الصبر الاستراتيجي

ملك الرمال
كتب المئات عن الفيلم العالمي King Of The Sand  (ملك الرمال) للمخرج السوري نجدت أنزور وعن حكاية الفيلم أن النظام السعودي دفع ملايين الدولارات لمحاربة الفضيحة التي جاء بها الفيلم ولمنع عرضه لكنه لم يتمكن من ذلك فعرض في سوريا وفي العاصمة البريطانية لندن ورغم المدفوعات المالية المغرية التي خصصت من أجل إيقاف إنتاج الفيلم في بادئ الأمر ثم إيقاف عرضه لاحقٍا إلا أن الفيلم (أمير الصحراء) كما يسميه البعض الآخر قد سار في طريقه إلى التوزيع وانتشر في العالم كما تنتشر النار في الهشيم وهذا ما قض مضاجع آل سعود ولعل المحاولات اليائسة المبذولة على الأقل لعرقلته ولمنع تداوله إلا أن فكرة الفيلم التاريخية كانت أقوى من تلك العروض وحب الناس إلى مشاهدته كانت أشد وطأة من تلك المغريات أما عين فكرة الفيلم الذي يزيد عن نصف ساعة فيتناول تاريخ مؤسس مملكة عبد العزيز آل سعود وكيف جاء إلى أرض نجد والحجاز وكيف أستولى آل سعود على الأرض وأسسوا دولة ونظامٍا سياسيٍا باسم العائلة ومحتويات الفيلم الوثائقية تمت من خلال وقائع وأحداث تم نقلها من عشرات المؤلفات المحكمة التي وثقت تاريخ قيام المخابرات البريطانية بتنصيب آل سعود ومده بالسلاح والإمكانيات للسيطرة وإقامة الحكم التي مكنته من الوصول إلى الأرض العربية – بالتزامن مع مجيء دعوة محمد عبد الوهاب (آل الشيخ) – إلى عين المكان لنشر الفكر الوهابي السلفي فيما بعد لتمييع الدين ومحو آثاره وتبادل المصالح بين آل الشيخ وآل سعود على أن يتولى الوهابيون الفتاوى ويتولى الثاني النظام السياسي بمباركة دينية من آل الشيخ بالمقابل التنازل الذي قدمه آل سعود عن أرض فلسطين لليهود في وثيقة مشهورة ومرقومة.
الصبر الاستراتيجي
تابعت باهتمام بالغ ما قاله السيد حسن نصر الله في خطابه المتلفز يوم الجمعة 17 من ابريل الجاري وأعجبتني جدٍا كما كل مرة ولا أظنه إلا متحدثٍا وخطيبٍا ومفوهٍا قد كشف الستار بفصاحة وبيان وحقائق عن (الوجه المعتم) لآل سعود وهو في الأصل كان مكشوفٍا منذ قرنين وعلى لسان مؤرخين ومحققين وصحافيين وكتاب وحسب اهتمامي فقد أدرجت على صفحتي في الفيسبوك أكثر من أربعين مؤلٍفا نشرت معظمها وقد تطرق مؤلفو تلك الكتب عن تاريخ تسلل الدعوة الوهابية السلفية التي جاء بها محمد عبد الوهاب (آل الشيخ) كدعوة دينية ضالة وكمفتيين للنظام السياسي لآل سعود إلى نجد والحجاز وعن عبد العزيز آل سعود كأسرة مغتصبة للبلاد المذكورة وكلها أي المؤلفات كانت (تصبن) هاتين العائلتين اللتين ملأتا الدنيا قيحٍا وقبحٍا وفظاعة أخلاقية لا نظير لها في التاريخ المعاصر لأنها ضلالات وقبائح عابرة للقارات لكن الأجد في خطاب السيد حفظه الله تعالى ونصره وأبقاه أن يأتي القول الفصل على لسان زعيم لبناني المولد مسلم الديانة وطني عربي قومي الهوية عالمي الشهرة وهو من لم يعهد عليه العالم كذبة قط ولم يقل في آل سعود إلا حقٍا وما قاله الأوائل العدول وقد تحدث نيابة عن العالم الإسلامي وغير الإسلامي بكلمته الجامعة المانعة ليعلم الجميع أن المؤمن إذا قال صدق وقد قالها