المــرأة اليمنيـة ومشاركتهـا فـي صنع القرار

أكد الدستور حق المرأة في الانخراط في التنظيم السياسي وتشكيل الأحزاب حين نصت المادة الخامسة منه على حق جميع اليمنيين في تكوين الأحزاب والتنظيمات السياسية والحق في الانتماء الطوعي لأي حزب أو تنظيم سياسي طبقاٍ للشرعية الدستورية..
والمرأة اليمنية قد حصلت خلال العقدين الأخيرين على الكثير من الحقوق خصوصاٍ في الجوانب السياسية والتعليم والعمل فيما مكنها من المشاركة في مختلف مجالات الحياة بفضل القوانين والتي ساعدتها على ذلك.. لكن هل استطاعت المرأة المشاركة سياسياٍ وكسر احتكار السياسة على الرجال.. “الثورة” استطلعت آراء نساء قياديات حول رؤيتهن لدور المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية اليمنية ¿¿ .. فإلى التفاصيل :

القيادية والأستاذة في جامعة صنعاء  الدكتورة سعاد السبع تقول: السياسة هي فن إدارة الحياة في ضوء الإمكانيات المتاحة وهي ليست حكرا على الرجال بل بالعكس أرى النساء أقرب إلى النجاح في السياسة وهذا واضح في إدارتهن لشؤون بيوتهن وبالذات المرأة اليمنية فقد اشتهرت بحرصها على موارد أسرتها وحسن إدارتها لهذه الموارد.. لكن للأسف في بلادنا ينظرون إلى السياسة نظرة خاطئة ويفهمون أن السياسة هي التسلط والحكم والتحكم بموارد البلاد والعباد لذلك لا يريدون أن تشاركهم المرأة في السياسة بمفهومهم بل لا يريدون حتى أن يتشاركوا هم (الذكور) فيما بينهم إذ إن كل حزب يرى أنه الأجدر بامتلاك السلطة السياسية في البلاد ويريد غيره أن يخضع لإملاءاته وإلا فهو غير وطني!!
وتضيف الدكتورة السبع: “أظن أننا لا نزال بعيدا عن مفهوم المشاركة السياسية الحقيقية في كل المواقع والبلاد الآن محتاجة للاستقرار أولا وإن كان ذلك بحكم فرديº ثم حينما تعود الأمور إلى طبيعتها نعود للتفكير بهذا الأمر ففي رأيي لم تتدهور البلاد إلا لأن المشاركين في الحكومة من مشارب مختلفة وبالتالي كل واحد يجر البلاد نحو حزبه ويعرقل أعمال مخالفيه في الانتماء حتى لو كان العمل لصالح الوطن”.
وتمنت الدكتورة السبع في ختام حديثها, أن يتولى اليمن (مستبد عادل) فقد سئمنا من هذا اللعب السياسي المسخ الذي ضيعنا وأرهق البلاد والعباد ومسألة مشاركة المرأة السياسية ستأتي طبيعية إذا سارت أمور الدولة للأمان واستقرت الأحوال ..
نموذج مشرق
من جانبها تحدثنا الدكتورة أنجيلا يحيي منصور أبو أصبع الأستاذ المساعد بكلية اللغات جامعة صنعاء – ورئيسة لجنة قضايا المجتمع والبيئة في منتدى أكاديميات جامعة صنعاء قائلة: المرأة اليمنية مثلت نموذجاٍ مشرقاٍ للمشاركة السياسية في منطقة الخليج والجزيرة العربية.. وتواجدت في الأحزاب وفى المنظمات المدنية ووصلت إلى البرلمان ومجلس الشورى.. ولكنها تغيبت عن صنع القرار السياسي.
وأضافت قائلةٍ: على الرغم من أن نسبة الإناث تمثل حوالي 50.3% من إجمالي عدد السكان .. لكن المرأة اليمنية لم تصل إلى مواقع صناعة القرار السياسي لعدة أسباب منها السيطرة الذكورية والعادات والتقاليد التي تحد من خروج المرأة من بوتقة عزلتها.
ومضت بالقول: صحيح أن المرأة اليمنية شاركت في ثورة الربيع العربي من أجل تغيير واقع الحياة السياسية في اليمن حيث كانت المرأة اليمنية في مقدمة الصفوف واستشهد عدد كبير من النساء في الساحات والمظاهرات.. كما شاركت المرأة اليمنية أيضا في الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012م كان حضورها قوياٍ المرأة اليمنية ناضلت إلى آخر رمق من أجل الوصول والخروج بنتائج إيجابيه حاسمة وسريعة من أجل تجنيب البلد ويلات الحروب والانقسام وذلك يوم خرجت يوم الخميس 19 من فبراير 2015م بوقفة تضامنية مع اليمن أرضا وإنسانا أمام فندق الموفمبيك وكانت الوقفة من أجل فرض خيار السلام بدلا عن العنف والموت ومن أجل الضغط على المتحاورين بالتعجيل بالتوافق السريع وإخراج اليمن من هذه الأزمة الخانقة والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة.
