الفكر الصحراوي

مذكرات ملك
كنت في سنوات الدراسة وأنا في المغرب أتأمل في خطابات الملك الحسن الثانيº فإذا حلت مناسبة عيد العرشº تجد الناس ينتظرون خطابه بفارغ الصبر لأنه في هذا المناسبة كعادته يحمل لشعبه العزيز هكذا كان ينعته الكثير من المفاجآت من جملتها وأهمها أنه يفرج عن المساجين الذين عليهم غرامات أو ديات أو ما شابه وتتحمل الحكومة دفع ما عليهم من مبالغ لم يقدروا على دفعها ثم حين يعلن لهم الإعفاء من أعباء ضريبية أو رسوم كهرباء أو ما شابه ذلك فيخرج الناس وعلى وجوههم سعادة بالغة هذا ما حدثني به أصدقاء مغاربة ولا أدري عن حال ملكهم الجديد محمد السادس الذي كنت أسمع عنه وهو مازال وليٍا للعهد أوصاف كريمة تدل على شخصيته مثل أن الشارع المغربي كان يطلق عليه لقب “أبو الفقراء” لأنه اشتهر بحل قضايا الناس وبتقديم المساعدات للشباب المغربي وخاصة في مجال التوظيف ولا أدري ما لهذه الصفة من حقيقة على الواقع اليوم بعد أن أصبح ملكٍا لكنني استغرب دخوله في حلف الشيطان الذي شارك بجيشه في العدوان الظالم على أهل اليمن وهذا يذكرني بالمثل الصنعاني “يخرج من العود عودين: عودي لكرسي ختمة وعودي لمنداف يهودي” وهو يعلم أن أباه الحسن الثاني في كتابه “مذكرات ملك” كان يفاخر بأصله وفصله ويقول عن نفسه أنه يتحدر من شبه الجزيرة العربية وتحديدٍا من اليمن.
المكون المغربي
أكمل: ولذا كنت حين استقل تاكسي وأنا في الرباط أو الدار البيضاء أو مراكش أو طنجة أو أقابل شخصٍا أو التقي صديقٍا مغربيٍا ويسألني من أين أنت أيها الشريف فأقول له أنا من اليمن فيسر سرورٍا بالغٍا ويثني على أهل اليمن الذين خصهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأحاديث لا تجد لها مثيلٍا في أقوام آخرين حتى يكاد يعفيني من أجرة النقل وكنت أمتنع عن قبول مثل هذه الهدية ولذا فمثل هذه المعاملة الحسنة التي لم تكن معي فحسب بل كان يلمسها كافة اليمنيين الدارسين وغيرهم والسبب أن معظم مكونات سكان المغرب شمالٍا وجنوبٍا وشرقٍا غربٍا أصولهم ترجع إلى اليمن بما فيهم البربر ولا تزال مناطق في المغرب كـ “الخشاشنة” يذكر لي بعض من التقيتهم أن أصولهم يمنية ثم يقول السائق وأنا أصلي من اليمن لذا تجد أن معظم قادة الفتوحات القديمة التي سارت في انحاء الأندلس وتحديدٍا في اسبانيا كانوا من اليمن وتقول المدونات التاريخية أن جبلٍا مشهورٍا جرت فيه معارك في اسبانيا لا يزال حتى اليوم يعرف باسم “جبل كولنم” أي “جبل خولان” نسبة إلى الفاتحين الذين جاءوا من اليمن.