السيد حسن نصر الله بأن اليمن هو بلد الإيمان والحكمة وأن السيد البطل عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وأبقاه قد ضرب أروع الأمثلة وأصدق المشاعر في التعامل مع الخصوم وليعلم السيد حسن أن معاملة السيد عبد الملك كماضي والده وأخيه أسلافه ومنهم المؤسس الشهيد حسين بدر الدين الحوثي هي نفسها لم تتغير مع الخصوم الداخليين مثلما الخارجيين في كل معاركه ومواقفه حيث كان يعطي الإنذار تلو الإنذار ويعلن براءته مما يغضب الله ورسوله ولا زال يعطي للعقل والمنطق وللقول الحق والنصح والإرشاد فسحة من الوقت ما استطاع إليه سبيلا هكذا كما كان يفعل جده الإمام علي بن أبي طالب في معاركه وملاحمه مع المعتدين فما وصفته في خطابك هذا التأني فإن فيه السلامة بقولك “الصبر الاستراتيجي” ليس إلا حلمٍا وعلمٍا وتواضعٍا وهو يعلم علم اليقين أن عصائب الحق لن تخذله ولكنه يعلن لمن باعوا أرضهم بأرخص الأثمان ومن خانوا الأمانة والعهد وخانوا الوطن وصالوا وجالوا وصاعوا في مستنقع العمالة والوهم مقابل عرض دنيوي وبلاغ للعالم أن للصبر حدودٍا.
إرهاب الشارع
كنت أمس الأول أنا ومعيِ العلامة عبد الله الراعي والحاج حمود المعدني والولد ياسين عبد الرحمن جميعنا كنا في مهمة ثقافية خاصة وكان سائق التاكسي الذي أقلنا من وسط باب اليمن قد كشف القناع عن نفسه وبتهكمº فإذا لسانه يلهج بالثناء لآل سعود وللضربات الجوية التي راح ضحيتها إلى الآن قرابة الألاف ما بين شهيد وجريح معظمهم من الناس والأطفال الأبرياءº فعرفت إلى أي مدى ينتشر الطابور الخامس بكثرة هذه الأيام في الأروقة والأزقة والمقايل فكيف نقوي جبهتنا الداخلية أقول وبه نستعين ينبغي أن نتأسس على أن نكون معٍا في جبهة داخلية ضد هذا الطابور الخامس والحقيقة والبداية هي (أنا وأنت وهو وهي) نستطيع أن نؤسس لهذا الحشد الشعبي وأقول أن الجبهة الداخلية ينبغي أن تقف في واجهة جبهة داخلية أخرى هي العدو وهي مرتهنة وأضعف من بيت العنكبوت باعت نفسها للمعتدي وفي مواجهة هذه البيوع الرخيصة لا بد من واجبنا (أنا وأنت) أن تكون مهمتنا في حصر المشاكل والقضايا التي تظهر هنا وهناك والرد على التباينات والاختلافات والتساؤلات وتوضيحها للناس بحيث نحافظ على العقل الجمعي من محاولات ما أسميه وأطلق عليه (إرهاب الشارع) وهو إرهاب خطير لو تعلمون والإرهاب قد يأتينا من فئة الأشخاص أو من جهة الإعلام الذي استرخص قضيته مقابل حفنة من القروش والولاءات والمناصب ولتقوية هذه الجبهة نحتاج إلى أصول وفروع لتلك الأصول من الكوادر المتخصصة في المجالات الثقافية والتربوية والنفسية والسياسية والاجتماعية والفنية والإدارية قادرة على الرد وبقوة على العدوان الداخلي قبل الخارجي فللعدو الخارجي (رب يحميه) ويهمنا الداخلي الذي يبث أفكاره المغلوطة ليل نهار في الشارع وبهذا تكون (أنت) قد ساهمت في ضبط الاستقرار وملاحقة إرهاب الشارع والتصدي للقوى التي تحاول إيجاد خلخلة لصالحها أو لصالح أحزاب أو جهات أو مراكز معينة كانت ولا زالت وظيفتها الخضوع والذل والركوع والبقاء مع الخارج لا مع أهل القضية.
