اليمنيون يحتفلون بعيد الفطر رغم العدوان والحصار

رغم المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني جراء العدوان السعودي والحصار الجائر .. ارتسمت فرحة عيد الفطر المبارك على مختلف شرائح المجتمع هذا العام مصحوبة بغصة وخوف وقلق بعد معاناة شديدة عاشوها طيلة أيام الشهر الفضيل نتيجة استمرار استهداف العدوان للأحياء السكنية في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية .

إعتاد اليمنيون في مناسبات ومواسم الأعياد الدينية على عادات وتقاليد عيدية وفرائحية معينة .. تجسدت في حياتهم وتوارثها الآباء والأجداد وانتقلت جيلا بعد جيل حتى اليوم لتصبح إرثا ثقافيا يمارسه اليمنيون ويقومون به خلال المواسم والمناسبات المختلفة.

وتختلف طقوس الأعياد الدينية من منطقة إلى أخرى حسب التقاليد المعتادة لكل منطقة وتمتزج ما بين زيارات الأهل والأقارب والجيران وإقامة الولائم والرحلات الترفيهية للقلاع والحصون الأثرية ذات الطابع الفني والمعماري القديم بالإضافة إلى زيارات مناطق مجاورة للتعرف على عاداتها وتقاليدها العيدية فضلا عن جلسات السمر الليلية والإجتماعات وغيرها.

في قرى ومدن يمنية عدة ما يزال أبناؤها يمارسون طقوس الأعياد المعتادة رغم العدوان السعودي الذي حاول تمزيق النسيج الإجتماعي لأبناء الشعب اليمني وتتنوع تلك الطقوس بتنوع واختلاف العادات من منطقة إلى أخرى لتبرز البرعة الشعبية والزوامل وبقوة في المواسم والمناسبات الدينية .

مديرية السودة إحدى مديريات محافظة عمران التي تبعد عنها 45 كيلو متر ويسكنها 40 ألف نسمة تقريبا .. يعيش سكانها فرحة عيد الفطر المبارك بنكهة خاصة خلال مواسم الأعياد الدينية من خلال التجمعات والسمرات والحفلات والأهازيج والبرع والزوامل وغيرها.

وتحتفظ مديرية السودة بإرث ثقافي وحضاري كبير ما يزال حاضرا إلى اليوم رغم هجرة كثير من سكانها إلى مناطق وقرى شتى بحثا عن الحياة وسبل العيش وما تزال البرعة الشعبية والزوامل العيدية في مواسم الأعياد باقية وحاضرة .. في حين تجددت كلمات الزوامل الشعبية المناهضة للعدوان السعودي والحصار الجائر على الشعب اليمني .

ويمارس أبناء مديرية السودة طقوس عيدية متعددة تشكل عادات قديمة كالحفلات الصباحية الممزوجة بالبرع الشعبي والزوامل وخروج سكان مدينة في تجمع سكاني إلى مناطق مجاورة وتخصيص ثلاثة إلى أربعة من الشباب الذين يسمونهم ” العبود ” ووضع صور ورسوم بلاستيكية على وجيه البعض لتسلية الأطفال فضلا عن استمرار الأدب الشعبي المسمى ” التعاويد ” والزوامل الشعبية كتقليد شائع اعتادوا عليه منذ مئات السنين.

يقول الحاج عبدالله يحيى أحد أبناء المديرية :” الأرياف ما تزال تحتفظ بخصوصيتها في العادات والتقاليد المتنوعة خلال مواسم الأعياد قلما نجدها في صنعاء ومع العدوان السعودي الغاشم على اليمن نقضي إجازة العيد في أجواء طبيعية رغم قسوة الحياة والمعيشة “.

ولفت إلى أن الشباب يتعلمون خلال مواسم الأعياد آلية القنص بالرصاص انطلاقا من حديث الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام ” علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ” واستجابة لجهود التعبئة العامة في أوساط الشباب والمجتمع بصورة عامة.

وبين أن موسم هذا العيد تختلف عن الأعوام الماضية لكون البلاد تعيش في ظرف استثنائي من خلال العدوان عليه والكثير يعيش في حالة خوف وقلق على الأهل في صنعاء ومناطق شتى من اليمن .

وأضاف ” ظروفنا المعيشية اليوم صعبة وتختلف عن الماضي بكثير وقلة الأمطار لهذا العام والحصار الذي فرض علينا من قبل العدوان السعودي جعلتنا نعيش ظروفا قاسية جدا ومع ذلك ترى الأطفال والشباب يمارسون حياتهم بصورة طبيعية في هذا العيد “.

فيما أشار الزائر لمدينة السودة عبدالله محمد إلى أن الناس ما يزالون يسافرون للمناطق الريفية في المناسبات والمواسم وينتقلون اليها ليس لقضاء أوقات العيد فحسب ولكن لأسباب الأصول والجذور والعلاقات الأسرية والبعد الديني والفرائحي .

وقال ” ما تزال الأرياف تحتفظ بنكهتها الثقافية وما تزال عادات وتقاليد الأهازيج وفن مواسم الأعياد متواجدة رغم معاناة أهلها لكن تظل الأرياف تحتفظ بمكانتها التاريخية لعادات وتقاليد الأفراح والمواسم لا سيما المواسم الدينية “.

بدوره اعتبر الحاج أحمد زيارة الأهل والأقارب إلى الأرياف واجبة .. مبينا أن حال الإنسان في هذا الزمن تغيرت فيه كثير من الأمور ولم تعد فرحة العيد كما كانت سابقا نظرا لما يجري على البلاد من عدوان ظالم من قبل السعودية .

وقال ” بلادنا تعيش وضعا خطيرا وصعبا و العدوان السعودي ما يزال يمعن في القتل والدمار بحق هذا الشعب المظلوم وبقدر ما يفرح الأطفال بقدر ما نرى الحزن يخيم على الكثير نظرا لفقدانهم أطفالهم أو نسائهم أو أحدا من أفراد العائلة نتيجة العدوان والصراعات في البلاد”.

وعبر عن أمله في أن تتجاوز اليمن المحنة والفتنة وأن ينصر الله الشعب اليمني على آل سعود الذين يشنون حربا ظالمة عليهم دون وجه حق .. سائلا الله العلي القدير أن يحفظ اليمن واليمنيين من كل سوء ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه .

سبأ

قد يعجبك ايضا