1
تجلس في آخر/ أول السطر, وحيدا كعلامة تعجب, تنتظر عودتك من حيث لا تعرف حاملا على كتفيك خيباتك المتناسلة وعلى جبينك حكايات تشع بمواجعها وعلى شفتيك بقايا أناشيد تحلم بشيء من زهو انتصار وباقة خضراء /بيضاء من ضحكات طفولة يدغدغها الغد بأنامله!!.
2
تتلفت حولك مثل فكرة لا فكرة لها/ لعلك ترى شبحا يتراءى لك في البعيد المضبب أو ترى غيما مكثفا يحمل من الوعود أجملها. أو تتلمس في الجوار ظلا ينش طريقه بضوء شحيح يتقاطر من كوة فاقة ويهش على ملامحه لعلها تستيقظ من يقظتها المحايدة وتدله بحدسها على مكان أو أفق تحفه الألفة..!!
3
منفرد بك , تحدق في وجه المدى الموغل في غيه, وتفرك تقاطيع ملامحه ,لعله يفز ويهب من غموضه المفرغ ,وهموده الثقيل ,وخلوه المجدب وفقره اليباب من أي نافذة تدلي بأقمارها وصباحاتها وموسيقاها وشذا ريحانها ,ومن أي رفيف أجنحة توحي بابتسامة قادمة وبأغنية مخضرة ,وبقبلة على وشك البوح والعبير..!!
4
تجلس فوق شجرة الانتظار , وتدلدل قدميك ككومة من أسئلة حيرى ,تبحث لها عن طريق رحب , وعن أفق بشوش يعلمها فن المثابرة وفقه السير بين المتاهات المتصارعة على غبار ريح عابر ,وعلى حفنة سراب مشتتة ,وعلى بقايا قش تتناثره الدروب ..!!
5
يا لنظراتك الحسيرة ,وهي ترتد خالية الوفاض , لا تلمح ما يجعلها تومض بالبهجة ,ولا تجد حولها ما يشي بأن هناك ما هناك من احتمالات تثير الرضا وتشي بهبوب أزمنة تحتفي بالأجمل والأنقى والأعمق ..!
يا لنظراتك الجائلة وهي ترجع إليك آسفة ,وكاسفة ,يشوبها ذاك الشجن الذي لا يليق إلا بأصحاب القلوب المترعة بالطيبة التي لا تتوقف أمطارها ولا شلالاتها عن معانقة محيطها .
6
تجول بنظراتك ,فلا تجد إلا نفسك المستأنسة بعبق ذكرياتها ,وهي تنتقي بساطتها /سريرتها, مما علق بها من شوائب الوهن وشذرات الأسى ,وترتق ثوب صبرها بخيوط من أمل ومحبة ..!!