الأسرة والجبهة
هذه الحرب العدوانية الشاملة ليست حربٍا محدودة النطاق كما تعلمون أنتم ولكن ما نحن فيه هو حرب وحصار على اليمن بأكمله بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومقابل هذا العدوان الظالم السافر الطاغي المخذول ينبغي أن نحدد له قوة جبهوية وقد عرفنا من هي الجبهة وما هو عملها ومم تتكون وما تبقى هو أن نؤمن لنا مواقع وصفحات عبر برامج التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر وإن كنت أفضل الأول لا الثاني للتواصل المباشر وغير المباشر وللانطلاق وحفظ الأسماء وتحديد المهام والواجبات والعناوين التي ستمثل مفاتيح للتعاضد والتلاحم والتكاتف والتنادي والتناوب والتشابك والترابط والتفاني وعلى أن يكون الأعضاء (الأسرة- جبهة بمختلف أعمارها) في حالة استنفار متواصل وجهوزية عالية لحل المشاكل وبحسب الاختصاصات وقد جاء المشروع أي مشروع الجبهة الداخلية كجهة شعبية ممثلة طوعية تتركز مهمتها على تقديم العون والمساعدة لمن يحتاج وتأمين الناس على حياتهم والتقليل من الشعور بالخوف وتقديم النصائح اللازمة وعلى مدار اليوم في كيفية التعامل مع الأحداث العدوانية ولعل الإعلام كواحد من الجبهات الداخلية يعد الوسيلة الأكثر انتشارٍا المرافقة لكل الأنشطة الميدانية ونقلها إلى الجمهور وكل بحسب وسيلته الإعلامية الإليكترونية والمرئية والمسموعة والمقروءة جنبٍا إلى جنب مع المواطن الذي يشكل همزة الوصل والتعاون ولكل ذلك دور في التصدي لأي اختراقات تمس أمن الوطن والمواطن وتثبيت أسباب الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار النفسي والمعيشي وتوفير المتطلبات للساكنة وإيثار الخير للجميع بدون استثناء.
خارطة الطريق
العدو السعودي الأمريكي يريدنا أن نعيش في مأزق يريد منا النزوح وترك العواصم وهذا حلمه الذي يسعى إليه ويخطط له أعداء الوطن من الداخل ومن الخارجº لهذا من جملة خارطة الطريق للجبهة الداخلية هو أن نعلم أن أي مجتمع في ظل انفلات أمني ومعيشي يصبح وضعه هشٍا وضعيفٍا وأخطر من الحرب العسكرية هناك الحرب الداخلية عبر اثارة النعرات والمخاوف والشائعات واختلاق المشاكل وبهذه الجبهة القوية يتعزز الشارع اليمني في مواجهة التهديدات الخارجية للسعودي الأمريكي ومكافحة إرهاب الشارع ومحاربة العناصر التي تنشر الإحداثيات في شبكات التواصل الاجتماعي وإشراك عدد آخر من القوى والفعاليات إلى الجبهة في شراكة وطنية ومهنية لتتقوى الجبهة بأفرادها وأمام هذا العدوان الجوي والبحري المعادي لليمن ينبغي أن نتوحد صفٍا واحدٍا في التصدي لهذا الغازي وبكل ما نمتلك من إرادة وشموخ وعزة وقوة تتضاعف يومٍا إثر يوم في مقابل قوة غاشمة يصبح علينا لزامٍا أن نضع في ذات الوقت خارطة طريق من خلالها نسير في الإعداد والتنظيم للنجدة وللوقوف في عين العدو ولمعرفة الخطوات الحالية واللاحقة للجبهة ينبغي الإيثار وترك الأنانية والأحقاد حتى تصبح اليد في اليد قوية عصية على الكسرº فصلابة الجبهة بكل مكوناتها الإعلامية والاقتصادية والسياسية والإنسانية هي من صلابة الجبهة العسكرية والأمنية والعكس صحيح خاصة في مواجهة مروجي الشائعات السياسية.
