
■ على الجهات المعنية تقدير رسالة الفن السامية للتوعية بمختلف القضايا المجتمعية والوطنية
■ الفن ليس له باع ودعم من ناحية الأجور والإنتاج في اليمن إلا في الأعمال الموسمية وهذا سبب تأخره
وصف عدد من نجوم الكوميديا والدراما اليمنية الواقع الفني اليوم بالواقع المطفر والمنفر للمواهب الإبداعية والفنية , نتيجة لسياسة التجهيل والتغييب التي يعاني منها واقعهم للإيفاء بأبسط حقوقهم الفنية المهضومة – على حد قولهم – داعين الجهات المعنية الاهتمام بالفنان والممثل وتقدير رسالته السامية في التوعية بمختلف القضايا المجتمعية والتعليمية والوطنية وإحياء دور المسرح باعتباره منبرا لا يقل أهمية عن دور الإعلام في معالجة القضايا المحورية في البلاد , ومن باب صقل وتنمية المواهب الفنية الصاعدة .. نتابع
البداية كانت مع الفنانة القديرة فتحية إبراهيم والتي صار الفن في نظرها مطفرا ومنفرا لكل المبدعين والموهوبين وبدت زمرة القربى هي الطاغية دون النظر إلى الخبرة والكفاءة والأولوية , وأنا عن نفسي كنت قد تركت هذا المجال لفترة طويلة غير أنني عدت للتمثيل في مسلسل الصهير صابر بعد ضغط ومجاملة للزملاء لا غير, لأن نجوم التمثيل عندنا مهضومون لا يلقون المكانة ولا الأجر الذي يستحقونه, فاعتكفت بمنزلي سنتين , حتى المنتج في أكثر الأوقات يأكل حقوقنا الأدبية والمادية و يحتقر وجودنا كنجوم في عمله فيستدعينا لمشهد كمبارس استغلالاٍ لا سميا أمام الرعاة كوجود نجوم معه وفي نفس الوقت تقزيمنا في عمله حتى جعلونا نكره المشاركة بتلك المهزلة وأما وزارة الثقافة للأسف نحن الفنانين القدماء لا تتذكرنا الثقافة لا في حقوق ولا في سفريات نمثل بها بلادنا خارجيا , فنفاجئ بأنه لو أردنا شيئا من الوزارة علينا أن نتوسط بواحد منهم للأسف واصبر يا قلب قد الدنيا قلب.
سياسة التجهيل
نجم الكوميديا اليمنية الفنان القدير يحيى إبراهيم هو الأخر لم يسلم من سياسة التجهيل والتغييب لقامته الفنية في وسط لا يشجع الإبداع ولا الموهوبين على حد قوله.
الميزانية صفر
ومضى يقول : – السبب هو ندرة الأعمال , فالأعمال الفنية صارت موسمية , أو قد يكون العمل غير مفصل على شخصيتهم والبعض يبحث عن دور البطولة دائما , وفي الحقيقة لا يمنع أن أكون بطلا لمسلسل ما وأحيانا مشاركا في البطولة أو ضيف شرف , مع إن الكثير انتقدني ” لماذا تقبل أن تكون ضيف شرف وأنت نجم البطولة في العديد من المسلسلات ” ولكن هذا لا يمانع لو دامت لغيرك ما دامت لك , وعن التشجيع الذي يلقاه المبدعون الفنيون فأنا أعمل مدير إدارة الشباب بوزارة الثقافة لم استطع حتى الآن أن أخدم شابا واحدا أو أقدم له الدعم وأقوم بتأهيله وتدريبه , لأن ميزانية الثقافة في هذا الجانب صفر والاهتمام صفر , إلا ما ندر ولكن كفرقة ومؤسسة خاصة بي فلدي الكثير من الشباب المبدعين أقوم بتدريبهم وتأهيلهم , الله يرحم أيام زمان حيث كانت وزارة الثقافة في الثمانينيات تملك إمكانيات هائلة لتأهيل الفنانين والمؤلفين والكتاب والمخرجين من قبل كفاءات عربية ودولية لها باع طويل في التأليف والإخراج وقيام دورات دائمة للفنان وفق ما يتطلبه المسلسل والمشاهد لا على البركة كما هو حادث اليوم !!
مستطرداٍ أسباب رحيل نجوم الفن عن مواصلة مشوارهم الفني بقوله : الفن لا يؤكل عيشاٍ في بلادنا , الفن ليس له باع ودعم من ناحية الأجور والإنتاج في اليمن إلا في رمضان لأن أعمالنا موسمية كثيرة وأغلب أولئك المشاهير يعيشون في منازل إيجار , ومع ذلك فكثير من الناس يطلبون المساعدة والدعم منا ونحن أتعس منهم ولكن هذا هو حال الفن هنا وعايشين والحمد لله .
البروز الإعلامي
من جهته يقول النجم الكوميديا الحسن مثنى : أنه من الطبيعي وجود ذلك فأي فنان وأي مبدع يواجه مختلف الصعوبات وأبرز تلك الصعوبات هي عدم وجود الدعم بشتى أنواعه سواء مادياٍ أو معنوياٍ إلا أن الإرادة الحقة هي التي تتغلب على ذلك جميعا فلم نستسلم ولم نخضع لأي عائق وظللنا نواجه ذلك بكل صبر وثقة بأن القادم أحلى مع ممارسة عملنا وتطلعنا الفني بين الناس والجماهير في الأعراس والمهرجانات حتى تمكنا من الوصول إلى مختلف القنوات الإعلامية.
موضحا أن دور الإعلام ضعيف جدا في دعم الشباب ومواهبهم وقدراتهم الفنية سواء أكان ذلك من قبل الإعلام الحكومي أو الحزبي بل إن اهتماماتهم سياسية بالمصالح الضيقة التي أغلقت شيئاٍ اسمه شباب مبدع وأرى أنها اهتمت بكل من يطبل ويروج للأهداف السياسية الأنانية ولمعت أشخاصاٍ ليس لديهم أي صلة بالفن لا من قريب ولا من بعيد لدرجة أنك تجد سائقي التاكسي والباصات أصبحوا ممثلين ولا يعرفون شيئا عن مهنية التمثيل ولا أساليبها.
قضايا مجتمعية
من جهتها وصفت الفنانة أمل إسماعيل واقع الفنانين بالواقع المهمش الذي لا يجد فيه الفنان أبسط حقوقه ومستحقاته حتى صار مغيبا عند الجهات المعنية , رغم الرسالة السامية التي يقدمها الفنان اليمني في معالجة ومناقشة والتوعية لعدد من القضايا المجتمعية بأسلوب جميل وجهد لا مثيل له خاصة مع قلة الإمكانيات التي لازلنا نعاني من نقصها كممثلين أو فنانين وهذا هو سبب تراجع الأعمال الفنية وغياب المبدعين ومن أبرز تأخر الدراما اليمنية في الانتشار والتوزيع !!