المملكة “الداعشية”

مملكة «داعش»
يقول مولانا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة «قيمة المرء فيما يحسنه»º فأين دور المثقفين وفيما أحسنوا إلى الله ثم ماذا فعلوا للناس ولأوطانهم التي هي اليوم في أمس الحاجة إليهم الذين ما أكثرهم عددٍا وامتلأت بهم الأرض ولكن قلِ الناصر منهم أين هم أيضٍا علماؤنا وباحثونا لا نجدهم في القنوات الفضائية يتحدثون بمنهجية علمية ولا نقول بغير ذلك عن مساوئ هذه الطامة الكبرى «جارة السوء» لماذا لا نقرأ لهم في صفحات الجرائد والمجلات الكتابات والتحليلات والقراءات البحثية ويسطرون بأقلامهم عن هذه المخسوفة الهلامية «مملكة آل سعود» الحاضنة القمئة للدواعش في العالم والتمكين من المعلومات التي يعرفونها عن التاريخ المعتم للمملكة التي فتنت العالم بأموالها وسخرته في تفكيك أوصاله وزعزعة أمنه واستقرارهº فهذه المملكة الداعشية تحتاج إلى قوة حق يردعها ويوضح للعالم خطر فكرها العقيم لذا لم أجد مثقفٍا جريئٍا وبطلٍا حقيقيٍا ورجلٍا صادقاٍ مع الله ومع الناس كرار غير فرار دائمٍا وثابتٍا على مواقفه غير الشاب العالم الورع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي قال ذات يوم: «إن من عجائب أمر التكفيريين أنهم لا يرون كفر أمريكا ولا كفر إسرائيل الكافرون عندهم فقط هم الشيعة وبعض من السنة أما الأمريكيون والإسرائيليون فهم أبرار في نظرهم ليس لديهم أي كفر أبداٍ أولئك التكفيريون الذين هم أداة طيعة وخدومة ومخلصة في يد أمريكا وإسرائيل ولصالح المشروع الأجنبي في ضرب الأمة الإسلامية التكفيريون الذين يقومون بدورُ أساس في ضرب الأمة من الداخل في تفريقها من الداخل في إضعافها من الداخل في استنزاف قدراتها وطاقاتها من الداخل في إلهائها عن قضاياها الكبرى ومسؤولياتها المهمة».
الحداثة الصابونية
أكمل: لا أدري لماذا المثقفون وما أكثرهم لا يكتبون عن الخلفية الثقافية لهؤلاء التكفيريين ويبينون للناس البسطاء الذين يعولون عليهم كثيرٍا في الكشف والصدع بالحق للناس وأن يسموا الأشياء بمسمياتها لا أدري لماذا هذا البخل والشح العجيب في كونهم مثقفين لا يكتبون ويعرون حقيقة هؤلاء المجرمين¿ أيخافون منهم مثلا¿ أم أن الارتماء في أحضان السلط السابقة يجعلهم يتوارون عن الكتابة العلمية كما يكتبون عن السلطة في المناسبات وفي غير المناسبات ويمتدحونها حتى يكاد القارئ يشعر من كتاباتهم وتناولاتهم أن الحكام لم يخلق الله مثلهم في البلاد وان عاثوا في الأرض الفساد وأنهم منزهون وعظماء حتى أصبحوا آلهة والعياذ بالله هذه هي الحقيقة اليوم واليمن يتعرض لمؤامرة كبيرة من «خوارج العصر» لماذا لا يكتب أصحاب «الحداثة الصابونية» عن تاريخ هذه المملكة وخطر «آل سعود» وعقيدتهم الوهابية التي ملأت الأرض جورٍا وظلمٍا الذين يكفرون كل شيء ويرتكبون المجازر¿ هل المثقف غير مصدق حتى الآن أن هؤلاء تجاوزوا الشيطان الرجيم واليهود في يهودتهم وشيطنتهم¿ هل المثقف الحقيقي هو الذي يقول الحق ولا يبالي من أحد أم أنه مجرد «طبل مناسبات» وكاتب ينتظر حتى يستلم المكافأة فيكتب ما شاء له «المانح» أن يكتب وبدون انتظار بل ذهب البعض أن يخرج المؤلفات والكتب التي تمتلئ بها المكتبات في الزعماء¿ ما هذا المثقف الذي انتظرناه سنين ليخرج لنا بأعجاز نخل خاوية¿ أين هو المثقف الذي تمكن من كل أدوات الكتابة العلمية والثقافية لا يفصح عن القضايا التي يعاني منها الوطن ويكابد مرارتها الشباب¿ هل هو نتيجة لنقص في الجانب القرآني والديني والروحي أم سكوت المثقف لأغراض في نفس يعقوب¿.
