هذا هو اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك شهر الصوم شهر التوبة والغفران والتقوى فصوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة وقد فرضه الله سبحانه وتعالى لحكم كثيرة وفوائد عظيمة فهو يسهم في صناعة الإنسان ويعلمه الصبر ويقوي إرادته وعزيمته على اعتبار أن ما يتضمنه ويشتمل عليه من عبادات تشترك فيها جوارح الإنسان وجوانحه يسهم في صقل الشخصية السوية المحصنة بالإيمان والتقوى والخير.
وشهر رمضان تتضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنات وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات , فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار كما أن من أهم وأبرز مقاصده وغاياته هي تقوى الله تعالى التي تدخل في كافة تفاصيل حياة الصائم الذي يكون نومه عبادة وأنفاسه تسبيحا ودعاؤه مستجابا فالصوم يحقق التقوى في حياة الإنسان ويرسم لها مسارها ويحدد مسيرها ومصيرها لينعم الصائم بفيوضات الرحمة الإلهية والجود السماوي لينال السعادة في الدنيا والفوز العظيم بالآخرة.
كما أن الصوم ليس مجرد امتناع عن المفطرات فقط فهو مدرسة تربوية يتعلم فيه الصائم أشياء كثيرة منها الصبر والكرم والعمل وتعهد الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصائمين كما أن شهر رمضان ليس كما يظن البعض شهر خمول ونوم وكسل لكنه شهر عبادة وعمل, لذا ينبغي لنا أن نستقبله بما يليق به من تكريم كونه شهر اختاره الله لفريضة الصيام ونزل فيه القرآن لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات كما انه فرصة عظيمة للدخول في حالة من السكينة تقل فيها الحاجة الى الصخب وتنعدم الرغبة في اللهو باعتبارها حالة داخلية للإحساس بالصلح مع النفس والدنيا واقتناع بوجوب العودة إلى الله والتكثيف من أداء العبادات.
وما احوجنا في هذه الأيام إلى الاعتصام بحبل الله جميعا حيث تكون البداية مع شهر رمضان بتنقية الأجواء بيننا ونبذ الخلافات والعودة إلى جادة الصواب وتهذيب النفوس واستغلال فرصة حلول هذا الشهر الكريم الذي به من النفحات الربانية ما يجعلنا نساعد أنفسنا على التقويم والتخلص من كل ما هو ذميم بل والتمسك بكل ما نحمله بين خلجات صدورنا من ود وتراحم للعودة إلى وحدة الصف تحت لواء الوطن لا فرق بيننا فجميعنا شركاء في الوطن ومسؤولية بنائه وإخراجه مما هو فيه تقع على جميع أبنائه المخلصين ولابد علينا من الإكثار من الدعاء ونبتهل الى الله تعالى ان يتقبل صيامنا وقيامنا ويحفظ اليمن ويجنبها الشرور وكيد المعتدين وأن تخرج من هذه المحنة قوية وموحدة .
قد يعجبك ايضا