ليلة إصدار العدد الأول دارت معارك حول اسم الملحق مع رئيس التحرير

> الأستاذ الرعوي أصر على هذا الاسم ولم نعرف أبعاد ذلك إلا بعد أسابيع

* الاحتفال بمناسبة الذكرى العاشرة لإصدار ملحق “قضايا وناس” لا يمكن أن تمر أو نحتفل دون أن يكون قائد كتيبة ومحرري الملحق حاضراٍ في قلوبنا وبجوارنا الأخ الزميل عبدالوهاب مزارعة مشرف الملحق السابق ومدير إدارة الثورة موبايل حالياٍ.. الزميل مزارعة وباعتباره أول من تِحمل أعباء تأسيس الملحق ويعرف تفاصيل كثيرة عن هذا الملحق الذي نحتفي به اليوم بمناسبة مرور عقد كامل من الإصدار والإبداع.
الزميل مزارعة يتحدث في هذا الحوار عن كثير من المحطات ومراحل تطور هذا الملحق وما واجهه من صعوبات ومعوقات ومواقف طريفة ومزعجة.. وأيضاٍ ما دار خلف الكواليس قبل إصداره.. لن نطيل عليكم ونسهب في التفاصيل لنترككم في حصيلة هذا الحوار الذي أجريته أنا وائل شرحة مع الزميل الأستاذ عبدالوهاب مزارعة.. فإلى التفاصيل..

* في البداية لو تعطينا فكرة عن الملحق وكيف وصلتم إلى هذه الفكرة وقصة تسميته..¿
– ملحق “قضايا وناس” هو تطور لصفحة “قضايا وحوادث” التي توليت الإشراف عليها منذ نهاية العام 1997 خلفاٍ للزميل/ عبدالرحمن الكبسي الذي ذهب لدراسة الماجستير حينها وقد ظلت الصفحة حتى شهر إبريل من العام 2004م حين طلب مني رئيس التحرير – آن ذاك – الاستاذ علي ناجي الرعوي تطوير الصفحة إلى أربع صفحات تعنى بقضايا الحوادث والأمور المجتمعية ذات الصلة.
وفي الخامس من يونيو 2005م كانت الظروف قد حانت لتحويل الصفحات الأربع في داخل الصحيفة إلى ملحق منفصل من ثمان صفحات من القطع الكبير على غرار الملاحق التي تبنتها صحيفة الثورة في إطار تطوير العمل الصحفي مهنياٍ وتخصصياٍ ولإشباع رغبة القارئ في الحصول على المادة المتخصصة الملبية لاهتماماته.. وكذا الارتفاع بسقف الحريات الصحفية من داخل المؤسسة الأولى والرسمية في الجمهورية اليمنية.
أما تسمية الملحق “قضايا وناس” فأذكر ليلتها أننا تحاورنا كثيراٍ مع رئيس التحرير واختلفنا واتفقنا.. وفي الأخير قرر رئيس التحرير هذه التسمية “قضايا وناس” ولا أنكر أنني حينها وبعض الزملاء لم نتقبل التسمية وماهي إلا أسابيع قليلة حتى أدركت أبعاد هذه التسميه وفتحت الملحق على مصراعيه لمناقشة “قضايا الناس”.. وقد كتبت ذلك في الذكرى الخامسة لإصدار الملحق 2010 ممتناٍ للأستاذ/ رئيس التحرير على التسمية التي فتحت الآفاق لتناول كل ما يهم ويعنى بقضايا الناس من حريات وحقوق إنسانية وتوعوية قانونية ومرورية والتوعية بالسلامة والجوانب النفسية وغيرها.
* أريد أن تصف لي شعورك خلال إصدار العدد الأول من ملحق “قضايا وناس”..¿
– بإصدار العدد الأول من الملحق أصبحت أباٍ لولد ثالث إلى جانب طفلي محمد وهديل.. فابني الثالث “قضايا وناس” كلفني ثمناٍ.. فقد تخليت عن دراسة دبلوم الطفولة المبكرة عبر الانترنت في جامعة كندية ومن خلال المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وكنت الإعلامي الوحيد في المجموعة أذكر هنا أن الدكتورة/ نفيسة الجائفي أمين عام المجلس حينها حاولت معي كثيراٍ للاستمرار لكن التفرغ للعمل في الملحق وتطويره كان همي الأكبر.
