هل جاء العيد¿¿

سؤال سمعته كثيرا خلال اليومين الماضيين: هل جاء العيد¿ ومنبع التساؤل فرضته علينا الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والمعاناة غير المسبوقة التي يعايشها اليمنيون.
العيد معناه التسامح وما نشاهده على أرض الواقع لا يعدو عن انتقام فئة من فئة وكل منهم يرى الحق معه والغريب أن البلاد تدمر والتسامح لا نجد له مكانا بيننا.
العيد عبارة عن فرحة مرسومة على وجوه الصغار وهو ما افتقده صغارنا للأسف الشديد فلا ألعاب ولا ملاهي ولا حدائق وأينما ذهبوا رأوا صورا للموت تذكرهم لأحبة فقدوهم في هذه  الأحداث الدامية.
العيد عبارة عن التقاء كل أبناء الحارات لأداء صلاة العيد في مساجدهم ليتعايدوا عقب الخطبتين ولكن الدماء التي تسال في مساجدنا وآخرها مسجد البليلي في أول أيام العيد جعلنا نتوشح السواد ونشيع العيد مع تشييع شهدائنا.
العيد عبارة عن الأنوار التي تتزين بها البيوت والأزقة والشوارع ولكن الظلام كان هو السائد وهذه الظلمة رسمت الحزن ليس على الجدران فحسب بل على القلوب أيضا.
العيد يقترن بالأضحية ولكن أضحية هذا العام تتمثل في آلاف اليمنيين الذين تم قتلهم وحز رقابهم بصاروخ أو قذيفة أو حزام ناسف والأنكى أن هناك من ضحى بالوطن والمواطنين وهو يصرخ أحبك يا وطن!!.
العيد في ركوب السيارات وإخراج والتفريج عن الأطفال ولكن هيهات لهم ولنا ذلك فجل السيارات رابضة منذ أسابيع أمام محطات الوقود تشكتي العطش فيما السوق السوداء المنظمة والمقننة تصل سعر الدبة البترول سعة 20 لترا إلى سعر أضحية الضأن أو الماعز.
كل هذا يجعلنا نوقن بأن العيد الحقيقي لم يزر اليمنيين وإن كانوا سمعوا به في برقيات الساسة الذين هم سبب شقاوتنا ووصولنا إلى ما نحن فيه اليوم..ولكن أملنا في الله لن يخيب بأن يرزقنا العيد الذي تنطفئ فيه نار الحرب في بلادنا.
العيد في بلادي عبارة عن كلمات للمعايدة يقولها الناس للاستهلاك الاجتماعي أما الأصابع التي تكتبها فهي تؤمن بأنها مجرد خداع للنفس والمتلقي يدرك أنه خداع فرضه الواقع المرير.
لكل من سرق منا العيد نقول: سنقف نحن وأنت بين يدي رب العيد ونحتكم إليه فيما فعلته بوطننا ونقول للعلي القدير: هذا أحزننا وبدل أفراحنا أتراح والله وحده وهو المطلع سيذيقه ما أذاقنا من العذاب أصناف وألوان.
اللهم إن نفسك يأتي من قبل اليمن فلا تمكن في اليمن معتديا ولا باغيا ولا فاسدا ولا قاتلا ..
كل عام واليمن واليمنيون متجاوزون للمحن آمنون مستقرون..آمين اللهم آمين يا رب العالمين.

قد يعجبك ايضا