يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديميربوتين في نيويورك قريبا حيث سيبحثان في أول اجتماع لهما منذ عامين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد الاثنين عددا من الملفات أهمها الملف السوري والأوضاع في أوكرانيا وهذان الملفان يضعان البلدين على مفترق طرق فالولايات المتحدة سعت منذ بداية اندلاع الأزمة في أوكرانيا لاتخاذ مواقف داعمة لكييف بالسلاح والمال في مواجهة صريحة مع روسيا التي ترى في ذلك تهديدا غريبا مباشر لحدودها مع أوكرانيا التي كانت فيما سبق جزءا من الاتحاد السوفياتي وذلك على خلفية اندلاع أزمة القرم والتي شهدت كذلك تدخلا من ملف الناتو والدول الغربية التي بادرت إلى اتخاذ سلسلة عقوبات على الاقتصاد الروسي وأدت في مجملها إلى رد فعل روسي بمقاطعة البضائع الأوروبية كان فيها الخاسر الأكبر ألمانيا وبريطانيا تلاها فسخ عقود تسليح مع فرنسا بمبلغ مليار ومائتي يورو كانت سابقة لأزمة القرم حيث تعاقدت موسكو مع باريس على توريد حاملات طائرات فرنسية لروسيا اسمها ميسترال تم التعاقد عليه) عام 2011م.
ومما يثير انعدام الثقة من جهة أوباما تجاه بوتين هو ما ينظر إليه بالدعم الروسي لسوريا وبالذات ازاء الرئيس بشار الأسد ويصنف المراقبون بوتين بالرجل الذكي الذي استطاع أن يجعل نظيرة الأمريكي باراك أوباما يرقص على ايقاع التانغو الروسية عندما أقنع واشنطن بالامتناع عن التورط في الأقدام على أي عمل عسكري ضد سوريا مقابل نزع كيماوية الأخيرة وباشراف الأمم المتحدة بعد أن تصاعدت على السطح الادعاءات الكاذبة باستخدام الجيش السوري الكيماوي في الحرب الدائرة مع التنظيمات المتطرفة ومنها داعش.. وجبهة النصرة والتي ما لبثت أن توسعت بفعل دعم تركيا واسهام الدول الغربية للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ليتضح في نهاية المطاف بأن سياسة الدعم الغربي والسعودي والقطري وتركيا لتلك التنظيمات الإرهابية يشكل خطرا في المقام الأول على الدول الداعمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والغرب بأكمله ومن بينها دول الخليج التي سرعان ما أدركت غلطتها لتشكل بذلك تحالف دولي لضرب داعش بغارات جوية لم تفلح حتى الآن في لجم تنظيمات الدواعش.
ويذهب المراقبون إلى أن وجهة نظر بوتين ازاء محاربة سوريا لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى المتفرعة عنها كانت صحيحة منذ البداية وانه كان ينبغي للغرب أن ينضم إلى سوريا في مكافحة الإرهاب الذي أصبح عابرا للقارات بدلا من معاداة الدولة السورية وجيشها الذي يخوض اشرس المعارك ضد الدواعش نيابة عن العالم.
ولعل القنبلة الأكثر تأثيرا تلك التي فجرها الرئيس الروسي بوتين بإقامة قواعد عسكرية روسية في سوريا ومناورات بحرية الهدف منها تقوية واسناد الجيش السوري في حربة ضد الإرهاب المفتوح وضمن مساندة الجهد الدولي للجم داعش وباسهام روسي واضح يغذي التحالف الدولي ضد داعش وهو ما خلق اقتناعا لدى الغرب بهذه الخطوة الروسية التي لها دلالتها ومعانيها على أكثر من صعيد.
فهل سينجح لقاء بوتين وأوباما في اذابة جليد الخلافات المترسبة¿!
قد يعجبك ايضا