صخرة الخذالي .. جمال وشموخ رغم عدوان آل سعود

كثيرةَ هي الصور التي تبثْها القنوات اليمنية -على اختلافها- لصخرة الخذالي التي تْدهشْ كْلِ من يراها ويْمعنْ النظرِ في ذلك المْجسم الطبيعي الذي يسلب الألباب ويدفع الكثير من اليمنيين قبل السياح للافتتان به وتكرار زيارته, ليس لشكله الجميل النادر فقط,ولكن لجمال وندرة موقعه أيضاٍ.

إذú تقع صخرة الخذالي على ارتفاع حوالي ثلاثة ألف وخمسمائة متر فوق مستوى سطح البحر حسب إفادات بعض سْكان المنطقة من الدارسين والمتعلمين, وقد تمِ شقْها أثناء شق الطريق المؤدي إلى مركز محافظة حجة الباسلة,والتي تمرْ من أعالي جبال عيال يزيد وجبال الأشمور وجبال كْحلان عفار نحو وادي
شرس مروراٍ بشلال عين علي الشهير.
ومؤخراٍ عرفها العالِم واليمنيون أكثر وبشكل أشد مرارةٍ بعد الاعتداء على المنطقة من قبل العدوان السعودي الأمريكي الذي يستهدف كل جميل في بلادنا وفي المقدمة المناطق الأثرية.
* * *

وهذه الصخرة الواقعة بالقْرب من حْصن كحلان عفار أو كما كان يْسمى في بعض كْتب التاريخ حصن تاج الدين تمِ إبرازها من خلال الجبل الذي مرت به الطريق, حيث تم فصلها عن أصل الجبل لتبقى بارزةٍ للعيان بشكلُ مهيبُ يوحي بعظمة التضاريس اليمنية ويْفسح المجال لمن يمر بهذا الطريق للوقوف عند هذا المعúلِم السياحي الطبيعي من أجل الاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتميز بها المنطقة, فضلاٍ عن التفكْر بقدرة الإنسان اليمني على صْنúع تْحفُ فريدة من أصل الصخر.
ونحن في منطقة القمة التي تعلو منطقة الخذالي قيلِ لنا سترون أمامكم عجبا, فأسرعنا الخْطى نحو الخذالي لنرى ما قيل لنا ولنشاهد عن كثب ذلك المعúلِم السياحي البديع الذي طالما رأيناهْ عبر القنوات الفضائية والصور السياحية وتمنينا زيارته.. من على مشارف الخذالي بدأنا نهبط رويداٍ رويداٍ ونحن لا نرى سوى حصن كحلان عفار الذي صافحتهْ أعيْنْنا ونحن لم نزل أعلى منطقة الخذالي ومنطقة القمة التي يعتبرها الكثير قمة تلك السلاسل الجبلية المنيعة.
حين شاهدنا حصن كحلان عفار لم نكن قد شاهدنا بعدْ صخرة الخذالي رغم أننا بدأنا فعلاٍ بالولوج في منطقة الخذالي,لأن الحصن أعلى منها وأكثر شموخاٍ,بينما الصخرة على جانب الطريق المؤدي إلى حصن وسوق كحلان وإلى مركز محافظة حجة أيضاٍ. والطريق جبليَ مخيف لوقوعه على شاهقُ تكاد الأفئدة ترتجف هلعاٍ وخوفاٍ من الإطلالة على القعر السحيق الذي تطلْ عليه صخرة الخذالي,فضلاٍ عن الخوف الذي يكسو الوجوه من احتمال انحدار بعض الحجارة على الطريق وعلى من يقف عند هذه الصخرة للاستمتاع بذلك الجمال الرباني.
ومع أن المخاطر التي تحفْ هذا المعلم السياحي كثيرة إلا أن المرتادين أكثر لأنهْ يستهوي الزائرين وعْشاق المغامرة, ومن يقف عندهْ لا ينسى تلك المناظر الخلابة والقعر السحيق الذي يتراءى لمن يقف ويدهْ على قلبه جوار تلك الصخرة البديعة.
ما يلاحظه الزائر لصخرة الخذالي تزاحم الناس الذين يرتادون المنطقة للزيارة والاستمتاع بهذا المعلم السياحي البديع وما يطل عليه من مناظر طبيعية خلابة,لكن مع انعدامُ تام لأهم المقومات السياحية,حيث لا يجد المرء حتى بوفية صغيرة أو بقالة فضلاٍ عن منتجع أو منتزه متكامل الخدمات الأساسية.. وهذا مايدفع الناس لسرعة مغادرة هذا المكان,وفي الوقت نفسه لا يستفيد أهل المنطقة منه كما يؤِمل, لأن المفترض أن يْبنى عليه بعض المرافق السياحية التي تخدم الزائرين وأهالي المنطقة على حِدُ سواء.
من أجمل ما يمكن مشاهدته عند الصخرة هو الأطفال من أهل المنطقة الذين تجهز لهم أْمهاتهم (باغات) أكياس بلاستيكية صغيرة مْعبأة بــ(الصعتر) أو كما يْسميه البعض (زعتر) الذي يستخدمهْ اليمنيون في الكثير من الأغراض الطبية والخلطات العطرية, ويمكن للزائر أن يشاهد معظم بيوت المنطقة وقد فْرشِتú سطوحها بكميات من الصعتر الذي يقوم السْكان بتجفيفه ومن ثم بيعه لمرتادي صخرة الخذالي أو المارة الذين يقطعون المنطقة بسياراتهم في طريق ذهابهم أو عودتهم من وإلى مدينة حجة.
إضافة إلى ذلك يمكن أن نحسب للدولة حسنة شق هذا الطريق البديع واستبقاء هذه الصخرة التي زينت المنطقة وأعطتها نكهة خاصة,وجعلت منها مزاراٍ فريداٍ,إلى جانب السلالم التي بْنيِتú حولها فزادتها جمالاٍ إلى جمالها,وأضفتú عليها لمسات جمالية سياحية بديعة.
ومن جميل ما أبدِعِهْ الخالقْ عز وجل في المنطقة نمو الأشجار في صْم الصخر المحيط بصخرة الخذالي والمنطقة المجاورة,وهو ما يستهوي الزائرين والمارة ويدفعهم للوقوف والتريْث عنده لالتقاط بعض الصور التذكارية والصور السياحية لتلك الأشجار التي تؤكد عظمة الخالق المولى.
وكم هي جميلةَ تلك اللحظات التي يقضيها المرءْ بالقْرب من صخرة الخذالي,ويْمتعْ ناظريه بما جاورها من مناظر بديعة وأغوارُ سحيقة وأفْقُ واسع.. وعندها فقط لا يسعهْ إلا أنú يقف مزهواٍ بهذه البيئة والطبيعة والأرض التي ينتمي إليها ويرفع يديه نحو السماء مْبتِهلاٍ إلى الله عزِ وجلِ أنú يحفظ لْهْ هذا الوطن الذي ينعم الجميع بخيراته.

قد يعجبك ايضا