أكد نائب مدير الشئون السياسية في وزارة الخارجية الفرنسية إمانويل لافونت رابنويل دعم بلاده للدور السياسي الذي تلعبه الأمم المتحدة لحل الازمة اليمنية .. داعياٍ الى العودة للحوار الوطني من نقطة التوقف .
وقال رابنويل في كلمة له خلال الندوة التي اقيمت اليوم باريس حول الوضع في اليمن بمشاركة مجموعة من المختصين في العمل الإنساني والباحثين والسياسيين” إن فرنسا تدعم الدور السياسي الذي تقوم به الأمم المتحدة في اليمن .
وأضاف “إن وزارة الخارجية الفرنسية تحاول فهم الوضع في اليمن إلا ان الحل في اليمن هو حل يمني – يمني ومن خلال العودة إلى الحوار الوطني ومن النقطه التي توقف عندها .
من جانبه عدد الرئيس السابق لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن سيدريك شفايتزر في الندوة عدد الصعوبات التي تواجهها اليمن والمتمثله في إنقطاع الكهرباء في جميع المحافظات وانعدام الماء خاصة أن اليمن منطقة جبلية ويحتاج إلى كهرباء أو مشتقات نفطية للحصول على الماء من الآبار.
واوضح شفايتزر خلال الندوة والتي ناقشت الأعمال الانسانية الممكنة في اليمن أن 80 % من سكان اليمن يعانون من نقص من المواد الغذائية والأدوية العلاجية وخاصة للأمراض المزمنة .. مشيراٍ الى ان أغلب كادر الصليب الأحمر غادروا اليمن خوفاٍ من تعرضهم لعملية إختطاف من قبل مسلحي تنظيم القاعدة وداعش في اليمن .
وأكد الرئيس السابق لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن على أن الحل الوحيد لتفادي هذه الصعوبات هو فك الحصار على اليمن لكي تتمكن المنظمات من إدخال المساعدات الإنسانية.واشار في هذا الصدد الى “أن الصليب الأحمر تمكن من التواصل مع (أنصار الله) من أجل حماية المدنيين ولكنه لم يتمكن من التواصل مع السعودية لحماية الإنسان من القتل”.
بدورها لفتت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن ماري إليزابيث إينغرس الى أن عدد الجرحى في اليمن تجاوز الـ 10 ألاف جريح فيما تستقبل المنظمة يومياٍ أكثر من 50 جريح.
وأكدت اينغرس أن اغلب اصابات الجرحى في اليمن بسبب القصف الجوي وخاصة في الفترة الأخيرة وان الإشكالية في نقل الحقائق بشأن ذلك يتمثل في عدم وجود صحفيين أجانب لينقلون شهاداتهم للخارج وآثار الحرب.
وتحدثت المسئولة الدولية عن الصعوبات الكبيرة التي تلاقيها النساء وخاصة الحوامل اضافة الى الأطفال للوصول للمستشفيات بسبب القصف الجوي ما يؤدي إلى موتهم.
وأشارت رئيسه البعثة الى تعاون حركة انصار الله مع المنظمة بحكم معرفتهم بها خلال حروب صعدة وتسهيلهم لعمل المنظمة في جميع المناطق.
كما أكدت وجود مخاوف لدى المنظمات الدولية من عملية الاختطاف للأجانب مع انتشار عناصر تنظيم القاعدة فيما تواجه المنظمة صعوبات في التواجد في جميع إنحاء اليمن كونها لا تستطيع إن تضع موظفيها في خطر القصف والحرب.
من جانبه تحدث ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في فرنسا فيليب لوكلير في الندوة والتي ناقشت الأعمال الانسانية الممكنة في اليمن عن الوضع السياسي والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه اليمن وفي جميع النواحي.
لوران بونفوا الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث أكد أن أنصار الله جماعة لها مشروع سياسي يعتمد على الشكل المؤسساتي وليسو مليشيات كما يذكر في الصحافة والإعلام الغربي.
وقال “إن السعودية تحاول حالياٍ إعادة عبدربه هادي إلى السلطة ولكن المدة القانونية التي حددت له عامين فقط قد انتهت وقد تم تمديد عام إضافي انتهى في فبراير 2015 ولكنهم يريدون أن يبقى في السلطة.
وأضاف ” إن الحرب ليست كما يصورها البعض حرب بين سنة وشيعة وإنما حرب بين مشروع وطني ومشروع يخضع للتأثير السعودي” .. مؤكداٍ أن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن فتحت للقاعدة وداعش للسيطرة على عدة مدن وآخرها مدينة المكلا.
واشار إلى أن حزب الإصلاح يلعب دوراٍ كبيراٍ في هذه الحرب وخاصة عن طريق حشد المناصرين للحرب التي تقودها السعودية على اليمن.
كما شهدت الندوة ملخصاٍ تفصيلياٍ عن الاوضاع في اليمن جراء القصف السعودي قدمه الناشط الحقوقي اليمني محمد طواف أوضح فيه أن 504 تجمعاٍ سكانياٍ تعرضت للقصف و4898 منزلاٍ منها 129 مسكناٍ تم تدميرها بشكل كامل على رؤؤس ساكنيها وتدمير 857 منشأة مدنية ومرفق خدمي ومؤسسة عامة.
وبين ان 51 مستشفى ومرفق صحي استهدفت في القصف اضافة الى 23 مسجداٍ و155 منشأة تعليمية منها ثلاث 3 مدارس تم قصفها بالكامل واستهداف مخيمات اللاجئين ومخازن الأدوية والغذاء حتى الطرقات والمناطق الأثرية والمقابر.
وأضاف أنه تم قصف 15محطة تحويلية ومحطات توليد الكهرباء ومحطات تعبئة غاز منزلية محطات وقود وقاطرات نقل قمح ودقيق وأغذية ومعاهد وكليات ومؤسسات تعليمية منها تم قصفها والطلاب يدرسون فيها كما حصل بكلية الطب بجامعه الحديدة وتم قصف موانئ بحرية تجارية حيوية ومطارات مدنية ومصانع واسواق شعبية ومؤسسات إعلامية.
وقال طواف إن العدوان السعودي ومن خلال الحصار الجوي والبحري الخانق الذي فرضه على اليمن نتج عنه وضع كارثي وخطير للغاية وفي تدهور مستمر حتى اللحظة وخلف أكثر من ثلاثة مليون نازح.
وحسب تقرير منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونسيف) فان أكثر من 80% من السكان يعانون من نقص حاد في إمدادات الدواء والغذاء ومياه الشرب والطاقة كما يعاني أكثر من اثنين مليون ونصف منهم 15 ألف طفل من سوء تغذيه فيما يعتقد ان العدد يفوق ذلك بكثير .
وشهدت الندوة عرض فلم قصير عن دور الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود يوضح الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن جراء نقص الماء والمواد الغذائية والطبية والصعوبات التي تواجه المستشفيات بعدم وجود الكهرباء والماء.
واختتمت بتأكيد جيمع المشاركين على أن الحل في اليمن هو حل يمني – يمني وهو العودة إلى الحوار الوطني من نقطه التوقف.
سبأ