اللجان الثورية
اصبح هذا اللفظ المركب من كلمتين “لجنة ثورية” على كل لسان والخطأ الذي ينجم من العاملين تحت هذا المسمى يشار إليه بالبنان وتقوم القيامة ولا تقعد في حال التقصير لذا سنعمل سويٍا على تتبع الأخطاء التي ترتكبها اللجان الثورية التابعة لـ “س” من الناس أو “ص” من الناس ولن نتبوأ مقعد السكوت على الخطأ الذي أعاقº بل سنكون لمثل هؤلاء بالمرصاد وإننا بتوفيق الله فاعلون لكن بالمقابل ينبغي التوضيح والتبيان أننا لن نحكم على هؤلاء بأنهم فاشلون ولن نقول عنهم بأنهم منزهون من الخطأ في نفس الآن وليسوا معصومين من الوقوع في براثن الخطأ البشري ففي الأخير هؤلاء هم يؤدون أعمالٍا تطوعية في الأغلب الأعم لكن لتصويب السلوكيات علينا أن ننبه إليها لأننا بصدد أعداد من اللجان “المتحوثة” التي تتعمد الإساءة إلى المسيرة القرآنية وهؤلاء نعرفهم كما نعرف أبناءنا أما بالنسبة للغلط الذي يرتكبه المحسوبون على اللجان الثورية من الصادقين أو أشباه الصادقين نقول إن زلاتهم محسوبة بدقة ويتتبعها الكثير من الناس و” ينذقون” باللائمة عليهم ولا يفرقون بين الأدعياء “أشباه اللجان” وبين الصادقين “أهل المسيرة” الذين تعلموا وتشربوا العمل بحرفية ومهنية وصدق وإيمان مع الله ومع المسيرة القرآنية لكن بالمقابل ينبغي الإشارة إلى أن الغلطة الواحدة من اللجان الثورية تساوي “مائة غلطة” من غيرهم وإن كانت صغيرة وعلينا أن نكون يقظين تجاه اللجان التي تعمل على تنظيم حركة السيارات أمام محطات البترول خاصة في المناطق التي تقع في ضواحي صنعاء حيث يعبث هؤلاء بإطلاق الأعيرة النارية ولا من مجيب.
الحصبة المنكوبة
مازلنا نقول إن “الغلط مثمن” عند الناس إزاء أي خطأ يصدر من اللجان الثورية ونحن نعذرهم فكما يقال “صاحب الحاجة أعمى”º فإذا كانت اللجان هي أسمى من الوقوع في المهازل التي كانت ترتكب أيام “العفافشة و الأحمرية”º فالوضع اليوم اختلف تمامٍا وكل شيء بحساب الحصبة منطقة منكوبة تعيش بلا خدمات وفي رأيي أن هذه فرصة أخلاقية وإنسانية للجان بأن تتحمل مسؤوليتها بالتقاط هذا الخيط والإسراع في تلبية احتياجات الساكنةº والجهد لن يكلف أكثر من زيارات تشاورية وتفقدية للمنشأة والتنسيق معهم وكما يقال: “رعى الله الجميل وأهله”º لذا لا بد من النظر إلى الحصبة التي تعيش عصور ما قبل التاريخ فلا غاز ولا مياه ولا كهرباء ولا شيء من هذا القبيل وهذا لا يجوز شرعٍا والناس هناك ذنبهم كلهم أنهم محسوبون على بيت “الأحمر” بالمجاورة وأنهم سكنوا الحيز الجغرافي أو المكان مع أنهم ضحايا الجانبين من الإصلاح ومن بيت الأحمر منذ عام 2011م وبالتالي أن تبقى الساكنة معزولين عن العالم فحرام فيما بلغني أن مكتب مياه الحصبة اشترطوا على المواطنين سداد ما عليهم من متأخرات لإعادة المياه إلى منازلهم والطبع البشري الثقيل هو أن يطلب من المواطن الجمع بين العسرين فقدان الحياة أيام الثورة وعسر الخدمات التي لم تكن تأتي لأي منزلº ولذا أقول من الصعب مطالبة المواطن بمثل هذه المتأخرات دفعة واحدة التي كانت تتصاعد بشكل آلي مع أن المواطن قد هجر المنطقة وغادرها بسبب الدمار الذي لحق بالحصبة بأكملها فهل يعقل هذا الاشتراط ونحن في عهد ثورة الحق والعدل والشفافية هو الجامع للناس كلهم.
