك من البيت الأبيض.
وقال المسؤولون لشبكة “سي ان ان” الأمريكية ان البنتاجون أكمل في الأسابيع الأخيرة تقدير أي نوع من الوحدات العسكرية سيحتاج وعدد الجنود وحتى التكلفة المتوقعة لأي من هذه العمليات العسكرية المحتملة.
وأوضح المسؤولون أن السيناريوهات العسكرية المرسومة تتضمن فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا وحماية المنشآت الكيماوية والبيولوجية فيها مشيرين إلى أن جميع السيناريوهات ستكون صعبة التطبيق وتتضمن مشاركة أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين وعمليات موسعة.
وذكر مسؤول رفيع المستوى في البنتاجون أن البحرية الأمريكية تتواجد عسكرياٍ من خلال ثلاث سفن وغواصة في شرق البحر المتوسط لإجراء عمليات مراقبة إلكترونية واستطلاع على النظام السوري مستدركاٍ بأن الانتشار العسكري الأمريكي بالمنطقة أمر روتيني ولكنه أقر بأن التركيز حالياٍ ينصب على سوريا.
وأشارت مصادر أمريكية للشبكة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تناقش بصفة منتظمة سيناريوهات محتملة وخطط طوارئ كما تتبادل المعلومات الاستخباراتية حول الأحداث في سوريا مع الدول المجاورة لها كإسرائيل وتركيا والأردن.
وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية تولي اهتماماٍ خاصاٍ بالأردن باعتبار أن يمتلك قوة عسكرية صغيرة نسبياٍ وربما بحاجة لمساعدة خارجية إن توسع العنف بجنوب سوريا ما قد يمثل تهديداٍ لأمن المملكة.
وكشف ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن القوات الخاصة الأمريكية تعكف على تدريب القوات الأردنية على مهام عسكرية محددة قد تحتاج أن تقوم بها إذا امتدت الاضطرابات في سوريا إليها أو شكلت تهديداٍ للمملكة.
وأكد مسؤولون أردنيون هذه التفاصيل للشبكة كما أكدها مسؤول حكومي في الشرق الأوسط وجميعهم رفضوا كشف أسمائهم لحساسية الموضوع.
وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة تدرب الأردن باستخدام قوات العمليات الخاصة وضمن برنامج “تبادل التدريب المشترك” الذي يرسل جنوداٍ إلى الخارج لتدريب جنود أجانب ووحدات على مهام خاصة.
وأضافت أن القلق الأمني الأساسي للأردن هو أنه في حال انهيار النظام السوري فجأة فإنه قد يواجه اضطرابات على حدوده الشمالية وإمكانية تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين وتهريب الأسلحة إلى الأردن وفوضى محتملة في مجمعات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا.
غير أن المسؤولين الذين تحدثوا إلى “سي ان ان” أوضحوا أن السيناريوهات العسكرية الحالية لا تتضمن نشر جنود في أي من سوريا أو الأردن وأن المساعدات الأمريكية تقتصر على تقديم دعم جوي لنقل القوات الأردنية للحدود وتقديم معلومات استخباراتية عما يحدث في الجانب السوري من الحدود وكيفية التعامل مع تدفق أفواج من اللاجئين والتصدي لتهريب الأسلحة.
وبحسب المسؤولين فإن أحد أكثر السيناريوهات تطرفاٍ يتضمن نقل قوة أردنية صغيرة إلى داخل سوريا لحماية منشأة أسلحة بيولوجية وكيمائية.
وذكرت “سي ان ان” أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قوات نخبة علوية من الأكثر ولاء للأسد موكل إليها مهام حراسة تلك المنشآت وتزداد مخاوف أمريكا وحلفائها على أمن تلك الترسانة مع تقلص المساحات التي يسيطر عليها النظام السوري.
وقال أحد المسؤولين: إن الأقمار الصناعية الأمريكية تراقب تلك الترسانة على مدار الساعة ولكن “حتى اللحظة ليس هناك ما يدعو للقلق بأنها ليست في مأمن”.
وشددت المصادر الأمريكية بأن الخطط المرسومة جرى تحضيرها كإجراء احتياطي ولم يصدر عن البيت الأبيض أي أوامر بالتحرك.
ويتزامن الكشف عن الخطط العسكرية مع تصاعد قلق الولايات المتحدة من استمرار دوامة العنف الدموي بسوريا الذي وصفه مسؤولون أمميون بأنه “حرب أهلية” وتقارير عن توسيع القوات النظامية نطاق هجماتها بإقحام المروحيات الهجومية في مهاجمة معاقل المعارضة.
وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في حديث إلى “سي ان ان” إن سلسلة القصف الأخيرة زادت القلق حيال الوضع في سوريا مضيفاٍ بأنه مشابه للوضع بالعراق إبان ذروة العنف الذي اجتاح البلاد عقب الغزو الأمريكي.
وقال: ان العنف في سوريا “يجعلنا نفكر بما حصل في العراق وكيف أخذت الأمور منحى مذهبياٍ وكيف أصبحت حرباٍ أهلية وكيف أصبح من الصعب حلها”.
وحذر مسؤول أميركي آخر رفيع من أنه في حال تزايد العنف الطائفي في سوريا “فهناك إحساس بأن الوضع سيكون أسوأ مما شهدناه في العراق”.

قد يعجبك ايضا