الحرب الناعمة
حين كتبت صحيفة “الأخبار” المصرية على لسان المؤيد لعاصفة الحزم “جايين لنصرتكم كلها (مسافة السكة)” لا معنى ولا تفسير لها غير شيء واحد لا أكثر هو من صميم الحرب الناعمة وأريد أن أقول إن أساس تماسك الجبهة الداخلية هو تفاهم الناس على قضية من القضايا الجوهرية فالاعتداءات السعودية والأمريكية على اليمن واستهداف حريته وكرامته وكل مقدراته المادية وبنيته التحتية تمثل قضية جوهرية والالتفاف حولها بمفهوم واحد وهو حق الدفاع وحق الثبات يمثل أساسٍا من أسس تماسك الجبهة وانتصار في ذات الوقت على العدو الذي يراهن ليلٍا ونهارٍا على إضعاف الداخل بغاراته وهجوماته العنيفة في كل ساعة على الحجر والبشر والشجر مستخدمٍا الأسلحة المحرمة دوليٍاº فالحرب الناعمة التي نسمعها من خلال وسائل إعلام العدو تارة باسم الشرعية وتارة باسم الدين وتارة باسم المجتمع الدولي كل هذه الأساليب تعني في الأساس أن تكذب ثم تكذب حتى يصدقك الناس ويعني مزيدٍا من إلحاق الأذى هدفه خلخلة الحقيقة لدى الرأي العام والتحكم والسيطرة عليه وفي نظري أن القوة الناعمة أو الحرب الناعمة أو الدبلوماسية الناعمة أو سمها ما شئت أنت هي باختصار حط الشيك مش في جيبي في زبالة مكتبي والدور الباقي علي.!
تأريض الكهرباء
بالمناسبة نحن كيمنيين لا نستفيد من تجارب الآخرين ومن قال لي بغير ذلك فعليه بالدليل أو ليصمت وهاكم أدلتي على ما أدعيه أولٍا في مجال السدود كثرت الزيارات المكوكية للدول العربية التي لها تجربة غنية في مجال بناء السدود وإنشاء الغابات والأحزمة الخضراء وأكثر بلد عربي حظي باستقبال وفود زائرة يمنية على مستوى وزراء ووكلاء وخبراء وباحثين كانت هي المملكة المغربية ومع ذلك من يقول لي أين (الحزام الأخضر) ومن يقول لي أين (الغابات) ومن يقول لي (أين السدود) بالمناسبة المغرب يتوفر على أكثر من 2000 سد السد الواحد يساوي عشرة أضعاف سد مارب وقس على ذلك ثانيا في مجال الكهرباء: في هذا الموضوع الحيوي الخدمي الهام عقدت المؤسسة العامة للكهرباء على وجه التحديد الندوة الدولية الأولى للكهرباء في اليمن في أواخر التسعينيات من القرن الماضي ومن يتذكر معي فقد كانت الندوة من أوسع وأضخم الفعاليات من جهة المشاركة من جميع أنحاء العالم حيث حشد منظمو الندوة الخبراء والمختصين والممثلين من دول عربية وأجنبيةº فكان من أهم قرارات وتوصيات الندوة هو ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المشاركة في مجال التأريض للكهرباء وخاصة المملكة الأردنية الهاشمية كمثال عربي وأكبر شاهد على ذلك ومع هذا أسألكم هل تمت الاستفادة من تجربة الأردن في مجال تأريض خطوط وشبكات الكهرباء والاتصالات والمياه وغيرها الجواب سيكون بالنفيº فنحن لم نستفد من مقررات وتوصيات الندوة الدولية ولم نحقق منها أية نتيجة أو فائدة أو أي شيء يذكر واسالوا الأستاذ المهندس أحمد العيني مدير عام المؤسسة (سابقٍا) رعاه الله الذي بذل قصارى جهده في تنظيم الندوة.
الملاجئ والتحصينات
أواصل: أما في مجال الدفاع المدنيº فأقول أن اليمن قد مرت بتجربة حرب داخلية كافية وشافية في صيف عام 1994م وكانت بين الشمال والجنوب وأنتم تتذكرون صواريخ سكود (كما كان يطلق عليها) التي طالت أنحاء متفرقة من العاصمة صنعاء ومع ذلك عقدت الجهات المعنية الندوات والمحاضرات والبرامج وغيرها التي أولت جانب الدفاع المدني في مواجهة الحروب والكوارث الطبيعية أهمية بالغة واهتمامٍا بارزٍا في كل الأوراق والأبحاث المشاركة امتلأت بها رفوف مكتبتي الصحفية أسألكم بالله هل في اليمن بعد كل ذلك (الصراخ) الإعلامي وجدت وأنشئت الملاجئ أو ربما تم بناؤها هنا أوهناك (دون علمي) لكي ينعم الشعب المسكين ويأمن من مواجهة الضربات الجوية خاصة بعد تلك الحرب الطاحنة التي راح ضحيتها عشرة آلاف يمني تقريبٍا هل توجد تحصينات أو ملاجئ لمواجهة الحروب الكيماوية على افتراض أن آل سعود قد يستخدمونها اليوم ضد أبناء اليمن هل يوجد مخيمات لإسكان النازحين الهاربين لاستقبالهم خاصة أولئك الذين استهدفت قراهم وتضررت مناطقهم من الحروبº الجواب القاطع والفوري بالطبع لا يوجد ولن يوجد طالما ونحن أمة لا تقرأ و(راقدة) و (أنانية) أمة تنتظر حتى تأتي إليها المصائب ثم يقول لك من وضعوا زورا وبهتانٍا في مواقع أهل الحل والعقد لكل حادث حديث وإذا وجدت الحروب كما نحن اليوم تحت لهيبها وفيهاº فثقافتهم هكذا بدون العمل بالآية (خذوا حذركم) أو كما جاء في البيان القرآني (وأعدوا لهم ما استطعتم) ليبقى لسان الحال بدون حذر ولا إعداد هكذا (ما بدا بدينا عليه) وسلامتكم.
مجلة “شهارة”
تشعر بقوة العدد وريادته لأن محرريه على مستوى رفيع من اليقين الفني والتمكن التحريريº فإن تصفحت المجلة وجدت نوعين من الكتاب الأول ينطلق من التحرير الإسلامي بأبعاده المنهجية وهذا ما نتوقع استمراره وثباته مع تطور أدواته والثاني ينطلق من رحاب الحياة الشاسعة ولا أقول العصرية لتصبح المجلة بين عالمين متجاورين أولها المادة الدينية وثانيها المادة الحداثية والمشترك المتحكم بين الكتابتين هو الموضوعية أما المنظور الفني للمجلة فلا أعلم عن السر في الجاذبية المنبعثة من جوانحها وغلافيها هل نعزوه إلى العقل الأول أم إلى التصور الذي أقترحه وقدمه المسؤول عن المجلة ورأى بذوقه التوزيع والتقسيم والعناوين والاختيار أقول توقعٍا واجتهادٍا ربما المخرج وربما المسؤول الأول أو الثاني في المجلة التقيا على هذا الانموذج فصادقا عليه فصارت كما تراها عزيزي القارئ في المجلة وربما للمخرج الفني القول الفصل فالمجلة “شهارة” هو اسم علم يشير إلى روعة المعمار في محافظة حجة وكلنا نعرف كيمنيين مكانة “شهارة” في الذاكرة الدينية والسياسية والتاريخيةº لذا فهي بمجاورة هذا الصرح استحقت أن توصف بالمعمار في عالم الإصدارات اليمنية فالتهنئة موصولة سلفٍا للمسئول الأول وأتوقع أن لا يكون غيره وهو الأستاذ عبد الله هاشم السياني والتقدير لهيئة التحرير وأخص الزميل الأستاذ حمود الأهنومي وأتمنى من القارئ أن يعطي فسحة من الوقت الكافي للتجوال في أقسام وعناوين “شهارة” كمجلة ثقافية شاملة تصدر كل شهرين عن المجلس الزيدي للثقافة والعلوم والتنميةº فهي جديرة أن تتربع في الذاكرة وفي أرشيف المطبوعات وفي الصدارة أحق مكانٍا وأن تبقى عنوانٍا دائمٍا والمزيد من التألق وبالمحافظة على ذات الإصدار كمٍا وكيفٍا.
