قال تقرير للأمم المتحدة، اليوم الجمعة،إنه وسط اكتظاظ خانق في مخيمات غرب غزة، يجد النازحون أنفسهم مضطرين للعيش داخل أنقاض المنازل شبه المدمرة. ومع تفاقم الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة، تصاعدت وتيرة انهيارات المباني المتصدعة، مما عمّق أزمة السكن الآمن في ظل انعدام البدائل والموارد.
ورصدت الأمم المتحدة في التقرير الذي نشرته على منصة “إكس” الواقع الميداني واستمعت لشهادات المتضررين من هذه الانهيارات.
يقف محمود السقا أمام ما تبقى من منزله المنهار غرب مدينة غزة، حيث اضطر هو وأقاربه للعيش في غرفة واحدة بعد أن تضرر المبنى جراء القصف.
وقال: “هذه هي الغرفة الوحيدة التي نسكن فيها في هذا المنزل بعد أن تعرّض للقصف. هذه الغرفة تسكن فيها حاليا ثلاث عائلات مكوّنة من 12 فردا. اضطررنا للسكن هنا لأنه لا يوجد مكان آخر أمامنا”.
وأوضح السقا أن الخوف يرافق العائلة مع كل موجة مطر جديدة: “عندما نسمع عن انهيار منزل على سكانه بسبب المطر، ننام ونحن قلقون، لأن منزلنا أيضا معرض لخطر الانهيار. نخشى على أطفالنا وكبارنا من هذا الوضع”.
وفي حادثة مماثلة، كان علاء الحصري يتفقد أنقاض منزله الذي انهار بسبب سوء الأحوال الجوية.
قال إن المنزل انهار فجأة بينما كان هو وزوجته خارج المنزل لشراء الطعام .
وأضاف: “خرجتُ إلى السوق أنا وزوجتي لإحضار الطعام لأطفالنا. كانت ابنتي الصغيرة في الروضة، وكان ولداي الآخران في تلك اللحظة ينزلان على سلّم المبنى، وفجأة سقط البيت. لو قُتل أولادي، من سيعوضني عنهم؟ أولادي هم روحي في هذه الحياة. الآن لم يتبق لديّ أي شيء، لم يتبق لدينا ملابس ولا أغطية، حتى جالونات المياه التي نأتي بها من مسافة بعيدة فقدناها”.
من جانبه، قال أبو رامي الحصري، أحد أقارب العائلة، إن مخيمات النزوح مكتظة تماما ولا توفر أي حماية من المطر.
وأضاف: “كافة مخيمات النازحين ممتلئة. أنا أعيش في مخيم، لكننا لا نستطيع مقاومة الأمطار، فالمياه تدخل علينا. أين نذهب لنسكن؟ اضطررنا للسكن في منزلنا المدمّر.
بعض الناس قد يضطرون للسكن أسفل سلّم المنزل. نريد أن نوصل صوتنا إلى جميع الدول العربية لتنظر إلى حال قطاع غزة، وليس إلى حالي أنا فقط”.
ودعا أبو رامي الدول العربية إلى الاهتمام بالأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وفي الموقع نفسه، كانت كريمة الحصري تبحث بين الأنقاض عما تبقى من ممتلكات العائلة. قالت إن أطفالها أصيبوا بالرعب عندما انهار المبنى فجأة بينما كانوا يستعدون لجلب مياه الشرب.
وأضافت:”كنت خارج المنزل أنا وزوجي، وكان أطفالي ينوون الذهاب لإحضار مياه الشرب. عندما كان أولادي ينوون النزول على سلّم العمارة، انهارت فجأة، وأصيبوا بحالة من الرعب وبدأوا بالبكاء. وعندما وصلنا وجدنا البيت منهارا”.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الاحتياجات لا تزال تفوق قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة، نظرا للعقبات المستمرة التي يواجهونها في قطاع غزة.
كما أن العواصف المطرية وانخفاض درجات الحرارة يزيدان الوضع سوءا في جميع أنحاء القطاع.
وفي إطار الجهود المستمرة لتوفير الدعم اللازم لمواجهة فصل الشتاء، تقوم الأمم المتحدة بتوزيع طرود من المواد الأساسية – بما في ذلك المساعدات الغذائية ومواد النظافة ومستلزمات الإيواء – للمساعدة في مواجهة العواصف المستقبلية ودعم السكان بعد الأمطار الأخيرة.
وقام شركاء الأمم المتحدة العاملون على تحسين الوصول إلى مأوى لائق بتسليم 3,800 خيمة، ونحو 4,600 غطاء بلاستيكي، وآلاف من مستلزمات الفراش إلى حوالي 4,800 عائلة.
ويعمل شركاء الأمم المتحدة أيضا على معالجة المخاطر المتزايدة لانخفاض حرارة الجسم لدى حديثي الولادة، وذلك من خلال توفير مجموعات مخصصة للوقاية من البرد يتم شراؤها وتجهيزها محليا لتوزيعها. وستُقدم هذه المجموعات للأمهات ومقدمي الرعاية للأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار.