مفاوضات الملف النووي الإيراني تدخل مرحلة الفرصة الاخيرة

دخلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا امس مرحلتها الاخيرة حيث بدت امكانية التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني “في متناول اليد” لكن بشرط تجاوز آخر نقطتين او ثلاث نقاط خلاف.
وصرح وزير الخارجية الاميركية جون كيري “نقترب من قرارات فعلية” وعبر مرتين عن “تفاؤله” برغم “بعض النقاط التي لا تزال عالقة”. من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع تويتر ان المفاوضات وصلت الى “الساعات الحاسمة”.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس عن اعتقاده ان المفاوضات الدولية حول برنامج إيران النووي دخلت “مرحلتها الاخيرة”. وقال في فيينا “آمل ان نكون دخلنا المرحلة الاخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. اعتقد ذلك”.
من جهته اعتبر دبلوماسي إيراني موجود في فيينا الاحد ان التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات “في متناول اليد” لكنه لا يزال يتطلب “ارادة سياسية”. وكتب علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع تويتر ان “الاتفاق في متناول اليد. انه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة”.
ومنذ خمسة عشر يوما تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة روسيا فرنسا الصين بريطانيا والمانيا) الى وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وكان يفترض ان تنتهي المفاوضات في 30 نهاية الشهر الحالي لكنها ارجئت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الاثنين. ومع اقتراب انتهاء المهلة تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف الليلة الماضية.
وانضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس في فيينا الى المفاوضات وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية. ولدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “كل شيء على الطاولة حان وقت اتخاذ قرار”.
وقد عقد اجتماع مساء السبت لمجموعة 5+1 ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني فاجتماع اخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل. والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل الى اقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة.
ويتهم الغربيون إيران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني منذ العام 2003 وهو ما تنفيه طهران على الدوام بشدة. ومنذ 2006 فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق اقتصاد البلاد التي تعد حوالي 77 مليون نسمة.
وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الازمة. ففي ابريل الماضي تفاهما على الخطوط الكبرى لنص خاصة خفض عدد أجهزة الطرد المركزي او مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران.
ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الاطر العملية للاتفاق النهائي الذي كان مقررا اصلا التوصل اليه في مهلة اقصاها 30 يونيو الجاري لكن المهلة مددت ثلاث مرات. وتتعثر المفاوضات حتى الان برفع القيود عن الاسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون ان هذا المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة بالشرق الأوسط حسب زعمهم.
وهناك نقطة خلاف اخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون ان يكون رفعها تدريجيا مع امكانية العودة اليها في حال انتهاك الاتفاق.
وتطالب مجموعة 5+1 ايضا بان يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية “ان اقتضت الضرورة” وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. واخيرا يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على إيران.
والخميس تصاعدت حدة النبرة مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة. والسبت بدا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي اكثر تشددا اذ دعا في كلمة له امام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها “افضل مثل على الغطرسة”.
ورأى المحلل كيلسي دافنبورت المتخصص في هذا الملف ان “الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية ويمكن ان تكون هناك عواقب وخيمة اذا فوت المفاوضون الفرصة لابرام اتفاق جيد”.

قد يعجبك ايضا