مقرر أممي: هدم “إسرائيل” لمنازل غزة بأعذار واهية جزء من جريمة الإبادة الجماعية

الثورة نت /..

قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، إن استمرار “إسرائيل” بهدم المنازل في القطاع “بأعذار واهية، يشكل جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية”.

ووصف راجاغوبال، في مقابلة مع وكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، الممارسات الإسرائيلية بـ”مجزرة مساكن” في قطاع غزة، مشيراً إلى أن “السلطات الإسرائيلية تواصل هذه الأفعال حتى خلال فترة الهدنة التي باتت مجرد حبر على ورق”.

وأوضح أن “إسرائيل لا تزال تواصل القتل، وهدم المنازل، ومنع وصول المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي ولم تُنفَّذ أيًا من بنود الهدنة بشكل فعلي”.

وأضاف: “كان ينبغي إنشاء جهة تراقب انتهاكات الهدنة وتحمّل الأطراف المسؤولية في حال خرقها، والوضع الحالي لا يختلف كثيرًا عما كان عليه قبل توقيع الهدنة”.

وتابع: “الفرق الوحيد هو توقف الغارات الجوية واسعة النطاق، بينما يستمر القتل والهدم وعرقلة وصول المساعدات.. المنطقة لا تزال ترزح تحت الاحتلال”.

وأشار المقرر الأممي إلى أن “إسرائيل” تبرر عمليات هدم المنازل في غزة بزعم أنها “أهداف عسكرية، لكنها في معظم الحالات تفشل في تقديم أي دليل على ذلك”.

وأضاف أن عمليات الهدم “تتم بشكل واسع وعشوائي دون تمييز”، مؤكداً أن ذلك “انتهاك جسيم لقوانين الحرب وجريمة ضد الإنسانية”.

وزاد: “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، واستمرار تدمير المساكن جزء من هذا الفعل الإجرامي. لقد قلتُ ذلك مرارًا. إنه وضع مأساوي للغاية”.

وأوضح راجاغوبال أن معظم عمليات هدم المنازل لا تقع أثناء اشتباكات فعلية، بل بعد أن تفرض القوات “الإسرائيلية” سيطرتها الكاملة على المناطق المستهدفة.

وقال: “القوات الإسرائيلية تدخل المناطق، وتزرع المتفجرات، ثم تدمّر المنازل. هذه ليست أفعالًا مرتبطة بالمعارك، بل أعمال انتقامية غير مشروعة. إنها خرق كامل للقانون الدولي”.

وأردف: “قلت مرارا إن إسرائيل تمارس هذه الأفعال قبل الهدنة وخلالها، ولا غرابة في ذلك. ما يجري هو ما أصفه بمجزرة المساكن، أي التدمير الواسع للمنازل أثناء النزاعات المسلحة. يجب أن نعتبرها جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وفعلًا من أفعال الإبادة الجماعية”.

وأكد المقرر الأممي أن أوضاع النازحين في غزة “كارثية للغاية”، مشيرًا إلى أن أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية تفتقر اليوم إلى المأوى المناسب.

وذكر أن خيام النازحين في غزة “قديمة تمامًا وغير صالحة للسكن، والكثير منها غارق تحت المياه بعمق يتراوح بين 30 و60 سنتيمترًا”.

وأفاد بأن المناطق التي تؤوي النازحين غمرتها المياه مع قدوم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ما يشكّل خطرا كبيرا على الأطفال والنساء وكبار السن، لافتًا إلى أن الأمراض، بما فيها تلك المنتقلة عبر المياه، تتفشى بسرعة كبيرة.

وأشار إلى أن “إسرائيل” لم تسمح بإدخال العدد الكافي من الخيام والمساكن المتنقلة التي التزمت بها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، رغم وجود شاحنات مساعدات كافية تنتظر على المعابر.

وأكمل: “إبقاء الناس في حالة نزوح دائم هو جزء من استراتيجية عدم الاستقرار التي تنتهجها إسرائيل. هذه هي الطريقة الوحيدة لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على غزة، وجعلها أكثر خضوعًا. إنها جزء من استراتيجية الضم، والسماح باستمرارها أمر مؤسف للغاية”.

قد يعجبك ايضا