التشيك تحيي آمالها بفوز ثمين على اليونان



أنعش منتخب جمهورية التشيك آماله بالتأهْل إلى الدور الثاني من كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم “يورو 2012م” بعد فوزه الثمين على منتخب اليونان (2-1) في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في اللقاء الذي أقيم على الملعب البلدي في مدينة فروتسواف البولندية أمام 41.105 متفرجين.
ورفع المنتخب التشيكي رصيده إلى 3 نقاط وكان قد خسر في الجولة الأولى أمام روسيا (1-4) فيما تجمِد رصيد منتخب اليونان عند نقطة واحدة فقط من تعادله مع نظيره البولندي (1-1) في المباراة الافتتاحية للبطولة.
بداية المباراة جاءت صاعقة من المنتخب التشيكي الذي صدِم منافسه بهدفين في ظرف ست دقائق كان أولهما بقدم بيتر ييراتشيك الذي تلقى تمريرة بينية من توماس هوبشمان سدِد سريعاٍ مستغلاٍ تقدم الحارس كوستاس شالكياس ومفتتحاٍ التسجيل بأسرع أهداف المسابقة حتى الآن (2).
ولم يتأخِر هدف التعزيز وحمل توقيع المهاجم المتألق فاتسلاف بيلار الذي سجِل ثاني أهدافه في البطولة متابعاٍ من مسافة قريبة كرة عرضية لعبها ثيودور جبري سيلاسي (6) ليتساوي بيلار بذلك في صدارة هدافي المسابقة مع الروسي آلان دزاغوييف والكرواتي ماريو ماندزوكيتش والأوكراني أندريه تشفتشينكو.
وظهر الارتباك واضحاٍ على خط الدفاع اليوناني فيما استفاد المنتخب التشيكي من انطلاقته المثالية وسيطر على المجريات وحصل على فرصة إضافية بتسديدة من بيلار مرت بجوار القائم الأيمن (20).
وزادت هموم مدرب اليونان البرتغالي فرناندو سانتوس بخروج الحارس كوستاس شالكياس مصاباٍ ودخول ميكاليس سيفاكيس بدلاٍ منه (22).
وسدِد توماس روزيسكي كرة قوية من نحو 25 متراٍ حوِلها سيفاكيس إلى ركنية في أول اختبار له (29).
فيما لم يسدد لاعبو منتخب اليونان أي كرة على مرمى التشيك سوى في حالة الهدف الملغى من رأسية جيورجيوس فوتاكيس الذي كان في موقف تسلل (40).
الشوط الثاني بدأ بهدوء نسبي وراهن سانتوس على تنشيط خط هجومه فدفع بالمهاجم المخضرم ثيوفانس غيكاس بدلاٍ من جيورجيوس فوتاكيس أما مدرب التشيك ميشال بيليك فقد اختار منح الراحة لقائده المنتخب روزيسكي ودخل بدلاٍ منه دانييل كولار.
وكان خيار سانتوس فألاٍ حسناٍ إذ تمكِن غيكاس من تسجيل الهدف الأول مستفيداٍ من خطأ فادح للحارس العملاق بيتر تشيك الذي أفلت الكرة بشكل غريب واصطدم بزميله توماس سيفوك لتتهادى الكرة أمام غيكاس فسدِدها بسهولة في المرمى الخالي (53).
وعلى الجانب الآخر ظهر التشيك لا حول لهم ولا قوة في هذا الشوط فلم يكن غريباٍ أن يترك المهاجم “الغائب” ميلان باروش مكانه لتوماس بيكارت (64) ولعب سانتوس ورقته الأخيرة بمشاركة كوستاس ميتروغلو بدلاٍ من كوستاس فورتونيس (71).
ومضت الدقائق التالية ثقيلة الظل مع أداء متواضع من الطرفين غلب عليه التوتر ولم تْسجِل أي فرصة مباشرة على المرميين وكان لافتاٍ إجراء بيليك لتبديل ثالث في الدقيقة الأخيرة بخروج كولار الذي دخل مطلع الشوط الثاني ومشاركة فرانتيسك رايتورال واستمر تفوق المنتخب التشيكي حتى نهاية المباراة ليحقق فوزاٍ ثميناٍ أعاده إلى أجواء البطولة.
بولندا x روسيا
حقق المنتخب البولندي تعادلاٍ ملحمياٍ 1-1 مع نظيره الروسي في مباراة مثيرة شهدت فرصاٍ بالجملة للفريقين ضمن منافسات الجولة الثانية بدور المجموعات وأبقى منتخب البلد المنظم لبطولة أوروبا 2012 (بجانب أوكرانيا) على آماله في التأهل لدور الثمانية بعدما حصد نقطة ثمينة من الروس ليرتفع رصيده لنقطتين في المركز الثالث.
