الأمر الذي لا يختلف عليه أحد هو أن الرياضة اليمنية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت تزخر بالنجوم والمواهب الفذة والمبدعة التي نذرت نفسها للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بوجه خاص والتي استحوذت على مشاعر الكثير من عشاقها الهاوين وسلبت عقولهم لدرجة أنها كانت زادهم وزوادهم ضحوا من أجلها وفي سبيل الوصول إلى قمم المجد والشهرة سواء كان ذلك على مستوى أنديتهم الرياضية أو على مستوى المنتخبات الوطنية.. من أولئك الأبطال المغاوير هداف شعب إب والمنتخب الوطني في تلكم الفترة الجميلة والزمن الجميل اللاعب علي قاسم العطاب الذي بدأ حياته الرياضية في حارة شمر بمدينة إب القديمة وانتقل بعدها إلى نادي المركز الثقافي بالجبانة الذي كان يضم كبار المثقفين بالمدينة وبعض اللاعبين الهواة ولاعبين من الجيش المصري الذي كان حينها متواجدا في اليمن وبعد نكسة 1967م ورحيل الجيش المصري من اليمن قام الكابتن العطاب ومعه الشيخ عبدالعزيز الحبيشي والراحل رشاد البعداني وبعض المثقفين ورجال المال والأعمال بتأسيس نادي الشعب حيث بادر اللاعب المذكور إلى التبرع بمنزله بشارع الكبسي ليكون مقرا للنادي حتى تم بناء مقر جديد عام 1977م وخلال الفترة من 1967ـ 1977م قدم العطاب كل ما لديه لهذا الصرح الشامخ لدرجة أنه كان يستقطب اللاعبين القادمين من عدن ويوفر لهم العمل أمثال عبده سيف وحسين البغدة وغيرهما.
ونظرا لعشقه الجارف للرياضة وموهبته الفريدة فقد كان يجيد اللعب في أكثر من لعبة حيث كان إلى جانب نجوميته وتألقه في كرة القدم لاعبا أساسيا في فريق كرة الطائرة ومنتخب إب وحصل الشعب على بطولة الجمهورية في الطائرة بقيادته وزملائه أمثال الغرباني والمرحوم محمد الآنسي والمحلوي وذلك عام 1973م كما كان لاعبا مرموقا في تنس الطاولة وعضوا في المنتخب الوطني للطاولة ومثل اليمن في هذه اللعبة خارجيا.. أما في كرة القدم فإن الحديث عن التاريخ الكروي لهذا اللاعب يظل ناقصا نظير ما قدمه طوال حياته الرياضية التي اتسمت بالعطاء الوفير والإبداع المتجدد حيث ظل نجم محافظة إب الأول الذي لم يضاهيه أحد من النجوم السابقين ولا اللاحقين فكان هدافا من الطراز الأول يجيد التسديد على المرمى بكلتا قدميه وبرأسه الفولاذي بالإضافة إلى مهاراته الفردية وسرعته الفائقة ولياقته العالية التي كانت تحير المدافعين وتجبرهم على التسليم والاعتراف بخطورته كانت لديه قدرة على اختراق التحصينات الدفاعية للخصم مهما كانت صلابتهما لدرجة أنه كان مثل الثور الهائج الذي لا يستطيع أحد إيقافه أو الحد من خطورته حيث اطلقت عليه عدة ألقاب منها البعبع والصاروخ حتى أن الجماهير كانت تغني عليه أغاني”يا عطاب ما فيش مثلك صاروخ الشعب شغفنا فتك” وآخر أيامه نال إعجاب الزميل حسين العواضي في مباراة ودية والذي قال لي يومها: أين كان هذا الهداف الماهر خلال الأيام الماضي فقلت له أن أعماله أجبرته على ترك الملاعب الآن الرياضة ما تزال تجري في دمه المهم أن العطاب قدم للساحرة المستديرة شبابه وماله وللعنيد بصفة خاصة حيث حقق الفريد في بطولة المنطقة الجنوبية عام 1973م وكأس البنك اليمني عام 1975م وبعض البطولات المحلية في عهده وكان قائد الفريق المخلص والوفي صال وجال في الملاعب الترابية والخضراء ومثل اليمن حيث كان أحد أعضاء منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي شارك في البطولة العربية بالجزائر عام 1969ـ 1970م والذي كان يضم عبدالله الروضي والقاضي والحيمي والظرافي وأبناء العذري وغيرهما كما كان مع منتخبنا الوطني الذي شارك في كأس فلسطين بسوريا عام 1972م والذي فاز يومها على عتاولة العراق بقيادة اللاعب فلاح حسن بنتيجة 3/2 وفي عام 1977م انتقل إلى نادي الفتوة وقدم مباريات كبيرة وسجل أهدافا رائعة لا يسجلها إلا هو.. ختاما نأمل من إدارة العنيد تكريم العطاب تقديرا لدوره واعترافا بجمائله.
قد يعجبك ايضا