الفلاحة المصرية
منذ مدة قصيرة كنت في زيارة الصديق القدير والشخصية الوطنية الأستاذ محمد أحمد الرعديº فأهداني في منزله كتابٍا قيمٍا وجميلٍا عنوانه «رسائل إلى ابنتي» مؤلفته الدكتورة نعمات أحمد فؤاد من مصر وهو الكتاب الفائز بجائزة اليونسكو في المجال التربوي ومن عناوينه الكثيرة اخترت لكم موضوعٍا متواضعٍا لكنه أعجبني وعنوانه «الفلاحة المصرية» وأثناء قراءتي له جعلت بيني وبين نفسي أقارن وضع «الفلاحة المصرية» في مصر بحالة «الفلاحة الصعدية» في اليمن من الناحية المعيشية والثقافية لأن الموضوع كما ترون يتشابه وظيفيٍا إلى حد كبير في الدور بين المرأتين اليمنية والمصرية كما ذكرني العنوان أيضٍا ببحث انثروبولوجي في العمل التعاوني نالت بموجبه الدكتورة المرحومة رؤوفة حسن الشرقي على درجة الماجستير من فرنسا أعود إلى المقارنة السابقة مع الاختلاف في الظروف المعيشية والجغرافية لكن المهمة الاجتماعية لكلتا الفتاتين المصرية واليمنية مهمة واحدة إنسانية وثقافية وتربوية ومعيشية واقتصادية وأخيرٍا هي وظيفة تعتمد عليها الفلاحة أيٍا كانت كمصدر رزق وحيد لكن في المقابل يجدر ذكر بعض الفروق بين الفلاحة المصرية والفلاحة اليمنيةº فالفلاحة المصرية ظفرت بمن يتحدث ويعبر عنها ويكتب سواء في وسائل الإعلام أو من خلال إقامة المعارض التشكيلية التي تستعرض صورة المرأة في الحقل أو بالتأليف في أعمال إبداعية روائية.
الفلاحة الصعدية
أتابع: كما حظيت الفلاحة المصرية بالاهتمام أيضٍا من خلال إقامة العروض الفنية في المسرح أو من خلال إحياء المهرجانات والمعارض التي تبين جهود الفلاحة إلى جانب أخيها الرجل أو بإنتاج الفيلم الذي يصور واقع الفلاحة وبأسها في تحمل مسؤولية الأسرة وتعليم أبنائها ومن ذلك ما يكتبه الأديب في قصته أو عمله الروائي ولعل الكتاب الذين بين يدي «رسائل إلى ابنتي» وهو واحد من تلك الاهتمامات أكبر دليل على ذلك بينما «الفلاحة الصعدية» في اليمن لم تلق من ينقل هواجسها ومعاناتها طيلة الحروب العدوانية الست وما لاقته من حروب ست عدوانية بربرية وويلات ولا تزال تواجه الحرب الضروس حتى اللحظة كل تلك المآسي السابقة والراهنة لم نجد كاتبٍا أو أديبٍا أو روائيا أو مسرحيٍا أو إعلاميا أو صحافيا يرصد معاناتها أو يسجل ويوثق ولو حالة واحدة من آلاف الحالات التي عاشت سنوات القصف والعدوان الذي تواجهه سواء ما واجهته في الأمس أو الذي تواجهه ثانية اليوم وهي ذات الشخصيات العدوانية القديمة والحالية الجديدة وهي ذات الأدوات العميلة التي شنت حربٍا على صعدة وتتآمر اليوم على الوطن بأكمله من داخله ومن خارجه الذين لا زالوا يتسكعون في أزقة الرياض.
