المصنعون المحليون في قفص الاتهام



مازال الجدل مستمراٍ حول المسئول عن ارتفاع أسعار السلع و المنتجات الغذائية المصنعة محليا الى مستويات قياسية وتفاوت أسعارها من محل إلى آخر مع أنها من النوع نفسه ليس هذا وحسب بل اختفاء بعض الأنواع كما أن هناك تساؤلات كثيرة عند المستهلكين عن أسباب ارتفاع أسعار هذه المنتجات الغذائية المصنعة محليا بشكل شبه يومي رغم استقرار اسعار مدخلات الانتاج المستوردة ولكن ينفي المصنعين اليمنيين مسئوليتهم عن ارتفاع منتجاتهم ‘ويؤكدون أن ارتفاع سعر مادة الديزل وارتفاع تكلفة النقل الداخلي بين المحافظات هي اعباء اضافية تضاف لسعر السلعة بين السعر الاصلي لأي سلعة هو مستقر ولم يطرا عليها أي تغيير .

استطلاع/عبدالله الخولاني
يثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية بصورة شبه يومية خاصة مع اقتراب شهر رمضان غضبا متصاعدا في أوساط المستهلكين كون موجة الغلاء الحاصلة في السوق المحلية أسبابها داخلية بامتياز.
ويؤكد المصنعون أن هناك عوامل متداخلة ساهمت في ارتفاع أسعار السلع المصنعة محليا خاصة ارتفاع سعرالوقود ويرى عاملون في القطاع الصناعي المحلي أنه بات من الضروري وضع سياسات جديدة تسهم في الحد من تأثير ارتفاع أسعار الوقود على الصناعات بشكل مطرد, وذلك بعد أن دخل القطاع في مأزق يهدد تنافسيته وقدرته على الاستمرار .
وأشاروا إلى أن ارتفاع كلف الوقود المستخدم في الصناعات أثر على تنافسية المنتج المحلي داخليا وخارجيا خاصة في غياب مصادر جديدة للطاقة كبديل عن المشتقات النفطية الاعتيادية حتى يومنا هذا .
الميزة التنافسية
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور علي البرطي: إن ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في الصناعات سيفقد الصناعات اليمنية ميزتها التنافسية , وذلك كون المنافسة سواء الداخلية أو الخارجية تتأثر بالمدخلات الإنتاجية ومنها الوقود .
وذكر أن ارتفاع أسعار الطاقة محليا وخاصة أسعار الديزل رفع من كلفة الطاقة التي تستحوذ على نصيب الأسد من مجمل كلف الإنتاج للصناعات المختلفة , يؤثر بالسلب على قدرة الصناعات المحلية على المنافسة مع الشركات في دول أخرى تتمتع بتكاليف طاقة منخفضة بالمقارنة مع الصناعات المحلية ولديها أيضا بدائل عديدة للطاقة .
مؤكدا أن القاعدة الإنتاجية تربط ارتفاع أسعار المنتج بارتفاع مدخلات الإنتاج والسعر النهائي يؤثر في المحصلة على التنافسية كون المستهلك يتحول عادة إلى السلع الأقل سعرا بما يضع الصناعات المحلية في منافسة حادة وأحيانا غير عادلة مع السلع المستوردة التي قد تتوفر بأسعار أقل من المحلية لتوفر كلف إنتاج أقل خاصة فيما يتعلق بكلف الطاقة المستخدمة في الإنتاج لتوفر بدائل عديدة للطاقة والتي تشكل نسبة كبيرة من إجمالي الكلف كاملة .
وأوضح مسئول الإنتاج الغذائي في إحدى الشركات الوطنية محمد الحبيشي أنه فيما يخص الصناعات الغذائية المحلية فإن تأثير أسعار زيت الوقود الثقيل ينعكس على الكلف الإنتاجية مقارنة بصناعات أخرى لا تعتمد اعتمادا كليا على الوقود الثقيل.
تجاوز
ويرى الاقتصادي عبدالملك الخطيب أنه في كثير من الأحيان تتجاوز نسبة رفع أسعار السلع المختلفة التي يقوم بها المصنعون المحليون النسب الحقيقية لنسب ارتفاع أسعار الوقود مشددا على ضرورة عدم استغلال أسعار الوقود المستخدم في الصناعات من المصنعين مبررا لرفع أسعار المنتجات المختلفة بمستويات عالية تفوق نسب ارتفاع الوقود. وأوضح أن تنافسية السلع تحددها مجموعة من العوامل منها كلف الإنتاج والتي تندرج تحت قاعدة ثابتة وهي كلما ارتفعت كلف الإنتاج ارتفعت أسعار المنتج النهائي فيكون التنافس السعري أحد المفاصل الأساسية في تحديد الطلب .
احتكار
وقال الخطيب: إن القضية لا تتعلق بارتفاع أسعار الوقود أو ترتبط بسعر الصرف بقدر ما ترتبط بحجم المنافسة في السوق وعدد وحجم المصنعين الذين يتحكمون في سعر السلع بشكل أكبر من تحكم سعر الصرف مشيرٍا إلي أن هؤلاء المصنعين سيقومون تلقائيٍا برفع الأسعار بدعوى ارتفاع سعر الدولار قبل أن تظهر أي آثار لهذا الارتفاع.
اتهام
«جمعية حماية المستهلك» وجهت أصابع الاتهام في مسألة عدم ثبات أسعار المنتجات برغم انخفاض سعر الدولار إلى المصنعين المحليين مشيرة إلى أن هناك حركة نشطة للمضاربات في أسواق السلع من قبل المصنعين ليس بسبب تراجع الإنتاج العالمي من الغذاء ولكن رغبة في تكوين الثروات واستغلال المستهلك.
مؤكدة أنها رصدت ارتفاعاٍ في أسعار منتجات الألبان والزيوت و الحبوب وهذا مرجعه إلى أن المصنعين اعتادوا رفع أسعار الغذاء إلى مستويات عالية ولن يقبلوا بخفض الأسعار والمدهش أن هناك فائضاٍ في المعروض من المواد الغذائية المنتجة على مستوى العالم وهو ما لا يبرر ارتفاع الأسعار»

قد يعجبك ايضا