السوق السوداء.. أعطال بالجملة للسيارات !

> مستهلكون: البترول المغشوش أوقف سياراتنا وكلفنا خسائر مادية كبيرة
> مهندس:عشرات السيارات المتضررة أسبوعيا من مخلوط الأسواق السوداء
> تجار الأسواق السوداء: يتم استخدام عدة مواد أثناء خلط البترول
> خبراء: فرض رقابة على بائعي المحروقات يحد من المشكلة

غياب دور الرقابة والجهات المختصة في ملاحقة المخالفين من تجار الأسواق السوداء جعلهم يتمادون في رفع أسعار المشتقات إلى إضافة مواد أخرى بين البترول لزيادته وتغيير لونه.
و بحسب المهندس خليل جبران انه ارتفع مؤخرا نسبه البترول المخلوط في بلادنا حيث بلغت نسبة البترول المغشوش (25%_30%) في الأسواق السوداء إضافة إلى إصلاح عشرات السيارات أسبوعياٍ بسبب البترول المغشوش والتي تكلف الكثير من الأموال تتراوح مابين (20_50) ألف ريال, وذلك حسب نوع السيارة وضررها , وفي هذا التحقيق قامت (الثورة) بتسليط الضوء على القضية وأضرارها.. نتابع:

اضطررت لشراء البترول من الأسواق السوداء نظراٍ لكثرة الأعمال بحسب الأستاذ : أحمد طامش من صنعاء قمت بشراء بترول من الأسواق السوداء من شارع خولان ولكن للأسف كان مغشوشا لم يمض من الوقت على طامش إلا القليل حتى تقطعت سيارته وأبت المشي حاول معاٍ مرارا وتكراراٍ لتشغيلها بدون فائدة وبحسب طامش “توجهت بعد ذلك إلى المهندس لمعرفة السبب وبعد الفحص وجد أن الخلل في البترول المغشوش الذي قام بسد البخاخات, مشيراٍ أنه قام المهندس باستخراج حوالي نصف دبة من المياه من أصل دبتين بترول.
في السياق ذاته يقول صاحب ورشة إصلاح عربيات أحمد علي من صنعاء بأنه قام بشراء بترول من شارع خولان نظراٍ لاحتياجه للبترول في نقل بضائعه إلى المحافظات والمناطق البعيدة مضيفاٍ: لكن للأسف قمت بالمشي قليلاٍ ونزلت للتسوق وقمت بتشغيل السيارة عده مرات دون فائدة اتجهت إلى الهندسة واخبرني إني قمت بتعبئة بترول مغشوش وانه الكثير من الذين كانوا من الضحايا لهؤلاء الجشعين عديمين الضمير.. داعياٍ الجهات المختصة إلى القيام بواجبها في فرض الرقابة على أمثال هؤلاء المخالفين لكي لا يزداد عدد الضحايا خاصة وأن المواطن يخسر الكثير من الأموال لإصلاحها.
أسواق سوداء
قمنا بعد ذلك بالنزول الميداني إلى سوق خولان وسألنا أحدهم عن سلامة البترول من الغش وأسباب رفع سعره عن أسعار أصحابه وأجاب بأن بتروله ليس مخلوطاٍ مثلهم وعند الانتقال إلى البائع الآخر أجاب نفس الإجابة وأصبح كلا منهم يتهم الآخر بخلط بتروله بمواد أخرى وعندما سألنا صاحب البترول عن المواد التي يقومون بخلطها أجاب بأن البعض يقوم بخلط دبة صغيرة من علبة السكان ويقوم بخلطها معا البترول الأبيض فيتحول إلى احمر.
اللون الأحمر
سبب تحويل اللون إلى الأحمر بأن أكثر المواطنين يبحثون عن البترول السوبر الأحمر الذي يأتي من مارب لذلك يقوم الكثير باستخدام هذه المواد ويضيف بأن هناك جماعات أخرى تقوم بخلط البترول الأبيض بالمياه والبعض الآخر يقوم بخلطه بالتينار .
أضرار البترول المخلوط
من جانب آخر قمنا بزيارة المهندس الميكانيكي خليل جبران صاحب ورشة التخصصية بشارع الخمسين والذي أفادنا عن أضرار البترول المغشوش قائلاٍ: هناك أضرار جسيمة تتعرض لها السيارة بعد تعبئتها بالبترول المغشوش خاصة إذا لم تتم إصلاحها مبكراٍ.. مضيفا: أن البترول المخلوط يقوم أولاٍ بتدمير مصفي وبجهاز ضخ البترول ومن ثم يقوم بحرق الربلات وبالتالي يقوم بتدمير البخاخات وتسديدها من ثم يقوم بسداد الفلتر.
عشرات السيارات
ويضيف خليل بأن هناك إقبالا كبيراٍ من أصحاب السيارات التي تتعرض إلى التوقف من البترول المخلوط.. مشيراٍ أن هناك عشرات السيارات التي يتم إصلاحها أسبوعياٍ وأن ورشته فقط تقوم بإصلاح (12) سيارة في الأسبوع.. منوه بأن هناك ما يقارب (25_30 ) بترول مخلوط في الأسواق السوداء.. مشيراٍ إلى أن هناك الكثير من التجار عديمي الضمير يستخدمون العديد من المواد إما لزيادة كمية البترول أو تغيير لونه لشد المشتري لشرائه كاللون الأحمر.
خسائر مادية
ويضيف المهندس: إن المواطن يتكبد الكثير من الخسائر المادية تتراوح مابين (20_50) ألف ريال وذلك بحسب نوع السيارة وضررها وأن كل ما كان الإسراع إلى المهندس بعد ظهور الإعراض مباشرة أفضل من تأخير السيارة لوقت لاحق كي يزداد حجم الضرر على السيارة.. دعياٍ المواطنين إلى الابتعاد عن شراء البترول من الأسواق السوداء أو أخذ الحذر الشديد أثناء شرائه كما دعا إلى محاسبة هؤلاء التجار الذين يقومون بغش الناس وخداعهم بدلاٍ من حمايتهم.
رقابة التجار
ويرى الخبراء بأنه يجب فرض رقابة على بائعي البترول في الأسواق السوداء وإنزال لجنة تابعة للدولة للقيام بفحص البترول والتأكد من صحته وفي حين التأكد من خلطه فيجب على الجهات المختصة بأن تقوم بحجزه وتحميله خسائر مادية وحبسه وجعله عبرة لكل ضعفاء النفوس من التجار لكي يتم تفادي الخسائر المادية التي يتعرض لها المواطنون في إصلاح سياراتهم.