لقمة العيش في خطر

من حين لآخر يحاول العدوان السعودي الأمريكي إحكام السيطرة والحصار على الشعب اليمني في كافة مناحي الحياة وقطع سبل العيش بغرض إخضاعه وإركاعه لنواياهم السيئة والتي تبيد الحرث والنسل وتفتح المجال أمام الفساد في المرافق الحكومية واستشراء الذمم ونهب اقتصاد البلاد وجعجعة مواطنيه , العدوان السعودي كشف حقده الدفين والذي تجلى منذ بداية عدوانه على البلاد وخاصة في الأيام الأخيرة في تكثيف الحصار البري والبحري والجوي وخاصة البحري ومنع الناقلات والحاويات للمشتقات النفطية والمواد الغذائية من الدخول للموانئ اليمنية ورفد الأسواق والتجار , وعلى الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحالف العدوان من مغبة الحصار الاقتصادي على الشعب اليمني إلا أن العدوان يمارس من يوم لآخر طرق جديدة لتكثيف الحصار وتجويع الشعب بكافة الوسائل , في الاستطلاع التالي رحلة مع يوميات الشعب اليمني وتفاصيل المعاناة المستمرة في كافة مناحي الحياة وخاصة الاقتصادية.. فلنتابع:
من الملاحظ خلال الأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن اليمني جراء العدوان السعودي الغاشم على خيرات بلاده الاقتصادية وتدمير ممتلكاته الحيوية أن البعض تهاتف لتخزين اكبر قدر ممكن من المواد الأساسية كالقمح والأرز والدقيق وكذلك البترول والديزل وغيرها وذلك خوفا من تفاقم الأزمة الحاصلة وانعدام الكثير من المقومات الحياتية للمواطنين. وبالمقابل نجد الكثير من المواطنين تفهموا أزمة العدوان التي نعيشها ومضوا في تقليل الاستهلاك لكثير من الأشياء الضرورية للحياة وهذا بدوره عزز من دور القيم الإنسانية لدى الشعب اليمني وعمل على استقرار الأسواق وقلل من عملية التدافع للشراء وابرز دور الاقتصاد في كل مناحي الحياة اليومية على الرغم من الحصار المفروض من قبل العدوان الغاشم منذ بداية العدوان وازدياد ضراوته في الأخيرة السابقة . الملاذ السريع أصبحت الأسواق السوداء للمشتقات النفطية الملاذ السريع والمتواصل للمواطنين وبالذات أصحاب السيارات والباصات والناقلات وكذلك مالكي المواطير الكهربائية وكل ما يستهلك البنزين والديزل من معدات وآلات , وخصوصاٍ مع توفر الكميات القليلة في المحطات نظراٍ لاحتجاز ناقلات النفط في ميناء الحديدة من قبل العدوان السعودي وحلفاؤه منذ بداية العدوان كحصار على الشعب وعلى محركة الرئيسي لكافة الأعمال وهي المشتقات النفطية والتي باتت اليوم تروج في العديد من الأسواق والشوارع الرئيسية بل والفرعية , ويرى أحمد عايش أحد البائعين في السوق السوداء أن أسعار البنزين للحجم 20 لتراٍ تصل من 8 الآلف إلى 10آلاف وتتفاوت الأسعار في السوق السوداء من بائع إلى آخر على حسب المنطقة التي يبيع فيها ومدى توفر البنزين في المحطات, ويؤكد عايش أن المعروض في هذه السوق المنتشرة في كل مكان مغشوش ومخلوط بمواد أخرى باعتراف كثير من البائعين وعلى الرغم من ذلك فالمواطنون على إقبال مستمر في الشراء من هذه الأسواق وذلك للحاجة الماسة للبنزين واستخدامه المتواصل واليومي من قبل المواطنين.
انعدام مقصود
ويشير أحمد عايش إلى أن المشتقات النفطية بما فيها البترول والديزل تعاني الانعدام المتواصل وتهاتف المواطنين عليها نظراٍ لاحتجاز العدوان لناقلات المشتقات النفطية على البحر وعرقلة دخولها للموانئ اليمنية لأكثر من مرة بغرض أيجاد أزمة خانقة تعصف بالمواطنين وتزيد من معاناتهم اليومية , ويضيف أحمد أن كثيراٍ من السيارات والناقلات التي تعمل بالبترول والديزل واقفة عن العمل ومشكلة طوابير طويلة أمام المحطات منتظرة وصول البنزين منذ أيام حيث يشير إلى أن المواطنين بطبيعة حالهم قد مروا بأزمات كثيرة في المشتقات النفطية ولذلك تجدهم يقتسطون في استخدام البترول والديزل ويأخذون من المحطات ما يكفيهم فقط إلا البعض من سائقي السيارات أو الناقلات من يشوه الصورة ويخالف في الطوابير ويعرقل الحركة في محاولة لأخذ الكمية الكبيرة من الديزل أو البترول وهذا يعد أسلوباٍ خاطئاٍ خصوصا ونحن نعيش أزمات متتابعة ألقت بظلالها على حياة الناس كافة وقلصت حجم الاستهلاك لديهم إجباريا وذلك لضعف القدرة الشرائية لديهم.
