الشعب اليمني ينوب عن ملياري مسلم في الدفاع عن القرآن الكريم

في حين صمتت المرجعيات السنية والشيعية

الإساءة الأمريكية إلى المقدسات الإسلامية يكشف الوضع الصعب للصهيونية في أوروبا
طوفان الأقصى ودماء غزة خلقا وعيا عالميا بخطورة المشروع الصهيوني يتجاهله العرب والمسلمون

 

تقرير / إبراهيم الوادعي

أمام الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم وتميّزها عما سبقها من إساءات من حيث الدلالات كان المشهد الإسلامي المقابل صادما ولا يتلاقى مع المستوى المتقدم الذي بلغه العالم في مناهضة الصهيونية ومخططاتها لخلق الفتن داخل المجتمعات البشرية، في مواجهة المكر اليهودي، والاستفادة من أثار وتأثيرات طوفان الأقصى..

وباستثناء الموقف اليمني – اليمن شهدت أكبر استنفار ونفير غضبا أمام الإساءة الأمريكية فخرجت المسيرات الحاشدة في العاصمة صنعاء والمحافظات، وشهدت مختلف المناطق والمؤسسات الرسمية والمدنية والعشبية وقفات احتجاجية تقدمها بيان علماء اليمن المستهجن والمستنكر والمتوعد الأمريكيين بالتأديب – خرجت بيانات مستنكرة عن حزب الله في لبنان، وأطراف في العراق، لكن الموقف العربي الإسلامي الرسمي غلب عليه الصمت بما في ذلك.

الأزهر صمت مخز

الأزهر واصل سقوطه المريع فبعد أقل من ساعات على هجوم سيدني خرج رئاسة الأزهر ببيان يدين الهجوم على اليهود المحتفلين بالحانوكا.

معتبرا الهجوم أداة جديدة لخلق الكراهية وساق العبارات المنمقة في بيانه حول الحادثة.. لكنه صمت وحتى اللحظة – 5 أيام كتابة التقرير- عن إدانة الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، رغم كونه مؤسسة دينية تقدم نفسها ممثلة لطائفة كبيرة، لم تعد تقيم هذه الطائفة نفسها لهذه المؤسسة أدنى احترام، خاصة بعد سحب بيان كان عاديا يدعو فيه الأزهر إلى تقديم المساعدة لغزة..

وكما صمت الأزهر صمتت دار الإفتاء المصرية فعلى صفحات وسائل الإعلام المصرية ورد خبر ان دار الإفتاء المصرية ردت على الجدل الذي أثاره فيديو الفنان أحمد السقا لدعم نجم كرة القدم المصري محمد صلاح، مؤكدة أن التنمر والإيذاء النفسي محرمان شرعا ويعدان من كبائر الذنوب.

فهل صارت دوائر ومؤسسات العمل الديني المصري ومؤسساته معنية بالتدخل في مشاكل الفنانين والراقصات وإقحام الدين لحل مشاكلهم، وهل تحوّل عمامة الدين الى باحثة عن الشهرة عبر الجري وراء مشاهير الفن وهؤلاء عن الدين بعيدون، وهذا سؤال كبير برسم الشعب المصري ومؤسسات الدينية عل الإجابة توقف هذا الانحطاط الكبير والتلاعب باسم الدين

المرجعيات الشعية

المرجعيات الشيعية هي الأخرى يسجل غيابها باستثناء حزب الله – كما أشرنا – عن تسجيل موقف ضد الإساءة الأمريكية، ومع أن الإعلام الإيراني نقل الفعاليات اليمنية الغاضبة إزاء جريمة المرشح الأمريكي، لكن بيانات إيرانية رسمية أو دينية بقيت غائبة، وهذه سقطة يجب تلافيها..

وسؤال هنا هل ضعف ارتباط هذه المرجعيات بالقرآن الكريم أم ابتعدت أم هي بعيدة أصلا، وما عادت الإساءة اليه تحرك غيرتها أو تستدعي بيانا وموقفا ؟

انحسار للصهيونية

انتقال الإساءة إلى القرآن الكريم يمثل تراجعا ليكون دائما أو مؤقتا للهيمنة الصهيونية في أوروبا والتي ظلت لسنوات موطنا للإساءة إلى الإسلام والمقدسات الإسلامية، نتيجة أن تلك الشعوب وقفت على عمق المجزرة والإبادة المروعة التي ارتكبها اليهود والصهيونية في غزة، ونتحدث عن أكثر من مائتي ألف شهيد وجريح، وبالتالي فالميدان الأمريكي هو الباقي المهيأ للصهيونية في الوقت الحالي.