* ما هي المراحل العامة التي مِر بها الملحق والفريق الذي عمل معك منذ ميلاده..¿
– منذ بداية العمل بالصفحات الأربع كان الزميل عبدالواسع الحمدي أكثر الزملاء رغبة في العمل معي.. ولا أنسى هنا الأستاذ كريش رائد القصة البوليسية في اليمن كما سماه الاستاذ والأديب محمد القعود في لقاء للملحق الثقافي.. فالأستاذ حسين كان كاتباٍ للقصة البوليسية قبل أن أتسلم الإشراف على الصفحة ثم الملحق.. وكانت كتاباته مقروءة ومحبوبة من الجمهور.
ومنذ نشأة الملحق تضافر الزملاء من الصحيفة وكتاب وصحفيون من خارجها لتقديم مواد متميزة وتطوير أفكار أو تقديم الجديد.
أذكر هنا الزميل محمد العزيزي الذي ترك العمل في صحيفة الوحدة لينضم لفريق الملحق .. وبعد فترة انتقل إلى الملحق السياحي وكانت مواده موجودة أسبوعياٍ في ملحق “قضايا وناس” الزميل عبدالناصر الهلالي, الذي كان يعمل مديراٍ لفرع الصحيفة في محافظة لحج وبدأ يوافيني بقصص خبرية عن جرائم وقعت في لحج أو عدن أو أبين بأسلوب قصصي أدبي رائع, وما هي إلا أشهر حتى اقترحت عليه الانضمام لإدارة التحقيقات في الصحيفة هنا في صنعاء, فكان ذلك واستمر تعاونه مع الملحق.
الزميل يحيى كرد, وأنا أسميه ابن الملحق , لأنه بدأ العمل الصحفي منه.
والأسماء كثيرة : إبراهيم الوادعي, نافع عبدالرقيب, بلقيس الحنش, معين حنش, فايز البخاري, معاذ القرشي, ومن خارج الصحيفة ممن بدأوا العمل معنا الزميل عبدالرحيم العقاب, كما أنني كنت حريصاٍ على استقطاب من لهم باع في الكتابة في هذا الجانب, مثل الأستاذ أحمد هايل, والأستاذ محمد حزام.
وبتطور الملحق كتب فيه الدكتور أحمد المعمري وصديقي الدكتور عبدالرحمن جارالله والكثير من المختصين في علم النفس والاجتماع والقانون, وكذا كتب للملحق الأستاذ هشام بازرعة وعبدالله النويرة وعبدالغني الوجيه, والأسماء كثيرة, بالنسبة للمراحل كما قلت لك سابقا انتقلنا من صفحة لأربع ثم لملحق منفصل لكن فترة السنوات الخمس الأولى تشكل ذروة العطاء ثم تراجع العمل الصحفي بشكل عام بسبب الأزمة المالية في الصحيفة في أواخر العام 2010م وتقلص الملحق إلى صفحتين لتأتي الأزمة السياسية وتؤثر على العمل الصحفي بشكل عام بيد أني أجد الزملاء بنفس الحماس للعمل والتطوير ويبدو ذلك من خلال المواد المنشورة حاليا وشهادة الكثير من خارج الصحيفة.
* كما قلت إن الملحق بدأ بصفحة ولكن بعد صدوره بشكل مستقل كيف كان تقييم هيئة التحرير له¿
– أعتقد أن من يجيب على هذا السؤال هم هيئة التحرير حتى أكون منصفا.
* هل سِببِ الملحق لكم وقيادة المؤسسة مشاكل وردود فعل¿
– نعم كان الملحق يثير قضايا مهمة وحساسة ويفتح ملفات فساد ويعنى بقضايا إنسانية لذلك لا يمر عدد إلا وهناك ردود وتفاعلات وتوضيحات وأحيانا استدعاء لرئيس التحرير والمشرف إلى نيابة الصحافة, لذلك حرصت أنا وزملائي على التحصن بـ”الحماية القانونية للصحفيين” والتحقنا بدورات تدريبية في هذا الجانب حتى لا نكتب ما يحسب علينا خطأ ونستدعى إلى نيابة الصحافة.
* هل كنت أحد قراء الملحق بعد صدوره وما هو شعورك¿
– نعم كنت أقرأ الملحق بعد صدوره خصوصا المواد التي أعجبتني أثناء مراجعتها أو المقالات كنت استمتع بقراءتها بعد النشر.. ولا يمر عدد إلا ونراجعه أنا وزملائي ونبحث ماذا سنقدم للقراء تطويراٍ ومتابعة المادة أو خبر نشرناه, كما أننا ننظر إلى هفواتنا وأخطائنا حتى لا نكررها.