حكايات الحروب
أكمل: قبل سطور كنت أتساءل لماذا لم يتم التوثيق والتسجيل لسنوات حرجة من تاريخ المرأة اليمنية وتحديدٍا حال «الفلاحة الصعدية» في صعدة السلام وبالتالي هل في الموضوع المشار إليه من عناصر التدوين الأدبي والثقافي والإنساني الكافي ما يستحق أو ما يستوجب التأمل في أوضاع المرأة المأساوي¿ الجواب بالطبع نعم والقول بيانٍا لأن من هذه الأمهات من فقدت ابنٍا أو أخٍا أو زوجٍا أو بنتٍا ومنهن من فقدت أطرافها أو من أصيبت بالشلل الذي أقعدها في حركتها بسبب الألغام التي زرعت لتحصد ما تبقى من حياة هؤلاء لتعيش وحيدة في بيتها وتركت أرضها لا تدري أتعول نفسها أم عائلتها الصغيرة أم تحرس أرضٍا لطالما نمت وترعرعت فيها منذ لحظة ميلادها إذٍا لا جدال في كتابة حياة المرأة الصعدية حتى لتجد أن الصعدية التي أنهكتها الحروب الظالمة لم تحظ ولو بمقالة واحدة في هذه الصحيفة أو المجلة تلك رغم ما تحملته من الشدائد وصبرت طويلٍا على فقدان الزوج والأبناء والأهل والى الأبد ورغم كل ما واجهته من عذابات بينما الفلاحة المصرية التي تعتبر كذلك اختٍا للفلاحة اليمنية لقيت نفسها في الكتاب المذكور حتى ولو بمقالٍة واحدة فعرف الناس ظروفها وانتقلت إلى أوسع مكان ومن خلال ذلك نقل الكتاب صورة حية وصادقة وأمينة عن ظروف الفلاحة المصرية في تربية الأبناء وخدمة اسرتها ورعايتها وفلاحة الأرض والاهتمام بها رغم عدم جواز مقارنة ظروف الفلاحة المصرية المترفة بأجواء هادئة ورغدة مع ظروف الفلاحة الصعدية اليمنية القاسية والقاهرة جدٍا والصابرة بأي حال من الأحوالº لتفوز تلك المقالة بالجائزة.
صوفية «أغادير»
الله ما كان أجمل كل لحظة من أيام الدراسة في المغرب حين كنت طالبٍا فيهاº فخلال سنوات البحث العلمي السيسيولوجي والأنثروبولوجي وتحديدٍا في الرباط كنت قد التقيت بالأديبة العاشقة لليمن الشاعرة فاطمة انفلوس البوعناني في منتديات الرباط الثقافية وتابعتها وهي تحلق سحرٍا أدبيٍا بلون الكتابة والمقالات في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية واستمعت إليها وقرأت لها نصوصٍا وشاهدتها وهي تقدم الشعراء من المشرق والمغرب في الفعاليات الطلابية المغربية ووجدتها مدونة في صفحات الويب وباحثة وقارئة وشاعرة لنصوصها الشعرية صوتَ وقبل سنوات علمت أنها قررت أن تغادر مكان طفولتها «أغادير» المغربية المعروفة بسحرها الأخاذ لتستقر رحلتها الثقافية أخيرٍا في ألمانيا وأصبحت تمثل الجالية العربية من طلاب وطالبات المشرق والمغرب في ذلك البلد الأوروبي المسمى ألمانيا ورغم هذا الانشغال الدؤوب في دراستها للأدب الفرنسي والألماني والمواظبة على الكتابة والشعر والنشر بتلك اللغات إلى جانب نشاطها الجمعويº فإنها قررت بعد طول انتظار أن تخرج ذلك المخزون الشعري الرومانسي المتصوف لأكون أنا من أوائل من تبشر بمولودها الديوان المسمى «قاب قوسين وأدنو» وقد ظهر بنصوصه الممرغة بلذة المكان وفلسفتها الصوفية الغائرة في أمواج الغربة فتهانينا الطيبة للأستاذة الأديبة فاطمة البوعناني من يمن الإيمان والحكمة.
