أكد العقيد الدكتور طه زين البصري – مدير عام مستشفى الشرطة العام – أن حادثة انفجار ميدان السبعين الذي استهدف كتائب أفراد قوات الأمن المركزي سابقا كانت من أفضع الحوادث والحالات التي شاهدها الأطباء ووصلت إلى مستشفى الشرطة العام بصنعاء.
وقال: كانت المناظر للشهداء والجرحى بشعة لبشاعة مرتكبها حيث نقلت كل الحالات وأصبح المستشفى موزعاٍ للحالات وبالذات الحالات الخطيرة إلى المستشفيات الكبرى بالعاصمة.. وأضاف الدكتور البصري بعض الحالات وصلت إلينا وهي عبارة عن أعضاء متناثرة وكانت أكبر صدمة أصابتنا بحالة رعب وأربكتنا كون الحادثة خلفت أنواعاٍ وأشكالاٍ مختلفة من الإصابات الخطرة.
وأشار مدير مستشفى الشرطة العام إلى أن المستشفى استقبل خلال العام الماضي 2014م أكثر من 180.201 مريض وأن هذا الرقم انخفض مقارنة بالعام الذي سبقه بنسبة 10% وتطرق الدكتور طه البصري إلى عدد من القضايا المختلفة عن إدارة المستشفى نوردها في اللقاء التالي:
* في البداية لو تحدثنا عن وضع المستشفى في الوقت الراهن¿
– إن الأوضاع في البلاد عكست نفسها علينا بشكل واضح كما هو في كل الجهات الأخرى والاعتمادات التي لدينا لا تكفي لمعالجة احتياجات الأمراض لأفراد الشرطة وأسرهم والمستشفى يعمل بشكل أفضل بكل أقسامه رغم كل المشاكل ولدينا إحصائيات توضح جهودنا والدور الذي يقوم به المستشفى والوضع الموجود طبيعي ولا يوجد شيء مقلق والمستشفى متواصل في أداء عمله رغم أن الاعتمادات لا تكفينا مع الوضع الراهن.
إجمالاٍ يشتغل المستشفى بشكل جيد بكل أقسامه صحيح أن استقبالنا لرواد المستشفى انحسار في الأقسام في 2014م .. وقفنا العمليات والرقود في فترات متقطعة ثم نعود في أوقات أخرى وترتفع عملية تقديم الخدمات للرواد هذا بالنسبة للعمليات والرقود أما استقبال كل المرضى أين كانوا وهم المستشفى كثر في العيادات الخارجية والأسنان والطوارئ كما أننا قمنا مؤخراٍ بإعادة تجهيز بعض الأقسام مثل العناية المركزة وقسم الأسنان الذي قريبا سيتحول إلى مركز لجراحة الأسنان والفكين.
أيضاٍ هناك نوايا وتجهيزات لفتح مراكز للأنف والحنجرة والذي يجعل بطء التنفيذ يعود إلى الإمكانيات المادية والتشغيلية بالرغم من التجهيزات الفنية التي أصبحت شبه كاملة وجاهزة للافتتاح وبهذه الجهود الذاتية نستطيع القول أننا ما زلنا نحافظ على قدرات المستشفى السابقة مع سعينا إلى التطوير بحسب الإمكانيات.
* كيف تتعامون مع أفراد الشرطة وعائلاتهم¿
– ابتداءٍ من عام 2012م تم الاتفاق مع قيادة الوزارة على أن يتم التطبيق الفعال لدينا لقانون هيئة الشرطة على جميع منتسبي الشرطة وذلك من حيث تطبيق برنامج التطبيب والعلاج لكل المنتسبين وزوجاتهم وآبائهم وأبنائهم وعلى مدار الساعة وقد تم دعمنا من قبل الوزارة حينها بمبالغ مالية في اعتمادات المستشفى كمرحلة أولى على أن يستمر الدعم في السنوات اللاحقة ولكن الوضع الحالي أوقف ذلك ونحن نقدر ذلك خاصة وأن إمكانيات الدولة شحيحة ولم يتم دعمنا بعدها فنحن نواجه ضغطاٍ في معالجة المنتسب “الشرطي” وأسرته وبالرغم من وضعنا فقد وضعنا خطة للتطوير في الجانب الدوائي إلا أننا نواجه صعوبات جمة ولهذا اضطررنا إلى تغطية هذا المبلغ المخصص للأدوية والمستلزمات الأساسية لبعض الأقسام بحيث لا يدفع المنتسب أي مبالغ مالية فيها وذلك من الموازنة التشغيلية للمستشفى أي بشكل ذاتي .. فمثلاٍ العمليات الجراحية وأقسام الرقود والمختبر والأقسام التشخيصية والأسنان قمنا بتوفير هذه المستلزمات والأدوية وذلك لتغطية التكلفة حتى لا يكلف المنتسب أي مبالغ مالية كما يعرف الجميع أن من اعتمادات المستشفى معتمدة من قبل وزارة الداخلية.
* كم عدد الذين يتم علاجهم عندكم خلال العام¿
– إلى جانب أفراد الشرطة وعائلاتهم نستقبل أيضاٍ المواطنين أي مواطن وبالذات من يقطنون في الدائرة الانتخابية التي يقع المستشفى في نطاقها وجميعهم يقدم لهم التطبيب من لدينا ونستقبل الحالات الطارئة أياٍ كانت فالمستشفى مفتوح ولا ترد أي حالة مهما كانت .. أما الحالات الخطيرة التي ليست لدينا فيتم علاجها لدينا وإحالتها إلى المستشفيات الكبيرة .. وكما قلت فإننا نستقبل كل الحالات ما عدا العمليات الكبرى ولدينا إحصائيات لذلك .
