بغداد لواشنطن: إصلاحاتنا مستمرة ونتطلع لإسناد عسكري

أكدت بغداد لواشنطن اصرارها على الاستمرار في تنفيذ الاصلاحات من أجل وضع البلد على الطريق الصحيح في بناء دولة المؤسسات ودعتها الى مزيد من الدعم العسكري والاقتصادي في معركتها ضد تنظيم “داعش” وذلك خلال مباحثات للعبادي والجبوري مع وفد زائر من الكونجرس الأمريكي .. فيما دمرت غارات التحالف الدولي 50 موقعا للتنظيم في 12 مدينة عراقية.
وخلال اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد مع وفد من الكونجرس الأمريكي ضم السيناتورين كريستوفر مورفي وكاري بيترز صحبة السفير الامريكي في العراق ستيوارت جونز فقد تم بحث التقدم الذي تحققه القوات العراقية في حربها ضد تنظيم “داعش” وتطورات الأوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة كما تم التطرق الى الإصلاحات التي يقوم بها في مؤسسات الدولة.
وأشار العبادي إلى أن “التقدم الحاصل في المعركة ضد العصابات الارهابية وأهمية التعاون لإنجاز النصر وتحرير أرض العراق مؤكدا حرصه على الحفاظ على التنوع المجتمعي لجميع القوميات والطوائف باعتبارها عنصر قوة للبلد” كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي عقب الاجتماع الليلة قبل الماضية “. وشدد على عزمه الاستمرار بالاصلاحات ومواصلتها من أجل وضع البلد على الطريق الصحيح في بناء دولة المؤسسات .
بدوره أبدى وفد الكونجرس ارتياحه للإصلاحات التي يقودها العبادي ودعمه لها مؤكدا استمرار الولايات المتحدة بمساعدتها للعراق في حربه ضد الارهاب.
ومن جهته ناقش رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع الوفد الأمريكي مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في البلد وسير تقدم القوات العراقية في عملياتها ضد تنظيم “داعش” في محافظة الأنبار مع ضرورة اسناد القوات العراقية في المنطقة الغربية من قبل قوات التحالف أضافة الى سبل التسريع في تسليح قوات العشائر لتكون نواة مسك الأرض بعد تحريرها كما قال نقل عنه بيان لمكتبه الإعلامي.
وأكد الجبوري على ضرورة اسناد العراق عسكريا واقتصاديا.. مشيرا إلى أن العراق يمر بأزمة اقتصادية خانقة لا تقل خطورة عن الوضع الأمني ولا بد للمجتمع الدولي أن يقف معه اقتصاديا في ظل تراجع أسعار النفط العالمية.
من جانبه أكد وفد الكونجرس أن الولايات المتحدة ماضية في دعمها السياسي والأمني للعراق مشيرا إلى أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة يؤكد على ضرورة أن ينفتح العراق على جميع دول الجوار اقتصاديا وأمنيا.. وشارك في الاجتماع السفير الأمريكي ستيوارت جونز والجنرال تيري قائد العمليات البرية المشتركة بالإضافة الى قائد العمليات العسكرية المشتركة والمنسق البحري.
وجاءت هذه المباحثات في وقت أعلنت قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي عن تنفيذ 25 ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم “داعش” قرب 12 مدينة عراقية.. مشيرة إلى تدمير أكثر من 50 موقعا قتاليا للتنظيم واشارت إلى تنفيذ ثمان ضربات أخرى في سوريا.
وقالت القوة في بيان: إن طائرات التحالف شنت 25 ضربة جوية في العراق وثماني ضربات في سوريا ضد أهداف لتنظيم “داعش”.. موضحة أن “الضربات الجوية التي شنت في العراق تركزت قرب 12 مدينة من بينها الموصل والرمادي والتاجي وطوز وسنجار”. وأضافت: إن التحالف دمر مبان ومركبات ومنشأة لتصنيع المتفجرات وأكثر من 50 موقعا مسلحا لمقاتلي التنظيم.. وقالت: إن ست ضربات في سوريا أصابت أهدافا قرب بلدة مارع بينما استهدفت ضربتان أخريان أهدافا في الرقة وتل ابيض .
يذكر أنه ضمن حملة الإصلاحات التي اعلنها مؤخرا رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد قرر أواخر الشهر الماضي تقليص عدد المناصب الوزارية الى 22 بدلا من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء وأربع وزارات ودمج ثماني وزارات وجعلها أربعا فقط.
وكانت الحكومة قد أقرت في التاسع من الشهر الماضي حزمة إصلاحات لمكافحة الفساد وترهل مؤسسات الدولة ووافق عليها البرلمان بعد يومين مرفقا اياها بحزمة إصلاحات اضافية مكملة .
وأتت هذه الخطوات الإصلاحية بعد أسابيع من التظاهرات في بغداد ومناطق عراقية عدة طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. وتلقى هذه المطالب دعما مهما من المرجعية الشيعية العليا بدعوتها للعبادي ليكون أكثر جرأة وشجاعة ضد الفساد.
ورغم الضغوط الشعبية ودعم السيستاني للإصلاح إلا أن الطبيعة المتجذرة للفساد في العراق واستفادة معظم الأحزاب والكتل السياسية منه قد تجعل من الصعب إحداث تغييرات جوهرية بحسب عدد من المحللين.

قد يعجبك ايضا