شباب “الزلاغج”
يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “إخشوشنوا فإن الحياة لا تدوم” أو هكذا معناه أما شباب الزلاغج أو شباب “نص كم”º فيذكروني بشباب المملكة السعودية الذين نراهم في بعض القنوات الفضائية وقد تمادوا في ثقافة التفحيط واللهو والإسراف والميوعة والأنوثة واصبحوا “خناثى” لا هم من الرجال ونودوا بالرجال ولا هم نساء ونودوا بالنساءº فهؤلاء شباب على وزن الضفادع وكم من هذه العينات من الشباب الذين نراهم بشعر رؤوسهم المتدلية وراء ظهورهم وقد حملوا الأسلحة “الآلي” وحين نسألهم من أنتم يقولون نحن حماة الثورة من أنصار الله وتبٍا لهم من أنصار للثورة إذا كانوا هكذا شبابٍا صائعين ومراهقين فأشكالهم تخيف المواشي ولا تخيف أعداءهم ربما يخيفون العدو لبعض الوقت لكن بمجرد رؤية أشكالهم وسماعهم والتحدث إليهم تجدهم مثل أفلام الكارتون أو سلاحف النينجا مجرد هياكل من القعشات والضحكات المدوية والألفاظ النابية والجهالة المفرطة التي تدمي القلوب والسؤال أين الآباء الذين رضوا هذه الصرعات في شعور أبنائهم وهذا التأنق في هيئاتهم وهذه السماجة التي يتخلقون بها وكيف سمح لهؤلاء بحمل الأسلحة والخروج بها في الشوارع للاستعراض ولا شيء في صورهم يجعلك تقف احترامٍا لهم ولا ندري أيحمون بيوتهم أم يحمون الناس من أنفسهم ومن طيشهم ومن أشكالهم المرعبة أم يتروضون مع الشباب الحقيقيين حتى يصبحوا مع الوقت رجالا خشنين ربما.
طاعون العصر
شخصيٍا أنظر بإعجاب شديد إلى ما وصلنا إليه من صناعات متنوعة في منتهى الإتقان خاصة في المجالات العسكرية والإنشائية والبترولية والطبية والإلكترونية يجمع كل ذلك مصطلح واحد وهو “الإرهاب” حتى أظن أننا شعوب عربية محسودة ولهذا أوصي نفسي وإياكم بتخفيف التباهي والإعلان والنشر بأننا صناع هذه المجالات خاصة وأن لا أحد يضاهينا في هذه الصناعة بل ولا حتى الولايات المتحدة أو الصين أو غيرهما من الدول المعروفة بالتقدم والتطور لكن أيضٍا أريد أن أسال من تكون هذه الدول التي لها باع كبير في التصنيع العسكري والإليكتروني والبترولي والطبي وغيرها من الصناعات الجواب قد يخال لكم أننا فعلا دولة صناعية وهذا غير صحيح البتة إن الدول المتخصصة في هذه الصناعات العظيمة هي ليست دولٍا بعينها لكن قولوا بيقين انها دول راعية لجماعات أتقنت هذا النوع أو هذا اللون من الصناعات وخذوا أمثلة على ذلكº فعندنا في اليمن: حزب الإصلاح وفي مصر حزب الإخوان وفي السعودية “آل سعود” وعندهم طاعون العصر المسمى “الوهابية” أو “السلفية” وابنتها الشرعية “القاعدة” وهم بهذا الفكر منبع لهذه الصناعات ومصدر إلهامها وانتهاء بالجماعات التابعة المعروفة بالمجسمة وأهل الرؤية والجبرية والقدرية التي اصطلح المخابرات الأمريكية والإسرائيلية على تسميتهم بأسماء “التكفيريين” و”الدواعش” و”النصرة” و “الخلافة الإسلامية” وغيرها من الجماعات التي سلكت مسلك تصنيع التكفير والإرهاب في آن واحد.
