المكرمات الاستعمارية واليمن

طاهر محمد الجنيد

 

ما ان أعلنت الإمارات تقديم دعم مالي لليمن بمقدار مليار دولار في مجال الطاقة ظن البعض وكل الظن خير ان القادم سيكون سيئا لأن الإمارات معروفة بدعمها السخي واللامحدود للإجرام والمجرمين شرقا وغربا يهودا وهندوسا/ صليبيين أو صهاينة أما دعمها للعرب والمسلمين فيقتصر وينحصر على السلاح لقتال بعضهم البعض .

الإمارات تعتبر اليمن تهديدا استراتيجيا عليها وعلى السياسات الاستعمارية التي تنفذها وتخدم أجنداتها؛ الوحدة اليمنية خطرا والاستقرار والسلام أيضا واستغلال الثروات كذلك؛ سيطرت على منشأة بلحاف النفطية ومنعت العاملين اليمنيين من الدخول اليها وحولت بعضا منها إلى سجن لكل من يعارض سياستها؛ واستولت على ميناء عدن بالقوة، لأنه اذا تم تطويره سيؤثر على ميناء جبل علي، وأفشلت كل محاولات تطويره أو استغلاله وخاصة مع الصين التي أبدت رغبتها في تشغيله مقابل اكثر من خمسة ملايين دولار ومميزات أخرى صناعية وتجارية.

الجزر اليمنية استولت عليها وعملت على بناء قواعد ومطارات لخدمة كيان الاحتلال وادعت ملكيتها لجزيرة سقطرى كدولة احتلال مع انها حسب دعاويها الكاذبة جاءت لتحرير اليمن ودعم ما يسمى الشرعية.

السياسة الاستعمارية التي تنفذها الأنظمة المتصهينة هي ذاتها سياسة الإجرام الاستعماري الاستيلاء على الثروات ونشر كل اشكال الفرقة والشتات والاستعانة بالخونة والعملاء والإغداف عليهم بالفتات للتحكم بالواقع المفروض بالقوة والحديد والنار.

إمارات الخليج عامة والأنظمة العربية والإسلامية المتصهينة تمت صناعتها بأيدي السلطات الاستعمارية وتحت رعايتها وحمايتها، وأي نظام أو مشروع وطني يتم التآمر عليه وإسقاطه وتعهدات قادة الغرب واضحة يعلنونها على الجميع وهي سياسة ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء أو الحكومات لأن المصالح الاستراتيجية الاستعمارية تعتمد على هذه الأنظمة ؛واذا كان جونسون وقبله روز فلت يقولون: ان ثروات الخليج والعرب من حق أمريكا ؛فهاهو ترامب: يقول ان العراق يحتكم على ثروة نفطية لا يدري ما يفعل بها ووجه أساطيله وجيوشه إلى فنزويلا لأنها تسيطر على أكبر مخزون استراتيجي منه.

امتنان حكومة ما يسمى الشرعية للمكرمة لم يتأخر فقد اشتعلت الفتنة بين أبناء حضرموت وأرسلت قواتها لتحسم الأمر للسيطرة على الثروات النفطية وهي ذاتها السياسة الإماراتية في دعم ميليشيات الدعم السريع في السودان؛ ودعم الانقلابات في كل الأقطار العربية والإسلامية؛ وفي دعم جرائم الاحتلال في غزه من التهجير القسري وجرائم الإبادة وضد الإنسانية وجرائم الحرب .

أعداء التحالف الصهيوامريكي العرب والمسلمين والقبة الحديدية لحماية كيان الاحتلال هي الأنظمة المتصهينة تحميه وليست الصواريخ ولا الأنظمة الدفاعية.

عندما كانت بلجيكا إمبراطورية استعمارية تسيطر على افريقيا وغيرها كان ملكها (ليوبولد الثاني) يمتلك حديقة حيوانات بشرية وكان يتم إرسال أطفال الافارقة يقدمون كطعام للحيوانات المفترسة كتسلية.

لم يقف الأمر عند ذلك بل انه (الإمبراطور) تسبب بموت أكثر من خمسة عشر مليونا من البشر حين استغل جهلهم وأميتهم وجعل زعماء القبائل يوقعون على بيع أراضيهم له مقابل قطعة من الملابس واشترط عليهم توفير العمال وكل من لا يعمل يقتاده الجنود وينكلون به ويعدمونه وكانوا يستخدمون النساء رهائن لإجبارهم على العمل.

الأنظمة المتصهينة تطبق سياسة الاستعمار نهب الثروات ومنح الخونة والعملاء الفتات كدعاية إعلامية وتقديم بعض المعونات أو القروض أو غيرها على انها من باب الإنسانية مع أنه يصدق عليهم (من غذي بالحرام لا يهم سعيه لسفك دماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها).

المكرمة الإماراتية لا تساوي شيئا ومثلها أو قريب منها مكر-ليوبولد بزعماء قبائل الكونغو سابقا (بورندي -ورواندا) استولى على الأرض وحولهم إلى عبيد يحاربون معه ويخدمون في المزارع والحقول ويقدمون كقرابين لا طعام الحيوانات المفترسة وتطور الأمر حديثا بتوليتهم (ذوي البشرة السوداء)في المناصب لتمرير القوانين العنصرية من خلالهم لانهم لا يرغبون في عكس صورة سيئة عنهم.

