الدكتورة إيمان جحاف– منسق برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال في إدارة التغذية بوزارة الصحة العامة والسكان تتحدث عن الرضاعة الطبيعية في رمضان:
والأم المرضع مطالبة بمواصلة إرضاع طفلها من الثديين رضاعة خالصة طيلة الستة الأشهر الأولى من عمره غير أن البعض يصررن على تأدية فريضة الصيام وهذا يضعها أمام مسؤولية التوفيق بين صيامها ومعيار حفظ صحتها وصحة الرضيع مما يتعين عليها أن تنال قسطا من الراحة الجسدية والنفسية ولا تجهد نفسها على الإطلاق وأن تهتم بغذائها – كما ونوعا- وأن تكثر من السوائل في فترة الإفطار بما يعادل (لتر ونصف) إلى لترين وتكثر من تناول التمر والفواكه والخضراوات الطازجة ومن الأطعمة المدرة للحليب كالأغذية الغنية بالبروتينات والتي يمكن الحصول عليها من اللحم الأسماك الدجاج والحليب ومشتقاته.
بالإضافة إلى الأطعمة النشوية والسكريات والدهون على أن تتجنب البهارات الحارة والبسباس وتبتعد عن التدخين والقات وتعمل على التخفيف من المنبهات أو تبتعد عنها كالقهوة والشاي.
وبهذه الطريقة تستطيع أن تصوم وفي نفس الوقت تواصل الرضاعة من ثدييها ما لم تكن تعاني مشكلة أو مرضا ينهكها أو يعيقها عن الصيام .
إن الاستمرار في الرضاعة أثناء الصيام ممكنة دون مشكلة لأن تكوين الحليب الطبيعي لا يأتي مباشرة من الأكل الذي تتناوله الأم وإنما من مخازن المواد الغذائية في جسمها والتي تعطي جسدها – أيضا- القدرة على تحمل ساعات الصيام أثناء النهار بلا طعام أو شراب.
ولأن لبن الأم- أساسا- مكون من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون وفيتامينات وبعض الأملاح المعدنية فإنه يجب أن تكون كل هذه المواد متوفرة في جسمها لترضع طفلها مما يلزمها عناية كاملة بغذائها ليكون متكاملا ومحتويا على العناصر الأساسية اللازمة لجسمها ولتكوين لبن الثديين بما يؤمن لطفلها رضاعة خالصة يحصل من خلالها على كامل حاجته من لبن أمه .
وبخلاف اعتقاد بعض الأمهات فإن الصيام أثناء الرضاعة لا يعرض الطفل للأذى فالأم المرضعة باستطاعتها الحفاظ على إنتاج اللبن وهي صائمة ليفي بحاجة رضيعها.
غير أني لا أنصحهن بالاستمرار في الصيام إذا ما شعرت المرضع بأعراض مرضية كالدوار الجفاف أو الإرهاق الشديد كذلك يجب عليهن في هذه الحالة أن يستشرن الطبيب.
وأنصح – أيضا- المرضع المصابة بمرض شديد أو حاد أو متى شعرت بالتعب والإرهاق ولو لم تكن مريضة أن تفطر دون تردد وذلك لأن استمرارها في الرضاعة الطبيعية بهذه الكيفية وهي صائمة ستؤثر سلبا على صحتها وصحة طفلها مما يتعين عليها الإفطار في الحال وقضاء الصيام -لاحقا- بقدر ما أفطرت من أيام بعد أن تكون قد استردت عافيتها.
كذلك إذا خشيت على صحة طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز بعد الستة الأشهر الأولى من العمر من أن تسوء باعتباره معتمدا كليا على الرضاعة الطبيعية فعندئذ عليها أن تفطر دفعا للضرر.
أما بعد هذه المرحلة العمرية- أي بعد الشهر السادس- فحينها يزود الرضيع بوجبات مساندة للرضاعة الطبيعية بما يؤمن احتياجه من الغذاء ويساعده على النمو السليم.
وبإمكان الأم المرضع مساعدة نفسها حتى لا تتعرض للخطر أثناء الصيام باتباع ما يلي:
يجب تناول كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار وحتى السحور.
الحفاظ على وجبة السحور مع الحرص على تنوع الأطعمة بحيث تشمل كل المجموعات الغذائية.
تناول الأطعمة التي يظل تأثيرها في الجسم لفترات طويلة مثل الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في دقيق القمح الكامل والحبوب أيضا تناول الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والبقوليات.
الابتعاد عن الأعمال الشاقة وتجنب الخروج في وقت النهار وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة.
تناول المكملات الغذائية الخاصة بالأمهات المرضعات وخاصة المحتوية على فيتامين(د).
وفي حالة شعور الأم المرضع بالإعياء الشديد أو بكاء طفلها بشكل مستمر يجب عليها استشارة الطبيب على الفور.
وبالنسبة للمرأة العاملة فاقترح لها بعض الحلول العملية بما يمكنها من التوفيق بين الرضاعة والصيام فإما أن تحصل على إجازة خلال شهر الصيام أو تخفف ساعات العمل أو أن تجمع اللبن من الثديين بعد الفطور وتتناول كميات كافية من السوائل ثم تضع اللبن الذي جمعته في البراد ومن ثم يقوم الشخص الذي يعتني بالرضيع خلال فترة غيابها بإعطائه هذا اللبن بعد تدفئته بينما إذا أحست الأم بأي أعراض مثل الدوخة أو زغللة العينين ونقص كمية اللبن أو تأثر وزن الطفل ونموه الطبيعي فيجب عليها التوقف عن الصيام عملا بالرخصة الشرعية.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان