بلا حدود


هاشم عبدالعزيز
النكبة قائمة
على مدى عقود تعاقبت ذكرى النكبة على الشعب الفلسطيني بفظائع جرائمها وفداحة نتائجها¡ وفي الأسوار ما حاق باللاجئين الفلسطينيين الذين أ◌ْخرجوا من بيوتهم وشردوا من وطنهم وقذفوا من فوهة الحرب المفتوحة على وجودهم وحياتهم ومصيرهم إلى المجهول¡ لكن ما كان معتادا◌ٍ على مدى العقود تغير حاضرا◌ٍ¡ فلسطينيا◌ٍ¡ في الـ 15 من مايو الذكرى¡ إلى النكبة ذاتها.
طائفة الحقائق لهذا الحال عديدة¡ من ذلك أنه وبعد أن ألقت النكبة بأوزارها وظلالها¡ وهي كانت كارثية¡ لم يكن الفلسطينيون في قهر وإحباط ويأس¡ والسبب أنهم¡ أفرادا◌ٍ وفئات وجماعات ومنظمات وتنظيمات¡ كانوا في نسيج وطني من ثقة كل واحد بالآخر¡ وكانوا يفتدون بعضهم بعضا◌ٍ¡ وواجهوا مصيرهم بمشاركة وتكاتف وتآلف وتآزر وعلى هذه الأرضية كان النهوض الوطني الفلسطيني المتواصل في الداخل والخارج¡ فأين ذلك الحال مما صار راهنا◌ٍ من انقسام سياسي ساقط على الأرض في الضفة الغربية والقطاع¡ وطرفا هذا الانقسام صارا حبيسي نزعة الاستئثار ونزوة المغانم ويدوران في دوامة التقسيم والتقاسم.
تلكم واحدة¡ الثانية الدول العربية بأوضاعها البائسة آنذاك سجلت موقفا◌ٍ ليس مؤازرة¡ بل ومشاركة الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه ووجوده وحقوقه¡ دول بقوات¡ وأخرى بتسهيل لمواطنيها المشاركة¡ فهل نحتاج إلى تأمل ما هو راهن عربيا◌ٍ من تبعية مذلة ومهينة ورمي لكامل البيض العربي في السلة الأمريكية¡ والأخطر ليس الخروج من المواجهة¡ بل التخلي عن دعم الفلسطينيين مواجهة العدوان ومقاومة الاحتلال وإزالة الاستيطان¡ وهي حقوق مكفولة بالمواثيق الدولية والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية¡ ناهيك عمøا هو واجب أخوي ومسؤولية مصيرية.
الثالثة¡ وهي كانت متعمدة عشية ذكرى النكبة¡ جيش الاحتلال يصدر قرار منع الفلسطينيين من أرضهم في شمال الضفة وفي محاذاة للبؤر الاستيطانية لمدة عامين.
القرار جاء بعد عشر سنوات من العزل الكامل لهذه الأراضي¡ وكان أصحابها في استهداف متواصل من المستوطنين وجيش الاحتلال¡ والقضية هنا لا تبعد عن قاطرة الاستيطان الزاحفة على وجه الأراضي الفلسطينية آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية صارت مناطق أمنية مفتوحة باتجاه المصادرة.

قد يعجبك ايضا