الديمقراطيون يتعاطفون مع بايدن ويرشحون كلينتون

لم يعد السؤال الأكثر أهمية الخاص بانتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2016م متعلقا بإمكانية محافظة دونالد ترامب على تقدمه لنيل بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري بل أصبح يتعلق بإمكانية منافسة جوزيف بايدن لهيلاري كلينتون على بطاقة الحزب الديمقراطي.
وقال نائب الرئيس الامريكي الحالي بايدن انه سيتخذ قراره النهائي بشأن الترشح لانتخابات الرئاسة بحلول نهاية الصيف وهي خطوة ستكون مثيرة للحرج لانه يحمل ايديولوجيات سياسية مشابهة كثيرا لتلك التي تؤمن بها كلينتون التي تربطه بها علاقة صداقة.
وكانت التوقعات تصب في صالح كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عندما أعلنت ترشحها في يونيو إلا ان هذه التوقعات انخفضت بحدة وفقا لاستطلاعات للرأي في ظل تحقيقات يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) بشأن تسرب محتمل لمعلومات حساسة جراء استخدامها خادم بريد الكتروني خاصا أثناء شغلها منصب وزير الخارجية.
وفي المقابل ترددت انباء خلال الاسبوع الماضي حول تطلع بايدن الى كسب دعم كبار المتبرعين للحملات الانتخابية للرئيس الامريكي باراك اوباما في انتخابات عامي 2008 و2012م.
إلا انه من الواضح ان بايدن مازال في حيرة من أمره بشأن الترشح لمرة ثالثة لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي بعد محاولتيه الفاشلتين في عامي 1998 و2008م.
ويقول مراقبون إن الكثير من كبار أعضاء الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ربما يشعرون بالحب والإعجاب تجاه بايدن لكن وجهات نظرهم بشأن احتمال ترشحه للرئاسة كانت أكثر انقساما.
وخلال أكثر من عشر مقابلات عبر كبار الأعضاء في الحزب الديمقراطي عن إعجابهم وحبهم لبايدن لكن عددا منهم شكك في جدوى خوضه السباق لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة أمام المرشحة الأوفر حظا هيلاري كلينتون.
وشكك بعضهم في مدى التقدم الذي قد يحققه إذا دخل السباق متأخرا.
وقالت أليس هوفمان من ولاية كاليفورنيا وهي رئيسة الجمعية الوطنية للنهوض بحقوق الملونين في الولاية: “أنا معجبة بجوزيف بايدن. كلنا نحبه.. لكني لا أعتقد أنه سيتغلب على هيلاري”.
وقال إيرل فولكيس وهو رئيس لجنة معنية بحقوق السحاقيات والمثليين وذوي الميول الثنائية والمتحولين جنسيا في الحزب: إن بايدن “رجل طيب وقوي” لكنه تساءل إن كان نائب الرئيس قادرا على إثارة حماس الناخبين الشباب والأقليات الذين يعتمد عليهم الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية.
وقال فولكيس: “السؤال هو هل يستطيع أن يجمع الأموال¿ إذا لم يكن لديه الأموال فلن يصنع فارقا يذكر”.
وذكر ثلاثة ديمقراطيين خلال مقابلات أنهم سيدعمون بايدن على الأرجح إذا دخل السباق قائلين إنهم يقدرون خدماته لأوباما وخبرته الطويلة في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقالت إيلينا ماكولو من منطقة تامبا بولاية فلوريدا: “سيكون مرشحي على الأرجح.. لقد قام بعمل عظيم ويخدم بلادنا منذ فترة طويلة”.
وتواجه بايدن مشكلة اضافية متعلقة بحقيقة أن هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون الذي يظل احد أكثر السياسيين شعبية في الولايات المتحدة تحتل موقعا رئيسا بين الناخبين الديمقراطيين وخاصة النساء مع الاخذ في الاعتبار انه في حال انتخابها فإنها ستكون اول امرأة تحكم الولايات المتحدة.
وفي حال فازت كلينتون (68 عاما) بانتخابات الرئاسة الامريكية في عام 2016م فإنها ستصبح ثاني أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة بعد رونالد ريغان الذي تولى هذا المنصب عام 1981م وهو يبلغ من العمر 69 عاما في حين سيصبح بايدن (72 عاما) اكبر رئيس في تاريخ البلاد على الاطلاق إذا فاز في هذا السباق.

قد يعجبك ايضا