ما ثم من يحكي ولا من يسمع
كل الجهات هنا يباب بلقع
البحر مثل الضفتين بلا فم
والجدب في كل الشعاب موزع
ما ثم إلا أنت في هذا الذي
بيد المنى ومن المنى يتوجع
صنعاء يابسة الشفاه وحولها
ما منه أغصان الظما تتفرع
جاء الربيع كأي قافلة بلا
حاد وجاء الوحل والمستنقع
ما ثم إلا أنت يا وجعا على
ساقيه تحمله السنين الأربع
الذاهبون إلى البعيد توهموا
أن الخيار الصعب باب مشرع
والذاهبون إلى القريب تخيلوا
أن المسافة بالبساطة تقطع
وهناك فرسان البيات تظنهم
من كل جمر الموقدين تجمعوا
وعلى مسافة غارة ليلية
بقي الذي بركامه يستمتع
* * *
ماذا جرى¿ لم يجر إلا ما ترى
شجن كخاصرة اليتيم وأدمع
ماذا جرى¿ لم يجر إلا طارئ
هو والزمان اللولبي و” مربع”
“زعم الفرزدق” ثم لوحت الربى
بوجوهها وأطل شيء مفزع
ما كان في حسبان عاشق نفسه
أن العيون إلى الذرى تتطلع
وله بأن يختار قلبا عابرا
وشفاعة.. لكنها لا تشفع
* * *
اليوم غير الأمس والدنيا بها
في كل حال من يضر وينفع
كل الرهان هنا وفي الميدان ما
فيه وفيه السر والمستودع
قال ابن تياه الذوائب إنني
بسوى الذي في خاطري لا أقنع
وعلى الهوادج أن تعيد حسابها
مع كلö من بنشازها يتذرع
اليوم غير الأمس والآتي له
وجهان ذا غسق وذلك مطلع
بالأمس قال لصاحبي إحساسه
إن ابن جارته يجوع ويشبع
وبأن في مقدوره أن يشتري
منه الذي من رشحه يتضوع
ولأن فطنة صاحبي عبثية
راحت به في كل واد تهرع
* * *
ياصاحبي إن العصا قرعت هنا
من حيث ناقوس الكرامة يقرع
ما ثم إلا جاهزون لغيرها
ولغيرها ممن يقول فيبدع
وأقول يا صنعاء إنك في دمي
غيث وفي رئتي حلم ممرع
كم غمة دهمتك وانجابت وما
طالت لمن يومي لغمöك اصبع
صنعاء – 14 أغسطس 2015م.