* ما هي الصعوبات التي واجهتموها خلال العمل فيه¿
– المعلومة كانت ولا تزال أهم الصعوبات والمعوقات أما الجوانب المالية فلم نكن نرى أي صعوبة أو عرقلة في عدم توفرها أو قلتها.. بل إننا أحيانا ندفع من جيوبنا لتحسين وتطوير العمل.
أقول هذا رغم التعاون الذي شهدناه من وزارة الداخلية ممثلة بالزميل محمد الماوري الذي تعاون معنا لفترة طويلة بايصال المعلومات وتذليل الصعاب وخصوصا في فترة وزارة الدكتور رشاد العليمي ونائبه حينها مطهر رشاد المصري.
* ما تقييمك للملحق بعد أن سْلم لزملائك¿
– حين يكون الأساس متيناٍ لا تخشى شيئاٍ فزملائي وضعوا حجر الأساس معي وبنوا.. وحين أتى زملاء جدد للملحق كان الدرس مفهوما فمضوا على نفس النهج لذلك أقول إن الملحق سيستمر بنفس الحضور والأداء مع وجود فرص التطوير وحتى الآن لا زال قراؤه كما هم رغم الكثير من الظروف التي أعاقت تقديم العمل بشكل جيد.
* قلت قبل فترة إن لديك استعداداٍ للعودة والعمل بالملحق في حال عودة إصداره بـ(8) صفحات.. لماذا¿
– نعم عندي الاستعداد.. وقد عدت قبل فترة لكتابة عمود أسبوعي أواخر 2013م وبداية 2014م لسبب بسيط أنني أجدني في هذا الملحق.
* لماذا يعتبر البعض الملحق من الملاحق المميزة عن بقية الإصدارات الأخرى¿
– لأن مواضيعه دائما شيقة وتحاكي قضايا الناس ولجودة المادة المنشورة من الناحية المهنية التحريرية فمتى تراجعت هذه الأسس وبالذات المهنية سيتراجع الملحق ويغيب عنه قراؤه.
* كنت والزملاء جريئين في طرح مواضيع مما جعله أكثر اهتماما من الناس والصحف الأخرى.. لماذا¿
– نعم.. كنت وزملائي نطرق قضايا مجتمعية بجرأة أذكر هنا الزميل محمد العزيزي والزميل إبراهيم الوادعي والزميل فايز البخاري وغيرهم.. وكنا ليلة السبت نصل في حوارنا مع الأستاذ رئيس التحرير حد ارتفاع أصواتنا في النقاش نحن نحاول إقناعه بالمادة وهو “يتهيب” من نشر مواضيع تتعلق بجرائم الشرف وقضايا الفساد وغيرها بحجة أننا مجتمع محافظ وكان سلاحنا العمل الصحفي المهني.. فحين يتقدم زميلي محمد العزيزي بمادة يناقش قضية فساد معينة فإنه يحرص ونحرص جميعاٍ على استكمال المادة من جميع النواحي المهنية.
أما مدير التحرير حينها عبدالرحمن بجاش فكان يقول ذات العبارة “احنا مجتمع محافظ يا وهاب” فأرد عليه “محافظ وتحصل فيه كل هذه البلاوي” فيضحك ويقول لي ” أنت داري بعملك يا عبدالوهاب”.
كنا نتناول المواضيع الجريئة بمهنية ولغرض كسر حاجز الخوف في تناول مواضيع كهذه وأذكر أننا من أوائل من تناول قضايا التعايش مع مرض نقص المناعة البشرية “الايدز” وللزميل عبدالواسع الحمدي باع طويل في هذا الجانب.
وإلى جانب كسر حاجز الخوف كنا في الملحق لا نتناول هذه القضايا لهذا السبب فقط ولكن أيضا لتأسيس عمل مهني جريء يأتي من الصحيفة الرسمية والأولى في الجمهورية اليمنية.
* ما هو شعورك ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لإصداره¿
– أنا سعيد جدا بهذه المناسبة وستكون سعادتي أكثر طالما وْجدِ زملاء يحافظون على هذا الملحق وعلى العمل المهني ويسعون لعودة الملحق كاملا وتطويره وتحويله ما استطاعوا إلى مجلة أسبوعية لها حضورها القوي.

قد يعجبك ايضا