لأن مجمل خطواته مدروسة بعناية شديدة منذ أمد ليس بالقصير فإنه لم يجن غير النجاحات المتتالية حيث كانت المحطة الأولى لانطلاقته الأولى نحو الشهرة والنجومية من خلال قلمه الرشيق والناقد في الإعلام الرياضي يوم أن برز كأحد أشهر فرسانه في سبعينيات القرن المنصرم لتزداد شهرته اتساعا في مطلع الثمانينيات وسط كوكبة من زملاء الحرف الرياضي.
يوم إن كان الجميع يسعى لمنافسته أو الوصول إلى مرتبته ليظل هو الأفضل والأكثر تميزا بتحليلاته العميقة والهادفة واقتناصه لتلكم الألقاب للأندية والنجوم على حد سوى ليتواصل ألقه الجميل وحضوره الفاعل حتى تربع على عرش الإعلام الرياضي في جمهوريتنا اليمنية بجدارة متناهية.
ولأني كنت أعرف إمكاناته وقدراته وملكاته.. فقد كنت على يقين تام أنه سيصل من خلالها إلى أعلى المواقع وأرفع المراتب..أتدرون من هو أنه الأستاذ القدير والدكتور الرائع/ حسين ضيف الله العواضي وبرغم من أني لم أتعرف عليه عن كثب إلا أني مطلع التسعينيات وعقب الوحدة المباركة في الـ 22 من مايو الخالدة يوم إن كان مستشار للإدارة الرياضية في مؤسسة الصحافة للطباعة والنشر لكني عرفته قبل ذلك التاريخ من خلال كتاباته المسؤولة ومفرداته الصحفية النادرة التي عززت قناعاتنا بإمكانات الرجل الهائلة وفي مطلع الثمانينات يوم إن كنت أحد المتمنين بعشق الأزرق الكويتي وأندية دولة الكويت الرياضية وفي مقدمتها الملكي الأصفر” القادسية” فقد كنت حريصا على أن أتابع التعليق على مجمل المواجهات الكروية عبر إذاعة الكويت وذات يوم وبينما أنا أتابع باهتمام جم التعليق على لقاء القمة الكروي القادسية والعربي فوجئت بمعلق المباراة ينقل الميكرفون للأستاذ القدير حسين العواضي يومها شعرت بسعادة بالغة تملكني ليس فقط لأني أحب الرجل وسبق لي التنبؤ بنجاحاته بل لأني أحسست ساعتها بأنه سفير لإعلامنا اليمني بشكل عام وقد تبين لي بعدها أن العواضي حسين بن ضيف الله كان متواجدا في الكويت مع بعض الزملاء أبرزهم الزميل محمد سعيد سالم لحضور دورة في التعليق الرياضي وعقب تلك الإطلالة في التعليق الرياضي لدكتورنا العواضي توقعنا أن يعود الرجل إلى أرض الوطن ليسحب البساط والأضواء من الجميع لكن يبدوا أنه واجهة ما يكره ليفارق ما يحب ليواصل من بعدها الجد والاجتهاد والمثابرة إلى أن وصل في الجانب الإعلامي إلى ترأس وقيادة أهم مؤسسة إعلامية في البلد ” وكالة سبأ للأنباء” كرئيس لمجلس الإدارة ورئيس للتحرير ولأن بصماته كانت أكثر من جلية وواضحة في الوكالة فقد رأت القيادة السياسية بأن توكل إليه حقيبة الإعلام في حكومتين متتاليتين ليثبت دكتورنا العواضي بأنه عند مستوى الثقة وعند مستوى المسؤولية إذ لم تمر سوى أسابيع فقط حتى بدت لمساته واضحة في عديد من الجوانب الفنية والإدارية وفي كل المؤسسات المسموعة والمرئية والمقروءة وكان بمقدور الإعلامي والأكاديمي حسين العواضي أن يحدث ثورة شاملة في الإعلام اليمني إلا أنه جوبه بسقف لإبداعاته وطموحاته وهذا حسب تصوري الخاص واعتقادي الشخصي فالعواضي آنذاك لم يكن يتخذ قراراته من خلال الجلوس على مكتب الوزارة أو من خلال القيل والقال بل من خلال زياراته الميدانية المكثفة للعديد من الوسائل الإعلامية وتلمس الهموم والتطلعات لمنتسبيها وبالتالي سرعة المبادرة لوضع المعالجات الناجحة لها. وهنا أتذكر بأني كنت قد أشرف عبر هذه الصحيفة وعقب تولي الرجل لقيادة وزارة الإعلام أن الرجل في جعبته الكثير كي يقفز بالإعلام قفزات نوعية يومها اختلفت مع أحد الزملاء المطلقسين لكي أقنعة بوجهي نظري وقلت في نفسي الأولاد بدأوا يتمعقلوا ويرادعوا.
أما العواضي الرياضي فهو مازال مسكونا برياضة كرة القدم وباقي الرياضات الأخرى وهو يحرص على مزاولة عشقه الجميل عصر كل يوم في ملعب النادي الأهلي بصنعاء ضمن مجموعة من النجوم كالعماري والذبحاني وقد يذهل البعض إن قلت أن مهاراته وصناعته للألعاب لا تقل شأنا عن أبرز لاعبي خط الوسط وقد شاهدت ذلك بأم عيني عصر الأربعاء الماضي وقد وصفته أمام عصام الذبحاني بالقاضي ليرد علي بأن البعض ينعته بسقراط.
وختاما أقول العواضي ياجماعة بحاجة إلى كتاب ومثل هكذا مساحة لا تفيه حقه.
قد يعجبك ايضا