الاحتفال بالمناسبات البيئية .. وماذا بعد¿


تحقيق/ نورالدين القعاري –
مما لاشك فيه أن إقامة المؤتمرات والمحافل الخاصة بالتوعية البيئية يسهم في زيادة الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع وتوعيتهم بمخاطر التلوث الذي يضر بصحة الإنسان والكائنات الحية ولذا لابد من إيجاد تحولات حديثة تواكب وتعزز من دور المؤتمرات والمناسبات وأيضاٍ المحافل الدولية لأنها تعد المنطلق الأول والرافد الأساسي للقوى البشرية المتعلمة والمثقفة التي تعول عليها تغيير الحاضر والمستقبل.
الوعي البيئي يأتي من خلال هذه المؤتمرات والمناسبات التوعوية ويعزز دور البيئة في هذه المحافل لما لها من سمات تعليمية واقتصادية واجتماعية وثقافية أدت إلى تغيرات في السلوك والعادات والتقاليد الاجتماعية وأنماط المعيشة والعمل والعلاقات.
ودعا بعض المختصين إلى الإكثار من وجود هذه المؤتمرات والمحافل والمناسبات التي تعد شبه غائبة على الساحة رغم كثرتها. وأن تعمل الجهات الخاصة على ابتكار أساليب خاصة في أماكن مفتوحة ومتنوعة ومرنة ونشطة ومصادر تعلم متنوعة إلكترونية وتفاعلية وفق مفاهيم ومهارات متكاملة والتركيز على تعلم الحقائق الكونية في الحفاظ على البيئة.

تطور الشعوب
ü ترجع الأخت أمة المعين أحمد المهدي مشرفة جماعة العلوم والبيئة في إحدى المدارس الثانوية بأمانة العاصمة أهمية التوعية بمادة البيئة إلى الثقافة العامة حيث تقول: إذا أردنا أن نعرف مقدار تطور الشعوب لا بد أن نعرف مقدار اهتمامهم بالبيئة ومدى الثقافة البيئية لديهم.
وفي يمننا الحبيب يجب أن نوجد مفهوماٍ للثقافة البيئية لدى الجميع صغاراٍ وكباراٍ في هذا المجتمع الذي يْعد من أقل المجتمعات اهتماماٍ بالثقافة عامة وبالبيئة خاصة.

نقطة البداية
ü وتشيد المهدي بأهمية دور المؤتمرات و المناسبات والمحافل الخاصة بالبيئة في غرس السلوكيات والثقافة الهادفة كما تقول: هذه النشاطات الغائبة نسبياٍ هي الرافد الأساسي للقوى البشرية المتعلمة المثقفة والتي نركن عليها لتغيير الحاضر وتطوير المستقبل وهذه المناسبات تغرس في نفوس الكثير سلوكيات وثقافات هادفة وإيجابية لبناء المجتمع المدني السليم ذي البيئة الصحية السليمة ولنتمكن من أن تكون الثقافة البيئية سمة ثابتة في شخصية العامة فلا بد أن تزدهر هذه النشاطات التي تهتم بالبيئة والممارسات البيئية الصحيحة بحيث تكون ذات رؤية واضحة ونظام مخطط له تخطيطاٍ جيداٍ من قبل مختصين بهذا المجال.
ولا ننسى بأن ضم مادة البيئة إلى مواد المنهج الدراسي بحيث يكون لها استقلاليتها وأنشطتها التطبيقية الهادفة في المدرسة لتكون هي نقطة البداية التي ننطلق بها إلى المحيط الخارجي ليكون سلوكاٍ يومياٍ لدى المتعلمين.. “المثقفين”.

غير مفعل
ü ويرى قاسم صغير أن الوعي البيئي موجود لكنه غير مفعل حيث يقول: الوعي البيئي وأهمية البيئة لدى المواطنين غير مفعل أو نقول غير مطبق فعلياٍ وقد يكون هناك عدم إدراك بهذا العلم المستقل بذاته لذلك نأمل من القائمين في المركز الارشادي والتوعية بالبيئة أن تقوم بعمل المرشد أو الموجه والساعي في تحقيق أهمية الوعي بالبيئة سواء في المحافل أو المؤتمرات أو أي نشاطات أو خارجها لتكون طابعاٍ أساسياٍ في شخصية الفرد عند ما يخرج إلى المجتمع المحيط به ليؤثر فيه التأثير الإيجابي الذي نطمح إليه..

أفكار جديدة
ü أما الأخ أبوبكر العصيمي فيرى أن هناك أفكاراٍ لنشر هذه الثقافة في أوساط المجتمع منها إقامة اجتماعات وجمع الآراء والأفكار وتكوين خطة جيدة يمكن تنفيذها والاستفادة منها في هذا المجال كالتواصل مع وزارة الزراعة لتمدنا بالأشجار والشتلات الخضراء لزراعتها في محيط الأماكن الخالية والتواصل معهم في كيفية الحفاظ عليها والتواصل مع مؤسسات معينة تهتم بهذا المجال وتقوم بالتوعية والتوجيه.
ü أما الأخ نايف البكالي فله نظرة مختلفة تماماٍ حيث بدأ بتساؤل يقول: نتساءل هل عقدت جلسات خاصة لمناقشة تلوث البيئة على مستوى الحارة والمنطقة في حين أن التلوث الخارج من مصدره من العوادم الآلية تؤثر بشكل مباشر على الحياة بشكل عام في حالة عدم وجود أي رقيب أو حسيب للمصانع التي بالقرب من بعض المناطق الآهلة بالسكان.
ويختتم قائلاٍ: أتمنى أن نكون على قدر من الوعي والثقافة من أجل رفع المستوى العلمي والثقافي والبيئي كما أتمنى من الجهات المعنية بهذا المجال متابعة هذه الأنشطة الموجودة في المدرسة وتنميتها والاهتمام بها.

مسؤولية الجميع
ü يوافقه ثابت الواحدي في عدم وجود جهات ترعى هذه النشاطات حيث يقول: لكي نصل إلى بيئة متطورة وفاعلة لا بد من إنشاء فعاليات ومؤتمرات خاصة بالتوعية البيئية والبرامج والخطط البيئية لحماية البيئة والموارد الطبيعية ولا يجب أن نستخدم البيئة على النطاق الضيق وأن التلوث البيئي لا يعترف بالحدود الجغرافية بين المناطق والضرر البيئي يصيب الكل لذلك تقع مسؤولية الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع ولا يجب التفريط بها.

قد يعجبك ايضا