ما لم يستوعبه التحالف الصهيوأمريكي

طاهر محمد الجنيد

 

 

أراد شريكا جرائم الإبادة والتهجير القسري (ترامب-نتن ياهو) تهدئة تصاعد الغليان الشعبي العالمي المناصر للقضية الفلسطينية من خلال ما قيل إنها خطة (ترامب) وخرج (النتن) معلنا أنه انتصر على المقاومة لأنها ضمنت إطلاق الأسرى واستعادة جيف الجنود القتلة ولم تنص على إقامة دولة فلسطينية ولم تتضمن نصا يوجب سحب جيش الإجرام من غزة، (بدل أن تعزلنا حماس عزلناها وقلبنا الطاولة، العالم العربي والإسلامي يضغط على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب -تحرير الأسرى مع بقاء الجيش)، لم يدرك النتن أن تلك هي شروط صهاينة العرب والغرب وأن الأنظمة التي يتحدث عنها في العالمين العربي والإسلامي هي صهيونية أكثر من الصهاينة وكما تحدث عنها مبعوث ترامب (توم براك) وقبله رامسفيلد-لا يوجد شرق أوسط بل عشائر وقرى؛ والدولة الوطنية اخترعها الاستعمار الفرنسي والبريطاني بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916م، فقد أخذوا أملاك الإمبراطورية العثمانية ورسموا خطوطا حولها وسموها دولة وطنية، ومن الصعب ومن الوهم الاعتقاد أنه يمكن الحصول على دولة وطنية تضم 27 دولة و110 مجموعات عرقية مختلفة)، فرهان التحالف على مجلس الأمن والأنظمة التي صنعها لحماية مصالحه، لا يتفق مع تطلعات أحرار شعوب العالم وما يظن أنه قلب للطاولة على المقاومة وهم لأن هذه الأنظمة تحظى برعاية وحماية التحالف الصهيوأمريكي، لأنه أنشأها ومكنها من السلطة وتعهدات التحالف الإجرامي شرقه وغربه بالمحافظة عليها من السقوط.
الإجرام التحالفي ذهب إلى ما سماه الهدنة الخادعة لكي يكمل إجرامه دون استفزاز لمشاعر شعوب العالم المناصرة للقضية الفلسطينية، وهو ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية (خفض الاهتمام الدولي ليتواصل الهجوم بلا توقف وفرض هيمنة دموية تمتد من غزة إلى الضفة وسوريا ولبنان)، الغارديان ألقت باللوم على الإجرام الصهيوني لأن بريطانيا تعتبر نفسها حامية لأمريكا ومدافعة عن كيان الاحتلال وشريكة في كل جرائمه، فقد ساقت إلى السجون كل من يعارض أو يحتج على جرائم الإبادة حتى لو بلغ من السن عتيا وذهبت لإطلاق يد التطرف ضد الإسلام والمسلمين بعد زيارة رئيس كيان الإجرام المجرم هرتزوغ.
النشوة اليهودية الداعمة للإجرام، ظهرت جلية في تصريحات المجرمين والمؤيدين لهم فقد أظهروا حقيقتهم بدون خجل، فالصحفية المعادية للإسلام والمسلمين ميلاني فيلبس قالت (لقد انتقلنا من يهودية التلمود إلى يهودية التناخية التي يقتل فيها اليهود أناساً حقيقيين.. سنواجه العالم ولن نسترضيه بعد الآن وسنعمل على هزيمة العدو).
خطة “ترامب- نتن” استطاعت أن توحد جهود القتلة والمجرمين والداعمين لهم من صهاينة العرب والغرب والطاولة التي يتحدث (نتن ياهو) عن قلبها مقلوبة أصلا والمقاومة أيقظت شعوب العالم أجمع ونقلت القضية الفلسطينية من البعد القومي والديني والوطني إلى الأبعاد الإنسانية التي يلتف حولها كل أحرار العالم، أما العبيد والجبناء والخونة والعملاء، فالمقاومة لا تعتمد عليهم وليسوا أهلا لإقامة حق أو دحض باطل.
كيان الاحتلال اعتمد على اطلاق تصريحات تخفي كل مظاهر الخوف والرعب الذي يعيشه الإجرام والمجرمون، فسفير الاحتلال السابق (درورايدرا) كتب قائلا: (إن شعب إسرائيل صارع الله وغلبه)، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا؛ وأضاف (نحن قادرون على الانتصار في معركه الوعي لقد مررنا بمواقف أصعب من هذه ولم نتنازل صارعنا الله والناس وغلبناهم) منطق فرعوني ونمرودي وإجرامي يتطاول على الله وينسب الإساءة ويدعي أن الله فضله.
فرعون قال ((ما علمت لكم من إله غيري)) والنمرود قال ((أنا أحيي وأميت))، أغرق الله فرعون وأنهى النمرود بحشرة بسيطة، لكن التطاول الإجرامي الصهيوني أثبت الألوهية وصور الإله مهزوما من خلقه ونبيا من رسله، فقد هزم إلههم الذي يدعون أنه فضلهم وهي ترهات وأكاذيب يسوقها شذاذ الآفاق الذين شهد على إجرامهم ووحشيتهم شعوب العالم ومع ذلك يقول حاخام اليهود وسفير أمريكا هكابي: أبارك من باركك وألعن لاعنيك سفر التثنية .