شهادة المحطوري
في الشهر الفضيل 17 رمضان 1435هـ 15/7/2014م تفضل الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الحسني بكتابة هذا التقريظ الذي كنت قد طلبت منه لكتابي الجديد “بريد الثورة” لكن اخي الدكتور المرتضى صار “شهيد المحراب” إلى جوار ربه قبل أن يخرج الكتاب وتقريظه الذي اعتبره وسامٍا في صدري وفؤادي وهو الذي لا زلت محتفظٍا به وهكذا قال: بينما تراه في داود والجامع الكبير إذا به يقفز إلى واشنطن وجنيف سويسرا وغرب الأطلسي وسوريا المقاومة وطنجة المغربية وقاهرة المعز وأديس أبابا الحبشة وصعدة السلام وحينما تراه ينقل ترانيم مساجد صنعاء القديمة إذا به ينقلك إلى عالم الشبكة العالمية ومصطلحاتها التي نجهلها كثيرٍا ذلك هو السيد عبد الرحمن بن علي بن محمد الكبسي حرسه اللٍه تعالى مذ أن قابلني أول مرة لمحت فيه النشاط والحركة الدؤوبة والذكاءº فتمنيت لو أن هذا الرجل من رجال الأزهار والبحر الزخار ليذكرني بعمالقة أسرته آل الكبسيº لكن عبد الرحمن بمقياس انهيار العلم والقيم والهمم يعتبر عصاميٍا متوثبٍا تراه حاضرٍا في شؤون الناس وفي ملاحقة قضاياهم ناقدٍا محللٍا قارئٍا قضايا الساعة من الدرجة الأولى وعنده قدرة عجيبة على تقييد الأحداث وذاكرة ذهبية لالتقاط الوقائع ونتائجها ورجالها فما أشبهه بالهدهد الذي اكتشف مملكة سبأ وجاء إلى سليمان عليه السلام مفتخرٍا بعلمه «وجئتك من سبأُ بنبأُ يقين».
المحطوري مربيٍا
أكمل: ما كتبه المربي المرتضى رحمه الله: وقد أعجبني في السيد عبد الرحمن وفقه اللٍه الصدق والصراحة والوفاء والاعتراف لأهل الفضل بفضيلتهم فقد صان اللٍه قلبه الطاهر من رذيلة الحسد وغمط الناس في حين أنه لا يهادن ولا يجامل ولا يتهيب من قول الحق وقد أنجز وفقه اللٍه تعالى مشروعٍا في غاية الأهمية وسيكون له أثر محمود ألا وهو المقابلات مع العلماء ومنهم كاتب السطور وتوثيق ذلك بكاميرا صغيرة فعالة أجاد اختيارها وهاهم بعض الأفذاذ قد سكتوا عن الكلام كالوالد المنصور فدته نفسي وبعضهم لقي اللٍه تعالى كالوالد محمد الكبسي ومن العجب الملحوظ على هذا الصحفي البارع المتفنن المتعدد المواهب تواضعه الجم ودقة مواعيده وسرعة انتهاز الفرص وبالمناسبة لقد كانت والدتي عندي في زيارة علاجية فزارني بمكتبتي وهي حاضرة فقلت: يا عبد الرحمن هذه والدتك والدتي وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب لكنها مدرسة طبيعية للكرم والأخلاق والبساطة والوفاء والخير والصدقº فانبرى فتحدث معها فورٍا وبيده الكاميراº فإذا به ينسجم ويفهم لهجتها لمدة ساعتينº فقلت في نفسي إن عبد الرحمن فوق احترافه الصحافة طبيب نفسي يعرف بسرعةُ نفسية من يخاطبه ويصل إلى أعماقه ويستخرج أسراره دون خوف عليها من الضياع أو التشهير لأنها في حوزة إنسان محترم أحسن والداه تربيته وأوصلته عصاميته إلى موقع الإنسان المحبوب الذي لا يٍملْ أو بالأحرى في من يصدق عليهم قول جده المصطفى صلى اللٍه عليه وعلى آله: «المؤمن هين لين يألف ويؤلف» حقٍا إن قلبٍا ينبض بحب الناس ويخالطهم همومهم ويشاركهم أشجانهم لقلب سليم وهكذا يا عبد الرحمن وقد حملني على هذا الفضول محبتي لكº ولأنك من محبي العلم والعلماء ومن الملازمين للجامع الكبير وفقنا اللٍه تعالى وإياك لما يحب ويرضى وأصلح لك دنياك وآخرتك.