الفكر الصحراوي
أما النوعية التي امتاز هؤلاء التكفيريون أصحاب الفكر الصحراوي البدوي بتصنيعها دون غيرها من الصناعاتº وهو ما يعرف في تراث علم الاجتماع بـ “إركيولوجيا الكذب” وهو التخصص في علم الحفريات ونشأت عنه تخصصات متنوعة منها صناعة الحزام الناسف والسيارات المفخخة وصناعة الاختلاف وإيجاد الصراعات ونشر الفوضى الداخلية وصناعة الدجل والتغرير وتحريف الكلم عن مواضعه وتفجير المساجد والأضرحة والآثار ومواكب الأعراس والجنائز وتفجير الأسواق والتجمعات في محطات التموين الغذائي والإنتاج والإبداع الضخم الذي استطاعوا من خلاله أن يغطوا احتياجات سوق “التكفير” في العالم سواء في جامعاتهم أو معاهدهم أو في مناهجهم ومقرراتهم التربوية والتعليمية كاحترافهم في صناعة الدين وفقٍا لأجندات سياسية صهيوأمريكية عبر أدوات خاصة في البلدان العربية ولهذا التميز جعلهم ينعتون من خالفهم ولم يهتد إلى ثقافتهم التكفيرية والتدميرية ومن سار في فلك معاداة اليهود والأمريكان بأنهم روافض ومن لم يشاركهم من الدول فإنها بنظرهم دول تستحق الفناء والتفجير والقتل ولو بالقنبلة النووية.
الجاهلية الجديدة
أكمل: هذا القبح الوهابي هو ما سعى إليه حينما ارتكبوا أكثر من سبعة آلاف عملية “انتحارية” في العراق منذ العام ألفين ميلادية حتى اليوم من هذا العدد الإجمالي ألفان وخمسمائة عملية انتحارية في العراق كانت بواسطة الزرقاوي وهو أردني الجنسية حيث اعترف في تصريح له أدلاه قبل مصرعه على يد القوات العراقية في عملياتها التطهيرية وأما البقية فنفذتها قوى تكفيرية أخرى معروفة هي اليوم وكما يحدث في لبنان وفي مصر وفي سوريا التي تعرضت لأسوأ هجمة تكفيرية كونية في العالم وهذا ليس له مبرر في الإنسانية ناهيك عن الدين الإسلامي إلا ما في أذهان أصحاب برميل النفط الوهابي كما ذكرهم الأمين العام لحزب الله المجاهد السيد حسن نصر الله حفظه الله الذي قال إن هذا الفكر يستهدف بعدوانيته النتنة إلى قصف الأضرحة والقلاع والآثار التاريخية في اليمن وهم أنفسهم أصحاب “الجاهلية الجديدة” كما سماهم السيد الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران الذي دعا في خطابه الأخير إلى ضرورة اجتثاثهم ومواجهتهم.
التشيع والمودة
أكمل: هذه الدول المقاومة للاستعمار وللحلف الأمريكي الوهابي الصهيوني التي نعتت بكل أنواع التصنيع الكاذب اختصرت العلم والتصنيع في ألفاظ ومسميات “كفزاعات” ما أنزل الله بها من سلطان على سبيل المثال لا الحصر كفزاعة لتخويف العالم من إيران وغير إيران منها أننا كأنصار الله في اليمن نتبع إيران وحزب الله في لبنان يتبع الشيطان وتحديدٍا يتبع إسرائيل وأن إيران دولة مجوسية والتخويف من المد الفارسي والتوسع الشيعي وكأن الشيعة يعملون لحساب الملوك والأمراء واليهود والأمريكان وليسوا مسلمين ولا شيعة لمحمد وآل محمد الذي أمرنا فاطر السموات والأرض بمحبتهم ومودتهم ومن أوصانا باتباعهم وبالتشيع لهم وأننا رافضة وأننا نلعن الصحابة ونلعن معاوية ويزيد وما علينا من استحقاقات في هذه الحياة والآخرة إلا القتل والحرق والذباحة بالسكين وبالطريقة الوهابية وفعل المنكرات فينا هم أجازوه لأنفسهم كما يقول علماؤهم وخطباؤهم وتمتاز بها منابرهم وكتبهم ومؤلفاتهم وبأموالهم بالغوا في صناعتهم أن غرروا على العالم بشراء الدول معهم في العدوان على سوريا والعراق وتونس وأخيرٍا اليمن الميمون الذي وصفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم أهل الإيمان والحكمةº لذا فهذه الصناعات الحديثة القديمة العهد هي عينها وبأدواتها نراها اليوم وقد بالغت في تقدمها إلى أن وصلت إلى قتل الطفل والمرأة بأسلحة محرمة دوليٍا كما يحدث في اليمن وهم على يقين بأنهم وحدهم من أهل الجنة أو هكذا يقولون ويمنون أنفسهم بهذه الأماني.