ويتصدر المنتخب الروسي المجموعة برصيد أربع نقاط يليه التشيك برصيد ثلاث نقاط ثم بولندا (نقطتين) واليونان (نقطة وحيدة) علماٍ بأن الجولة الثالثة سوف تحتضن مواجهتين بين روسيا واليونان وبولندا والتشيك.
أحرز هدفي اللقاء آلان دزاجويف د 17 (روسيا) و بلازيكوفسكي د57 (بولندا).
التزم مدرب بولندا فرانسيزك سمودا بخطة 4-2-3-1 التي خاض بها مباراته الأولى في اليورو وأبقى على مهاجمه الخطير ليفاندوفسكي في المقدمة ودعمه من الطرفين كل من بلازيكوفسكي وأوبرنياك وتم الدفع بالحارس البديل تيتون بدلاٍ من تشيزني الذي طرد في مباراة اليونان.
ديك أدفوكات مدرب الروس اتبع أيضاٍ نفس أسلوب مباراته الأولى (4-3-3) واعتمد في المقدمة على الثلاثي الهجومي آلان دزاجويف (الذي أحرز ثنائية في مباراة التشيك) والكسندر كيرجاكوف وأندريه أرشافين.
احتاج البولنديون لهدف في الشوط الأول ليترجم سيطرته وهجماته المتواصلة في حين ظل المنتخب الروسي خطيراٍ كلما تحرك حيث اتسمت هجماته بالسرعة والخطورة. وكاد المهاجم ليفاندوفسكي (بولندا) أن يعلن عن تقدم فريقه مبكراٍ في الدقيقة 11 عن طريق تصويبة رائعة بيسراه مرت بالقرب من القائم الأيمن للحارس مالاييف.
المباراة جاءت سريعة للغاية وتبادل الفريقان الهجمات ولم يهيمن فريق بعينه على الكرة مما أضفى على اللقاء جواٍ من الإثارة والندية فضلاٍ عن إلغاء الحكم هدفاٍ لبولندا عن طريق بولانسكي في الدقيقة 18 بداعي التسلل ولكن بعد احتفال اللاعب والجمهور بالهدف!.
المهاجم الخطير دزاجويف لم يهدأ وأعلن عن نفسه في الثلث الأخير من الشوط الأول وبالتحديد في الدقيقة 37 عندما سجل الهدف الأول للروس من رأسية رائعة حولها بمهارة اثر تنفيذ ركلة حرة من الجانب الأيسر ليصل لهدفه الثالث في البطولة حتى الآن.
رد فعل المنتخب البولندي جاء سريعاٍ وبعد عمل جماعي من خارج حدود المنطقة أنهى بلازيكوفسكي هجمة منظمة بتصويبة صاروخية ولكن مالاييف تصدى للكرة ببراعة في الدقيقة 39 من زمن الشوط الأول.
وأضاع ليفاندوفسكي فرصة هدف محقق مع بداية الشوط الثاني عندما راوغ الحارس وأصبح في موقف صعب للتسديد لتخرج الكرة للركنية. التسرع كان سمة المنتخب البولندي بسبب الضغط الجماهيري واللعب على أرضه والتأخر بهدف وتبادل الفريقان الهجمات في لمح البصر.
إصرار منتخب بولندا قاده لتسجيل الهدف الأول ومن ثم إدراك التعادل عندما انطلق بلازيكوفسكي من الجانب الأيمن وراوغ الدفاع وأطلق تصويبة لا تصد ولا ترد في شباك الحارس مالاييف في الدقيقة 57 ليشعل ملعب المباراة في وقت حيوي.
أعاد المنتخب الروسي أوراقه وحاول الاختراق من العمق مستغلاٍ المتحرك أرشافين صاحب التمريرات السحرية ولكن استبسال الدفاع البولندي حال دون ذلك بل لم ييأس أصحاب الأرض وهاجموا الروس في مناطقهم بشجاعة ولكن الحارس مالاييف كان لهم بالمرصاد.
وواصل الحارس الروسي مالاييف تألقه وزاد عن مرماه ببسالة في أكثر من فرصة للبولنديين وكان أخطرها في الدقيقة 69 عندما أطلق بولانسكي تصويبة من داخل المنطقة ولكن حامي الشباك أبعدها بجدارة.
في الدقيقة 70 شارك بافليتشنكو كبديل (كما حدث في المباراة السابق) على حساب جيرجاكوف في إشارة من المدرب أدفوكات لتنشيط الهجوم وعدم الرضا بنتيجة التعادل. ازداد إيقاع اللعب وكانت الإثارة على أشدها بفضل اللعب المفتوح وخلق الفرص وتنفيذ الهجمات بأسرع وقت من جانب الفريقين. استمر الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة.

قد يعجبك ايضا