الإحصائيات في عام 2014م بلغ المرتادون للمستشفى للأقسام الخارجية 180201 مريض وهذا الرقم نقص مقارنة بالعام الذي سبقه بنسبة 10% .
كما بلغ عدد الرقود 3129 مريضاٍ بانخفاض ما بنسبة 2.6% أما الأعداد التي نستقبلها في أقسام الطوارئ فهذه الأعداد كبيرة وهي غالبة.
أما العمليات الكبرى فقد بلغت 2001 وعملية وبنقص حوالي 6% عن عام 2013م لنفس الأسباب السابقة.
أما الأجهزة التشخيصية فإن العدد ارتفع نتيجة الفحوصات التي لدينا وعدم قدرة الأفراد على إجرائها في مختبرات أو مستشفيات أخرى نتيجة كلفة هذه الفحوصات والكشافات التشخيصية وللأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.
* هناك حالات خطيرة يتم إسعافها إليكم هل لديكم الإمكانيات لاستقبالها¿
– أكيد فالمستشفى تصل إليه حالات خطيرة مثل جراحة المخ والأعصاب فنعمل على إحالتها إلى المستشفى النموذجي في الأيام العادية والأمراض الصعبة إلى المستشفى العسكري والنموذجي ومستشفى الثورة.. بالإضافة إلى جراحة الصدر لأن المستشفى ليس أو لا يوجد لدينا إمكانيات بشرية وتجهيزات في هذا التخصص.
* العبوات الناسفة تستهدف رجال الأمن والمواطن وأحياناٍ تبتر أعضاء هل لديكم فريق متخصص لذلك¿
– بالنسبة لحوادث العبوات الناسفة فيما يتعلق بالتعامل معها الأعصاب وجراحة الصدر والقلب فمثل ما قلت لكم نحولها إلى المستشفيات الكبيرة في العاصمة ليس لدينا الإمكانيات والتجهيزات للقيام بإجرائها هنا في المستشفى.. فعلى سبيل المثال الانفجار الذي وقع في ميدان السبعين كانت كل الحالات تصل إلينا وأصبحنا نوزع الحالات إلى المستشفيات الكبرى كانت المناظر بشعة البعض منها وصلتنا عبارة عن أعضاء متناثرة وهي أكبر صدمة وحالة أرعبتنا جميعاٍ وأربكتنا كون الحادثة خلفت أنواعاٍ وأشكالاٍ مختلفة من الإصابات الخطرة .. كمرضى تصلنا كل الحالات والحالات الأخرى والتي ليس لدينا لها علاج وتشخيصية بالرنين أو العلاج بالمواد الكيميائية والإشعاعية نرسلها إلى الأماكن المتخصصة.
* دائماٍ مستشفيات الجيش والشرطة في العالم من أفضل المستشفيات .. كيف تقيم وضع المستشفيات اليمنية¿
– أصلاٍ مستشفى الشرطة العام كغيره من المستشفيات لم يكن مصمماٍ ليكون مستشفى ولكن تم تأهيله ليصبح كذلك فهو كان عبارة عن الإدارة العامة للمرور ومبانيه مخصصة لتكون إدارة ومعسكراٍ وليس مصمماٍ كمستشفى ولكن تم توسيع ووضع تكييفات وإضافات من حيث الأجهزة وبجهودنا استطعنا تحديثه بالأجهزة ومن هذه التجهيزات إنشاء وتوفير تقنيات وأجهزة للمختبر في المستشفى والذي يعتبر الآن من أرقى المختبرات وأفضلها في الجمهورية والأيام القريبة سيتم استحداث أشياء جديدة أما بالنسبة للتقييم فكل المستشفيات في اليمن ضعيفة نتيجة لإمكانية البلاد وهنا لا نستطيع المقارنة بيننا والآخرين صحيح أن المستشفيات العسكرية من أفضل المستشفيات في بلدان العالم وهذا يعود للإمكانيات والاهتمام الذي تولية هذه الدول ومع ذلك نستطيع القول أن المستشفيات العسكرية في بلادنا والشرطة مقبولة وتؤدي مهامها على أكمل وجه وبالإمكانيات المتاحة لها ونتمنى أن تلقى الاهتمام الكافي وصولا إلى ما وصل إليه العالم.
* هل علاج أفراد الشرطة مجاني¿ أم هناك رسوم يتم تحصيلها أو نسبة يدفعها الجندي¿
– مجاناٍ 100% لزوجتهم وأولادهم والوالدين 100%.
* ما هي الصعوبات التي تواجهكم¿
– الصعوبات المادية واعتمادات ضئيلة هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا في تحقيق طموحاتنا في تقدم أفضل الخدمات الطبية ونحن بحاجة إلى الاعتماد المالي الكافي وأنتم تعلمون وضع الدولة .. إذا وجدت إمكانيات لدى وزارة الداخلية لشراء رنين مغناطيسي وأجهزة التشخيص العلاجي الحديثة وافتتاح مراكز جراحية وتوفير كادر .. فإننا سنقفز قفزة كبيرة في العمل.
* كلمة أخيرة تحب توجهها¿
– أشكر قيادة وزارة الداخلية على دعمهم الدائم بحسب الإمكانيات ونتمنى أن ينظروا في الباب الرابع المشاريع والمعدات والأصول ورفع الاعتمادات في هذا الجانب بالإضافة إلى دعم اعتمادات الدواء لمنتسبي الوزارة لأجل تمكيننا من استمرار عملنا بالشكل المطلوب لخدمة مرضى منتسبي وزارة الداخلية والمواطنين وكل من وصل إلى مستشفى الشرطة العام.