أزمة اللاجئين السوريين على أبواب أوروبا تهز الضمير العالمي

أضحت قضية المهاجرين السوريين إلى أوروبا القضية الثانية في العالم اجمع من حيث حجم المأساة والمعاناة لقضية اللاجئين الفلسطينيين المنسيين منذ عام 1948م التي يدفع ثمنها أناس أبرياء يبحثون عن حياة كريمة وملاذ آمن بعد تدمير أوطانهم بفعل الحروب والصراعات التي طال أمدها وأكثرها إيلاما المناطق التي يسيطر عليها الجماعات المتطرفة والمتمردة في سوريا والعراق فمأساة اللاجئين والمهاجرين تزداد يوما بعد يوم نتيجة تغذية تلك الصراعات والحروب الداخلية وخاصة في سوريا والعراق واليمن من قبل دول الخليج التي كان الأولى بها استقبال اللاجئين بدلا من دعم الجماعات المتطرفة وإشعال الفتنة في هذه الدول إذ لا يزال عدد اللاجئين السوريين الذين يحاولون بلوغ أوروبا الغربية عبر البلقان كبيرا جدا وتحولت أزمة الهجرة إلى مصدر رزق للمهربين البلغاريين وتعرضهم للعديد من المعاناة والمضايقات من قبل العنصريين في تلك الدول.
في هذا السياق دعت الأمم المتحدة دول أوروبا إلى بذل المزيد لحل أزمة الهجرة واستقبال اللاجئين ومعاملة طالبي اللجوء بطريقة محترمة وإنسانية.
وأشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالقرارات التي اتخذتها قمة اوروبية لتوزيع 120 الف مهاجر ومساعدة الدول المجاورة لسوريا ماليا ولكنه دعا القادة الى فعل المزيد.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن بان “دعا القادة الاوروبيين الى فعل المزيد من اجل استقبال اللاجئين ومعاملة طالبي اللجوء بطريقة محترمة وانسانية”.
واضاف “انها خطوة في الاتجاه الصحيح” مضيفا “لكن يجب بذل المزيد من الجهود من اجل مساعدة اولئك الذين هم بحاجة للحماية”.
ونقل المتحدث عن بان قوله ايضا إن “جهودا كبيرة ما زالت ضرورية من اجل حل الازمات والنزاعات التي ترغم الناس على الفرار بما في ذلك في سوريا”. مشيدا بـ”الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي للتصدي لتهريب اللاجئين والمهاجرين ودعا الاتحاد الاوروبي الى العمل من اجل توسيع الامكانيات الشرعية للدخول الى اوروبا”.
إلى ذلك اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان حكومتها ستقدم للعام 2016 اموالا اضافية للاقاليم والمناطق التي ستستقبل طالبي لجوء وذلك بمعدل 670 يورو لكل لاجىء شهريا.
ومن دون الافصاح عن مجمل المبالغ التي ستدفعها الحكومة اشارت ميركل الى ان مبلغ 670 يورو لكل لاجىء شهريا يمثل مبلغا مقطوعا لفترة ما بين دخول اللاجىء الى المانيا ودرس طلب اللجوء الذي يتقدم به أي لمدة خمسة اشهر كحد وسطي.
وجاء هذا الاعلان بعد لقاء استمر عدة ساعات في مقر المستشارية بين وزراء الحكومة وقادة الاقاليم الـ16 في البلاد.
وتتوقع المانيا ان تستقبل في العام 2015 ما بين 800 الف الى مليون طالب لجوء وهو رقم قياسي بالنسبة للبلاد ولأوروبا.
وأوضحت ميركل أيضا أن 500 مليون يورو ستخصص لبناء مساكن اجتماعية لطالبي اللجوء في حين ان بعضهم يعيشون حاليا تحت خيم أو في ثكنات للجيش.
وسوف يخصص ايضا مبلغ 350 مليون يورو خصوصا للاجئين القاصرين الذين وصلوا لوحدهم الى المانيا من دون عائلة أو اقارب.
بدوره اعلن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس في تصريح للمحطة الثانية بالتلفزيون الفرنسي ان فرنسا التي اقترحت استقبال حوالى 30 الف لاجىء في اطار خطة اوروبية لتوزيع طالبي اللجوء لن تذهب ابعد من ذلك.
وقال إن “المفوضية الاوروبية اقترحت مراكز استقبال لـ160 الف طالب لجوء من الذين يفرون من الحرب والتعذيب” مضيفا ان “فرنسا اقترحت استقبال 30 الفا منهم ولن تتخطى هذا الرقم”.
وذكر فالس بأن حق اللجوء “مدرج في صلب قيم” فرنسا نفسها وانتقد الموقف “المعيب” للمجر التي بنت جدارا لمنع دخول المهاجرين الى اراضيها.
وقال ايضا “يجب ان نثبت تضامننا وسخاءنا وانسانيتنا “.
من جهته اعلن رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش أمس انه يعتزم ان يرفع قرار اغلاق الحدود مع صربيا بعدما كان اتخذه بهدف وقف تدفق اللاجئين من الشرق الاوسط.
وقال ميلانوفيتش للصحافيين “نجري مشاورات مكثفة انا وزملائي لكي نلغي الاجراءات التي ارغمنا على فرضها” على الحدود.
وكان الاتحاد الاوروبي طلب في وقت سابق “توضيحات عاجلة” حول هذا الإغلاق الذي اثار غضب صربيا.
والاثنين منعت كرواتيا دخول الشاحنات القادمة من صربيا إلى معبر باياكوفو-باتروفتشي في مسعى جديد للضغط على بلغراد من اجل تحويل سيل المهاجرين باتجاه المجر ورومانيا.

قد يعجبك ايضا