لسنوات ظلت أمريكا رغم عدائها للإسلام وقيادتها للجهود الغربية والصهيونية في استهداف دول العالم الإسلامي وتدعيم وجود الكيان الإسرائيلي والمشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ، تنأى بنفسها عن الاستفزازات من هذا النوع، أقدم مرشح أمريكي على هذا النوع يكشف عن انحسار قدرات المشروع الصهيوني في أوروبا والتي ظلت حديقة خلفية لمثل هذا النوع المقزز من الاستفزازات للمسلمين، نستحضر الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية والفرنسية والفلم الهولندي ، والتي تطاولت فيها الصهيونية والغرب الكافر على خير البشرية وأعظم رسول عرفته الإنسانية محمد صلى الله عليه واله.

الاحتفاء بالحانوكا

وبأكبر من الضربات العسكرية في غزة ومحيطها وفي عمق الكيان الإسرائيلي، وجه طوفان الأقصى ضربات كبيرة للصهيونية في الوعي العالمي، مخرجا أوروبا أو تكاد من دائرة، السيطرة الصهيونية إلى فضاء الإنسانية الرحب، وكذلك الجامعات الأمريكية، والتي ينتشر الوعي اليوم في حرمها كما النار في الهشيم متجاوزاً إغلاق القمع والترحيل.

وهذا الأمر يفسر المشهد قبل أيام ورأس النظامين الأمريكي والبريطاني يحتفون بشكل مبالغ ولأول مرة بتلك الصورة بعيد الحانوكا اليهودي من واشنطن إلى لندن، ومنها هدد رئيس الوزراء البريطاني بشرعنة عمليات القمع ضد التظاهرات المناهضة للصهيونية معتبرا إياها تشبه معاداة السامية التي فقدت عصاها الغليظة للتخويف وبات الجميع يتحدى تلك القوانين التي شكلت بداية تمييز لليهود برغم كراهية الشعوب هناك..

ولعل في هجوم سيدني مؤشر على حجم الكراهية لليهود عالميا وعجز اليهود في الذهنية الغربية عن مغادرة صورة جشع المرابي والمحتكر والمستعبد للناس بعد أن يضعهم رهينة الديون.. وهم لعبوا حقيقة هذا الدور ولايزالون وهذا ما يفسر هيمنتهم على السياسيين والحكومات رغم كراهية الجميع لهم.

تجريم معادة الصهيونية

تهديد رئيس الوزراء البريطاني بسن تشريعات تجرم المناهضين للصهيونية هو أوضح شاهد بعد عامين من طوفان الأقصى وما حققه في ضرب المشروع الصهيوني، رغم إيغال الكيان الإسرائيلي في الدماء، تثمر انتصارا اختصر عقودا من العمل.

تجريم الصهيونية في أذهان ووعي الشعوب التي تخدرت بها طويلاً.. لا يمكن القضاء عليه بقانون لن يؤمن به الشعب، اليوم نتحدث أن معادة السامية لم تعد بتلك القدرة على التخويف لدى النخب ولا حتى لدى الشعوب، وستارمر ذاته اعترف خلال فعالية يهودية استضافها في مقر رئاسة الوزراء البريطاني بان «معادة السامية « أصبحت أمر عادياً ويجري تحديه كل يوم “، فهل سيجرم ستارمر نصف الشعب البريطاني ويودع ثلثه مثلا في السجون، ويغرم ثلثه الثاني».

واذا ما تحدثنا عن ان هناك حكومات أوروبية باتت تؤمن اليوم بخطورة الصهيونية على الوضع الدولي وإن لم تجاهر بذلك كأسبانيا ، فلن يكون بالإمكان استنساخ الفترة والظروف التي فرضت فيها قوانين معادة السامية وسيكون مقدرا لهذا التوجه الفشل، خاصة في ظل ذوبان الحواجز وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي مثلت عماد الوعي والنهضة ضد الصهيونية داخل المجتمع الغربي المثقل بالمؤامرات اليهودية التي تستهدف فطرته وتهز أسس بقائه كالمثلية والاستكلاب وخلافه من الظواهر التي يتم تشجيعها ودعمها رغم مخالفتها المستفزة والمقززة للفطرة الإنسانية..

في الخلاصات

صمت المرجعيات الإسلامية بجناحيها السنية والشيعية مؤشر خطير على ابتعادها عن القرآن الكريم، ويجب أن تكون هذه الإساءة حافراً لمراجعة موقعها .

وقدرة الله على حماية كتابه الكريم ليس محل نقاش، «وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم»

في المشهد المليوني المهيب بالسبعين والمشاهد المهيبة الأخرى في المحافظات الرئيسية كصعدة والحديدة والاحتشاد في عشرات الساحات على امتداد اليمن، ينوب الشعب اليمني عن ملياري مسلم في الدفاع عن القرآن الكريم، والانتصار للإسلام مع قلة في غزة ولبنان وأحرار في مناطق أخرى يشاركون اليمن الموقف والحضور في الساحات نصرة للقرآن وفلسطين

 

 

 

قد يعجبك ايضا