أزمة العطش
6أشهر وأكثر وكثير من الناس يحاولون تخفيف استخدامهم اليومي العشوائي لكثير من الأشياء الأساسية وذلك لوقع الحرب والحصار المفروض عليهم من قبل العدوان السعودي وحلفائه , ويلجأ المواطنون إلى تقليل استخدام المياه وذلك لانعدامها لفترة كبيرة منذ بداية العدوان وبدأ الحصار الاقتصادي على البلاد والذي أدى إلى نقص احتياج مؤسسة المياه من مادة الديزل المعدمة حتى تستطيع ضخ المياه إلى الأحياء السكنية بشكل متواصل , المواطن فهمي شعلان يذكر أن الوضع صار لزاما على الكل التكاتف مع بعض من اجل الوقوف ضد العدوان الذي يستهدف اليمنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم , ويرى فهمي :أن المطلوب هو التقليل من الاستخدام والاستهلاك للمواد الغذائية والمياه وحتى المشتقات النفطية لكي يتم التوفير للأيام القادمة التي ربما تكون اشد حالا من الآن وخاصة مع اشتداد الحصار من قبل العدوان من جميع الجهات .
استمرار الارتفاع
ويتحدث فهمي عن أن كثير من الأشياء الضرورية والإلزامية باتت أسعارها مرتفعة كالمياه والمشتقات النفطية وبعض المواد الغذائية وغيرها , ويضيف أن الوايت الماء مازال سعره مرتفعاٍ حيث يصل إلى500 ألف ريال وذلك لأن سعر مادة الديزل – والتي يستخدمها أصحاب آبار المياه وكذلك مالكوا وايتات الماء – قيمتها 500 ريال للـ 20 لتراٍ وربما يرتفع أكثر في الأيام القادمة بفعل الانعدام المقصود من قبل العدوان للمشتقات النفطية وارتفاع أسعارها وكذلك تأخر وصول المياه من مراكز توزيع المياه التابعة لمؤسسة المياه وهذا بدوره سيرفع أسعار الوايتات الماء بأكثر من سعره الحالي .ويؤكد فهمي على ضرورة الحد من ارتفاع الأسعار والذي ستدفع المواطنين إلى التخزين للمواد والسلع والطلب بشكل اكبر من المعتاد وهذا سيشكل عبئاٍ على بقية المواطنين وسيعمل على رفع الأسعار وتفاقم حال المعيشة لدى المواطنين .
وقود لا ينضب
ومع اندفاع الكثير من أصحاب التاكسي وباصات الأجرة إلى تحويل الماكينات من بترول إلى أدى ذلك إلى الاستهلاك الأكثر للغاز مما يؤدي إلى انعدامه في محطات التعبئة والمحلات ويرى سائق التاكسي وائل الصلوي أن سبب تهاتف الكثير من السائقين على الغاز وتحويل ماكيناتهم يعود إلى توفر الغاز بنسبة أفضل من البترول والديزل وقلة السيارات التي تعمل بالغاز والتي بدأت في التكاثر مع الانعدام المتكرر في البترول , ويعتبر الغاز حسب وائل أفضل من البترول وهذا ما جعل الكثير من أصحاب التاكسي التدافع على تغيير ماكيناتهم , ويضيف محمد أنه في حالة انعدام الغاز يلجأ مع كثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة وقت الأزمة إلى شراء الغاز من أشخاص يتاجرون به في السوق السوداء وبعض الأحيان من محلات بيع الغاز وبأسعار مرتفعة جداٍ وصلت مؤخراٍ – مع الضربة الموجعة لمرتزقة العدوان في صافر بمارب – إلى 4500 ريال وأكثر للعشرين اللتر وذلك-حسب قوله- هروباٍ من زحمة الطوابير الكبيرة أمام المحطات واستغلالاٍ للوقت في تمشية أعمالهم اليومية في التأجير , ويؤكد محمد أن دور اللجان الشعبية في تنظيم بعض المحطات شكل بادرة جيدة في الالتزام والانضباط وعدم المراوغة بالنسبة لأصحاب المحطات في رفع الأسعار أو الاحتكار وكذلك بالنسبة للمواطنين في عرقلة الطوابير أو أخذ كميات كبيرة من البترول أو الديزل وهذا أدى حسب قوله إلى توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية بالتوازن وخصوصا مع عدم وجود استيراد من الخارج نظرا للحصار الذي يفرضه العدوان السعودي وحلفاؤه على اليمن .

قد يعجبك ايضا