تواصلت إدانات المنظمات والفعاليات المحلية الواسعة للجريمة الإرهابية التي استهدفت واحداٍ من رموز الفكر والصحافة واغتالت الثائر والحقوقي الكبير عبدالكريم الخيواني أمس الأول الأربعاء جوار منزله في العاصمة صنعاء برصاصات الغدر والخيانة.
واتفق كتاب وأدباء واعلاميون ومثقفون على اعتبار اغتيال الكاتب الصحافي والاديب والناشط الحقوقي عبدالكريم الخيواني اغتيالا لقيم الكلمة وحرية التعبير وإمعاناٍ في استهداف حاضر الوطن ومستقبله وهدف الدولة المدنية دولة النظام والقانون.
ورصدت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) ردود أفعال عدد من الكتاب والأدباء والاعلاميين والمثقفين وكتاباتهم في عدد من الصحف وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) وتأكيدها في مجملها المكانة الرفيعة للشهيد الخيواني واصفة تاريخ وسيرة الخيواني بأنها “تجعل منه منارة تهتدي بها الأجيال من الأحرار والمناضلين الشرفاء”.
أسئلة كثيرة
ورأى عبدالرحمن مراد : إن “موجة الاغتيالات التي تجتاح المشهد السياسي الوطني وتذهب في غالبها الى رجال الفكر والكلمة والقلم ليست عفوية البته إذ أن غالب اولئك ليس لهم نشاط رسمي وغالب نشاطهم فكري مدني محظ “.
وأضاف : ” استهداف الكتاب ورجال الفكر أصبح ظاهرة يجب الوقوف أمامها بقدر وافر من القراءة والتأمل والغريب أن فئة الكتاب والمفكرين في باليمن هم من الفئات الأشد فقرا وعوزا وملاحقة رصاصات الموت معاناة اضافية لتلك الفئة … وموت عبد الكريم الخيواني يبعث أسئلة كبيرة وتلك الأسئلة لا تمس الفرقاء السياسيين بقدر مساسها باليمن الأرض والإنسان والتأريخ والهوية الحضارية رحم الله الخيواني فاستشهاده أثار قضية تماماٍ كحياته التي كانت تثير قضايا مصيرية لهذا الوطن المقهور”.
كارثة اغتيال
في حين اعتبرعبدالرحمن غيلان أن يوم أمس الأول لم يكن أربعاءٍ عادياٍ , ولن يكون الثامن عشر من مارس كل عامُ قادمُ يوماٍ كبقية الأيام في وطنُ لم تجف دموعه بعد على شهداء مجزرة الكرامة في يوم ذكراهم الأليمة , ليصعق من جديدُ بكارثة اغتيال الكلمة والرأي والأدب والإعلام والمنطق الجهوري الحصيف والإنسان الشجاع الشهيد عبدالكريم الخيواني.
وأضاف : “لا يعنينا الاختيار الخبيث ليوم الاغتيال , أو الحسابات السياسية الدنيئة , والاتهامات المتبادلة , وحتى تبني تنظيم القاعدة القذر لعملية الاغتيال .. وتابع: بقدر ما يعنينا استهداف القتِلِة لرجلُ أعزل من السلاح , وقامة شامخة من النضال والصمود والعنفوان الإنساني المذهل في شعبُ يدرك بسطاؤه كم كان كريماٍ في حمل قضيته الوطنية , وتعي نخبته المثقفة كم كان الخيواني أميناٍ لحقوقهم ونبراساٍ يستضيئون به في عتمة دروبهم التي أنهكها الجور , وأدمتها أشواك الغدر والضغينة والتقارير الرديئة في زمنُ كثْرت فيه حسابات المصالح , ولمعِت فيه رويبضة الدكاكين المغلقة , في حين صدع الشهيد الخيواني بالحق دون أن يهاب أحداٍ غير خالقه .. وذلك ما شهد به خصومه قبل محبيه “.
وشدد غيلان على أن :” هذا الخسران الأليم , وهذه الفاجعة الكبرى يجب ألا تمر مروراٍ مشابهاٍ لأوجاعُ كبرى سابقة .. بل يجب التوقف تماماٍ أمامها ومراجعة كل الحسابات الرخيصة قبل الثمينة ليفقه الجميع مِنú المستفيد منú قتل الشهيد عبدالكريم في هذا الظرف السياسي الحالك خصوصاٍ ! ومِنú بإمكانه أن يخطط ويرتب وينفذ جهاراٍ نهاراٍ بعيداٍ عن المسميات الظاهرة لبيادق الفتنة والجرائم الأليمة بحق وطنُ لم تعد تعلو فيه غير نشوة الزناد وطعنة الغدر ونكبة الحلم “.