وتأسف الدكتورة أبو إصبع بأن هناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي يتم استغلالهن في العمل السياسي أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لصالح الأحزاب أو أجندات سياسية مختلفة بعيدا عن قضايا النساء وحقوقهن. فمشاركة المرأة مشاركة سطحيه وهامشيه ونستطيع أن نؤكد ذلك حين تم اختيار لجنة الحوار من كل المكونات السياسية لم يكن في هذه اللجنة حتى امرأة واحدة وهذا يؤكد بأن المرأة لا تصنع القرار السياسي ولكن يتم حشدها سياسيا لمصالح أحزاب وجماعات خاصة فقط.
عوامل اجتماعية
أما نجوى العاضي – نائبة رئيس شبكة النساء المستقلات فوز- المهتمة بقضايا المرأة فتقول : العملية السياسية ليست حكراٍ على لرجل وهي مشاركه للجميع وفي الفترة السابقة أو الماضية لم يسمح الوقت أو الظروف الاجتماعية والثقافية أن تشارك المرأة اليمنية في المجال السياسي ليس بسبب ظروفها ولكن بسبب الظروف الاجتماعية والثقافية اضطرتها أن لا تشارك في هذا المجال وانحسرت المشاركة فقط على الجانب الذكوري .
وتضيف: وبعد زيادة نسبة التعليم للنساء في الجامعات والأكاديميات زادت مشاركتهن في العمل السياسي وأثبتن مؤخراٍ أنه لا يوجد فرق وبالذات أن المرأة أكثر من نصف المجتمع فلابد أن تشارك في جميع المجالات سواء ثقافية أو اقتصادية أو سياسية لأنه لا نستطيع أن نركز على مشاركتها في جوانب ونهمل مشاركاتها في جوانب أخرى فمشاركة المرأة مهم جداٍ في الجانب السياسي وخلال هذه الفترة من تاريخ اليمن أثبتت المرأة بأنها قادرة في الدخول على العمل السياسي بجدارة رغم معارضة الكثير من السياسيين وعدم السماح لها بالمشاركة الفاعلة.
وأردفت العاضي: كما نلاحظ أن أغلب الأحزاب حين تشارك بعناصر نسائية لا نجد سوى امرأة واحده فقط ولا يكون لها دور في اتخاذ القرار وأن القرار السياسي ما زال في جميع الأحزاب حكراٍ على الرجل ولا يظهر دور المرأة لكن وإذا قلنا بأن المرأة استطاعت اجتياز الاحتكار وخلال الفترة الأخيرة أثبتت أنها قادرة على أن تخوض العمل السياسي بجدارة والمرأة دائماٍ سلمية..
وحول إن كانت المرأة قد كسرت حاجز احتكار الرجل للسياسة تقول العاضي: مؤكد بأن المرأة كسرت الحاجز لأن السياسة أصبحت ضرورة ملحة للجميع سواء الرجل أو المرأة .. وأكيد أنها اجتازت ذلك بنجاح ولكن يتوجب أن يعطوها مجالاٍ حقيقياٍ في اتخاذ القرار وأن لا يكون دائماٍ للرجل  لأنه حتى وإن شاركت فلابد من أن ترجع للرجل كي يتخذ هو القرار.
بلقيس وأروى أنموذجاٍ
من جهتها ترى أحلام سلام – عضو مؤسس في تحالف متطوعون من أجل قضايا النساء- : إن السياسة ليست حكرا على الرجال ومثال ذلك الملكة بلقيس ملكة سبأ والملكة أروى فقد حكمتا اليمن وفي العصر الحديث الأستاذة أمة العليم السوسوة وعدد من النساء قياديات في أحزابهن وفعلا استطاعت المرأة أن تكسر الحاجز رغم تراجعها الملموس في السنوات الأخيرة بعد أن كانت تحتل مرتبة متقدمة في المشاركة السياسية فأصبحت امرأة واحدة مقابل 300 في البرلمان وفي الشورى 2 فقط إلى أن جاء الحوار الوطني استطاعت فعلا أن تشارك بقوة وفرضت وجودها وخرجت بأهم مخرج وهو الكوتا فيما لا يقل عن 30% وتحديد سن الزواج ومازال الطريق أمامها طويلاٍ.
أكثر حكمة
وتؤكد تحية حسين عوض – عضو مجلس محلي بعدن والقيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام بالقول : أثبتت المرأة في كافة المجالات أنها ناجحة متى وصلت إلى موقع القرار وأنها أكثر حكمة ومن الصعب أن تضعف أمام المغريات كما أنها أكثر وطنية وبعيدة عن الفساد فهي الزوجة والأم والسياسية ذات المواقف الصلبة.
وتضيف: حاول الرجال احتكار المواقع السياسية وإبعاد المرأة بكافة الطرق وعدم تمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار خوفا من قدراتها والتغلب عليها وقد استطاعت المرأة كسر هذا الحاجز رغم العراقيل التي تقف أمامها خاصة المرأة في الجنوب فقد كانت أكثر حظا من المرأة في شمال اليمن رغم هذا أثبتت المرأة اليمنية وجودها في العمل الاجتماعي والسياسي كما أنها المساندة لأخيها الرجل في المسيرات السلمية وتقول لا للخطأ وتسير مع الصواب ومشاركة المرأة ضرورية لأنها نصف المجتمع.

قد يعجبك ايضا