اندلعت مواجهات جديدة صباح أمس بين عناصر من الشرطة الاسرائيلية وفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى حيث يخيم توتر شديد مع حلول عيد المظلات (سوكوت) اليهودي وسجلت إصابات عدة في الموقع الحساس للغاية في القدس الشرقية المحتلة.
وتحصن عشرات من الشبان الفلسطينيين في المسجد الأقصى منذ مساء أمس الاول وبدأوا اشتباكات صباح أمس مع عناصر الشرطة الاسرائيلية الموجودة عن باب المسجد الذي يدخل منه الزوار اليهود والسياح.
وانتشر عناصر من الشرطة في باحة المسجد الاقصى بعدما استخدموا قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية لتفريق المحتجين الفلسطينيين فيما قام بعض الشبان بقذفهم بالحجارة قبل ان يتجمعوا داخل المسجد الاقصى الذي تحاصره قوات الامن. وافادت الشرطة الاسرائيلية بأن المتظاهرين الذين قضوا ليل الاحد الاثنين في المسجد القوا زجاجات حارقة على قوات الشرطة ما ادى الى بداية حريق عند مدخل المسجد منددة في بيان بـ”استغلال موقع مقدس”.
وامتدت المواجهات بسرعة لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة مما أدى الى إصابة 22 شخصا من بينهم ثلاثة نقلوا الى المستشفى بحسب مصادر طبية فلسطينية. وبحسب المصادر فإن الإصابات التي تم نقلها الى المستشفى هي بسبب استخدام الرصاص المطاطي مشيرا الى إصابة شخص في وجهه داخل المسجد الأقصى.
وبدأت الاشتباكات مع استخدام القوات الاسرائيلية لقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد عدد من الشباب الفلسطنيين وبعدها تم نشر قوات اسرائيلية في محيط باحة المسجد. وتحصن عشرات من الشبان الفلسطينيين داخل المسجد وتم القاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الشرطة التي نشرت العشرات من الرجال على أبواب المسجد وعلى السطح وفي الباحة.
وبعد فتح باب المغاربة أمام الزوار غير المسلمين جاء نحو 450 سائحا و24 يهوديا الى الأقصى بحسب الشرطة الاسرائيلية. واصيب بعض السياح إصابات طفيفة. وعند منتصف نهار أمس تمكن بعض الفلسطينيين من الدخول الى المسجد. وفرضت الشرطة الاسرائيلية قيودا على دخول الفلسطينيين حيث منعت الرجال دون 50 عاما من الدخول الى المسجد الأقصى بينما لم يتم فرض أي قيود عمرية على السيدات.
ويشهد مجمع المسجد الأقصى ومحيطه توترا كبيرا منذ أسابيع. ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى خمسة أيام في الأسبوع. ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967م والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق) الواقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الأماكن لديهم. وبدأ اليهود مساء أمس الاول الاحتفال بعيد المظلات (سوكوت) الذي يستمر سبعة أيام ويعد من العطل التي تدفع عددا اكبر من اليهود الى التوجه للحرم القدسي.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994م بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى مع التشديد على عدم منع زيارات اليهود للموقع.
قد يعجبك ايضا