تبدأ اليوم بنيويورك أعمال مؤتمر المتخصص في متابعة معاهدة الحظر النووي , وهي المعاهدة الوحيدة حول الأسلحة النووية التي تشتمل على التزام بنزع التسلح النووي.
وستحاول عدد من الدول الموقعة على المعاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية إحياء مسالة نزع السلاح النووي رغم توتر العلاقات بين الدولتين النوويتين الكبيرتين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا والجدل بين إسرائيل والدول العربية حول مشروع منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط , في حين تمر المفاوضات مع إيران بمرحلة أساسية.
ويثير سباق التسلح في العالم مخاوف كثير من الدول خاصة الشرق الأوسط من هذا السلاح المدمر للبشرية وتتسبب تجاربه بتلوث عالمي وإقليمي طويل الأمد تنعكس تأثيراته على الشعوب القادمة.
وسيحضر وزير الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف إلى نيويورك لافتتاح المؤتمر وتتواصل على هامش المؤتمر محادثات حول الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه في لوزان بسويسرا.
اتفاقية عد انتشار السلاح النووي
ومنذ دخول المعاهدة حيز النفاذ في عام 1970م تضم الآن 190 دولة عقدت مؤتمرات استعراضية للمعاهدة مرة كل خمس سنوات. وقد سعى كل مؤتمر إلى الاتفاق على إعلان نهائي يقيم تنفيذ بنود المعاهدة ويقدم توصيات بشأن التدابير الآيلة إلى المضي في تعزيزها. وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الإعلان الختامي في المؤتمرات الاستعراضية التي عْقدت في أعوام 1975م و 1985م و 2000م لكن ذلك لم يتحقق في أعوام 1980م و 1990م و 1995م. وقد تركزت الخلافات على مسألة ما إذا كانت الدول الحائزة على الأسلحة النووية قد وفت كفاية بمتطلبات المادة السادسة (نزع السلاح النووي) وكذلك على مسائل من قبيل الاختبار النووي والتطوير النوعي للأسلحة النووية والضمانات الأمنية المقدمة للدول غير الحائزة على الأسلحة النووية من جانب الدول الحائزة لهذه الأسلحة والتعاون في ميدان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
ومع ذلك ما زالت خارج الاتفاقية دولتان نوويتان أكيدتان (تملكان تجارب نووية مصرح بها ) هما الهند وباكستان ودولة نووية محتملة هي إسرائيل (لم تصرح إسرائيل حتى الآن عن امتلاكها للسلاح النووي رغم الكثير من المؤشرات التي تؤكد ذلك) . أحد الأطراف الذي يحتمل امتلاكها لقوة نووية هي كوريا الشمالية أيضا مازالت خارج الاتفاقية . تم اقتراح الاتفاقية من قبل ايرلندا وكانت فنلندا أول من وقع عليها .
وتسمى أيضا معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وقع عليها 87 دولة ولكن الهند و باكستان وهما دولتان تملكان الأسلحة النووية لم توقعا على المعاهدة.
وكانت ايرلندا وفنلندا من أولى الموقعات على المعاهدة .وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة عام 1968وقعت فرنسا و الصين عام 1992م وانسحبت كوريا الشمالية منها في عام 2003م.
“دول تحمل الدمار النووي “
تمتلك كل من الولايات المتحدة وروسيا خصمها في الحرب الباردة أكبر ترسانات نووية في العالم حيث تستطيع الدولتان إطلاق الأسلحة النووية عن طريق الجو والبر والبحر.
وحسب تقديرات مركز «اتحاد العلماء الأمريكيين» فإن عدد الرؤوس النووية التي تملكها الولايات المتحدة يبـلغ 7650 رأساٍ منها 2150 رأساٍ جاهزاٍ للعمل و2500 رأس احتياطي و3000 رأس لا تعمل أو فى انتظار تفكيكها. بينما تتفق أغلب التقارير أنها تمتلك 4075 رأساٍ فقط».
وفى روسيا بدأت التجارب النووية عام 1949م باستخدام نفس تصميم القنابل الأميركية وآخرها عام 1990م ويقدر عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها ما بين 5192 و8420 رأساٍ منها 1720 راسا جاهزا للعمل و2700 احتياطي و4000 رأس لا يعمل.
وتمثل فرنسا ثالث قوة في العالم من حيث امتلاك الترسانة النووية ولكنها خفضت أسلحتها النووية في 1996م إلى النصف ولديها نحو 300 رأس نووي 290 جاهزاٍ للتشغيل و10 رؤوس تحتاج إلى الصيانة. وقامت باريس بـ210 تجارب نووية بدأت عام 1960م وآخرها عام 1996م.
وتتعاون أميركا وبريطانيا في مجال التجارب النووية حيث إن أكثر من نصف التجارب البريطانية تشاركها مع أميركا. وتمتلك لندن 4 غواصات تحمل صواريخ نووية وبالتالي أصبح إطلاق الصواريخ النووية عن طريق البحر الطريقة الوحيدة التي تستخدمها البلاد بعدما أوقفت الصواريخ التي يمكن إطلاقها جوا عام 1998.
ويتراوح عدد الرؤوس النووية الإنجليزية بين 192 و255 رأساٍ أقل من 160 رأساٍ جاهزاٍ للتشغيل ونحو 65 رأسا احتياطيا وقامت بـ45 تجربة نووية الأولى بدأت عام 1952 والأخيرة عام 1991م.
ورغم التخفيضات الكبيرة التي قامت بها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا لقواتها النووية مقارنة مع مستوياتها خلال الحرب الباردة لاتزال جميع الدول الحائزة للأسلحة النووية تحدث قواتها النووية وتوسعها.
وهناك دول بدأت سعيها لامتلاك سلاح منها الصين تملك الآن 240 رأسا نوويا 180 منها يمكن إطلاقها برا وجوا والباقي يتم العمل عليها لتكون جاهزة للإطلاق بحرا.
وقررت الهند إنشاء برنامجها النووي الخاص الهند فعليا نحو 100 رأس نووي جميعها مخزن وليس هناك أي منها جاهز للتشغيل وبدأت أولى تجاربها عام 1974م وقامت بـ6 تجارب كانت الأخيرة عام 1998م.
وقررت باكستان سرا امتلاك برنامج نووي لمجاراة الزيادة في القوة النووية للهند وردت باكستان على تجارب الهند النووية بـ6 تجارب مثلها تحت الأرض على حدودها مع إيران وتواصل باكستان العمل لامتلاك عدد أكبر من الرؤوس النووية وتشير بعض التقارير إلى أنها تمتلك الآن 15 رأسا بينما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد الرؤوس يصل إلى نحو 110 رؤوس ليصبح توتر العلاقات بين الهند وباكستان مصدر تهديد دائم للعالم.
أما كوريا الشمالية فهي مصنفة من قبل اتحاد العلماء الأميركيين بأنها من الدول التي تسعى لامتلاك السلاح النووي وقامت بـ3 تجارب نووية آخرها كان في فبراير الماضي.
قد يعجبك ايضا