روايات مجاهد
من أحدى الروايات التي سمعتها من المجاهد الشاب أبو حامد من مديرية بني مطر العائد جريحٍا بعد أن قضى شهرٍا كاملاٍ في تعز في مهمة جهادية جاءنا بأخبار تثلج الصدور حين روى لنا قصصا عجيبة من الانتصارات وقال إن النصر الذي وعد الله الصابرين قد رآه بأم عينه ولم يروها له أحد أو يرويها عن أحد فقد رواها هو باعتباره شاهد ملك وهو ممن ابلى بلاء حسنٍا في هذه العاصمة الثقافية وتحديدٍا في شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط المدينة تعز وكيف أنهم تقدموا في كل المحاور ولم يسعفه الوقت ليرى مصير آخر “المحنشين للحنش” المدعو “المخلافي” الذي يختبئ كما تختبئ الجرذان في المجاري ووسط كتلة نسائية خوفٍا من القوة القرآنية التي توعدته بمصير أسود كما ألحقت بأذنابه وأتباعه الهلاك وخسائر في الأرواح والمعدات وأنزلت عليه جام غضبها مع ما تحمله قوى الجيش واللجان الشعبية من قيم التسامح ونقل الجرحى والأموات الذين يموتون من اتباعه ومن يتعرضون للجروح بنقلهم إلى المستشفيات حتى قال لي المجاهد “أبو حامد المطري” إن من قام هو بإسعافه على سبيل المثال لا الحصر وأهمله اقرانه واصحابه “الدواعش” ورأى من حسن المعاملة ما لم يخطر على باله حتى دمعت عيناه اسفٍا وحزنا على ما فرط في جمب الله وأعاد تسليح نفسه وخرج لقتال “الدواعش والإصلاحيين التكفيريين” وكما فعل هو فعل مثله أقرانه ممن وجدوا مثل هذه المعاملات الإنسانية في نقل وإسعاف الجرحى بغض النظر عن انتماءاتهم ليسجلوا أنفسهم مع أنصار الله للدفاع عن تعز ضد التكفيريين وانقلبت الآية مائة وثمانين درجة لصالح الحق وإزهاق الباطل مستغفرين ما أصابهم في بادئ الأمر من زلل وخطأ والله ناصر المتقين.
الإعلام الحربي
ومن قصص المجاهدين في الحدود من قبائل “همدان” استمعت إلى رواية أحد الذين كان لهم شرف البطولة والفداء في حدود اليمن مع المملكة السعودية وأخبرني وهو من العاملين في الإعلام الحربي أنه قد جاء للتو من هناك وكانت على وجهه علامات القوة والاستبسال كان أغبر الوجه قصير الشعر شديد السمرة بالغ التأثر مما رأى وشاهد من مواقف مضحكة ومبكية في آن كيف كانت جموع عسكر “آل سعود” وهم إما قتلى أو جرحى أو أسرى في أيدي القبائل حتى أن المقاومين وهم قلة كانوا يتلقفون الضربات القوية من مختلف الأسلحة فيما هم يتقدمون نحوها وباتجاهها غير مبالين وقال لقد من الله علينا بانتصارات إلهية لا قبل لهم بها علينا لا بقوتهم ولا بعتادهم ولا بعدتهم وإنما بإيماننا وأننا معتدى عليناº فالطائرات تقصف والمدافع تضرب والقناصات البعيدة تزاول مهامها ولكن الله خيب آمالهم ونراهم قريبين منا وهم لا يروننا إلا بمناظير حديثة واسلحة فتاكة جديدةº فإذا بأنفسنا وقد تمكنا منهم بأسلحتنا التقليدية “الأوالي” الشخصية و “الآر بي جي” فتقع بين أيدينا مواقعهم وأسلحتهم ومدافعهم وصواريخهم وسياراتهم بينما يفرون منا فرار الجبناء لا يقفون في وجوهنا حتى ساعة زمن من المواجهة الشديدة فتتلقفنا مواقعهم طوعٍا ورهوٍا وقد هزموا شر هزيمة تاركين خلفهم كل شيء حتى قلت في نفسي والله إن النساء أصلب من هؤلاء الرجال وماهم برجال ولكن الله خذلهم وها نحن متقدمون عليهم في أراضينا المسلوبة التي على الحدود المغتصبة ولن يتمكنوا منا أبدٍا ما دام الله معنا فمنا جرحى قليل جدٍا وعدد من الشهداء لم يصلوا حتى بعدد الأصابع وأقول لقد كانت توجيهات السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله لنا أفضل دواء وأقوى الأسلحة وأمضى من صواريخهم ولقد كانت بضاعتهم في أيدينا المقاومين فاصبحنا نرد بها عليهم وهيهات هيهات منا الذلة.