الإمارات كما صرح وزير العدل الفرنسي (جيرالددرامانان)بنت إمبراطورتيها المالية لأنها ملاذ أمن لتبييض الأموال في مجمل التجارة الممنوعة ومنها تجارة المخدرات التي يطالبها بتسليم الدفعة الثانية من اخطر الأباطرة الذين يحملون الجنسية الفرنسية ويكدسون ويراكمون ثرواتهم هناك .

الإمارات في دورها تحارب الإسلام عقيدة وشريعة لأنه يحرم الأنشطة التي تستثمر فيها من الربا والقمار والدعارة والخمور وغيرها وتلتقي مع التحالف الصهيوامريكي في ذلك، فقد مولت كل أعداء الإسلام في العالم، واعتمدت الديانة اليهودية على انها ديانة إبراهيمية، وحرضت دول العالم على محاربة الإسلام والمسلمين وهددت الدول اذا لم تستجب لطلباتها (في محاربة الإسلام والمسلمين) بتصنيفها إرهابية.

مولت استطلاعات راي في فرنسا وغيرها بواسطة شبكات الموساد وتجسست على المواطنين الفرنسيين المسلمين واستعانت باليهود والمتطرفين لإلصاق تهمة الإرهاب بهم كبداية لأنهم يناصرون القضايا الإنسانية ومنها مظلومية الشعب الفلسطيني.

حاربت في ليبيا مع صهاينة العرب بكل وسائلها ودعمت مليشيات الاقتتال للسيطرة على الثروات في السودان ومنها الذهب وغيره من المعادن ومثلها مثل فرنسا في محاربة فزاعة الإرهاب في دول افريقيا وخاصة مالي –فرنسا لا تملك منجما واحدا للذهب لكنها تمتلك رابع احتياطي في العالم منه بينما مالي لديها أكثر من أربعة آلاف منجم واحتياطيها صفر.

المشاريع والهبات والمنح والقروض التي يقدمها التحالف الصهيوامريكي ليست لوجه الله لأن من يحارب الله في كل شؤونه لن يقدم شيئا من اجل ان يرضي عنه لكنه يقدمها كطعم لتسويق إجرامه وجرائمه في حقوق الشعوب والأمم التي يراد السيطرة عليها .

اليمن يراد لها في سياسة الاستعمار وصهاينة العرب ان تظل مجزأة ومفككة ومتخلفة لأن نهوضها وتقدمها سيؤثر على الدور الوظيفي الذي يقوم به صهاينة العرب؛ فاليمن وحده القادر على لعب الأدوار الاستراتيجية لأنه اصل العرب وكما قال المفكر العربي محمد حسن بن هيكل: اليمن يتكئ على إرث تأريخي وثقافي وحضاري في شبه الجزيرة العربية اذا انفجر سيجرف كل المنطقة.

كان بإمكان التحالف الصهيوامريكي ان يكف عن تدخلاته في الشأن اليمني ويوفر كل معوناته وقروضه لأن اليمن لا يحتاجها لكن ذلك لن يحدث لأنهم يرغبون في السيطرة عليه ويريدون منعه من القيام بمهامه الإنسانية والحضارية والرساليه التي يحاربونها نيابة عن الاستعمار والتحالف الصهيوامريكي باعتبارهم وكلاءه في المنطقة.

لقد كرسوا كل جهودهم وسياساتهم من أجل السيطرة على اليمن ومحاربة نهضته وتطوره تحت عناوين شتى من أقصى اليمين والشمال والوسط ينطقون بألسنة العرب والمسلمين وهم اشد كفرا ونفاقا وفي الدرك الأسفل من النار.

التحالف يسيطر اليوم على المحافظات الجنوبية بواسطة العملاء الذين ينفذون أجنداته في كل شيء، ينهبون الثروات ويتاجرون بها في بنوكهم وينشرون الإرهاب في كل مكان يقتلون ويغتالون كل من يعارض إجرامهم بكل أشكال الاغتيال المادي والمعنوي .

ان قروض ومعونات التحالف الصهيوامريكي ضررها أكثر من نفعها وتهدف إلى تمويل جيوب الخونة والعملاء وتنمية حساباتهم ولا تختلف في محصلاتها عن قروض البنك والصندوق الدولي التي تمول الفاسدين من الخونة والعملاء الذين يدعمون سياساتهم في تلك الأنظمة المتصهينة وتحميل الشعوب تبعاتها مع انها صرفت للخبراء المشرفين على تدمير الشعوب .

كما أنها لا تمثل ولا واحد في المائة من الثروات التي يسطون عليها وينهبونها ويحرمون أصحابها منها، ومع ذلك يرون واجبا على الشعوب ان تقدم لهم الشكر والتقدير على إجرامهم وهي سياسة يهودية تستحل دماء وأموال الآخرين قال تعالى ((ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون))ال عمران 75.

 

 

قد يعجبك ايضا