نهدة مدوية

في نصف سرير لم تطاله الحرب بعد…
أنام بعينين خائبتين
وقلب مشطور
باردة هي الأحلام المتبقية في رصيدي
شاردة هي الأفكار وملبدة بغيوم صفراء
الوسادة فقدت قدرتها على تأثيث مخيلتي
نفد منها المغناطيس الذي كان يحافظ على العطر لعدة أشهر
ربما أفلتت خصلة الشعر التي كانت على عاتقها….بفعل الإنفجار الذي شطر السرير
وربما تعمدت إسقاطها كي تخفف عني ألم الفراق المرير
سأقف الى جانبي حتى تضع الحرب أوزارها بعيدا عن غرفتي
وتعتذر العاصفة عما فعلته بأسرتي الكريمة
أعاهد نفسي الآن
يا رب كن شاهدا…
لن أخون السرير
وخصلة الشعر يا سيدتي….. لن تضيع
سننجو _ ورد الصدى من بعيد………….سننجو معا .

في وقت متأخر من الليل
أنام بعينين استيقظ العشق فيهما منذ وقت مبكر
عالق أنا بين الباب والنافذة
غريق في قطرة ماء يتيمة
أصحو فقط لأقرأ الفاتحة على الذين سقطوا في أرض المعركة
وأنام لألعن الظلام مدخرا للغد شمعة وعود ثقاب
يداي تلوحان بالحب للأطفال الذين توشك الحرب أن تمحو ضحكاتهم
وتفتشان في درب التبانة عن مكان آمن للرسم والكتابة
عيناي أدركتا معظم الحقيقة
والحقيقة أن الفجر الذي يعيد نفسه الآن….زائف كقطعة نقود بلاستيكية
صباحات عرجاء تأتي حالكة السواد
لا تفوقها عددا وقبحا سوى جثث المتناحرين هنا وهناك
الكثير من الأمسيات قتلت في مهد الرواية
عند المنتصف لا يقف أحد غيري أنا…العالق بين السطور
الغارق في أعماق قطرة يتيمة
دعوني أنام وأصحو
لأنهي الرواية بنهدة مدوية
تزلزل المكان والزمان .

26/6/2015م

قد يعجبك ايضا