فوضى المسرفين
لهذه الظاهرة التي تشير إلى الإسراف امتداد ترجع إلى “الحقبة العفاشية”º فإذا سرت هذه الأيام في الأسواق والشوارع مثل شارع تونس أو باب السلام أو باب اليمن أو شارع جمال أو شارع المشهد أو الصافية على سبيل المثال سترى هذا النوع العجيب من الإسراف الفوضوي في المحلات التجارية كباعة الخضار والفواكه وباعة القات وباعة الكراتين والشوالات في شعوب وقد مدوا بصناديقهم وسلالهم وتنيكهم وبضاعتهم وفرشهم حتى منتصف الطريق كما في شارع تونس أو في سوق المعدن والجمين والفخاريات جوار جامع الشهيدين والجامع الكبير وقد خرج كل واحد من هؤلاء الباعة مترين إلى ثلاثة فأربعة فخمسة أمتار هؤلاء هم جزء من أزمة السير بل هم جزء من مشكلة الازدحام التي يشكوا الناس منها وإذا تساءلت يشيرون بأصابع الاتهام إلى البلدية ومكاتبها وأن موظفي هذه المرافق يأخذون “حقهم” ولا يستحون أبدٍا من الكفاف بل يأخذون الرشاوى مقابل السكوت على هكذا مخالفات وكم هي الصور التي تحاكي هذه الظاهرة التي تستطيع أن تقول عنها بملء فيك: “حدث عنها ولا حرج”.
الأحمق “هولاكو”
كمثل هذا الملك السعودي “مصاص الدماء” المدعو “سلمان بن عبد العزيز” يمكن أن تقول عنه أي شيء في الدنيا إلا “إنسان”º فهذا الأحمق الحاكم المنغولي الذي احتل معظم بلاد جنوب غرب آسيا وقتل الملايين من أهلها واسمه “هولاكو خان” هو نفسه المجرم “سلمان” حين فجر في خصومته إلى درجة الحماقة التي أعيت من يداويهاº فإن خير الدواء لمثل هذه الحالة هو “الكي” ووقتها سيكون مثل “فرعون هذا العصر” عبرة لمن يعتبر وقد أقسم كل من في قلبه ذرة من إنسانية أن دواء جريمته هو العقاب فقد بلغت مصائبه عنان السماء والمضحك والمبكي في الأمر أن من جلدتنا كالهارب المقنع “عبد ربه منصور” ومن مثله معه من عصابات الإصلاح من يقدمون له الإرشادات والنصائح لملعون السماوات والأرض ” ملك آل سعود” التي تؤهله لأن يصبح أعتى وأخبل وأبشع وأقبح رجل وأكثر الرجال فضاعة ودموية في العالم وظلمٍا لنفسه أما أولئك الشياطين الذين ركنوا إلى الذين ظلموا فمأواهم النار كما توعدهم المولى عز وجل في الآخرة وفي الدنيا جنتهم “براميل الزبالة” وأكثر من هذا القول استحالة أن تقبلهم حتى تلك البراميلº فإذا كانت جهنم أو ستنادي بقدرة الله تعالى الذي أنطق كل شيء فتقول هل من مزيد فلن تجد وقتها إلا كأمثال هؤلاء الطغاة لتحمي بهم نفسها ويصبحون والحجارة وقودٍا لجهنم قال تعالى: “مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت”.
