تشكل زيارة فرانسوا هولاند التي سيقوم بها غدا الأثنين إلى كوبا “الرحلة الرسمية الاولى لرئيس دولة من اوروبا الغربية الى هافانا منذ (زيارة رئيس الحكومة الاسبانية) فيليب غونزاليس في 1986” كما كشف المحلل الكوبي ارتورو لوبيز-ليفي من مركز الدراسات الشاملة في جامعة نيويورك.
وشدد على البعد “التاريخي” لهذه الزيارة التي ترسي كما قال الدور “الريادي” لباريس في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال ادواردو بيريرا من جامعة هافانا ان “فرنسا لطالما اضطلعت بالدور الريادي في اطار الاتحاد الاوروبي. ومجرد مجيء الرئيس الفرنسي (الى كوبا) يؤكد الدور البالغ الاهمية لفرنسا في هذا الحوار”.
وقبل تسعة اشهر من الاعلان التاريخي في ديسمبر عن استئناف العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة بدأ الاتحاد الاوروبي مفاوضاته مع النظام الشيوعي بقيادة راوول كاسترو من اجل تطبيع علاقاتهما.
وكانت فرنسا التي جعلت من علاقاتها مع اميركا اللاتينية والكاريبي من المحاور الرئيسية لسياستها الخارجية مع هولندا المحرك الاساسي لهذا الانفراج.
وافتتح لوران فابيوس الذي كان اول وزير للخارجية الفرنسية يأتي في ابريل 201 الى الجزيرة منذ 31 سنة سلسلة زيارات وزارية للبحث مع هافانا في التخلي عن “الموقف المشترك” الاوروبي. وكان “الموقف المشترك” يشترط احراز تقدم على الصعيد الديموقراطي من اجل التعاون مع النظام الشيوعي.
واثناء الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في 2008م بدأ الحوار بين بروكسل وهافانا بعدما خلف راوول كاسترو شقيقه فيدل واعلن عن مجموعة من الاصلاحات الاقتصادية.
ويشدد المقربون من الرئيس الفرنسي على “الدور الذي اضطلعت به فرنسا في التقارب بين الاتحاد الاوروبي وكوبا اثناء رئاستها للاتحاد الاوروبي وحاليا في التفاوض لاتفاقات الحوار السياسي والتعاون”.
ومنذ زيارة فابيوس زار كوبا عدد كبير من الوزراء الفرنسيين مما يؤكد كما تقول مصادر في الاليزيه على “علاقة تزداد رسوخا وقوة”.
واعتبر لوبيز- ليفي ان فرنسا تستعد عبر هذه الزيارة وهي الاولى لرئيس فرنسي منذ استقلال كوبا في 1898م “لفك العقدة الايديولوجية التي حدت من فعالية ومرونة السياسة الخارجية والامن المشترك حيال كوبا” حتى اليوم.
وقد اخذت باريس في الاعتبار التباينات بين هافانا والحكومة الاسبانية المحافظة التي تضطلع بدور المحاور التاريخي للجزيرة و”تعاملت بجدية مع اصلاحات” راوول كاسترو “حتى تتصدر المشهد وتكسر جمود الوضع الراهن” كما يقول هذا الخبير.
وكان فابيوس قد اكد العام الماضي في هافانا ان “الحكومة الفرنسية اختارت توثيق علاقاتها مع أمريكا اللاتينية وفي هذا الاطار اعربنا عن املنا في توثيق العلاقات خصوصا مع كوبا” مشددا بطريقة ضمنية على نفوذ كوبا في القارة.
ويعترف الاليزيه اليوم ايضا باستراتيجية تموضع سياسي واقتصادي تمهيدا لرفع الحظر الأمريكي المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ 1962.
لكن مستشارا في الاليزيه استبعد على غرار مسؤولين اوروبيين آخرين احتمال حصول اي خلاف مع الولايات المتحدة على هذا الصعيد.
وقال: سيكون عبثيا البدء بسباق او تنافس مع الولايات المتحدة حول العلاقة مع كوبا. لدينا سياستنا في الكاريبي مع كوبا التي تضطلع بدور مهم وتقوم على علاقات قديمة. يجب الا تحصل اي منافسة مع الولايات المتحدة”.
قد يعجبك ايضا