يروب .. والسلاحف الخضراء


إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيضة وعلى بعد نحو 30 كيلو مترا تقع كدمة يروب وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي وتنتشر في هذا الموقع بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية التي رسمت باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الذي يمتد في الفترة من (2500-1000) سنة قبل الميلاد كما تنتشر على سطحه –أيضا- شقف من خزف البورسلين الصيني الذي يعود تاريخه إلى القرنيين) السادس عشر– السابع عشر الميلاديين).
كما توجد على شاطئ يروب وإلى الشرق من المستوطنة الأثرية القديمة مستوطنة أثرية أخرى يعود تاريخها أيضا إلى العصر الحديدي كما أن هذا الشاطئ قد استخدم كميناء في فترة ما قبل الإسلام كإحدى محطات الطريق البحرية من سمهرم إلى ميناء قنا وكان يطلق عليه الأهالي اسم ) خور جربون ( ثم استمر استخدام الميناء في الفترة الإسلامية حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين وتوجد بقايا خزف البورسلين الصيني المنتشر في المستوطنة مما يدل على النشاط الواسع للميناء الذي كان يستقبل البضائع التجارية الخارجية وكان أيضا يصدر من خلاله اللبان إلى الخارج في فترة ما قبل الإسلام .
ويتميز هذا الشاطئ عن غيره بوجود أعداد كبيرة من طيور النوارس الجميلة خاصة تلك النوارس التي تحل في الشاطئ قادمة من البصرة ) العراق ( التي تصل إليه خلال فصل الربيع من كل عام .
وعلى بعد (77) كيلو مترا على الطريق الممتدة من مدينة الغيضة إلى مدينة حوف توجد أكبر مستوطنة للسلاحف الخضراء العملاقة حيث تقع هذه المستوطنة على شاطئ رملي صغير بين الصخور والبحر بعرض (25م) وطول (200) متر وتقصدها السلاحف في موسم تكاثرها لتضع بيضها في رمال المستوطنة التي يطلق عليها الأهالي اسم ( ردغال ) أو ( شيصور).
وعلى الرغم مما تحظى به محافظة المهرة من مواقع أثرية وساحلية إلا أن الجهات المعنية لا تزال غائبة تماما في إعطاء كل ذي حق حقه فالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية بالمحافظة باتت عرضة للدمار والاندثار والأحياء البحرية –السلاحف – هي الأخرى لم تسلم من المضايقات والاصطياد العشوائي الأمر الذي جعل من هذا وذاك عرضة للدمار والانقراض.

قد يعجبك ايضا