الأنظمة العربية والإسلامية التي يعتمد عليها كيان الاحتلال هي ذاتها التي مكنته وخانت المقاومة كانت تدعي أنها ستحرر الأقصى وفلسطين الآن اتضحت عمالتها وخيانتها بفضل طوفان الأقصى .
الرأي العام العالمي أصبح اليوم يعيش بعيدا عن الأكاذيب التي روجها التحالف الصهيوأمريكي حتي داخل الأنظمة الداعمة للإجرام والمجرمين .
تحول كثير من الداعمين إلى مناصرين ومؤيدين وكاشفين وفاضحين للإجرام، لأن الحقائق أوقفتهم عن ممارسة التضليل والأكاذيب، ولو استمروا لانتهت مسيرتهم وشعبيتهم، فالإعلامي الأمريكي المعروف بدعمه لكيان الاحتلال سابقا (تاكركالسون) اتهم نتن ياهو بأنه يشكل تهديدا للحضارة الغربية وخطابه الإجرامي يعتمد على نزع الإنسانية عن شعوب وأمم بكاملها ويصورها كأعداء للفطرة، وهذا النهج لن يدمر الشرق الأوسط فقط، بل يقوض القيم التي قامت عليها المجتمعات الغربية من حقوق الإنسان واحترام القوانين وإدانة العقاب الجماعي.
كارلسون واصل الأمر، فانتقد أكذوبة شذاذ الآفاق (شعب الله المختار) لا وجود لما يسمى شعب الله المختار؛ الله لا يختار قتلة الأطفال، هذه بدعة، هؤلاء مجرمون ولصوص، توجيه النقد لكيان الاحتلال من باب إثبات أن هناك قيماً غربية حضارية وإنسانية راسخة وهي أكذوبة لم تعد تنطلي على أحد، فقد تعرت سياستهم الإجرامية فرادى وجماعات، أنظمة وحكومات.
كثير من الإعلاميين والسياسيين وغيرهم تغيرت مواقفهم لصالح دعم مظلومية الشعب الفلسطيني ومجرم الحرب النتن والداعمون له لم يستوعبوا هذه الحقائق ومازالوا يراهنون على تلك الأنظمة التي صنعوها ومكنوها لحماية مشاريعهم الإجرامية في البقاء والاستمرار.
التطمينات التي يلقيها الإجرام والمجرمون من خلال تصريحاتهم، تريد أن تتجاوز الوعي الجماهيري الذي أنهى كل المحظورات والممنوعات التي كانت مسلمات لا يجرؤ أحد الحديث عنها، فكثير من الناشطين يتساءلون اليوم لماذا يتم تقديم مصلحة كيان الاحتلال على مصلحه أمريكا، وايباك التي كان الحديث عنها موجباً للإعدام السياسي المادي والمعنوي أصبح هناك كيان مناهض لها، يفضح سياستها وبالتالي ذهبت كل المحظورات هباء، أولا: قبول الروايات الكاذبة والتسليم بها كحقائق غير قابلة للنقاش؛ وثانيا: تجريم كل من يعارض الإجرام وإلصاق تهمة معاداة السامية به، وثالثا: انهيار مخاوف جدار الخوف الذي زرعه التحالف الإجرامي لكل من يعترض على إجرامهم وطغيانهم وفسادهم.
المقاومة رسخت تأييدها لدى قلوب وعقول أحرار العالم، وما يدعيه مجرم الحرب نتن ياهو بقلب الطاولة عليها وهم كاذب ودعاية فاشلة لامتصاص التحركات المساندة داخل الأراضي المحتلة ولتجاوز الانهيار الذي وصلت إليه الأوضاع هناك وباعترافهم؛ فجيش الإجرام يسارع للفرار وكبار المستثمرين يغادرون والمقاومة التي يحاولون القضاء عليها أصبحت هي الأمل في الخلاص، وكما وصف مسؤول المفوضية الأممية السابق لحقوق الإنسان (كريغ مخيبر) رجال المقاومة بأنهم ثوار يقاتلون من أجل حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم؛ حكومات العالم والمؤسسات الدولية خانت الشعب الفلسطيني ؛لكن شعوب العالم كله تقف بجانب الشعب الفلسطيني، الآن أكثر من أي وقت مضي).
الأنظمة المتصهينة لم تستوعب حقيقة مناصرة شعوب العالم لفلسطين حتى الآن ولازالت تراهن على الأكاذيب والدعايات الزائفة لمواصلة دعم الإجرام وهو ما قاله مجرم الحرب وكررته عضو الكنيست غوتليف أن إعادة الأسرى سيضمن للإجرام مواصلة ارتكاب جرائمه بدون رحمة ولا خوف من العواقب، هذا الاندفاع يقابله تحد من يهودية تحركت مناصرة لفلسطين نجمة أوسكار وهوليودسارندون التي خرجت متظاهرة ومنددة بالإجرام وجرائم الإبادة، طردت من وكالاتها الفنية وألغيت مشاريع التعاقد معها وقيدت حسابات منصات التواصل الاجتماعي لها ولم تتراجع عن مواقفها، ومثل ذلك فعل مغني الراب البريطاني بوب فايلن حيث ردد شعار الحرية لفلسطين والموت لجيش الاحتلال ففرضت عليه العقوبات ومنعت عروضه، لكنه قال: أنه غير نادم على دعمه لغزة وفلسطين وأنه لن يكف عن الهتاف دعما لمظلومية الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا