الشهادة في سبيل الله

محمد أحمد المؤيد

شهادة الشهداء في سبيل الله معناها ليشهدوا أمام الله وملائكته وجميع خلقه يوم يقوم الأشهاد على أن هناك جنداً لله يذودون عن دينه وكلمته ونصرة نبيه محمد «صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً» أمام قضايا جسام جرت بين الحق «جند الله» والباطل «جند الشيطان» ونعوذ بالله، وأن هناك عباداً من بني آدم أخلصوا لله والولاء له واجتهدوا في طاعته تعالى وقدموا البذل والعطاء من أجل مرضاته وإعلاء كلمته سبحانه؛ ولم يألوا جهداً في ذلك، ولم يهنوا ويستكينوا ولا يخافون في الله لومة لائم حتى أن دماءهم وأرواحهم وحياتهم لم تغلَ أو تعز عليهم من أجل الله وفي سبيله، وبها سيشهدون لله وأمام ملائكته بأن الله عندما أصطفى آدم وبنيه وكرمهم بالاستخلاف في الأرض، فقال حينها الملائكة الكرام مخاطبين الله تعالى :«أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء»، فقال سبحانه وعز من قائل :«إني أعلم مالا تعلمون»، لذا فهم شهداء لله أمام الملائكة وجميع خلقه سبحانه أنه وقوله الحق وهو الحكيم الخبير، فقابل الله عطاء الشهداء بعطاء دنيوي يلتمسه حاشيتهم وربعهم وناسهم وعشيرتهم ويتمثل بالفتح والنصر المبين لقوله سبحانه :«وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرض لم تطئوها وكان الله بما تعملون خبيراً» والذي لم يكن لهذا الأمر أن يحدث في عالم المستضعفين من المؤمنين في ديار الإسلام والمسلمين وأي بلاد يدخلونها فاتحين مهللين مكبرين لولا تحرك وبذل وصبر وجهاد واستبسال المجاهدين من المؤمنين، وكذا استشهادهم في سبيل الله أمام أعدائه الذين بغوا وعاثوا في الأرض الفساد من أولياء الشيطان اللعين، وكذا عطاء الله للشهداء الكرام أنهم لا يموتون بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون؛ وهذه معية لا تضاهيها معية، كونها معية الله لأنهم في عنايته وفضله سبحانه، فأي فضل بعد هذا فضل أفضل من فضل المتفضل سبحانه ؟.. فهنيئاً لشهدائنا الأبرار شهادتهم في سبيل الله، ونعدهم بإذن الله أن نحن في دربهم سائرون حتى يحق الله الحق ولو كره الكافرون أو نلقى ما لقيوه وهذا شرف لنا.

«ولله عاقبة الأمور»

قد يعجبك ايضا