الطفرة العنكبوتية
هذه الطفرة العنكبوتية بمثابة تهميش بقصد أو بدون قصد وإلغاء لملتقيات الدكة الجامعية والمدرسية والمكتبات العامة ليغادر ساعي البريد بحيويته كعنوان لبهجة الحياة ويترب الكتاب الورقي ويتنحى الدفتر والقلم والحقيبة ليصبح كل شيء محصورٍا في نطاق الشاشة وبؤرة الويب كام (أي كاميرا الويب) لتصبح علاقة الناس بالناس في النهاية مجرد رموز وأيقونات وثيمات متلازمة واختصارات في الحروف ذات أشكال صاخبة متمردة وراكدةº كتعبير عن التحية ورد التحية بأقزم وأعجم منها وليس بأحسن منها أو مثلها كما جاء في الحديث النبوي الشريف وتبادل اللقاءات والمناسبات لتفصح هذه العتمة «الغوانتاناموية» عن لوحة تجريدية مائلة وماثلة لهذا العصر ولهيئته لينبئنا كما أتوقع بميلاد وظهور فرع وعلم جديد اسمه سيسيولوجيا الويب أو علم اجتماع الويب ليدرس ظواهر الويب الاجتماعية وهذا الانبطاح تحت وطأة ثقافة القهرتكنولوجي في وسط مادي شاحب يرنو إلى رقمنة العلاقات وتعرية وكشف الخصوصيات وزيادة حلق ربطة عنق الإنسان ضد أخيه الإنسان.
اللجنة الثورية
لو فعلتها اللجنة الثورية المباركة في حق أهل هذه القضية وسعت بأقصى ما يمكن إلى حلها الآن وأصلحت ذات البين لكان خيرٍا عظيمٍا للجميع وأعتقد أن مثل هذه القضايا وبالذات في هذا التوقيت تعتبر من مسؤولية الجميع مشتركين: مشايخ ووجاهات وعقلاء بالتعاون مع اللجنة الثورية كون الأخيرة الجهة القادرة على بسط قوتها وفرض النظام والقانون أو تحكيم الأعراف القبلية وأعتقد أن اللجنة الثورية لو سارعت اليوم قبل الغد إلى إيقاف الخلاف الدائر الآن فلن ينسى لها التاريخ أبدٍا ففي مديرية بني شداد في خولان الطيال بمحافظة صنعاء نشب خلاف قبلي بسبب نزاع حول «طريق» وأصحاب هذا النزاع هما طرفان وهما بدنتان الأولى: من بني سرحان والثانية: من بني مسعود وقد أسفر هذا النزاع المؤسف الذي لم يمض عليه سوى ستين يومٍا تقريبٍا إلى وقوع قتيلين وأربعة جرحى هم من بدنة: بني سرحان وفي بدنة بني مسعود من الجهة الأخرى: أصيب منهم ثلاثة بجروح والوساطة التي نتمنى لها الشروع فورٍا في القضية ستمنع أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة تكون سببٍا في زيادة فتيل التوتر خاصة وأن الطرفين المتنازعين حسبما علمت من القاضي عبد الحميد دلهام هما أصهار وأقرباء في الأصل وهذا ما يجعل فرص التوصل إلى تهدئة وحقن للدماء ممكنة وكبيرة لذا نقول لن يطفئ نار الفتنة أو يحل مشكلة الخلاف من الجذور ويستأصل جذوتها إلا أهل العزم من الرجال الأوفياء وأهل الخير وكل من يسعى بصدق وإخلاص للإصلاح بين الناس والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
شجرة القات
يسأل بعض الناس عن الوجه الشرعي لتناول شجرة القات وهل هناك مستند شرعي من القرآن أو الحديث النبوي يمنع تناوله خاصة إذا كان سببٍا في إعلال الصحة وتضييع الوقت والجواب كما وردنا من العلامة عبد الله أحسن الراعي ما يلي: المعلوم شرعٍا والمتفق عليه أن التحليل والتحريم مرجعهما المشرع ولا يكون إلا بدليل قطعي غير محتمل كما هو مذكور بمضانه (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) سورة النحل:116 ثم إن الحكم يكون إن وجدت العلة وإلا بقي على أصله النفي وهذا مسلمº وعلى هذا فغرس أو بيع أو تناول شجرة القات من المباح والمعفو عنه لقوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) سورة البقرة: 29 والمعلوم أن لفظة (ما) للعموم فشملت كل ما حوى كوكب الأرض إلا ما خصه الدليل ولذا نجد أكثر من آية حينما تولد الكم العام وتخرج منه أشياء تخصصه بأحد المخصصات كقوله (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرمٍا على طعام يطعمه إلا أن يكون ميتة) سورة الأنعام: 145 ولذا ذم الله قومٍا من ثقيف وبني عامر بن صعصعة وخزاعة وغيرهم حينما حرموا على أنفسهم من الزروع والأنعام فنزل قوله تعالى (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبٍا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) سورة البقرة: 168 أي أن تحريمكم ما تم من دون دليل وقال (كلوا من طيبات ما رزقناكم) الطيب الحلالº فإن قيل القات محرم لأنه من المسكرات قلنا دعوى غير موفقة فعلة تحريم الخمر وما شاكله لأجل علة الإسكار وهذه العلة قطعٍا غير موجودة بالقات.