المحطوري الحسني
كان بالنسبة لي هذا الإنسان العالم المحقق الثبت العصامي الشديد في الحق القوي في الصدق كان كالأخ والمعلم والمربي والشيخ والقدوة والموجه وربما أن الزميلين يحيى الجوري وعبد الله الشريف من أكثر الشخصيات ملازمة له ووفاء معه يدركان معنى كلامي ويعلمان مدى العلاقة التي كانت تربطني بالعالم المحطوري الحسنيº فإذا زرته إلى مركز بدر العلمي الثقافي لا يعرف ماذا يقدم لي بعد أن نشرب الشاي يمسك بيدي ويطوفني في المركز و”لا يخلي لي بقعة” إلا ويزورنيها ونشاهدها ويدعو من يأتي معنا ليصورنا فيديو وعلى هذه الحال مرات ومرات وبين كل زيارة وزيارة أسابيع وشهور وكانت زياراتي له كلها محطات عمل ليس منها زيارة لتضييع وقته الثمين كان يطلعني على تحقيقاته ومؤلفاته ويقول: “اشتي واحد مثلك عندي” وأضحك وأقول له صعب بالنسبة لي وإن كان هذا من أجل وأعظم الشرف لي وأكبر شهادة أن أكون خادمٍا إلى جانبك لكنني مشغول بدراستي وأنت مشغول بمؤلفاتك وتحقيقاتك لك آمالك وطموحاتك في خدمة الأمة اليمنية والعربية والإسلامية وعالمك العلمي والبحثي الواسع وأنا لي ظروفي الخاصة لكن ما عساني أقول في شهيد المحراب الدكتور المرتضى هنيئٍا لك دربك الشهادة وأنت تخطب في الناس من يوم الجمعة كجدك الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنةº فاليوم لم يعد أحد يشبهك ولا أحد يستطيع أن يحل محلك أقولها وأنا على ثقة مطلقة كما الشمس أمامي بنورها واشعاعها لا ينكر وصفي وقولي عنك إلا موتور أو حاقد أو متهالك ولن يأتي الدهر بمثلك.
“المنصور” و “الديلمي”
المحطوري الحسني كان ذا رمزية علمية وثقافية سامقة وصاحب شخصية وإرادة صلبة متواضعاٍ يمتلك التصميم والعزم طاقة نفاثة “بالستية” تجوب الدنيا كلها ثم تعودº فأنت تعرضت للحسد من اليمين إلى الشمال حتى من وسط المؤسسة الأكاديمية والدينية تحديدٍا وأعرف بعضهم بالاسم كما كنت أنت تشكو لي منهم واقتربت ممن كنت تشكو منهم وتحققت من صحة أقوالك وقلت لك ستبقى عظيمٍا شامخٍا ولو حسدك الحساد ما مع الحاسد إلا الشقاء والعذاب كنت تطلب مني شيئاٍ فلا أتوانى فيه وقد جئتك حسب طلبك وفي فترات متفاوتة يفصل بينهما شهران بعلمين اثنين هما شيخك وقرة عينك وأعز الناس إليك كما قلت لي سيدي كبير المشايخ العلامة محمد بن محمد المنصور وأتيت إليك بالعلامة الفهامة اللغوي العظيم الباحث والكاتب والمؤلف أحمد بن لطف الديلمي وتسامرت معهم لساعات طويلة وأجريت لهما توثيقٍا مصورٍا لم تكن تلك الساعات محسوبة من حال العمر.
للمجهود الحربي
تتساءل الكاتبة أم بتول على صفحتها في الفيسبوك: لماذا لا يخصم من رواتب كل الموظفين قسط يوم دعمٍا للمجهود الحربي مثلما كانوا يخصمون لدعم فلسطين او لأي شيء آخر فيه أبطال مرابطون في الساحات بذلوا أرواحهم رخيصة فداء للوطن تاركين خلفهم الأهل والاولاد والاصدقاء والاحباب حماك الله يا وطني.

قد يعجبك ايضا