قهوة الصباح
تتذكرون معي العمود اليومي “قهوة الصباح” في صحيفة الثورة من كاتبه¿ أسألكم بالتأكيد تتذكرونه إنه الزميل العزيز المتبسم الخلوق الأستاذ القدير عبد الودود المطري الذي توفي رحمه الله تعالى في القاهرة مؤخرٍا أي قبل شهر ونصف تقريبٍا ودعنا ولم أكن قد ابتعدت عنه سوى بضعة أسابيع لأنني كنت قد التقيت به في ميدان التحرير خمس مرات أربعة لقاءات منها: ثلاثة في شارع القصر الجمهوري جوار مدرسة عبد الناصر والرابع التقيته صدفة أمام الصراف الآلي جوار صيدلية بن حيان وفي كل هذه اللقاءات لم تتبدل أفكارنا ومواقفنا حتى مواضيعنا كانت هي هي الصدق الذي رأيته في زميلي الصحفي اللامع عبد الودود المطري لم يتغير منذ عشرين سنة لكنه يحدثني متعجبا عن حال الصحفيين الذين اسماهم (أول قطفة) و (أول بزغة) ويقول لي تقول يا عبد الرحمن هاذولا صحفيين عيخدموا البلد ويبطلوا نفاق ويعشقوا الكلمة الصادقة ولا هم مثل شهود الزور مرة ملكيين ومرة جمهوريين يا أخي هؤلاء أدهشوني بكذبهم وتلونهمº فنضحك سويٍا ثم نحمد الله تعالى – وأخص نفسي- على أن لنا سجلٍا نتحدى فيه كل المكونات أن يثبتوا أننا تغيرنا ولو حتى بمقال واحد أو تبدلنا أو ضعفنا أو قلنا نفاقٍا لطرف من أطراف آل الأحمر أو قبلنا الذل والهوان من كائن من كان. سجل ذهبي عيار 24 أصلي رحمك الله يا عبد الودود نسيت أن أقول للقارئ الذي كان يقرأ “قهوة الصباح” أنك يا عبد الودود كنت تعشق الكتب وتقتنيها تنام وتصحو على هدير فصول الروايات والقصص وكنت تشبه أنيس منصور وصبري صاحب كتاب (الصحافة الملعونة) وربما كنت من جيل العمالقة الذين يحترمون الكتاب ويجعلون له أوقاتٍا خاصة فقد عرفت منك أنك تقرأ خمسة كتب كمعدل وسط في الشهر الواحد كلها من العيار الأدبي الثقيل تظل عليها عاكفٍا وكنت تأتي للصحيفة وفي يدك كتاب وفي الأسبوع الثاني كتاب جديد وهكذا كنت أشاهدك كنت تعتصر المؤلفات وتخرجها أفكارٍا ناضجة طازجة يجدها القارئ في عمودك اليومي الصباحي مشرقة بنكهة البن الصنعاني اليمني ولا أروع.
اللغات الحية
كثيرٍا ما ننتظر بفارغ الصبر موعد خطاب السيد حسن نصر الله الذي يوافينا به من قناة المنار إلى جانب عشرات القنوات الإخبارية التي تتولى نقل كلمته وغالبٍا ما تكون الكلمة بقوتها وصدقها وعلاماتها السياسية بمثابة ملحمة من ملاحم العزة والبطولةº فإذا تصفحتها من موقع المنار تجدها بلغتها الأم العربية أولٍا وإذا كنت لا تجيد العربية سمعتها مترجمة إلى اللغات الحية العالمية بل لا يعدم المتابع والمحلل والباحث من العثور على بغيته ولهذا ما أن ينطلق السيد بكلماته وخطابه حتى تكون وسائل الإعلام قد أحاطت علمٍا وأصبحت مراكز الأبحاث والترجمة والدراسات والشؤون السياسية في أنحاء العالم على إطلاع وبأية لغة مناسبة شاءت وبالمثل أردت إيراد هذا ليعلم أهل العلم في الإعلام التابع للسيد عبد الملك الحوثي أن يحفظوا هذه الملاحظة ويأخذوا بها في الحسبان وحسب علمي وبدون الاستناد إلى مصادر ما أعرف مقدار وحجم التقصير الذي يحيط بالمكتب الخاص بالسيد ومقدار أيضٍا اهتمامهم بالتوثيق والمتابعة الدقيقة لكل ما يكتب وينشر في مختلف وسائل الإعلام بما في ذلك صفحات الفيسبوك للجمهور اليمني والخارجي ولكل ما يتناوله المهتمون وخاصة الغيورين على البلد وأقول وبكل ثقة وصراحة أن هذا الكلام قد لا يصل إلى مكتب السيد وإذا وصل إلى المكتب فقد يتعثر أو يتعرض للنقصان أو البتر أو الإغماء وليس الكلام القطعي المسؤول الذي لا يحتمل المعنى القلبي أو الرجحان فلن يغير في الأمر شيئٍا أقول ذلك لمحاولات ولملاحظات كتبتها في الإعلام وغير الإعلام تمس مباشرة المسيرة القرآنية مماثلة لم تصل وكانت معظمها نابعة من القلب إلى القلب والله المستعان.
للتأمل
قال الله تعالى: ” ليس لها من دون الله كاشفة”.

قد يعجبك ايضا