الإيجابيات والسلبيات
يواصل القاضي الراعي الجواب موضحٍا أن علة الإسكار غير موجودة بدليل قوله: ماهو مشاهد بالعيان لكثير ممن يتناوله فيزاول أشق الأعمال بالأبنية المرتفعة مع سلامة عقله وتصرفاته فإن قيل هو من الخبائث لقول الله (ويحرم عليهم الخبائث) قلنا لا نسلم فلفظة الخبيث محتملة والدليل إذا طرقه الاحتمال بطل الاستدلال به ولذا جاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما رواه مسلم عن ابن عباس وغيره المعنى: أرسل الله رسوله إلى العرب وهم يحلون أشياء ويحرمون أشياء فسن لهم الحلال وحرم ثم قال في آخر الحديث (وما سكت عنه فاعفوا) ثم تلا (قل لا أجد فيما أوحي الي)º فإن قالوا له مضار متعددة اجتماعية واقتصادية ومادية وصحية قلنا: أما حله وإباحته فمقطوع بذلك وأما ما ذكرتم فيعود إلى قاعدة تختلف فيها المصالح المرسلة أو المنع لعارض آخر كأكل الميتة للمضطر وتحريم الحلال لمن يهلكه وكم من نعمة تمنع عن بعض لأمر عارض كالدهنيات لمن به داء الشرايين والحلويات لمن به داء السكر وهكذاº فإذاٍ يدور الحكم بدوران العلة نفيٍا وإثباتٍا والموضوع ظاهر بل قد يقال له إيجابيات وسلبيات فيمكن معالجة السلبيات وإبقاء الإيجابيات للمنفعة وكم من إمام عالم وتقي ومجتهد وراكع وساجد يتناوله بلا حرج وهم أعظم الناس معرفة بالله وبالحلال والحرام وهم مراجعنا عند الاختلاف إنما هو للضرر لا لعين القات وكذا الإسراف والتبذير فممنوع بأدلة أخرى معلومة وفقنا الله إلى كل خير وجنبنا ما يوجب سخطه وصلى الله على محمد وآله.
لقطات مستعجلة
يقوم البعض من التكفيريين والمجرمين وعصابات من حزب الإصلاح ومن بقايا القمامات المجتمعية بأعمال كسر وتحطيم لشبكات المياه في بعض المساجد في أنحاء متفرقة من حي الصافية وما جاورهاº فهؤلاء قاموا مؤخرٍا بتفريغ مياه بعض المساجد التي تعرضت لمثل هذه الجرائم بسرقة الحنفيات وتكسيرها وتركوا المياه تسيح في المجاري وحتى اللحظة لم يكشف النقاب عن هؤلاء ولم يجر التحقيق في هذه الجرائم.
بعض عقال الحارات من يتسلمون مخصص الغاز ويبيعون سعر الاسطوانة بـ(1900ريال) كما يقومون بتوزيع المخصص في أوقات الليل وقد نبهنا أولاٍ إلى وجود زيادة غير مبررة وإلى خطورة توزيع الكمية في الليلº فالأطفال والنساء قد يتعرضون لمأساة أو فاجعة كبيرة من قبل المغرضين أو من لهم شأن حقير من الحاقدين على الوطن وقد يحدث أيضٍا لا سمح الله شيء وفي ظل مثل هذه الأوضاع الدامية من الطائرات المعادية فتضرب هذا التجمع السكاني بما هم فيه من الصخب واللغب والعجيب أن المحسوبين من “أنصار الله” لا يحركون ساكنٍا بل لا يتفرغون حتى لمجرد الرد والتوضيح وكأن في توزيع “الغاز” ليلٍا للأهالي وغير الأهالي فيه فوائد كثيرة ومآرب عديدة ولا يهم مصلحة الناس ولا حياتهم.

قد يعجبك ايضا