واستطرد :” يجب أن تتوقف آلة القتل لدى آخر قطرةُ زكيةُ سقطت من دم الشهيد .. ويجب أن تتوقف لغة السياسة أمام كتاب الاغتيال البشع .. ويجب أن يقول الجميع ” لا ” , مهما كانت ” نعم ” مْثقلة بالتسويات المرعبة والحلول المهدئة لجرثومةُ لا ينبغي إزاءها سوى الاجتثاث من جذورها لننعم ولو بالقليل من مستقبلُ كان يحلم الشهيد عبدالكريم بتحقيقه فينا”.
الكلمة الصادقة
أحمد محيي الدين : ” امتدت يد الغدر لتغتال الزميل الصحفي والأديب الكبير الاستاذ عبد الكريم الخيواني الذي ناضل بالكلمة الصادقة في سبيل العدالة والحرية وقيم الخير والتطور ومقارعة الظلم والظالمين…وذاق مرارة السجن والتعذيب النفسي والجسدي لعدة سنوات…وهاهو اليوم يقدم نفسه الزكية و روحه الطاهرة ويرتقي شهيدا في سبيل الله انتصاراٍ للقيم التي ناضل من أجلها وآمن بها”.
فجيعة الاحلام
علي المقري : ” وهاهم يغتالون عبد الكريم الخيواني وهو في أوج تطلعاته و أحلامه بما فيها تلك الأحلام التي لم نتفق معه حولها. إنها كارثة أيها الصديق العزيز لقد لاحظتها مبكراٍ لكنك لم تكن تدري أنها ستقضي عليك وأنت صاحب الطموحات الكبيرة التي لا تنتهي. اغتيالك فجيعة للأحلام المؤجلة لمحاولاتك في التصالح مع الناس كل الناس وإن لم يريدوا ذلك. أشعر اليوم أنهم اغتالوا شيئاٍ مني اغتالوا أخاٍ وصديقاٍ طالما كنا معاٍ وإن اختلفنا إنها فجيعة لا أستوعبها في وطن صار بحجم كارثة “.
شجاع المواجهة
محسن خصروف : ” الأستاذ الشهيد عبد الكريم الخيواني كان سلاحه الكلمة فلماذا اغتاله الإرهابيون¿..عبد الكريم الخيواني واجه الطغيان بشجاعة وتعرض للتنكيل والضرب المباشر وأشكال مختلفة من التعذيب وانتزع من بين أولاده بالملابس الداخلية ليساق إلى زنازن الجلادين ولم يفت كل ذلك في عضده وظل صامدا بالكلمة حتى الاستشهاد الرحمة للخيواني والسلام للوطن ومعاٍ بإصرار ومثابرة على طريق الدولة المدنية دولة المواطنة المتساوية دولة الشعب ضد العنف ضد القتل في مواجهة القتلة بكل الوسائل السلمية بلا هوادة”.
جريمة الاغتيال
عبدالصمد القليسي: ” صدمت كما صْدم ( الكثيرون ) لجريمة اغتيال الزميل عبد الكريم الخيواني. والمدهش أن وسائل الإعلام الحزبية وغير الحزبية تدين وتأسى لهذا الحادث! فإن كانوا صادقين º لماذا لا يضعون أيديهم في أيدي بعض لمواجهة هذه الأعمال الخطيرة ¿ واليوم هي في غيرك وغدا ستكون فيك.فتجنبوا الأقوال التي لا تتطابق مع الأفعال أو التي لا تتبعها أفعال ” .
حذار إعاقة العدالة
من جهته أدان مركز وعي للتنمية القانونية جريمة اغتيال الصحفي عبدالكريم الخيواني واعتبرها “جريمة ضد الإنسانية باعتبار ان حياة الإنسان مقدسة لايجوز لأحد أن يعتدي عليها وهي أثمن مايمتلكه الإنسان”.
وقال مركز وعي للتنمية القانونية في بيان صحافي: إن تدافع بعض وسائل الإعلام لإثبات وتقديم متهمين في قضية اغتيال الصحفي عبد الكريم الخيواني قبل إعلان نتائج التحقيق لا يخدم القضية بل يمثل عين الانحراف في مسار العدالة باعتبار أن ذلك اعتداء على اختصاص سلطات التحقيق والمحاكمة ويؤثر على مجريات التحقيق وسلامته.
ودعا المركز الجهات المختصة بالتحقيق في القضية إلى سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ازاء جريمة الاغتيال والكشف عن حقيقة وتفاصيل الحادثة وتوجيه الاتهام وفقا للقوانين النافذة.
وشدد على ضرورة اطلاع الرأي العام بما تم اتخاذه من إجراءات إزاء مختلف قضايا الاغتيالات والإعلان عن المتهمين أيا كانت صفاتهم ومواقعهم وانتماءاتهم.
مهيباٍ بكافة الفرقاء الابتعاد عن التوظيف السياسي لجرائم الاغتيالات والعمل سويا من أجل محاصرة هذه الظاهرة ورفع الغطاء عن مرتكبيها ايا كانوا ودعم أجهزة الدولة المختلفة للقيام بدورها في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
قد يعجبك ايضا